الإباحية لديها القدرة على تحويل العلاقة الزوجية إلى علاقة مملة وغير ممتعة

تستطيع الإباحية إعادة توصيل أدمغتنا وتغيير ما نجده مثيرًا وما نرغب فيه ونتوقعه من العلاقة الزوجية الحميمة في الحياة الواقعية. هل تعلم أن مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن تعيد برمجة الدماغ؟
A+ A-

تستطيع الإباحية إعادة توصيل أدمغتنا وتغيير ما نجده مثيرًا وما نرغب فيه ونتوقعه من العلاقة الزوجية الحميمة في الحياة الواقعية. هل تعلم أن مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن تعيد برمجة الدماغ؟ ويحصل ذلك نتيجة تعرُّض مستهلك الإباحية إلى المثيرات الفائقة أو المحفزات الخارقة.

ما هي المثيرات الفائقة؟

قد تتعجب من هذه التسمية غير المعتادة، ولكن سيزول عجبك عندما ترى التجربة الشهيرة للدكتور Tinbergen المتخصص في علم السلوك الحيواني والحائز على جائزة نوبل في الطب. وهذه التجربة توضح أن تعرُّض الكائن إلى المثيرات الفائقة تغير من سلوكه.

تعتمد إناث الفراشات على حركة الأجنحة وألوانها في جذب الذكور للتزاوج. قام الدكتور بصنع هياكل من الورق المقوى على شكل الفراشات الإناث ثم قام بعد ذلك بطلاء هذه الفراشات المصنوعة من الورق المقوى بألوان أكثر كثافة من الفراشات الطبيعية، وكذلك جعلها تتحرك بسرعة أكثر من الفراشات الطبيعية. ومن ثَمَّ أدخل ذكور الفراشات على هذه الأوراق الكرتونية وكانت المفاجأة؛ فقد تم خداع ذكور الفراشات وقاموا بمحاولة التزاوج مع هذه الأوراق الزائفة.

والأعجب من ذلك، حتى عندما تم إدخال إناث الفراشات الحقيقة تجاهلها ذكور الفراشات، وفضلوا الفراشات الكرتونية ذات الألوان الكثيفة والحركة السريعة حتى مع وجود إناث الفراشات الحقيقية.

أظهر الدكتور Tinbergen  في هذه التجربة أن المحفزات الطبيعية يمكن التشويش عليها بل والتغلب عليها بأدوات اصطناعية.

تمتلك أدمغة البشر مثل الفراشات استجابات فسيولوجية مبرمجة للمحفزات الطبيعية، فمثلا نشعر بالجوع عندما نرى الطعام، ونشعر بالتعاطف والحماية للأشياء التي تبدو عاجزة وصغيرة، فنحن منجذبون إلى سمات جسدية معينة نعتبرها جذابة ونميل إليها.

وهذا ما  يعرفه صناع الإباحية، وهو ما يقومون به منذ سنوات لإبقائك داخل هذا السجن. لكن تذكر! حقيقة أن الفراشات انجذبت إلى المنتجات المقلدة ليست سوى نصف تجربة Tinbergen. النصف الثاني هو الجزء المخيف والمرعب حقاً، فحتى عندما تم إدخال إناث الفراشات استمر الذكور في محاولة التزاوج مع أوراق الكرتون، وهذا يفسر عزوف الشباب عن الزواج وعدم الرغبة فيه، وكذلك عزوف المتزوجين عن زوجاتهم وتفضيل وهم الإباحية.

لا يقتصر الأمر على أن أدمغتنا تفضل المثيرات الخارقة، ولكن تكمن المشكلة في قدرة هذه المؤثرات على تغيير أدمغتنا، وتتحول الحياة الحقيقية إلى شيء رمادي باهت غير مثير للاهتمام. وبهذا تتشوه الحياة الحقيقية ونفقد الاهتمام بها.

ولذلك قال الطبيبان: "سيمون كون" و"يورجن جالينات": إن المواد الإباحية تؤثر على الدماغ من خلال "التحفيز المكثف والمستمر لنظام المكافآت لدينا؛ مما يجعل استهلاك المواد الإباحية أكثر إثارة من الحياة الزوجية الحقيقية".

سواء أأعجبك ذلك أم لا، فإن استهلاك المواد الإباحية يُغيِّر أدمغتنا؛ حيث إنها توفر فيضانًا من المحفزات الخارقة التي تُعيد برمجة ما نجده مثيرًا وما نرغب فيه ونتوقعه من العلاقة الزوجية الحقيقية.

يمكن أن يكون لهذه التغييرات في توقعاتنا آثار هائلة على كيفية رؤيتنا للآخرين وكيف ننظر إلى العلاقات.

ولكن لا تقلق فهناك أمل؛ فقد أظهرت الأبحاث وتجارب الآلاف من الأشخاص أنه يمكن إدارة الآثار السلبية للمواد الإباحية وعكسها إلى حد كبير.

في الواقع، حتى في حالات الإدمان الخطيرة والمخدرات الأخرى، تُظهر الأبحاث أن الدماغ يمكن أن يشفى بمرور الوقت بجهد متواصل.

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أنه في حين أن الشعور بالذنب يمكن أن يحفز التغيير الصحي، فإن الشعور بالخزي يغذي عادات الإباحية ويزيد من عمق المشكلة.

لذلك إذا كنت تحاول التخلي عن الإباحية، فكن لطيفًا مع نفسك، وكن صبورًا مع تقدمك. ومثل أي شيء آخر فإن الدماغ يستغرق وقتًا للتعافي، ولكن الخطوات اليومية تُحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.

فكر في الأمر على أنه عضلة تكبر وتقوى كلما مرَّنتها أكثر. كذلك كلما ابتعدت عن الإباحية لفترة أطول ازداد الأمر سهولة يومًا بعد يوم. كل ما يتطلبه الأمر هو الممارسة والمثابرة.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: مصطفى حبيب
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 3 ديسمبر 2022
  • عدد المشاهدات: 4K
  • عدد المهتمين: 161

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك