رسالة من محارب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب في الثامنة والعشرين من عمري، ابتليت بالإباحية منذ كان عمري أربعة عشر عاما. أي منذ أربعة عشر عاما!
A+ A-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا شاب في الثامنة والعشرين من عمري، ابتليت بالإباحية منذ كان عمري أربعة عشر عاما، أي منذ أربعة عشر عاما!!!

وابتليت حينها بمشاهدة "الصور الإباحية" فقط على النت مما أصابني بالانطواء وقلة الحيلة.

ومنذ ثمان سنوات ابتليت أيضا بالعادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية وليس الصور فقط.

فكنت أمارس العادة يوميا مرة واحدة وربما ثلاثا.

خسرت الكثير من فرص الحياة، وانهارت ثقتي بنفسي بشكل كلي.

ومما كان يمثل ضغطا نفسيا علي أنني أحفظ القرآن الكريم! فكنت أجلد نفسي بالنفاق وأتهرب من الإمامة في الصلاة.

صرت في ذيل الركب بالمعنى الحقيقي، وصارت لي فترة على هذا المنوال.

فكنت أقرأ الاية الكريمة:

"وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (102) التوبة

وكنت أبكي حين قراءتها كثيرا.

وصارت لدي قناعة ثابتة أني لن أستطيع ترك هذا النفق المظلم مهما كان، والحل أن أخلط عملا صالحا مع آخر سيئ لعل الله يتوب علي وبالفعل .. فكنت أتكلف أعمالا فوق طاقتي لأقاربي وزملائي، فكنت أنجزها على أمل أن يغفر الله لي، وأيضا جلدا لذاتي.

ومع الوقت أصبحت بلا هدف ولاخطة، أذهب لأي أحد أنجز له أي مهمة أو عمل أو خدمة بلا مقابل، وأعود ليلا إلى سجني أمارس العادة الذميمة.

وذهبت في سبات عميق بين خدمة الآخرين وتحمل ما لا أطيق وعدم تحقيق أي أهداف خاصة لي وبين أسر العادة الذميمة، وأصبحت أهمل في عملي وأخطىء فيه أخطاء بديهية، وأتلقى كلاما ذميما من مديري.

كنت أتهته في الكلام وترتعش يدي والهالات السوداء تحت عيني.

ذهبت في ديسمبر الماضي لأداء العمرة ودعوت الله كثيرا عند الكعبة بأن يغير الله حالي ويلهمني الصواب وسبيل الرشاد، وكانت حينها أطول مدة لا أمارس فيها العادة والإباحية وكان الاحتلام الأول لي منذ 8 سنوات.

استمررت بعد عودتي من العمرة فترة، ثم انتكست انتكاسة شاملة بعد 24 يوما من تركي للإباحية والعادة، وعادت ريما لعادتها القديمة بل أشد، وازدادت قناعتي حينها أني سأظل في هذا الأسر الأليم مدى الحياة، وعدت لتلمس خدمات الناس صباحا، ولأسري ليلا مرة أخرى.

بعد ممارستي للإباحية والعادة، وكنت أتصفح على الفيس بوك في ليلة مفصلية غيرت مجرى حياتي، ليلة 19 ابريل 2016

وجدت صفحتكم الكريمة كان صديق لي ناشرا "لينك" لها، فدخلت عليها وتابعت المقالات وجروب التليجرام، وعاهدت الله وبكيت له ألا أعود إلى هذا السجن والنفق المظلم، مرة أخرى استمررت في المعافاة لمدة 14 يوما، لكن حدثت لي زلتان في يومين متتاليين.

وبعدها بدأت في الرابع من مايو 2016 ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا لم أمارس العادة ولا الإباحية، ووالله لا أصدق هذا.

لمست تعديلات جذرية في سلوكي وثقتي بالله وبنفسي استرجعتها، ورعشة يدي اختفت، وهالات عيني السوداء اختفت وظلمة الوجه اختفت.

وأصبحت أصلي الفجر في المسجد جماعة، وأتلذذ بقراءة القرءان، وبدأت بحفظه من جديد وفهم معانيه من منظور جديد، منظور الواثق بالله وبنفسه.

تخلصت من هذا الصراع النفسي الأليم وجلد الذات واتهامها بالنفاق والرياء، أيضا تخلصت من تبعيتي للآخرين وحب التذلل لهم بغية التغطية على نقصي هذا.

أرسل لكم هذه الرسالة لتكون حافزا لكل المتعافين والمدمنين والظانين أنهم في سجن طويل لا نهاية له.

السجن له نهاية.

ثق بالله وتوكل عليه وهو حسبك.

أخوكم في الله: المتعافي في يومه السادس والسبعون لترك الإباحية والعادة السرية.

الثامن عشر من يوليو 2016

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • تاريخ النشر: 28 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 4K
  • عدد المهتمين: 186
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك