لماذا نستمر بالعودة للإباحية حتى بعد الوعود بالتوقف؟

بدلًا من محاربة الإباحية فقط، ابذل كل ما وسعك لملء عقلك وقلبك وحياتك بأشياء جيدة- هذه الأشياء هي التي ستجعل حياتك حقًّا ذات قيمة.
A+ A-

بدلًا من محاربة الإباحية فقط، ابذل كل ما وسعك لملء عقلك وقلبك وحياتك بأشياء جيدة- هذه الأشياء هي التي ستجعل حياتك حقًّا ذات قيمة. 

"أريد التخلص من الإباحية، ولكن لماذا أعود لها باستمرار؟"

تخيل أن يطرق بابك أحدهم، وعندما تفتح الباب وإذا بشخص جميل وغريب يقف هناك، ويعرض عليك بأن يخلع ملابسه أمامكم.

"ما الذي تقوله؟! أنا آسف..لا شكرًا. أنا مرتبط وهذا شيء لا أشعر حياله بشعور جيِّد. أرجوك غادر،" ربما هذا الذي ستقوله كجواب لما حصل.

الباب يُغلق، وأنت تأخذ نفس عميق. وبعد ساعة، وغريب آخر مختلف، وجميل بنفس القدر يقرع الباب مثل الذي سبقه، وبنفس العرض، ولكن هذه المرة يدعوك لتكون شاهدًا على شخص يُمارس الجنس مع شخص آخر. 

ومرة بعد مرة، ويومًا بعد يوم، تستمر هذه الطّرقات ولا يهم كم مرة قلت: لا. الدعوات أمامك لمشاهدة "بحر من الجنس" لا نهاية لها. سهل الوصول. في أي وقت. هل سيكون من الصعب مواجهة ذلك لجميع الناس؟ أنت تراهن على ذلك، لشخص يسعى ويحاول التحرر من سطوة الإباحية.

وجّه هذا السؤال لأي شخص يعيش في عصرنا اليوم؛ لأن هذا يشبه إلى حد كبير ما يواجهونه.

وتجربة هذا الاختبار يدعو للتعاطف أكثر مع الرجال والنساء -الصغار والكبار- الذين يحاولون التحرُّر من الإباحية فورًا.

ويحدونا أمل أنهم سيتركون الإباحية للتوجُّه لأمر أفضل. ولكن هل يجب علينا أن نكون مشوَّشين لماذا بعض الناس يُعانون للتحرر من الإباحية؟

"لماذا أستمر بالرجوع للإباحية، مع أني أعرف أكثر؟"

يمكن القول: أن الدكتور مارك تشامبرلين قد عمل مع الكثير من الأشخاص الذين يصارعون إدمان الإباحية أكثر من أي شخص على قيد الحياة.

وفي مقابلة حديثة أُجريت معه، شرح الدكتور مارك لماذا الناس ينجرُّون راجعين للإباحية، وبالرغم من جميع النزعات أو الميول المرتبطة والتي تتركَّز في الفكرة التي تُرسلها الإباحية وبقوة لأجسادنا بصرف النظر عمَّا يؤمن الأشخاص في عقولهم.

وحتى عندما يكون الشخص على علم بجميع الأسباب التي تدفعه للبقاء بعيدًا، يُسجل المحتوى الإباحي رسالة فعّالة وقوية لجميع المستويات في عقولهم وأجسادهم، وهي: "أنا أراك… أنا أتوق لك.. أنت محبوب وفي الواقع، أنا أثق فيك بشدة حتى أنني سأكون عاريًا معك."

جميع هذه الرسائل هي قويّة من الناحية الفسيولوجية "لنحصل على إنسان آخر يحبُّنا، ويرغب بنا، يثق بنا، ويوافق علينا ويكون مسرورًا بنا فقط، هذا جميعه متصل بنظامنا الداخلي ويساعدنا على التواصل مع البشر الآخرين."

فالدعوة المتواصلة بثبات لمشاهدة الإباحية تُشعرك بأنها وسيلة مشروعة للإلهاء من ضغوط الحياة الواقعية من حولك. الأمر ببساطة ، الدماغ المُستهلك للإباحية لا يستطيع التمييز بين الخيال المُغري الذي سبقها وبين دعوة من شخص حقيقي.

ماذا يعني كل ذلك؟

هناك أسباب عاطفية تدفع الناس للعودة للإباحية، أسباب ليست مجنونة أو مختلة، أسباب لا تجعل منهم "شخصًا سيئًا." جميعنا بحاجة للتواصل، جميعنا بحاجة للانتماء والشعور بالحب. ومُستهلكو الإباحية تم خداع أجسادهم وعقولهم للإيمان بأن الإباحية توفر لهم جميع ما ذُكر. 

لكن الجزء الأصعب هو أن الإباحية لا توفر ذلك، ولا حتى قريبًا من ذلك حرفيًّا.

في الواقع، كلما استجاب أحدهم لهذه الدعوات والترحيب بالإباحية بمنازلهم فهذا يقودهم إلى الشعور  بارتباط وحب أقل ( حتى لو حاول الآخرون البحث عن ذلك معهم).

هذا أحد التفسيرات الكبيرة لأهمية الصحة العقلية والآثار النفسية المترتبة على الإباحية.

حقيقة -كما هو موثق في كتاب جاري ويلسون- فإن دماغك تحت تأثير الإباحية، أكثر من 85 دراسة ربطت بين الإباحية والضعف في الصحة العقلية-العاطفية والضعف في النتائج المعرفية مع أكثر من 80 دراسة أخرى ربطت بين استهلاك الإباحية وأقل قدر من الرضا في العلاقات والجنس.

لا تأخذ كلامي بدون تمحيص، اذهب وتأكد بنفسك من كم الدراسات المتعلقة بنفس الموضوع، وإذا كنت أحد الذين يصارعون الإباحية، قارن النتائج مع خبراتك في هذا الأمر.

لن تشتاق للإباحية دائمًا 

الأخبار الجيدة في هذا السياق، أيضًا أن هذا التأثير له وجهان. إذا كانت الإباحية في الواقع تؤدي إلى تآكل الصحة العقلية وجودة العلاقات - فإن النمو تحررًا من الإباحية يستجيب بتعزيز ما ذُكر سابقا. ولهذا الشعور يكون جيّدًا بالابتعاد عن هذه المواد.

قريبًا جدًّا، الإباحية ستصبح مثل الحبيب السابق مصدر إزعاج يجب عليك الابتعاد عنه مراعاة لصحتك العقلية. ولأن الحياة بدون إباحية هي فقط أفضل بكثير.

ولذلك، عندما تطرق بابك هذه الدعوات مجددًا ستعرف ماذا ستقول وكيف تُبقي الباب مغلقًا حتى تكون مستعدًّا لشيء أفضل بمراحل.

  • اسم الكاتب: Jacob Hess, Ph.D
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: خليل حامد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 27 أغسطس 2022
  • عدد المشاهدات: 6K
  • عدد المهتمين: 165

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك