أثبتت إحدى الدراسات أن الاعتقاد بأن الإباحية حقيقية مرتبط بسلوكيات جنسية غير سليمة

أثبتت هذه الدراسة أن الاعتقاد بأن المواد الإباحية تصويرًا واقعيًا للجنس يؤدي بنسبة كبيرة إلى سلوكيات جنسية خطرة، كما يرتبط بالعدوان الجنسي والإكراه.
A+ A-

أثبتت هذه الدراسة أن الاعتقاد بأن المواد الإباحية تصويرًا واقعيًا للجنس يؤدي بنسبة كبيرة إلى سلوكيات جنسية خطرة، كما يرتبط بالعدوان الجنسي والإكراه.

أظهرت دراسات أجرتها مؤسسات أكاديمية موثوقة خلال العقود الأخيرة تأثيرات كبيرة لاستهلاك الإباحية على الأفراد والعلاقات والمجتمع. وفيما يلي مقتطف مختار من الدراسات المنشورة حول هذه القضية.

أُجريت دراسة على طلاب الجامعات الألمانية تبحث في العلاقة بين مفهوم واقعية الإباحية والعدوان الجنسي، وذلك في ضوء المعتقدات الجنسية، والسلوكيات الجنسية، وقبول الإكراه الجنسي.

[واقعية الإباحية: مفهوم يعني الاعتقاد بأن ما يرد في الإباحية من سلوكيات حقيقي ويصور العلاقة الجنسية الحقيقية.] 

مستخلص البحث

ربطتْ مجموعة كبيرة من الأبحاثِ بين التعرّض للموادّ الإباحيّة وارتكاب الاعتداء الجنسي، مستندةً إلى نظريةِ التعلّم الاجتماعي ونظرية 3A لتعلّم المعتقدات. تُسهِم هذه الدراسة -التي تعتبر جزءاً من هذه الأبحاث- في اختبار الفرضية التي تقول إنه كلما اعتبرَ الشبابُ الموادَ الإباحية أكثر واقعية، زادَ احتمالُ تعرضِهم للعدوانِ الجنسيّ وقيامهم به.

واقترحنا مسارَين أساسيين لاختبارهما:

في المسار الأول؛ نقوم بفحصِ معتقدات ونمطيات السلوك الجنسي، بما في ذلك الاتصالات الجنسية التي تحدثُ بتراضٍ من الطرفين، والتي تتضمّنُ عوامل خطر ثابتة للتعرّض للاعتداء الجنسي وارتكابه.

أما في المسارِ الثاني؛ يتعلق الأمر بمدى قبولِ الإكراهِ الجنسي.

ضمن دراسةٍ تقاطعيةٍ، قام 1181 طالبًا جامعيًا في ألمانيا (762 طالبًا و 419 طالبة) بالرد على مقاييس واستبيانات خاصة حول استخدامهم للإباحية وتصورهم لها، بالإضافة إلى السلوكياتِ والمعتقداتِ الجنسية الخطرة ومدى قبول الإكراهِ الجنسيّ. كما كان متوقعًا؛ أظهرت النتائج أن الاعتقادَ بأن المشاهِدَ في الإباحيةِ تعكس واقعَ الجنسِ يؤدّي إلى تشكيلِ معتقداتٍ مشوهةٍ حول الجنسِ وسلوكيات جنسية خطرة، بالإضافةِ إلى زيادةِ قبول الإكراه الجنسيّ. كما كشفتْ الدراسةُ عن وجودِ روابط غير مباشرة مع تعرّض الأفراد للاعتداءِ الجنسي ومشاركتهم فيه في كل من المسارين.

لم نجد فروقًا بين الجنسين في الروابط، وناقشنا توصيات لتدخلات تهدف إلى زيادة الوعي بوسائط الإعلام في ضوء مفهوم واقعية الإباحية.

منهجية البحث

شارك في هذه الدراسة 1181 طالبًا جامعيًا في ألمانيا (762 طالبًا و 419 طالبة)، واستُثني من هذا العددِ سبعة مشاركين اختاروا جنسهم على أنه "آخر".

قُسّم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين؛ حيث تدخّلنا في مجموعة لتقليل عواملَ الخطر ومعدلات ارتكاب الاعتداء الجنسي والتعرّض له، في حين تركنا المجموعة الأخرى دون تدخّل.

كان متوسط ​​عمر العينة 22.6 عامًا (الانحراف المعياري هو 3.52، الفئة العُمرية: 18-35 عامًا)، وقد كان معظم المشاركين (92.9%) من جنسيات ألمانية.

نتائج البحث

أثبتتْ الفرضيةُ الأولى وجودَ ارتباطٍ مباشرٍ بين اعتقاد أن الإباحيةَ حقيقية والعدوان الجنسيّ، ولكن كان هذا الارتباط ينطبق على مرتكبي العدوان الجنسي وليس ضحاياه.

أثبتت البيانات التي جمعناها الفرضية الثانية التي تقول إن تصوّر المواد الإباحية على أنها حقيقية يزداد طرديًا مع تكوين المعتقدات الجنسية الخطرة وقبول الإكراه الجنسي. بمعنى آخر؛ كلّما شاهد الشخص الإباحية وظنّ أنها تمثلُ ممارسات جنسية طبيعية وواقعية؛ زاد احتمال رسوخ معتقدات جنسية مشوهة لديه، وزاد قبوله وتطبيعه للإكراه الجنسي. تؤكد هذه النتيجة تقارير الأبحاث السابقة التي أُجريت في بلدان مختلفة، وتتفق هذه النتيجة أيضًا مع نظرية التعلم الاجتماعي ونظرية المعتقدات الجنسية، حيث تشير إلى أن التعلم القائم على الملاحظة والتعزيز غير المباشر، بما في ذلك الخيالات، قد يشكل لدى الفرد تصورات حول الاتصالات الجنسية والسلوك الجنسي.

وأخيرًا؛ ينتج التسليم بواقعية الإباحية -بطريقةٍ غير مباشرة- ارتكاب العدوان الجنسي والتعرض له، عبر سلسلة من المعتقدات والسلوكيات الجنسية الخَطِرة والقبول للإكراه الجنسي، كما هو موضح في الدراسات السابقة الممتدة لسنوات.

وجاءتْ هذه النتائج والترابطات متفقةً مع طبيعة محتويات المواد الإباحية التي تُشكّل المفاهيم الإدراكية والسلوكية والعقائدية المتعلقة بارتكاب العدوان الجنسي والتعرض له.

وفي ضوء هذه النتائج؛ نقترح اتخاذ إجراءات وتدخلات، ونشير إلى أن كلاً من الرجال والنساء قد يستفيدون من الاستراتيجيات التي تعالج التصور القائل بأن المواد الإباحية تُظهِر صورة واقعية للاتصالات الجنسية.

  • اسم الكاتب: باربرا كراهيه، بولينا توماسزيوسكا، وإيزابيل شوستر
  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: أنس البناي
  • مراجعة: أحمد حالو
  • تاريخ النشر: 13 يناير 2024
  • عدد المشاهدات: 705
  • عدد المهتمين: 36

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك