مشاهدة الإباحية بإمكانها أن تجعل العلاقة الجنسية الحقيقية مملة

هل تعلم أن مشاهدة الإباحية - خاصة الإكثار من ذلك في بعض الأحيان - يستطيع إعادة تشكيل الوصلات العصبية للدماغ ؟
A+ A-

هل تعلم أن مشاهدة الإباحية - خاصة الإكثار من ذلك في بعض الأحيان - يستطيع إعادة تشكيل الوصلات العصبية للدماغ ؟

يحدث هذا عن طريق تعريض المُستَهلك (المشاهِد) لما يُسمي بالتحفيز الفا

"التحفيز الفائق "

تبدو كأنها عبارة جيدة لوصف محطة الراديو أو نوع من الكعك المفضل لوالديك ، و لكن المعنى الحقيقي هنا بالضبط هو العكس ، و هذا الاسم - في الواقع - يعبر عن المغزى بشكل ممتاز . التحفيز الفائق : يشير إلى نسخة أو كمية مبالغ فيها من نسبة طبيعية من شئ ما ، و هذا المُسمَّى تم صياغته بواسطة الباحث نيكولاس تينبرغن

في التجارب الأكثر شهرة ، اختبرتينبرغن ما إذا كانت كمية كبيرة جدًا من المحفز بإمكانها تغيير السلوك

لقد اخترع نيكولاس نماذج من ورق مقوى لفراشات ملونة بألوان جذّابة ، و التي من شأنها جذب ذكور الفراشات للتزاوج معهن بواسطة الحركة المثيرة لانتباههم و تلك الألوان ، ثمَّ بعد ذلك قام بطلاء تلك الفراشات على الورق المقوى بألوان أكثر جاذبية ، و قام بتصميم قواطع لكي تتحرك بطريقة أكثر نظامًا

و عندما تم تقديم تلك النماذج للورق المقوى للفراشات للذكور ؛ حاول ذكور الفراشات التزاوج مع أولئك المزيفين

حتى عند تقديم الفراشات الحقيقية الطبيعية لهؤلاء الذكور في نفس المكان ؛ لم يقتربوا منهن و تجاهلوهن ، واستمروا في محاولتهم للتزاوج مع النماذج المزيفة ، و فضَّلوهم على هؤلاء الفراشات الحقيقيات

تينبرغن كان لديه القدرة على توضيح شيء ما ، و هو : عندما يكون هناك تفاعل بيولوجي مبرمج مسبقًا لمحفز معين ؛ يمكن أن يُضعَّف ويُستبدل بآخر اصطن

و مثل قصة الفراشات .. فدماغ الإنسان لديها استجابات فسيولوجية لمحفزات معينة ، على سبيل المثال لا الحصر : نحن نشعر بالجوع عندما نرى الطعام ، أو نبدو متعاطفين أكثر و نشعر بالقدرة على الحماية تجاه الأشياء أو الأشخاص الصغار أو الضعفاء ، و أيضًا ننجذب إلى سمات جسدية معينة نعتبرها جذاب 

و لا يوجد جديد في هذه المعلومات ، فصناع الأفلام و الإعلانات يعرفون ويفهمون هذه المعلومات منذ سنين عديدة ، هذا هو العلم و السر وراء تلك الصور و الرسوم المتحركة و الأفلام المفضلة لديك ، و هذا هو سبب جذبك لتلك الأشياء

و لكن تذكر

الحقيقة أن هذه الفراشات - المرسومة للخداع - كانت فقط جزءًا من تجربة تينبرجن ، الجزء الآخر هو الجزء المرعب ، و هو عندما كان إناث الفراشات موجودات في نفس المكان إلا أن الذكور حاولت التزاوج مع نماذج الكرتون المزيفة

تمامًا مثل الفراشات ، إذا ظهر شئ ما بشكل مصطنع و أكبر في معدل الإثارة سوف يطغى ذلك على توقعاتنا ؛ فتتغير

ليس فقط أن أدمغتنا تُفَضِّل التحفيز الفائق أو المبالغ فيه ، هم أيضًا يستطيعون تغيير أنفسهم لتلك المحفزات ، و في هذه المرحلة يكون التحفيز الطبيعي للمؤثرات - المعروف أيضًا بالحياة الواقعية - أقل متعة عند المقارنة

هل سبق لك أن شعرت بالملل من مشهدٍ في فيلمٍ صدر منذ خمسين عامًا ؟

أو هل تفاجئت بأن شيئًا ما أصبح جميلاً عن ذي قبل 

إذا سبق لك أن دخلت في نقاش في فصلك حول أنه : كيف يمكن للسوشال ميديا أن تؤثر بالسلب على توقعاتنا الطبيعية عن صورة الجسد ؛ من الممكن أن تتناقش حول تفسير التحفيز الفائق أيضًا ، و لكنك حتى لم تستنتج هذا .. فعقولنا تغير نفسها بنفسها

توقعاتنا ، استجاباتنا ، تفضيلاتنا ، يمكنها التكيُّف مع التحفيز المبالغ فيه ، و نحن نجد أنفسنا  نشعر بالإثارة حول ذلك التحفيز الفائق ، و في المقابل ، نشعر بالملل حول الأشياء التي كنا نعتقد أنها مثيرة في الماضي

بطريقة مشابهة ، المواد الإباحية يمكنها تشكيل المواقف الجنسية بواسطة التغلب على العمليات الطبيعية في الدماغ

بإمكانها أن تأخذ التحفيز الطبيعي لِدماغنا ، أو رغبتنا في الحميمية و التواصل ، أو شوقنا في الشعور بالقوة أو الرغبة في علاقاتنا ، أو اهتمامنا بنشاط أو ميزة خاصة ، و تعطينا كمية أكبر( تحفيز أكبر) من هذا الشيء ، حتى يتغلب على ما نفكر به ونعتقدُه في الطبيعي ، و تشوه ما نعتبره مثيرًا ، و تجعل العلاقة الحميمية الحقيقية أقل إثارة عند مقارنتها بالتحفيز الفائق للإباحية 

و هذا هو السبب لجعل الدكتوران ( سيمون كون ، و يورغن جالينات ) يقولان : أن المواد الإباحية تؤثر على عقولنا عبر التحفيز المُكثف لنظام المكافأة في الدماغ ، الذي جعل الإباحية في نهاية المطاف هي الأكثر إثارة

أعجبَك هذا أم لم يعجبك .. استهلاك الإباحية يستلزم المتعة و التركيز و التكرار ، و الطريقة أو المكون المثالي لتكوين Delta FosB - و هو مادة كيميائية في الدماغ مهمة في تكوين الإدمان ، و تخليق مسارات طويلة الأمد في الدماغ - يمكنها أيضًا أن تُزود الدماغ بتحفيز فائق بشكل مفرط ، و الذي يمكنه - بالكامل - إعادة تعيين وصلات الدماغ بما تجده مثيرًا ، و ما ترغب فيه و تتوقعه حول موضوع العلاقة الحميمية في الحياة الواقعية 

هذه التغيرات في تفضيلاتِنا و توقعاتنا ؛ لها آثار هائلة لكيفية رؤيتنا للآخرين و كيفية رؤيتنا للعلاقات

مثل قيادة الدراجات ، هذه المسارات عندما تتكون ؛ تكون أكثر مرونة ، و من الصعب إعادة توصيلها بشكل أفضل ، أو إعادتها للشكل الطبيعي ، و لكن دائمًا هناك أمل

في الحقيقة - حتى في الحالات الأكثر خطورة من إدمان المخدرات أو غيرها من الإدمانات - أثبتت الأبحاث أن الدماغ يمكن أن تُشفى بمرور الوقت مع الجهد المتواصل

كشفت الأبحاث - أيضًا - أنه : في حين أن الشعور بالذنب يمكن أن يحفز في التغيير الصحي ؛ فإن الخجل - في الواقع - ينافي العادات الإباحية

لذلك ، لو حاولتَ أن تُقلِعَ عن الإباحية ؛ كن عطوفًا مع نفسك ، و صبورًا على تقدمك ، مثل أي شئ ، الدماغ يأخذ وقتًا ليتعافى ، و لكن المجهودات اليومية تصنع فارقًا كبيرًا على المدى الطويل

فكر في هذا ، مثل كيف أن العضلة تصبح أكبر و أقوى مع كثرة استخدامك السليم لها .. فكلما زادت المدة التي تبتعد فيها عن الإباحية ؛ كلما أصبح القيام بذلك أسهل ، كل ما تحتاجه هو الصبر

  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: آيه عمر
  • مراجعة: حفصة البلبيسي
  • تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2023
  • عدد المشاهدات: 693
  • عدد المهتمين: 51

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك