الضعف الجنسي الناتج عن الإباحية مشكلة متصاعدة لدى الشباب!

إن عددا متزايدا من الشباب الأصحاء بدنيا، الذين يشاهدون الإباحية، يشكون من تأخر القذف، وعدم الشعور بالإثارة تجاه الشريك الحقيقي، وضعف الانتصاب.
A+ A-

إن عددا متزايدا من الشباب الأصحاء بدنيا، الذين يشاهدون الإباحية، يشكون من تأخر القذف، وعدم الشعور بالإثارة تجاه الشريك الحقيقي، وضعف الانتصاب.

وقد أصبحت تلك المشكلة تُطرح في أغلب المواقع على الإنترنت مثل: مواقع ومنتديات كمال الأجسام، الصحة، وغيرها..

حتى إن واحدا من تلك المواقع يخصص قسما خاصا لتلك المشكلة المتصاعدة، يقول الموقع: "نتيجة لزيادة الأسئلة والرسائل التي نتلقاها بشكل كبير، بخصوص ضعف الانتصاب والإباحية؛ قررنا أن نخصص قسما كاملا لهذا الأمر. فضعف الانتصاب الناتج عن الإباحية، أصبح شائعا بضراوة، خصوصا عند الشباب".

 هناك شباب من ثقافات متعددة، يختلفون في: الخلفية التعليمية، الدين، القيم، التوجهات، الشخصيات. يطلبون العون.

 وهم لديهم فقط شيئان متشابهان: مشاهدة شديدة لإباحية الإنترنت، ورغبة ملحة لمشاهد جنسية أكثر تطرفا.

 الكثير من هؤلاء الشباب، الذين يشاهدون الإباحية، ويعانون من مشاكل جنسية ذهبوا إلى الأطباء، وتم فحصهم.

النتائج كانت: "لا تُوجد مشكلة في الناحية الجسدية". لم يخطر ببال هؤلاء الشباب أو الأطباء، أن مشاهدة الإباحية قد تكون سببا رئيسيا، وراء ضعف الأداء الجنسي لدى الشباب؛ فالكثير يؤكدون أن: "الاستمناء لا يمكنه التسبب في ضعف الانتصاب". والتشخيص النهائي يكون دوما: “رهبة في الأداء الجنسي performance anxiety”.

 من فترة ليست بالطويلة، أثبت أطباء المسالك البولية في إيطاليا أن هناك علاقة بين الإباحية، وضعف الانتصاب من خلال استبيان ضخم. وقد تم محاورة د. كارلو فوريثتا (رئيس الجمعية الإيطالية لعلم الذكورة والطب الجنسي والأستاذ في جامعة بادوا) بخصوص هذا الاستبيان، فذكر أن 70% من الشباب الذين يتعالجون من المشاكل الجنسية، في عيادته الشخصية يشاهدون الإباحية بشكل كبير.

 الإيطاليون ليسوا وحدهم من ذكر ذلك، ويمكنك الاطلاع على قائمة مقالات (باللغة الإنجليزية) كتبها أكثر من 70 متخصصا طبيا يعملون في علاج الشباب الذين يعانون من الضعف الجنسي الناتج عن الإباحية (porn-induced sexual dysfunction).

 الأخبار الجيدة:

التعافي من الممكن أن يأخذ من 6 إلى 12 أسبوعا (من الممكن أن تزيد المدة حسب شدة المشاهدة وسن التعرض للإباحية)، ويعتمد التعافي على عامل واحد هو: تجنب التعرض لإباحية الإنترنت من أي نوع. (والكثير يتجنبون الاستمناء، إما بسبب أنه لا يمكنهم الاستمناء من الأساس دون تخيلات جنسية، وهو ما يشابه المشاهدة، أو بسبب أن الاستمناء يؤدي غالبا للإباحية.)

 كان التحسن مدهشا، ومتشابها، بين الذين تعافوا. فالرجال يقولون إنهم في أول أيام التعافي، تكون الشهوة ورغبة المشاهدة عالية جدا، وبعد ذلك تقل الرغبة الجنسية، ويصبح القضيب في حالة انكماش وبرودة. هذه الأعراض تسمى بفترة الخمود (flat line)، وتستمر هذه الأعراض حتى 6 أسابيع في المتوسط، ويعتمد ذلك على شدة المشاهدة وسن التعرض للإباحية.

 تدريجيا يعود الانتصاب الصباحي، والرغبة الجنسية كذلك. وربما يحدث انتصاب عفوي بين الحين والآخر، وأخيرا يصبح هناك تعافٍ بشكل كامل للانتصاب، وتظهر رغبة جنسية للشريك الحقيقي؛ وكذلك تصبح ممارسة الجنس الشرعي في غاية المتعة.

 هذه بعض التقارير من المتعافين:

- أنا شاب عمري 25 عاما، بدأت الاستمناء بشكل كبير عند سن الـ 13، وبدأت مشاهدة الإباحية من سن الـ 14، تدريجيا أصبح الأمر يحتاج مني المزيد لكي أُثار جنسيا: تخيلات أكبر أو إباحية متطرفة، وأصبحت أعاني من مشاكل جنسية؛ فأثناء الجماع أكافح لأحصل على الانتصاب أو المحافظة عليه، كانت علاقاتي مع زوجتي غير ناجحة، بسبب هذه المشكلة. الأخبار الجيدة الآن: عندما أدركت السبب توقفت فورا عن الإباحية لمدة الـ 6 أسابيع الماضية، وبذلت ما بوسعي لأتخلص من الاستمناء أيضا. فعلاقتي الأخيرة كانت ناجحة بشكل كبير، نعم، لا أعتقد أنني تعافيتُ تماما؛ فما يزال هناك بعض الصعوبات، ولكن ما أريد أن أخبركم به أن ذلك الأمر يستحق العناء فعلا!

- العمر 36، الأسبوع الـ 12 للتعافي – أنا مندهش حقا كيف تحسن انتصابي! أتذكر عندما كنت أسأل الشباب الذين تعافوا قبلي: متى لاحظتم التعافي الكامل للانتصاب؟ حسنا، أظن أنني أشعر بذلك الآن.

- (هذا التقرير من شاب متزوج عمره 33 عاما، وهوعضو في جروب حرر نفسك ، ينقل تجربته بعد 7 أسابيع من التعافي): أسبوعي الأول لم يكن هناك تغيير، تبدأ الأعراض الانسحابية من الأسبوع الثاني، إلى منتصف الأسبوع الثالث، ثم كانت أول علاقة ناجحة في نهاية أسبوعي الثالث، وقد مررتُ بزلةٍ في أسبوعي الرابع، وفي نهاية أسبوعي الخامس شعرت أن دماغي يهدأ بعد العلاقة الزوجية، وهذا شيء جديد؛ فلم أكن أهدأ قبل ذلك، إلا عند المشاهدة، في أسبوعي السادس والسابع، أشعر أنني صرت طبيعيا تماما، فمتعتي الوحيدة أصبحت مع زوجتي، وأشعر أنني -بفضل الله- لا أفكر في الإباحية إطلاقا.

 كيف تسبب الإباحية مشاكل في الأداء الجنسي؟

السبب في ذلك يبدو أنه "فيسيولوجي"، وليس نفسيا، نظرا لأن رجالا من ثقافاتٍ وبلادٍ مختلفةٍ، يقومون بتغيير متغير واحد فقط هو: (مشاهدة الإباحية)، ورغم ذلك يخبرون بنفس نتائج التعافي؛ إذًا بالنسبة لهؤلاء الرجال، نجد أن القلق -الجانب النفسي- شيء ثانوي.

 هناك بحث حاليا عن الإدمان السلوكي، يُرجِّح أن فقدان الرغبة، ومشاكل الأداء الجنسي، تحدث بسبب أن مدمني الإباحية يخدرون استجابة دماغهم الطبيعية للذة والمتعة، لمدة سنوات تم استبدال المتعة الطبيعية بتحفيزٍ وإثارةٍ مركزةٍ تضعف حساسية المدمن للاستجابة لمادة كيميائية عصبية تسمى: الدوبامين.

 الدوبامين يكون وراء التحفيز والدافع وإرادة الأشياء، وهو أيضًا وراء كل أنواع الإدمان؛ إنه يدفع الرغبة إلى البحث عن المكافأة والمثوبة، نحن نحصل على جرعات صغيرة منه، كل مرة ننخرط في أي شيء يدعو إلى لمكافأة، أو فيه تجديد، أو كان مفاجئا، أو حتى يدعو إلى القلق.

 كما عند الحيوانات، فالرغبة الجنسية والانتصاب ينشآن -عندنا كبشر أيضا- من إشارات الدوبامين في الدماغ، ففي الطبيعي أن تنتج الخلايا العصبية، مادة الدوبامين داخل (دائرة المثوبة)، وهو الذي ينشط مراكز الرغبة الجنسية، داخل (الغدة النخامية)، والذي بدوره يقوم بتنشيط مراكز الانتصاب في الحبل الشوكي، والتي ترسل نبضات عصبية إلى القضيب، وتلك النبضات تنتج (أكسيد النيتريك) داخل الأوعية الدموية للقضيب؛ ثم يحدث الانتصاب.

 فتلك الأدوية لعلاج ضعف الانتصاب، لن تزيد الرغبة الجنسية، أو النشوة والمتعة، حتى وإن كانت تساعد (في بعض الأحيان) في حدوث انتصاب.

 شاب مدمن يؤكد ذلك، فيقول: "إن ضعف انتصابي المسئول عنه حتما، هي الإباحية؛ فحتى أقراص الانتصاب وإن كانت تساعد على الانتصاب قليلا، ولكن لا تجعلني أشعر بالمتعة أبدا؛ لأنني ما زلت لا أشعر بأي شيء، فلقد فقدت معظم -إن لم يكن كل- حساسيتي للإثارة والمتعة".

 إذًا فحالات ضعف الانتصاب الناتجة عن: (كبر السن، أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري)، المشكلة الأساسية في هذه الحالات تكون في الغالب في الأعصاب، الأوعية الدموية، والقضيب. ولكن، بالنسبة للرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب الناتج عن الإباحية، فالمشكلة لا تكون في القضيب، ولكن تكون في ضعف حساسية نظام الدوبامين داخل الدماغ.

 ما توصل إليه علم الإدمان مؤخرا:

في العقود الأخيرة أو ما يقارب ذلك، اكتشف الباحثون في الإدمان أن الإفراز الزائد من الدوبامين لديه تأثير غير معقول بشكل متناقض، فالدماغ يقلل من قدرته للاستجابة لإشارات الدوبامين ما يسمى بـ(فقدان الحساسية desensitization). وهذا يحدث في جميع أنواع الإدمان، سواءً كان ماديا أو سلوكيا. وعند بعض مشاهدي الإباحية تنخفض استجابة الدماغ للدوبامين بشكل كبير، حتى إنهم لا يستطيعون الحصول على انتصاب إلا من خلال الحصول على جرعات دوبامين بشكل مستمر من إباحية الإنترنت.

 إن الروايات، الصور والفيديوهات المثيرة متواجدة منذ زمن، ولكن الإنترنت جعل هناك إمكانية حدوث فيضان غير متوقف من جرعات الدوبامين. فالمشاهدون للإباحية اليوم يمكنهم إجبار حدوث هذا الفيض بواسطة مشاهدة الإباحية في نوافذ متعددة، والبحث بلا توقف بشكل سريع؛ بحثا عن الأكثر إثارة، وكذلك التحول إلى المحادثات الجنسية المباشرة، والمشاهدة لمشاهد متنوعة بشكل مستمر، وإشعال الخلايا العصبية بالمحادثات الجنسية عبر الفيديو، أو التصعيد إلى أنواع شاذة ومتطرفة بشكل مقلق من الإباحية، وكل ذلك بصورة مجانية تجعل من السهل الوصول إليه، ويمكن الحصول عليه في ثوانٍ معدودة، وهو متواجد 24 ساعة في اليوم، ولمدة سبعة أيام في الأسبوع، وقد أصبح التحفيز الزائد داخل دائرة المثوبة في الدماغ شيئًا أكثر من المحتمل الآن.

 الكثير من الرجال لا يدركون أن حساسية دماغهم تقل نحو الجنس الطبيعي؛ بسبب أن الإباحية تسبب ضخ جرعات غير منتهية من الدوبامين -التي تجعل الانتصاب والوصول للذروة الجنسية سهلا أمام الشاشة، ولكن عند الجنس الطبيعي لا يكون الأمر كذلك، فعندما يبدؤون بإقامة علاقة جنسية مع أزواجهم ويجدون أنفسهم عاجزين عن ذلك؛ حينها يمكن تفهم مدى الذعر الذي سيصابون به.

 إن تغيرات الدماغ التي تسبب ضعف الانتصاب، الناتج عن الإباحية (porn-induced erectile dysfunction) تنشأ من تغيراتٍ جسديةٍ بسبب الإدمان، بينها: تخدير الاستجابة للمتعة واللذة داخل الدماغ. 

وبالتالي فإن التوقف عن مشاهدة الإباحية، يمكن أن يكون صعبا للغاية، بالإضافة إلى أنه عند التوقف، يحدث هبوط في الرغبة الجنسية، وبعض الرجال يمرون بأعراض انسحابيه مثل: الأرق، تقلب المزاج، صداع شديد، قلق، اكتئاب، فتور، تفكير مشتت، أعراض مشابهة للإصابة بالأنفلونزا. 

ويُعتبر إيجاد معالج جيد لديه معرفة  بالإدمان، وكيفية اختلاف تأثير إباحية اليوم، عن المجلات الإباحية القديمة، سيكون شيئًا مساعدًا جدا في العلاج.

 الدماغ يحتاج فرصة لـ "يعيد تشغيل نفسه"، أي: استعادة حساسيته الطبيعية للدوبامين. وقد يستغرق ذلك بضعة أشهر.

معظم الرجال يندهشون عند معرفة أن مشاهدة الإباحية، يمكنها أن تكون مصدر مشاكل ضعف الأداء الجنسي لديهم. بدلا من اقتناعهم المسبق بأن ضعف الانتصاب في سن العشرينيات شيء طبيعي!!! فهم يكونون مذهولين عند معرفة مدى التأثير السلبي، للإباحية عليهم، حيث أنه لم يخبرهم أحد بذلك التأثير من قبل؛ لذلك فإنه يُوجد جهل تام عن مدى تأثير الإباحية الشديد، على مَن يشاهدها، وجهل لما يتعلق بذلك، من آخر ما وصل إليه علم الإدمان بخصوص هذا الأمر.

إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب الناتج عن الإباحية، وتتمنى أن تسترد رجولتك؛ كن متفائلا.

كما قال شاب بعد شهرين من التعافي:

بعض الحقائق التي يجب أن تعرفها هي:

المشكلة ممكن أن تُحل بنسبة 100%.

من الممكن أن يكون ذلك واحدا من أصعب الأشياء التي قمت فيها على الإطلاق.

لو كنت تريد حياة جنسية طبيعية مجددا نوعا ما؛ فليس لديك خيار سوى التعافي للحصول على ذلك.

لو كنت من الجيل الذي نشأ منذ الصغر، على مشاهدة إباحية الإنترنت فإن تعافيك من الممكن أن يأخذ وقتًا أطول قليلا.

  • اسم الكاتب: yourbrainonporn
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: مازن عثمان
  • مراجعة: أ.محمد حسونة أبو منار، أ. أحمد محمد يونس
  • تاريخ النشر: 12 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 3K
  • عدد المهتمين: 166

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك