لقد توقفت عن مشاهدة المواد الإباحية بعد أن علمت عن التجارة في هذه الصناعة

في إحدى الدراسات ، لم يبحث غالبية المشاركين الذين يستهلكون المواد الإباحية عن معلوماتٍ حول كيفية تعامل الاستوديوهات مع الممثلين ، و لكن بمجرد علمهم كيفية إساءة معاملة ممثلي الأفلام الإباحية في الصناعة ؛ اتخذ 70% منهم إجراءات لمكافحتها .
A+ A-

في إحدى الدراسات ، لم يبحث غالبية المشاركين الذين يستهلكون المواد الإباحية عن معلوماتٍ حول كيفية تعامل الاستوديوهات مع الممثلين ، و لكن بمجرد علمهم كيفية إساءة معاملة ممثلي الأفلام الإباحية في الصناعة ؛ اتخذ 70% منهم إجراءات لمكافحتها .

توضح هذه الدراسة أهمية العمل الدعوي ، و رفع مستوى الوعي حول الاستغلال في صناعة الإباحية ، و توضح القصة أدناه كيف يمكن أن يبدو الأمر بالنسبة لشخص يتأثر بمعرفة الاستغلال في صناعة الإباحية

إدراكي حول صناعة الإباحية :

أتذكر عندما رأيت لأول مرة صورة لنساء شبه عاريات على الصور المصغرة لمقاطع الڤيديو ، كان عمري 11 عامًا في ذلك الوقت ، لقد اعتقدت أن الإباحية هي متعة حقيقية للمستهلك و المؤدي ، و سيكون الأمر أشبه بالخيال ، و مع ذلك ، فقد حاربت بكل ما أملك من أجل ترك هذه المواد ؛ لأنني بطريقة ما كنت أعلم أن ذلك ليس صحيًا .لسوء الحظ ، في أعماق عقلي ، بدأت عملية إعادة التوصيل ، وبدأ التحول يحدث في عقلي ،  لم تكن لدي فكرة عما كان يحدث ، لكنني ظللت أعود إلى هذه الصور من وقت لآخر ، حتى بدأت في التفاعل أكثر فأكثر مع هذا النوع من المحتوى ، لقد تم امتصاصي ببطء في ثقب أسود لا نهاية له ، حاولت أن أمنع نفسي و أضع لها نوعًا من الحدود ؛ لكني فشلت في معظم محاولاتي لاستعادة حريتي .

عندما كبرت ، أصبح تعلقي بالمواد الإباحية أقوى و أقوى ، و بدأت ألاحظ اكتئابي - عندما قررت التوقف عن المشاهدة - كلما ابتعدت عنها ، و كلما شعرت بالاكتئاب أكثر؛ بدأت بتثقيف نفسي حول هذا الموضوع ، و آثاره الجانبية السلبية ، لقد تعلمت مدى الضرر الذي يمكن أن يحدث .

ذات مرة ، عندما كنت أحرك مؤشر الفأرة فوق مقطع ڤيديو ؛ فكرت في كيف أن كل نقرة تساعد في ربط إنسان آخر بالمشاركة - مدى الحياة - في صناعة الإباحية ، بدأت أتساءل عن معاييري الأخلاقية و قيمي الإنسانية ، ما الذي كنت أساهم فيه !

أخذت بضع خطوات إلى الوراء لرؤية الصورة كاملة ،  لقد بدأت في بناء عقليتي المناهضة للإباحية ، و مكافحة هذا الشيء ، و هو ما قادني إلى بداية حريتي ، إني أرى الآن أنه : عندما أشير إلى جسد شخص ما من أجل متعتي و ترفيهي ؛ فهذا إذلال لي و للشخص الآخر ،  خاصة إذا لم يختاروا أبدًا أن يكونوا هناك في المقام الأول .

كيف يمكن أن نقلل من أحلامٍ ، و طموحاتٍ ، و إبداعٍ ، و عواطف للإنسان ، لمجرد شعور سطحي عابر بالفرح ، و تصور سطحي للآخرين ؟

مثلما نقلل من كلمة الحب - و هي كلمة جميلة جدًا - فإننا كمجتمع نستخدمها الآن للإشارة إلى الانجذاب الجنسي البسيط . 

الحب ليس الاعتراض أو الاستغلال ؛ بل هي مشاركة عقلك ، و أفكارك ، و قصصك مع شريكك .

عندما بدأت أنسى كل هذه الأشياء المتعلقة بالإباحية ؛ كنت أتراجع و أفكر : متى كانت آخر مرة سمعت فيها أن الحلم الحقيقي لفتاةٍ هو أن تتعرى من أجل المال ؟

كنت أعلم أن كل شخص رأيته على الشاشة ، ربما تم استغلاله أو إساءة معاملته - إلى حد ما - داخل هذه الصناعة أو خارجها ؛ مما قد يؤدي إلى هذا الحد من الاكتئاب و الفراغ  ، فـوراء كل ڤيديو تشاهده ؛ هناك من تم استغلاله !

بدأت أرى كل شيء  من هذا المنظور المختلف ، فعندما أرى إعلانات إباحية ؛ أشعر بالغثيان ، و أفكر في كيف أنه يتعين عليك الدفع للوصول إلى محتوى معين ،  المشكلة هي : كيف يمكننا أن نكون سببًا في التقليل من شأن الآخرين و استغلالهم ؟ إنها أكثر من مجرد قضية صحية أوعلمية أونفسية ؛ إنها قضية إنسانية . 

أنا لست مثاليًا ، لكن ما أدركه الآن هو أنني أقاتل بكل ما أملك ؛ للحصول على حريتي من هذا التصور القبيح للآخرين ، و طالما أنني أقاتل ؛ فلن أخسر أبدًا .

أريد أن أنهي قصتي بهذا الاقتباس :

" أن تولد ذكرًا ؛ هذا قدرك ، و لكن ، أن تصبح رجلاً ؛ فهذا هو قرارك " 

حقًا ، أفكاري و أفعالي تعكس هويتي كشخص ، و تعكس ما أساهم فيه في هذا العالم ، فما الذي ستقدمه أنت للعالَم ؟

لماذا هذا مهم ؟

تروّج الإباحية لفكرة أن الإنسان مجرد أجزاء من الجسم لا أكثر ،  و تظهر الأبحاث أنه عندما يرى المستهلك صورًا إباحية ؛ يفصِل الممثلين - على الشاشة - عن إنسانيتهم ، و لا يراهم أكثر من مجرد أشياء ! 

إليك الطريقة :

منذ وقت ليس ببعيد ؛ أجرى علماء النفس في (برينستون) و (ستانفورد) دراسة ، أُظهر فيها لمجموعة من الرجال مجموعتين من الصور ، بعضها لنساء يرتدين ملابس كاملة ، و البعض الآخر لنساء تم إضفاء طابع جنسي عليهن ، و كُنَّ بالكاد يرتدين الملابس ، و قام علماء النفس بمراقبة قشرة الفص الجبهي الخاص بالرجال -  و هو جزء من الدماغ ، مسؤول عن التعرف على الوجوه البشرية ، و التمييز بين شخص و آخر  في أغلب الأحيان -  فتم تنشيط جزء الفص الجبهي من الدماغ مع كل صورة ، و مع ذلك ، عندما عُرضت على الأشخاص صورًا لنساء يمارسن الجنس ؛ لم يتم تنشيط هذا الجزء من الدماغ  في الأساس ، و يشير رد الفعل التلقائي في أدمغتهم إلى أنهم لم ينظروا إلى النساء اللاتي يمارسن الجنس على أنهن  إنسيّات أو بشر بالكامل ؛ بل تم  النظر إليهن كأشياءٍ أو أدوات ، مع التركيز على أجسادهن و أجزاء أجسادهن .

و خلص الباحثون إلى أن :

النساء اللاتي يمارسن الجنس ؛ كان يُنظر إليهن على أنهن يتمتعن بأقل قدر من السيطرة على حياتهن ، و هذا يشير إلى أن النساء اللاتي يمارسن الجنس ؛ يرتبطن بشكل أوثق بكونهن أدوات بالفعل .

و الأكثر من ذلك - استنادًا إلى الأبحاث و قصص الفنانين السابقين - من الواضح أنه ليست كل المواد الإباحية تتم بالتراضي !

نحن لا ندّعي أن جميع المواد الإباحية لا تتم بالتراضي ، و لكننا بدلاً من ذلك ؛ نرفع الوعي بأنه :

لا توجد  طريقة في كثير من الأحيان لمعرفة  ما إذا كانت المواد الإباحية التي يشاهدها المستهلك قد تمت بِالرضى التام ، أم تم إنتاجها بالقوة ، أم الاحتيال ، أم الإكراه .

إذا لم تكن مقتنع بوجود مقاطع ڤيديو إباحية على المواقع الرئيسية تمثل عمليات اغتصاب حقيقية  ؛ فاقرأ هذه التجارب الحقيقية من ممثلي الأفلام الإباحية ، و اقرأ هذه القصص الحقيقية  من ممثلين مشهورين مثل : ل. ف ، التي تُذكِّر المستهلكين بأنهم يشاهدون اغتصابها على الشريط ، و ذلك عندما يشاهدون الأفلام التي لعبت دور البطولة فيها !

يشترك الإتجار بالجنس مع المواد الإباحية   في نواحي و روابط  كثيرة :

يمكن إجبار ضحايا الإتجار بالجنس ، أو خداعهم ، أو إكراههم على إنتاج مواد إباحية ، و من الممكن أن يتم تهريب ممثلي الأداء الإباحي للقيام بأفعال لم يوافقوا عليها ، و يمكن استخدام المواد الإباحية لتعليم ضحايا الإتجار و تدريبهم على ما هو متوقع منهم .

و يمكن - أيضًا - للإباحية أن تجعل العنف الجنسي أمرًا طبيعيًا ، إلى حد أنه في بعض الحالات ، يمكن أن يتجلى فقدان حساسية المستهلكين في زيادة الرغبة في شراء الجنس ، و بالتالي زيادة الطلب على الاستغلال الجنسي و الإتجار بالجنس .

و إذا لم تكن مقتنعًا بأن المحتوى الموجود على المواقع الرئيسية ، ليس كله بالتراضي ؛ فراجع موقعنا www.uraware.org

لمزيد من الأدلة على أن :

صناعة الإباحية السائدة ؛ تتميز بمحتوى غير توافقي ، و مقاطع ڤيديو للأفراد الذين يتم الإتجار بهم .

و للأسف هناك الكثير و الكثير من مثل هذه القصص ، و هذا يحدث - تقريبًا - في كل المواقع الإباحية السائدة .


و نحن لا ندّعي أن جميع المواد الإباحية لا تتم بالتراضي ؛ بل نرفع مستوى الوعي حول الواقع المؤسف لصناعة الإباحية ، بحيث أنه لا توجد في كثير من الأحيان طريقة لمعرفة ما إذا كانت المواد الإباحية التي يشاهدها المستهلك تمت بالتراضي ، أم أنها أُنتِجَت بالإكراه .

لكن كمستهلكين ، كيف تؤكدون ذلك ؟

كيف تعرف على وجه اليقين المطلق ، أن هذا المقطع أُنتج بالإكراه أم لا ؟

الحقيقة الصعبة هي أنه : لا يمكنك أن تعرف على وجه اليقين .

من غير المرجح أن يلجأ ضحية الإتجار في مقطع ڤيديو إباحي إلى الكاميرا ، و يعلن أنه تم الإتجار به  في الواقع ، و حتى لو سجل الضحية معاناته ؛ فإنه لا يزال من المستحيل - تقريبًا - التمييز ؛ لأن المواد الإباحية التي تتناول الاغتصاب و الإساءة ؛ هي السائدة جدًا ، و يمكن للمنتجين تحرير المحتوى بأي طريقة يختارونها .

قد يعتبر العالم الإباحية وسيلة ترفيهٍ غير ضارة ؛ لكن الأبحاث و العلم يظهران عكس ذلك .

إن الاستغلال الجنسي و التمييز ليسا أمرين صحيين بالنسبة للمستهلكين و الممثلين و المجتمع ؛ فالعلاقات المبنية على الحب و الاحترام هي ما يهم حقًا ، و هذا ما نناضل من أجله .

  • اسم الكاتب: fight the new drug
  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: حسان أحمد حسن
  • مراجعة: حفصة البلبيسي
  • تاريخ النشر: 18 أكتوبر 2023
  • عدد المشاهدات: 405
  • عدد المهتمين: 42

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك