حوار مع شاب وصل إلى عام بلا إباحية أو عادة سرية!

شاب عربي مقيم في إحدى الدول الأوروبية للدراسة، استطاع أن يحقق إنجازا كبيرا في التعافي من إدمان الإباحية ويكمل العام الكامل بلا إباحية أو عادة سرية، تلقينا منه رسالة عبر صفحتنا على الفيس بوك.
A+ A-

شاب عربي مقيم في إحدى الدول الأوروبية للدراسة، استطاع أن يحقق إنجازا كبيرا في التعافي من إدمان الإباحية ويكمل العام الكامل بلا إباحية أو عادة سرية، تلقينا منه رسالة عبر صفحتنا على الفيس بوك وكانت رسالته كالتالي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور لا يوجد أسعد من هذه اللحظات أعيشها بعد أن ختمت القرآن الكريم حفظا،

الحمد لله أتمت العام بعد12 سنة إدمان و4 سنين معالجة.

وكل هذا بفضل الله ثم الدكتور النابلسي وموقعكم الرائع

فتلقيت الرسالة بسعادة بالغة، وقررت أن أجري معه حوارا لأنشره حتى يستفيد منه كل الأصدقاء.

وسألته:

– كم عمرك، وهل أنت متزوج أم لا؟

عمري 21 عاما، ولست متزوجا.

– كيف بدأت معاناتك من إدمان الإباحية؟ وكم كان عمرك وقتها؟

رغم أني تربيت في عائلة محافظة، إلا أن لي طفولة سيئة وذلك بسبب ابن عم لي سئ،، حيث كنت معه طوال الوقت، وكنت أتعلم منه الأشياء السيئة في عمر 7 سنين، بعد فترة عرفت العادة السرية وكنت أظن أنها شيء طبيعي، وبعد عدة سنوات أعطاني شريط فيديو مليء بالأفلام، وبعدها حدثت أشياء سيئة، أستغفر الله العظيم منها.

وبعد أن بدأ مستوى دراستي يضعف، وكنت أحس بضعف جسدي ومعاناة نفسية، عرفت أنني في مشكلة كبيرة.

– تقول أنك حاولت قبل العام الماضي التعافي 4 سنوات، هل كان لك خلالها منهج علمي للتعافي؟ ومنذ متى بدأت في متابعة موقعنا؟

منذ أن بدأت رحلت العلاج بدأت بعملية متسلسة، وكأن الله كان يعلمني في كل مرة سقوط شيئا جديدا، ففي بداية معرفتي أن هذا الإدمان خطير جدا ويجب علي التخلص منه فورا، بدأت بمتابعة الصلوات، ففي بداية الرحلة لم ألتزم بأي منهج علمي، ولكن كنت أتابع نفسي في العبادات وبدأت بمتابعة موقعكم من قبل ثمانية إلي تسعة أشهر سابقة، وكنت قد بدأت مع موقع fortify قبلها سنة ونصف.

– منذ متى عرفت أن الاباحية إدمان، ومن أي مصدر؟

في بداية مشواري للتعافي لم أجد أي مواقع تعليمية إلا في السنة الرابعة من العلاج، وعرفت أنها إدمان بسبب أصدقاء لي، حيث إنهم كانوا يتحدثون بأنهم لا يستطيعون التوقف، ومن ثم بدأت البحث على الانترنت واكتشفت ذلك، أيضا كان هناك برنامج ديني اسمه "مع الشباب" وفي إحدى حلقاته شرح بأنه إدمان.

– بعد علمك بأنه إدمان هل أثرت هذه المعرفة في تعافيك؟ وكيف؟

لم أكن واعيا بأنها إدمان في بداية الأمر حيث إنني لم أصدق ذلك، قلت في نفسي إنها مشكلة ولكن ليست إدمانا فإمكاني أن أتخلص منها في أي وقت، ولكن كلما بدأت أتوقف كنت أعود مجددا، عندها عرفت أنها إدمان ويجب أن أتوقف.

– كيف أثرت الإباحية والعادة السرية على حياتك ككل: علاقاتك، دراستك، قدراتك؟ وكيف تغير الأمر بعد تعافيك منذ عام مضى؟ ما هو شعورك قبل وبعد البدء في رحلة التعافي؟

كانت حياتي مدمرة كليا من كل الجهات، نفسيا كنت تعبا دائما، وكنت منعزلا عن الناس، ولم أكن أقدر أن أتكلم بين الناس، وكنت أخشى الكلام.

أيضا أثرت على مهاراتي، حيث إني لم أتعلم أي مهارة حياتية أوهواية، جسديا كنت ضعيفا ووزني هزيل جدا وأسناني هشة ضعيفة ومريضا بشكل شبه دائم!!

أهلي أيضا خافوا علي، وظنوا أن فيّ عين حيث إنني كنت أتعصب دون شعور، وأكون سعيدا جدا دون أية أسباب.

دراستي بدأت تضعف كليا، رغم أنني كنت الأول في الإبتدائية، ولكن في الإعدادية بدأت أتراجع.

بعد أن  بدأت بالتعافي، والحمد لله بدأت أحس بطعم الحياة، حيث أنني في سنة واحدة فقط حصلت علي الترتيب الأول في جامعتي، رغم أنني أدرس بلغة ليست هي لغتي الأم، أيضا تعلمت السباحة والشطرنج وقرأت أكثر من عشرين كتابا وأكثر من هذا، أنني ختمت المصحف قبل ثلاثة أيام.

الآن لدي شعور لا أستطيع أن أصفه لكم، سعيد ومرتاح كليا.

أستطيع النوم واللعب،  وإذا ضحكت ضحكت من داخل قلبي، وليس مجاملة لمن حولي.

– هل أنت معنا في الجروب حرر نفسك على التليجرام؟

نعم دخلت حديثا.

– هل قرأت الكثير من مقالات موقعنا علاج إدمان الإباحية؟

نعم قرأت كل فقرة، وأيضا قرأت في مواقع كثيرة باللغة الانجليزية.

– وكيف ترى موقعنا، وهل ساهم بشكل كبير في تعافيك؟

موقعكم كان له تأثير كبير في استمرارية التعافي عندي، حيث وإني خلال السنة الثالثة من العلاج كنت قد استطعت أن أتوقف 5 أشهر ولكنني عدت.

كان لدى موقعكم وسائل أكملت النواقص التي كانت تجعلني أعود.

وأكثر شيء أفادني هو الأسئلة التي في الموقع، حيث إنه كان لدي اعتقاد بأن الأضرار التي حدثت لي بسبب الإباحية لن تمحى، ومن تللك الأضرار القذف السريع، ولكن بعد أن قرأت في الموقع أن كل شيء سيعود إلى طبيعته، استمررت أكثر.

– برأيك، هل الزواج من الممكن أن يكون حلا نهائيا للتحرر من إدمان الإباحية؟

لا شك ان الزواج هو المحصن الأقوى، ولكن بعد التعافي وعودة الجسم إلي طبيعته، أنا أعتبر الزواج الخطة b بعد a.

– هل كنت تحافظ على صلاتك أثناء الإدمان؟ وما دور الصلاة في مساعدتك في التعافي من إدمان الإباحية؟

في أول سنة  للتعافي كنت غير مواظب عليها، حيث كنت إذا سقطت كنت أبقى من دون صلاة ليوم كامل.

الصلاة لها دور أساسي، ولكن يجب علينا أن نذوق الصلاة الحقيقية، تعلمت من برنامج: "كيف تتلذذ بصلاتك" لمشاري الخراز كيف أصلي جيدا.

– ما النصيحة الموجزة التي توجهها إلى أولئك الذين يعانون من إدمان الإباحية ولا يرغبون بالتعافي؟

نصيحتي لأولئك الشباب الذين مازالوا ليسوا مدركين لحجم المشكلة التي هم فيها، هي إما أن يختاروا بين الموت البطيء، والحزن، والشقاوة في الدنيا والآخرة، أو السعادة المطلقة في الدنيا والاخرة.

احذروا خطوات الشيطان، فالشيطان ليس هدفه أن يجعلك مدمنا للإباحية فقط، إنما يريد منك أن تكفر بالله، ولكنه يلعب معك بكل تأن وهدوء، يريد منك أن تفقد توازنك الطبيعي مع نفسك ومع من حولك، ومن ثم تفقد ثقتك بالله عزوجل.

احذر وانتبه وتيقظ قبل أن تتدرج في هذا الإدمان إلى أن تصل إلي ما لا تستطيع تخيله، ولا تقل أجرب فيلما وانتهى الأمر، هذه مجرد شرارة في فتيل خسارة الدنيا والاخرة.

– أيضا ما هي نصيحتك إلى أولئك الذين يصيبهم اليأس بعد كل انتكاسة، وكيف يتجاوزون هذا الشعور السيء بعدها؟

أما أولئك الابطال الذين يصارعون في الخفاء، فأقول لهم: مبارك عليكم النصر، فوالله إن النصر لقريب، أقرب إليكم  مما تتخيلون بكثير.

ولكن، يجب عليك ان تركز جيدا في طريق التعافي.

الله يحبك حبا شديدا، ويريد منك أن تكون شخصا عظيما جدا، لذلك فانت في هذه المحنة التي تتصورها أنت اليوم على أنها مستحيلة، لكنك بعد التعافي سوف تشكر الله علي كل شي.

لأنك لو مثلا كنت في دورة تدريبية لإعداد الأبطال، وقيل لك أنت سوف تكون في نظام شديد وحازم مدة عام كامل، وسوف يعطونك الكثير من المهارات والعادات كي تتقنها، فأنت بعد أن تنجز هذة المدة بصبر وثبات سوف تكون شخصا غير عادي بكل تأكيد.

إذن، أيها البطل لا تخف أبدا من الانتكاسات، فقط ركز واستمر ولا تجعل لجملة "أنا مستسلم" وجودا في قاموسك.

إذا أيها البطل ماذا لو عملت الكثير من الخطط وتابعت الكثير من المواقع التعليمية واستمعت الي كل ما في اليوتوب من فيديوهات حول هذا الشأن، ماذا لو انتكست بعد كل هذا؟

اقول لك أنا انتكس مرات لا أستطيع أن أحصيها، ولكني بعد كل انتكاسة، كنت أجلس مع نفسي، ولا أحزن أبدا حزنا يعطلني عن الاستمرار،  فقط أركز علي موطن الخلل وأصلحه في فترة وجيزة جدا.

أيضا مما ساعدني في تجاوز الانتكاسات،  القرآن الكريم، حيث إني مهما سقطت كنت أستمر بالحفظ والمراجعة، ولا أتوقف يوما عن الحفظ.

– هل من رسالة توجهها إلى أولياء الأمور لحماية أولادهم من خطر إدمان الإباحية؟

رسالتي  إلى الآباء والأمهات هي:

أن أولادكم أعلى ما لديكم.

وإذا لم تتعلموا كيف تتصرفون معهم، فسوف يضيعون ويصبحون أشخاصا بلا مأوى، أتمنى أن تعلموهم كل شيء يكسبهم الثقة بأنفسهم، وكل شيء يرغبهم بالعلم النافع.

ركزوا علي كل شيء يدخل إلى أدمغتهم من التليفزيون والانترنت وكل شيء، احرصوا علي تعليمهم  القرآن في سن مبكرة، فالقرآن سوف يجعلهم أشخاصا عظماء.

– ما هي الجهود التي بذلتموها ولا زلتم لمساعدة غيركم ممن يعاني من إدمان الإباحية؟

الجهود التي بذلتها لمساعدة غيري ممن هم مدمنون:

بدأت بكتابة الخطة التي أرسلتها لكم، حيث إن فيها كل الجوانب التي من خلالها نستطيع أن نتغلب علي الإدمان.

أيضا أفكر بكتابة كتاب، حيث إنه ستكون فية طرق مختلفة وقصص نجاحات وأفكار علمية لحياة أكثر جدية بالنسبة للشاب العربي.

أنا مستعد لمساعدة كل الشباب بالكلمة أو النصيحة.

وسوف أسعى جاهدا كي نجعل هذه التجارة تبور في وطننا العربي بإذن الله، ولن نسمح لهؤلاء المرضى بأن يدمروا شبابنا المبدع الرائع.

– ما هي خطتكم المستقبلية للبقاء متعافين ولمساعدة غيركم للتعافي من إدمان الإباحية؟

خطتي المستقبلية لبقائي متعافيا هي أني لا آمن لنفسي ولا حتى للحظة واحدة.

ولا أقول إني أمضيت العام وانتهى الأمر، نعم أصبحت لدي حماية طبيعية من هذا البلاء، ولكن يجب أن أكون حريصا على نظري في كل الوقت، متفهما وضعي كشاب أعزب، لديه رغبة طبيعية تجاه كل المغريات.

فحتى اليوم ما زلت أكتب يومياتي وأستمر في عملية التطوير الذاتي، كل تلك المهارات التي اكتسبتها في رحلة العلاج مازلت أمارسها يوميا.

خطتي المستقبلية التالية: هي أن أتزوج من زوجة صالحة تسترني، وتساعدني علي إنجاز كل المهام باذن الله.

بقي أمر أردت أن أخبركم به ألا وهو ضمن خطتي العشرينية، هو أنني خططت بإذن الله كي أنجز بعد التخرج والعمل الدؤوب مجمعا طبيا ولكن بفكرة جديدة جدا.

– كيف استطعت مقاومة المغريات في بلد أوروبي مثل الذي تقيم فيه؟؟

بعد أن خرجت من بلدي ولأول مرة أشاهد الفتيات المتبرجات كانت بالنسبة لي صدمة، حيث كنت أشعر بنوع من البلادة عند رؤيتهن، ولكن أيضا لا أخفيكم أنه  بسببهن سقطت كثيرا.

ولكن بعد ذلك قررت أن أجعل المسجد والقرآن خير صاحب لي، فكان زملائي يذهبون إلي الحفلات الجامعية وأنا أذهب إلي المسجد وألتقي بمحفظ القرآن كل يوم.

فبعد أن تعرفت على مدرس القرآن لكريم في المسجد كنت أقضي كل وقت فراغي معه.

فكنت أبدأ يومي بصلاة الفجر في المسجد، وبعد ذلك أبقى معه حتى الشروق، وكنت أحفظ في تلك الفترة، بعدها نفطر سويا، بعد ذلك أذهب إلى الجامعة حتى الساعة 5.

فإذا كان لي وقت فراغ إما أن أبقى مع اصدقائي الصالحين، أو أذهب إلي المكتبة ولا أترك لنفسي فرصة لتضييع الوقت أبدا.

بعد ذلك كنت آكل غدائي في الجامعة وأبقى في المكتبة حتى الساعة 8 وبعدها كنت أعود وأصلي المغرب في مسجدي، وأبقى بين المغرب والعشاء أحفظ وأراجع مع مدرسي.

– كيف استطعت التغلب على الوحدة وهل تقيم مع أحد أم أنك وحيد؟؟

لم اكن أسمح لنفسي بأن تشعر بالغربة أو الحزن علي أي شي، ورغم أنه لم يكن لدي أي منحة دراسية أو كفيل لكنني تعلمت التوكل والله لم يدعني.

ثم بعد ذلك كنت أخطط لكل شهر وكل يوم، وكنت متفقا مع مدرسي أنه إذا تراجعت فعليه أن  يعاقبني أو يعاتبني، وإذا أتممت كل الخطة أن يحفزني.

أيضا من الخطوات التي اتخذتها ضد الوحدة، إني وجدت بيتا فيه طلاب صالحون، فكانوا يساعدونني وأساعدهم، وأيضا لم يكن لدينا في البيت أي تلفاز، فكان ذلك فرصة لي، لأني عرفت أن التلفاز له أخطار كبيرة علي العقل حتى لو كانت مشاهد ليست إباحية.

وبالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، فبحكم أنني أحتاجها للتواصل مع أهلي وأصدقائي، فلقد تدرجت في تقليلها، فبدأت بحذف حسابي في الانستقرام، ثم السناب شات، وأبقيت فقط الفيس والواتساب.

– كيفية تعاملك مع وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز؟؟

قمت بحذف برنامج الفيس بوك من على الهاتف، وكنت فقط أتصفحه من الكمبيوتر، وضعت لنفسي ساعة واحدة فقط للواتساب كل يوم، وذلك بمساعدة quality time

مع مرور الوقت ومع بدايات عشقي للقرآن الكريم، بدأت لا أجد أي حلاوة في أي برامج في الهاتف أو أي شيء سوى الحفظ والمراجعة، كنت أتلذذ بكل ثانية أقضيها مع القرآن الكريم ولا أرغب ان أدعها.

يجيب عليك أن تجد شيئا يجعلك تنسى كل شيء من حولك، شيء جيد يجعلك تفكر فيه في نومك وسفرك غير الإباحية، يجب عليك أن تنقي مداخل دماغك، لا تشاهد أي مسلسل لا فائدة منه أو فيه نساء. .

– كلمة أخيرة توجهها إلى الأصدقاء؟

اذا قلت لي أنك تحب الله ولكنك في وقت المعصية لا ترتدع، فهذا يعني أنك لم تعرف الله حق المعرفة، ونصيحتي لك هي أن تتابع محاضرات الدكتور محمد راتب النابلسي في أسماء الله الحسني، وسجل معاني الأسماء، واطبع كتاب النابلسي في أسماء الله الحسنى واقرأه.

لا تستعجل نفسك، فقط أعطها الوقت الكافي حتى تتعافي، أنت فقط اصبر وثابر واستمر، لا تقل هذا طبيعي إذا سقطت، ولكن اعزم وتوكل على أن  تكون هذه آخر مرة لك، وذلك في كل مرة تنتكس فيها،  وابحث في كل أسباب السقوط، وإذا ما سقطت فلا تتوقف عن التفكير، فقط استيقظ.

لا تنس أن تجعل ملجأٌ لك، شخصا كبيرا تشتكي إليه كل أسباب السقوط وتتكلم معه في كل وقت، فلهذه الخطوة تأثير مهم.

أيظا يجب علينا أن نقوم بتمرين التعرض ومن الاستجابة يوميا دون انقطاع.

واذا ما حدث تراجع أو تكاسل، أعرف أن الشيطان عرف أنك في طريق التعافي، ويعمل معك بقوة لكي يجعلك تتوقف عن هذة الخطوة، ولا تنس عمل خطتك الشخصية.

هذا كل ما  لدي.

إذا كانت لديكم أسئلة أخرى فأنا مستعد.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • تاريخ النشر: 28 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 157
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك