أحدث خيارات محطة مكسيكو سيتي : للسيدات فقط !

كل الطرق النسائية تهدف إلى حماية المرأة من التحرش الجنسي المتفشي في المجتمع.
A+ A-

كل الطرق النسائية تهدف إلى حماية المرأة من التحرش الجنسي المتفشي في المجتمع، ويقول النقاد: إن جهود التعليم قد تحقق نتائج أفضل على المدى الطويل!

مكسيكو سيتي، وهي تقترب من ساعة الذروة على طول أحد شوارع المدينة الرئيسية وحافلات المدينة العابرة؛ هي طمس من الخدود المهروسة والأعصاب البائسة.

ثم بالتدرج لأسفل الطريق يظهر ما يبدو وكأنه شيء غريب، ككائن فضائي في هذا الوقت من اليوم: حافلة مع مساحة للتنفس، المقاعد الفارغة، وحتى القليل من الابتسامات.

على النافذة الأمامية هناك علامة: “حصريا للسيدات”.

مرحبا بكم في أحدث الجهود التي تبذلها مدينة مكسيكو سيتي لجعل مدينتها الشاذة المقيتة سيئة السمعة أكثر إدارة،

خدمة المدينة الجديدة {الحافلات الخاصة بالإناث}، والتي بدأت هذا الشهر، وهي استجابة لشكاوى النساء لعدد غير مقبول من التجاوز الجنسي، والإساءة اللفظية، والمتطفلين البذيئين الذين ينظرون ويراقبون تنقلاتهن اليومية.

تقول سوليداد بارسيناس، وهي تنتظر في محطة للحافلات للخدمة الجديدة: “إنهم يلمسونك، يصعدون عليك ويتهكمون، ويسخرون منك”.

تسمح لثلاث حافلات منتظمة بالمرور – بعد أن اختطفت ابنة أختها البالغة من العمر 10 سنوات من المدرسة-: “أنا أهتم أكثر بسببها؛ إنها تحب ذلك”.

تم إطلاق البرنامج على طول طريقين للحافلات، وتأمل المدينة في توسيعه إلى 15 طريقا أخرى من طرقها البالغة 88 طريقا خلال الأشهر القادمة.

وقالت أريادنا مونتييل رييس، رئيسة نظام الحافلات العامة بمدينة مكسيكو: إن 20 ألف امرأة انتقلن عبر هذه الحافلات حتى الآن.

وتقول، بوصفها امرأة في وكالة النقل التي يسيطر عليها الذكور أنه لديها منظور فريد بشأن التحرش الجنسي: “عندما كنت أدرس الهندسة المعمارية في جامعتي، وبصرف النظر عن عدم الراحة في حمل جميع [الأدوات]، حدث لي هذا، وهناك عدد قليل من النساء اللائي يقلن بأنهن لم يعانين هذا في وسائل النقل العام”.

يعد الفصل بين الرجال والنساء عند السكك والطرقات عرضا لزيادة سلامة المرأة وإحساسها بالأمن، وقد نفذت هذه الخدمة في العديد من الأماكن الأخرى. ولقد قامت مكسيكو سيتي بنقل النساء والأطفال إلى سيارات مترو الأنفاق منفصلة خلال ساعات الذروة لسنوات عديدة.

وبرنامج مكسيكو سيتي الحديث هذا يأتي؛ حيث تؤكد النساء على تزايد التحسس، وعدم التسامح إزاء سوء السلوك الجنسي في وسائل النقل العام في جميع أنحاء العالم.

وهناك دول من مصر إلى البرازيل قد قامت بتجريب مبادرات مماثلة، وقبل صيفين من ذلك في مدينة نيويورك، قامت شرطة المدنية بإيقاع ضربات وعمل كمائن استهدفت المتسربين، حيث إنها تنبع جزئيا من مدونة تسمى “hollabacknyc” الذي يروي قصص التحرش والمضايقات، وهناك العديد من المدونات المشابهة انتشرت في مناطق أخرى من البلاد، فضلا عن كندا.

البعض يرى أن الفصل بين الجنسين في وسائل النقل العام هو تراجع حضاري، ويقول روبرتو مارتينيز -وهو عامل نقابي متقاعد في مكسيكو سيتي- أنه ليس ضد الفكرة، لكنه يقول أيضاً: إن من الأفضل حالاً للمدينة التركيز على التعليم؛ حتى لا تتعرض النساء لسوء المعاملة أو التعرض لهن في المقام الأول، “لقد فقد المجتمع قيمه”، حسب قوله.

ويقول أيضا: إنه في حين أن النساء أكثر ضعفا وعرضة للخطر في وسائل النقل العام المكتظة، فإن الرجال ليسوا دائما الأشرار، البعض يرسم لهم أن يكونوا كذلك، “إذا لمسنا امرأة في حافلة ممتلئة، فهي ليست دائما بقصد”.

حاليا الاثنتا عشرة حافلة التي تبدو وكأنها عادية بيد أنها زينت باللون الوردي وبإشارة تشير بأنها “للنساء فقط”، تعمل بين 6:00 صباحاً و 9 مساءً يوميا، وإذا كانت هذه المبادرة ستبقي النساء أكثر أمنا في رحلتهن أم لا؛ فهذا أمر قابل للنقاش.

تقول باتريشيا راميريز، وهي امرأة متأنقة ومهندمة، في طريق عودتها من مركز التسوق في منتصف المدينة لبيتها، أنها قطعاً أكثر سعادة بالخدمة الحصرية للنساء، وتقول السيدة راميريز التي يمكن أن تستغرق ساعة حتى تصل إلى العمل، وهو أمر مرهق حقاً: “هذا أجمل بكثير، ويمكنني أن أحظى فعلا بمقعد”، “عادة ما تكون الحافلة مليئة بالرجال – وجميعهم جالس​ون”.

ولكن تقول السيدة راميريز أنها غير محظوظة في ترتيب جدولها حول الحافلات الأكثر راحة: “سآخذ أي حافلة تأتي أولًا، يجب أن أذهب إلى العمل”!

حتى الآن، الخدمة ليس لديها سوى عدد قليل من الرجال هنا وهناك، تقول السيدة بارسيناس: “إن رجلًا واحداً رفض النزول من الحافلة التي كانت تستقلها”، بدأ يصرخ: “إذا كانت هذه وسيلة نقل عامة؛ فلم لا تكون للجميع؟!” وأضافت: “لقد اضطر سائق الحافلة لدفعه جسدياً وإخراجه عنوة”!

السائق إدواردو ريفيرا أيالا بلطف يخبر أولئك الرجال الذين يصعدون في حافلته: “أظن بأن الإشارات الوردية تظهر ملصقة بوضوح على مقدمة الحافلة وجانبها” كإشارة على أنه لا يسمح لهم بالصعود.

في هذا اليوم لا أحد احتج أو أظهر اعتراضا أو ما شابهه، ولكن البعض فعل؛ مما جعل تأدية العمل أصعب هذه الأيام على من مارس مهنة سائق حافلة في مدينة طيلة 25 عاماً !

  • اسم الكاتب: سارة ميلر للانا
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. فدآء يوسف
  • مراجعة: أ.محمد حسونه
  • تاريخ النشر: 25 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 166
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك