“إليزابيث سمارت”، وجحيم الإباحية

في حالة إليزابيث، فقد دفعت ثمنًا باهظًا جدًا ولكنها وجدت القوة لتتكلم عن أولئك الذين لا صوت لهم، قد تكون قصتها شاهدًا على أن عالمًا خالٍ من المواد الإباحية هو عالم أفضل بكثير.
A+ A-

كتب تشيرز ماكنَّا يقول:

لعلك شاهدت الفيديو الذي عُرِضَ مؤخرًا فى 9 أغسطس 2016 والذي تحكي فيه إليزابيث عن قصة اختطافها عام 2002 والأهوال التي رأتها.

تقول إليزابيث: “في إحدى الليالي عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، كنت نائمة بجانب أختي، شعرت بسكين حادة تلتف حول عنقي، وقام شخص باختطافي واقتيادي إلى مكان مجهول، يبعد عن بيتنا 2 ميلًا داخل الجبال.عندما وصلت، أخبرني أني أصبحت زوجته من الآن!” خلال هذه الأثناء، والتسعة أشهر التالية كان والدا إليزابيث يبحثان عن ابنتهما الجميلة بشتى الطرق.

كان مختطفها يجعلها تشرب الكحول كل يوم، وجعلها تقوم بأفعال مخيفة.

تقول إليزابيث: ” كان مدمنا للإباحية ، فالإباحية جعلته مثل الحيوان ” !!

جحيم إليزابيث المستمر

هناك سبب لعدم توقف مختطف إليزابيث عن أفعاله وهو أنه لا يوجد شيء أكثر من الجنس يحفز نظام المكافأة في دماغه، ولكن لسوء الحظ أنه لا يفرق بين الصورة التى رآها من خلال شاشة الكمبيوتر، والتفاعل الحقيقي مع الناس؛ مما يجعل الدماغ يقوم بإفراز مواده الكيميائية.

المشكلة هي أن الإباحية تثير المخ ونظام المكافأة فيه بطريقة جنونية؛ مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين الذى ينتشي به المخ بطريقة رهيبة، يستمر هذا الوضع إلى أن تأتي اللحظة التي تتعب فيها خلايا المخ وتقلل من إفراز الدوبامين، تاركة المدمن يريد المزيد منه ولكنه غير قادر على الوصول لمستوى يرضيه من الإثارة، مما يجعله يشاهد موادًا إباحية غاية في الشذوذ والقذارة حتى يصل لنفس مستوى الانتشاء.

باختصار، الإباحية تخلق شهية عصبية جشعة في المخ؛ أدت إلى القضاء على تلك الفتاة البريئة المراهقة.

تقول إليزابيث:“الإباحية جعلت حياتي جحيمًا”

كنت أتمنى لو كانت هذه قصة فريدة وما علينا إلا أن نستمع إليها إلا مرة واحدة، لكن للأسف، يتم اختطاف الفتيات باستمرار، وخداعهن إلى الانضمام إلى تجارة الجنس العالمية.

إن الإباحية وقود للإتجار بالجنس، والجنس وقود للإتجار بالإباحية؛ إنها دائرة مغلقة.

وقد وجدت إليزابيث سمارت القوة لتصبح ناشطة اجتماعية لسلامة الطفل منذ محنتها، وقد تحدثت علنًا عن تجربتها على نطاق واسع، ولكن هناك عدد لا يحصى من الضحايا لا صوت لهم من الأطفال أو الإناث ممن ليس لديهم أي نظام للدعم لاستخراجهم من هذا الجحيم

الإباحية تغير الدماغ

مؤلف مثل لوكي جيلكيرسون يشرح خمسة طرق للإباحية تتسبب بها فى تغيير أدمغتنا، والبحوث التي يقوم بها الدكتور دولف زيلمان من جامعة إنديانا، والدكتور جينينغز براينت من جامعة ألاباما (1) تدعم الزعم بأن المواد الإباحية تخفض من نظرتنا للنساء.

أخذت الدراسة 160 طالبًا جامعيًا -80 من الذكور، و 80 من الإناث-، وتم تقسيمهم لثلاث مجموعات.

– تعرضت المجموعة الأولى التي أسموها “التعرض الشديد” إلى 36 فيلمًا إباحيًا غير عنيف على مدى فترة ست أسابيع.

– وتعرضت المجموعة الثانية “التعرض المتوسط” إلى 18 فيلمًا إباحيًا على مدى فترة ست أسابيع.

– وتعرضت المجموعة الثالثة “مجموعة التحكم” أو “اللا تعرض” ، إلى 36 فيلمًا غير إباحي على مدى فترة ست أسابيع.

بعد مشاهدة هذه الأفلام، طُلب من المشاركين الإجابة على مجموعة واسعة من الأسئلة الاجتماعية، مثل رأيهم في حقوق المرأة.
أظهر الرجال من مجموعة “التعرض الشديد” انخفاض 46٪ من الدعم مقارنة مع مجموعة “اللا تعرض”، وبين النساء المشاركات نسبة 30٪، وهذا الانخفاض مقلق حقًا!

في ظل الثقافة الجنسية المتزايدة في عصرنا الحديث، فالنساء هن اللواتي غالبًا ما يصنفن بطريقة غير إنسانية على أساس الحجم والشكل وانسجام أجزاء الجسم.

في كثير من الأحيان، المواد الإباحية وحتى وسائل الإعلام الرئيسية تصور النساء على أنهن سعداء باستخدامهن بهذه الطريقة المهينة؛ فليس من المستغرب بعد ذلك أن نجد انخفاضًا متزايدًا في قيمة النساء في ثقافتنا المشبعة بالإباحية.”

هناك تسمية خاطئة هي “الإباحية المجانية”، فالإباحية دائمًا ما تكلف الشخص شيئًا ما!

ففي حالة إليزابيث، فقد دفعت ثمنًا باهظًا جدًا لإدمان مختطفها على المواد الإباحية، ولكنها وجدت القوة لتتكلم عن أولئك

الذين لا صوت لهم، قد تكون قصتها شاهدًا على أن عالمًا خالٍ من المواد الإباحية هو عالم أفضل بكثير.

  • اسم الكاتب: DOLF ZILLMANN
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. ياسمين شداد
  • تاريخ النشر: 25 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 174

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك