عندما يشاهد طفلك الإباحية، كيف يؤثّر ذلك عليه؟

العلم والأبحاث تُظهر التأثيرات السلبية للإباحية، ولكن هل فُهم حقًّا مدى تأثير الإباحية على الأطفال المعرضين لها بهذا العُمر المبكّر. وهو عادة ليس خيار لهم؟
A+ A-

غالباً الإباحية تندرج تحت "مواد للكبار فقط،" ولكن العديد من المستهلكين هم حقًا تحت السن القانوني. كيف يتأثّر الأطفال بذلك؟

 في العديد من الأوقات، الأطفال لا يملكون الخيار عند التعرض للإباحية أوّل مرة.

بينما تندرج الإباحية تحت مسمّى "مواد للبالغين،" العديد من مستهلكيها هم تحت السن القانوني. أظهرت الدراسات أنّ معظم الشّباب يتعرضون للإباحية في سن الـ 13.2، وبحسب دراسة استقصائية ممثلة على الصعيد الوطني في الولايات المتحدة فإن 84.4% من المراهقين بعُمر 14 إلى 18 من الذكور، و 57% بعُمر 14 إلى 18 قد شاهدوا الإباحية. 

العلم والأبحاث تُظهر التأثيرات السلبية للإباحية، ولكن هل فُهم حقًّا مدى تأثير الإباحية على الأطفال المعرضين لها بهذا العُمر المبكّر. وهو عادة ليس خيار لهم؟

تتحدث الكلية الأمريكية لأطباء الأطفال عن ثلاث طرق من المُحتمل أن طلاب المرحلة الابتدائية سيتعرضون من خلالها للإباحية في سنواتهم المبكرة:

- مصادفة يتعثّرون بصور إباحية دون قصد عند محاولتهم مشاهدة موادهم من خلال الإنترنت.

(دعونا نواجه الأمر، كل شيء الآن على بُعد نقرة واحدة)! الأطفال بعُمر الثامنة أو التاسعة يتعرضون  لهذه المواد في طريقهم. 

- مصادفة ودون قصد من خلال وجود هذه المواد في المنزل والتي تكون لأحد الوالدين أو لأحد البالغين.

- المستغلون الجنسيون والذي يعرضون الأطفال الصغار للإباحية بقصد استدراجهم والاعتداء عليهم جنسيًّا.

هل لاحظت العامل المشترك هنا؟ ماذا عن كلمة مصادفة؟ هذا ليس خياراً ولكنها مسألة ثقافية وسهولة وصول.

التعرض لأي من هذه التجارب من الممكن أن يؤدي إلى شكل من أشكال القلق وغالبا الخجل.

لقد أبلغ الأطفال عن معاناتهم من مشاعر مثل الصدمة والغضب والخوف والقرف والحزن عند التعثّر بمثل هذه الصور الإباحية. وفي حالات قصوى هناك  أمثلة لأطفال قاموا بالاعتداء جنسيًّا على أقرانهم كإعادة تمثيل ما رأوه في الإباحية.

هذا حقًّا يؤثر على ثقافتنا وعلى الأجيال القادمة سواءً كنا على وعي بذلك أو لا.

معظم الأطفال لم يبلغوا الحلم بعد

التعرض للإباحية بعُمر مبكر من خلال الإنترنت من الممكن أن يؤثّر على الأطفال بشكل جاد، ويحمل آثارًا سلبية على الدّماغ.

لقد تأثّرت التوقعات بشأن الجنس من خلال الإباحية للشباب وبدون حتى أن يدركوا ذلك.

كما أشارت إحدى السيدات لنا في محضر حديثها عن الحميمية الجنسية مع شريكها، "لقد كنا نمارس الجنس، عندما بدأ شريكي بالبصق عليّ بدون سابق إنذار. لم أعرف كيف أتصرف.

لقد شَعر بالإحراج الشديد عندما لم أتصرف على النّحو الذي توقّعه…. ما شاهده من خلال الإباحية أنشأ توقعات غير واقعية عن كيف يكون شكل الجنس. لقد رأى أُناسًا يفعلون أشياء لبعضهم ويحصلون على ردود أفعال معينة، وافترض إمكانية نقل ذلك للحياة الواقعية".

إنه ليس سرًّا أن الإباحية ليست واقعية بحد كبير، وفي أغلب الأوقات تكون سامة بشكل لا يصدق، ومع ذلك فقد أظهرت الأبحاث أنه أكثر من نصف الأطفال تتراوح أعمارهم بين 11-16 من الذكور (53%) وأكثر من ثلث الأطفال تتراوح أعمارهم بين 11-16 من الإناث أفادوا أنهم يعتقدون أن الإباحية هي تصوير واقعي للجنس.

في الحقيقة، 44% من الذين شاهدوا الإباحية أفادوا  أن المواد الإباحية أعطتهم فكرة عن شكل الجنس الذي يريدون تجربته.

تذكر أن الهدف من إنتاج الإباحية في المقام الأول كان لأغراض التسلية وليس التعليم، ولكن الفكرة التي تُسوّق لها الإباحية لا تُفضي إلى فهم صحّي للجنس أو النشاط الجنسي أو المتعة المُتبادلة.

أضف إلى ذلك أن الإباحية غالباً ما تستفيد من الروايات العنصرية الصارخة وتكسب الأرباح من خلالها.

وبحسب الباحثين الذين قاموا بتحليل محتوى أكثر من 1700 مشهد في موقعين من الأكثر شهرة في المواقع الإباحية، فإن الفيديوهات تصور أُناسًا ذوي بشرة سمراء وبشكل غير مناسب يشددون على العنف والعدوان، ويخلّدون النظرة النمطية والعنصرية المؤذية تجاه أصحاب البشرة السمراء "كأسوأ من الأشياء". صناعة الإباحية تجسّد العنصرية، وتقلل من أصحاب البشرة الملونة وتعمل على تصنيفهم جنسيًّا والتي غالباً ما تركّز على صورة نمطية مدمرة. 

مشاهدة الإباحية غالباً ما تشكّل اختباراً ذا صدمة في حد ذاته للطفل. ولكن هناك الكثير من الأمل من خلال الانفتاح مع الأطفال في مرحلة النموّ والتحلّي بالصراحة والأحاديث المستمرة من خلال أشخاص بالغين وموثوقين لدحض أي أفكار خاطئة زُرعت من خلال الإباحية وأثرت على فهمهم للجنس والحب.

من المهم للوالدين أن يبذلوا قُصارى جهدهم للتحدث مع أطفالهم عن الإباحية قبل أن يتعرضوا لها للمرة الأولى والعمل على إبقاء التواصل معهم بشكل مستمر وبصدق وبدون خجل وبحب. 

غرس الخوف من الإباحية في الأطفال ربما ينجح لبعض الوقت ولكنه ليس عملية طويلة الأمد لإبقاء خطوط التواصل مع الأطفال مفتوحة. إذا شعر الأطفال أن الوالدين على استعداد للاستماع إلى صراعاتهم أو أسئلتهم في أي وقت فهناك احتمالية عالية للحديث عن الموضوع في حال تعرضهم له بدلاً من إخفاء فضولهم والبحث عنه بمفردهم

الحفاظ على الأطفال آمنين عند استخدام الإنترنت

الأجزاء المظلمة من الإنترنت من الممكن أن تكون مؤذية وخطرة، ومن السهل على الأطفال التعثّر بأشياء خطرة دون إدراك ذلك.

إنّنا نحارب من أجل التعليم وجعل الآخرين على وعي بالآثار الضارة للإباحية، لأننا نؤمن أن أي شخص يجب أن يتخذ قراراً واعياً لنفسه عندما يكونوا مستعدين لذلك. الأطفال، طبعاً ليسوا مستعدين بعد لاتخاذ القرارات لأنفسهم بشأن الإباحية، لهذا فإن التعليم والوعي وكذلك الانفتاح والصدق والمحادثات المستمرة مع بالغين موثوقين هو مهم جدًّا.

مع جعل الإباحية أمرًا طبيعيًّا، هناك عدد متزايد من المصادر المتوفرة لأي شخص يريد مواجهة هذه القضية. حارب من أجل حب حقيقي، وحافظوا على الواقع والواقعية.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: خليل حامد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 3 ديسمبر 2022
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 108

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك