الدرس التاسع عشر: ماذا يدور في اجتماعات الاثنتا عشرة خطوة؟ (وقفات ومقترحات)

في هذا الدرس أريد أن نقضي بعض الوقت، في مراجعة الهيكل الأساسي لمجموعة الاثنتا عشرة خطوة، ولنعرف ما الذي يدور في تلك المجموعات.
A+ A-

في السابق تحدثنا عن بعض الفوائد التي من الممكن أن نجنيها من مجموعة الاثنا عشرة خطوة، وفي هذا الدرس أريد أن نقضي بعض الوقت في مراجعة الهيكل الأساسي لمجموعة الاثنتا عشرة خطوة، ولنعرف ما الذي يدور في تلك المجموعات.

بروتوكول الاثنتا عشرة خطوة:

عادة في الاجتماعات يجلس الناس في شكل دائري مع شخص واح، و هو السكرتير الذي يدير الاجتماع، فقبل بدء الاجتماع يقوم السكرتير بتمرير عدد من القراءات (مجموعة واحدة من الورق) والتي سيطلب من الناس قراءتها طوال الاجتماع.

السكرتير يبدأ اللقاء بتحية الجميع ويقرأ المقدمة، بعد هذا يبدأ شخص ما بقراءة “الديباجة”، وهي عن "آلية عمل الاثنتا عشرة خطوة" و"تقاليدها".

وقفة:

لنا هنا وقفة مهمة، فأنا أود أن أخبركم بأمر غاية في الخطورة، وهو أن تلك الاجتماعات تكون مختلطة ذكورا مع إناث ليس فيها فصل بين الجنسين، هذا خطر ولا يجوز شرعا، ففيه ما لا يخفى على أحد ضرره، وإن كان ضرره ثابتا في الأحوال العادية الحياتية اليومية، فهو في تلك الاجتماعات آكد، وبلا مجال للشك. فكيف ينفع علاج لإدمان الإباحية وأنت تأتي بالمتسبب وتضعه مع الذي يعاني من عدم تركه وعدم قدرته على فراقه؟! هذا ضرب من الجنون، ولن ينفع العلاج معه وإن جادلوا، ناهيك عما يدور من حوارات بين الطرفين في أمور غاية في الحساسية فيحدث ما لا يُحمد عقباه، فالحذر الحذر، وهذه أدلة تحريم الاختلاط .

بعد انتهاء القراءة العامة، يسأل السكرتير إذا ما كان هناك أي زائر لحضور الاجتماع، الزائر عادة أي شخص يزورهم من خارج المدينة أو هو جديد في الاجتماع ولكن لا يعتبر نفسه وافدا جديدا.

بعد ذلك، يطلب السكرتير من جميع القادمين الجدد تقديم أنفسهم، الوافد الجديد هو أي شخص في الــ30 يوما الأولى من الرصانة و الاتزان، حتى لو كنت رصينا مدة 20 عاما، لكن بعد ذلك وقعت في زلة فأنت تُعتبر وافدا جديدا مدة الــ 30 يوما الأولى.

بعد تقديم الوافدين الجدد لأنفسهم، فإن الجميع في الغرفة يقدمون أنفسهم.

كيف يقدم الشخص نفسه؟ يكون التقديم كشيء من هذا القبيل: "مرحبا، أنا أليكس وأنا مدمن للجنس"، وبعد ذلك سوف يقول الجميع: "مرحبا أليكس".

بعد المقدمة، يمكن للاجتماع أن يتخذ عددا من الأشكال والذي عادة يشرحه السكرتير.

واحدة من الأشكال الأكثر شيوعا يُختار شخص واحد للقراءة لهذا اليوم، ويكون عادة شيئا من الكتاب الكبير للمدمنين المجهولين، أو الآداب الأخرى المعتمدة بعد القراءة الكاملة، فإن القارئ يحكي نصيبه أو تجربته الشخصية مع القراءة ولماذا اختار ذلك.

بعد ذلك، يقول السكرتير إن الاجتماع مفتوح للمناقشة وسيكون الجميع له فرصة للمشاركة، لكل فرد حصة من الوقت عادة حوالي 1-3 دقائق، وبعض الاجتماعات تضع ساعة رملية محمولة والجميع يتتبعون من خلالها الزمن.

لا تتردد في تبادل أي شيء عندما تحصل على فرصتك للمشاركة، يمكن أن تشعر  بالحرج في البداية، ولكن سوف تعتاد على ذلك، وإذا كنت في البداية ولا تريد أن تشارك يمكنك ببساطة أن تقول: "مرر"، بعد فترة من الوقت سوف تحصل على خبرة في كيفية عمل المشاركة وسوف ترى الفائدة من ذلك.

و شيء آخر، يحدث للناس أثناء إسهامهم، هو الذهاب خارج الموضوع الخاص بالقراءة و يحكون حول الصراعات الشخصية الخاصة بهم، الحديث عما يجري في حياتك يمكن أن يكون أداة عظيمة لمساعدتك للخروج من تلك المشكلة التي تعاني منها.

وقفة:

لنا هنا وقفة، فقد يعترض واحد فيقول: لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المجاهرة بالذنب، فكيف يجتمع هذا ودعوتك هنا لأن يبوح الإنسان بما يفعله ويجاهر به؟ وهنا أنتهز الفرصة لأوضح لحضراتكم عدة أمور متعلقة بهذا الموضوع.

بالفعل نهى النبي -صلوات الله وسلامه عليه- عن المجاهرة بالذنب. ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا كذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".

وأخرج الحاكم، من حديث ابن عمر ـرضي الله عنهماـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله". وأخرجه مالك في الموطأ، مرسلا عن زيد بن أسلم.

فالأصل وجوب ستر المسلم نفسه، وألا يخبر أحدًا بمعصيته، لكن يجوز الإخبار بالمعصية للحاجة والمصلحة المعتبرة، ولا يكون ذلك من المجاهرة المذمومة بالذنب، فما دمت لم تخبر أحدا بمعصيتك على سبيل الرضا أو الفرح أو الاستخفاف بها وإنما قصدت مقصدًا حسنًا كطلب النصح والمشورة والاستعانة بعد الله بغيرك ممن لديهم القدرة على عونك أو أن تساعد غيرك ممن طلب منك العون، فتذكر له أنك كنت مثله تعاني لكن بفضل الله ومنه عليك استطعت الإقلاع والرجوع إليه، فليس ذلك من المجاهرة بالذنب المنهي عنها والله أعلم .

قال النووي: فيكره لمن ابتلي بمعصية أن يخبر غيره بها، بل يقلع ويندم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخه أو نحوه مما يرجو بإخباره أن يعلمه مخرجا منها، أو ما يسلم به من الوقوع في مثلها، أو يعرفه السبب الذي أوقعه فيها، أو يدعو له أو نحو ذلك فهو حسن، وإنما يكره لانتفاء المصلحة.اهـ

وقال الغزالي: الكشف المذموم إذا وقع على وجه المجاهرة والاستهزاء لا على السؤال والاستفتاء، بدليل خبر من واقع امرأته في رمضان، فجاء فأخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فلم ينكر عليه. انتهى.

يكمل أليكس فيقول: الشيء الوحيد الذي لا يسمح به في اجتماع الاثنتا عشرة خطوة هو أنك ليس من المفترض أن تعلق على شيء خاص قاله آخر خلال الاجتماع، إلا إذا كنت تستطيع أن تفعل ذلك بعبارات عامة جدا خلال وقتك، و يتم ذلك للتأكد من أن أجواء الاجتماع تبقى آمنة وأن الجميع يشعر بمشاركة مريحة، ومع ذلك بعد انتهاء الاجتماع فإنه من المقبول تماما لأي عضو التعليق على أي مشاركة قد تكون لديه.

قبل نحو 10 دقيقة من نهاية اللقاء فإن السكرتير يعلن أن الوقت انتهى وسوف يطلب شخص لقراءة "الوعود".

بعد ذلك، فإن السكرتير يقول شيئا مثل: “إنه حان الوقت لممارسة التقليد السابع"، عندها سوف نرى الجميع يخرجون محافظهم، وينص التقليد السابع على أن مجموعات الاثنتا عشرة خطوة لا يمكن أن تكون من أجل الربح، وسوف يستخدم التبرع التطوعي لدفع الإيجار وغيرها من النفقات، التبرع المعتاد هو حوالي دولار أو دولارين (في الولايات المتحدة وأنا واثق من أنه يكلف أقل كثيرا في بلدان أخرى).

بعد ذلك، سوف يسأل السكرتير الجميع للمشاركة في الصلاة، بالطبع يقصد صلاتهم عافانا الله والحمد لله أن هدانا إلى الإسلام وعافانا من الكفر هداهم الله إلى الحق ودين الهدى اللهم آمين.

بعد انتهاء الاجتماع فإن الأعضاء أحرار في الذهاب، و لكن الكثير من الناس يبقون للتفاعل، هذا التفاعل بعد الاجتماعات ربما يكون واحدا من أهم أجزاء هذا البرنامج.

معظم برامج الاثنتا عشرة خطوة لديها موقع، حيث يمكنك الدخول والعثور على الجداول الزمنية لاجتمعاتهم وغيرها من المعلومات ذات الصلة، في بعض الأحيان تكون الدعوة لعقد اجتماع "مفتوح" أو "مغلق"، "مفتوح" يعني أن أي شخص يمكن أن يذهب إلى الاجتماع، ولكن "المغلق" محجوز فقط للأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مدمنين.

وهناك ما يسمى باجتماعات الهاتف، وهي مشابهة جدا لاجتماعات الأشخاص كما وصفت في السابق.

وهذا ما أود القيام به بإذن الله، لكن الأمر يحتاج إلى تنظيم ووضع بروتوكول للعمل، ونلتقي عبر السكايب مثلا وأعتقد أنها ستكون تجربة رائعة بالنسبة لكم، وليس شرطا أن نلتزم بتلك الخطوات، ويمكننا أن نكيفها بما يتناسب مع عقيدتنا وثقافتنا بطريقة أو بأخرى، وسوف نستمع للناس من جميع الدول التي تتكلم بالعربية الذين لديهم نفس المشكلة المشابهة جدا داعين بعضكم البعض إلى البقاء متزنين.

و كما ناشدتكم في المقال السابق أود منكم المشاركة بالتعليق بإبداء رأيكم بهذه الفكرة.

دمتم ثابتين على دين الله مستبشرين بكل خير.

السلام عليكم أحبكم في الله ♥

  • اسم الكاتب: أليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • تاريخ النشر: 26 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 202
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك