توقفت عن مشاهدة الإباحية عندما لم أعد أرى النساء كأشياء

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لأدرك أنني لم أكن أستمتع حقًا بالإباحية ، شاهدتها فقط حتى لا أشعر بالوحدة ، وكنت على يقين - حتى من قبل أن أسمع عن موقعكم - أن الحب الصادق هو ما تهفو نفسي إليه حقًا .. لكن الإباحية كانت عادة يوميةً عندي .
A+ A-
محتوى المقال

يتواصل جمعٌ كبيرٌ من الناس مع موقعنا ليشاركوا قَصصهم عن الإباحية و كيف أثّرت على حياتهم أو حياة عزيز عليهم ، ونحن نعتز بتلك القَصص ؛ لأن الدراسات - مع ما فيها من علمٍ رصين في ذاته - لا تُضاهي قصص أشخاص عايشوا ذلك الواقع ، فهي تصيبُ كبد الحقيقة !

حقيقة الخراب الذي تخلّفه الإباحية على حياة متابعيها . 

وتلقينا هذه القصة الحقيقية من مُحاربٍ  أظهرت تجربته التأثير القوي الذي يمكن أن تسببه المواد الإباحية على طريقة تفكير مستعملها ، فالمواد الإباحية تغير كيف يرى المشاهد زوجه ، و النساء أو الرجال حوله ، ويظهر لنا من بعض القصص - كهذه القصة - أن الإباحية ليست ترفيهًا بلا ضرر ، وأنه عندما ننظر إلى الممثلين على أنهم أشخاص بدلاً من كونهم أشياء ؛ ستتغير نظرتنا تُجاه الإباحية . 

" أعزائي .. اعلموا أنكم تحسنون من حياة الناس "

- بدايةً أود أن أخبركم عن قصتي وأمر مثير للاهتمام حصل يوم أمس ..

قبل بضع سنوات ، عرفت فتاة كنت أنوي الزواج منها ، ولما ابتعدت عني ؛ كانت حياتي خاوية ، و للأسف اتجهت للإباحية . 

- لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لأدرك أنني لم أكن أستمتع حقًا بالإباحية ، شاهدتها فقط حتى لا أشعر بالوحدة ، وكنت على يقين - حتى من قبل أن أسمع عن موقعكم - أن الحب الصادق هو ما تهفو نفسي إليه حقًا .. لكن الإباحية كانت عادة يوميةً عندي .

- ظللت أخدع نفسي بقول : مرة أخرى وهذا كل شيء ، ثم - كما هو متوقع - عدت إليها في اليوم التالي ، حاولت لمرات هائلة ألّا أشاهد الأفلام الإباحية ، و نجحت في ذلك بدرجات متفاوتة ، وكنت أحسِب عدد الأيام المتتالية التي مرت بدون إباحية لأحاسب نفسي ، وعند مرحلة ما ، تمكنت من الثبات لمدة شهرين دون استخدامها - قبل أن أزِل رغمًا عني - و منذ حوالي عام و أنا أعاني من مشكلات أثقلت كاهلي ، و لذلك كنت أبحث على الإنترنت عن أضرار الإباحية لمحاولة تخويف نفسي لأبتعد عنها ، و من هنا وجدت موقعكم على الشبكة ،  و صفحتكم على « Facebook » و قد تابعتكم و لاحظت أنه على الرغم من أنني لا أزال أعاني من صعوبات بين فَينة وأخرى ، إلا أنني كنت أتحسن ، وليست فقط عاداتي الإباحية ؛ بل أيضًا الطريقة التي أنظر بها إلى الفتيات تغيرت تمامًا .

- هنالك فتاة أعرفها منذ فترة و لم أكن منجذب إليها بالمرة ، و لكن تملكني حبها على حين غرة ، لقد رأيت جوهرها بدلاً من رؤية مظهرها ، و لم يفلح أمر ارتباطنا لكني تحسنتُ على الأقل .

- و بسبب الملل المميت ، بدأت أواجه المزيد من المشكلات خلال الأسابيع الماضية ، لكن شيئًا ما تغير !

 ففي ليلة البارحة ..  حدث ما لم أعتَدْهُ ! 

فها قد مرت بضع ليالٍ منذ آخر زلة لي ،  و وجدت نفسي - كما حصل عدة مرات مسبقًا - أحارب نفسي و أهدافي في أن أكون حرًا من قيود الإباحية ، و كانت المعركة صعبة ؛ فعُدت للإباحية .

 لكنّ حدث ما لم يحدث من قبل !

رأيتُ في أول ڤيديو وقفت عليه فتاتين من نفس البلدة الصغيرة التي يسكن فيها أحد أصدقائي ، وعندما قالوا من أين هما ؛ فكرت دون أتعمق : صحيح ، تماثلان كل فتاة أعرفها من هناك !

إلا أنهما فَعِلَتا ما لم أتصور أن أحدًا سيفعله من تلك البلدة ، لقد أغاظتني حقيقة أنهما قَبِلَتا فعل هذه الأشياء أمام الكاميرا مقابل المال ، و لهذا تراجعت عن المشاهدة و أغلقت الڤيديو .  

- و كان ثاني ڤيديو صادفته عبارة عن :  مقطع إباحيّ "انتقاميّ" من فتاة لم تدرِ أنها كانت تُصوَّر ، لم يخطر على بالها أنها كانت مصورة و مفضوحة أمام العالم أجمعه على الإنترنت . بالله ما بال من يفعل شيء كهذا لها ؟ 

طَفِحَ كيلي ؛  فأغلقته و خلدت للنوم . 

هذا الفريق جعلني أرى النساء كبشر ، ولَسْنَ أشياء ، نظرت لجمال أرواحهن وليس أجسادهن ، و من الليلة الماضية و أنا على أمل أنني لن أشعر برغبة لأشاهد الإباحية من جديد ، لقد قررت ذلك ، و أنا أحارب في سبيله .  

شكرًا على ما تقدموه من عون لغيركم . 

الإباحية و التشييء : 

- تبين الأبحاث - على نحوٍ متكرر - أن الإباحية تمثل العامل الأكبر في تعليم المشاهدين استخدام الأشخاص كأشياء لإشباعهم الجنسي ، و هذا ما يمكن في النهاية أن يكون له عواقب وخيمة على الأفراد والعلاقات والثقافات التي نعايشها .

- أجرى علماء النفس دراسة في جامعتيّ « Princeton » و « Stanford » عرضوا فيها على جمعٍ من الرجال نوعين من الصور : منها لنساء بكامل ملابسهن و أخرى لنساء مثيرات و بالكاد يرتدين شيئًا ، و راقب علماء النفس قشرة الفص الجبهيّ الوسطانيّ « mPFC » و هي : جزء من الدماغ وظيفته التعرف على الوجوه و تمييز شخص عن آخر .

- و في الغالب تنشَّط جزء الـ mPFC من الدماغ مع كل صورة ، و لكن عندما عرضوا على الخاضعين للدراسة صور النساء المثيرات ؛ لم يتنشط هذا الجزء من الدماغ !

 ببساطة : يشير رد الفعل التلقائي في أدمغتهم هذا إلى أنهم لا ينظرون إلى النساء المثيرات على أنهن بشر ؛ بل أشياء ، و ركزوا على أجسادهن و أجزاء من أجسادِهن .

- وخلُص الباحثون إلى أن : النساء المثيرات كان يُنظَر إليهن على أنهن أقل تحكمًا في حياتهن ، و هذا يشير إلى ارتباط رؤية النساء المثيرات على أنهن جمادات و لَسْنَ ممثلات ، مقارنةً باللواتي يرتدين ملابسهن .

- و يتضح أن الإباحية لا تمثل مظهر الأشخاص العاديين - و لا الجنس و لا العلاقة الحميمية - في الحياة الواقعية تمثيلًا قويمًا ، و مع ذلك يثبت البحث أن الإباحية - بالفعل - تشكل طريقة تفكير المشاهدين بغيرهم و بالجنس .

- و يبدأ الاتصال الحقيقي برؤية الآخرين على أنهم أشخاص بكامل روحهم ، لديهم أفكارهم الفريدة ، و مشاعرهم و أحلامهم و معاناة و حياة ، فالنظر إلى الأشخاص كالجماد خطر على الأفراد و العلاقات و المجتمع بأسره في نهاية المطاف .

- و يؤثر مجموع السلوكيات الخاصة بكل فرد - التي يقوم بها الملايين - على الثقافة العامة ؛ فتشييء الآخرين في السر على شاشاتنا لا يحث على الاستقامة و الكرامة في الأماكن العامة ؛ بل العكس تمامًا ؛ يؤثّر السلوك الخاص على العامة ، و هكذا تتشكل الثقافة .

- إذا كنا نريد ثقافة تقوم على الاحترام و الاستواء ؛ علينا أن نفكر في الآخرين و نتحدث عنهم و نعاملهم على أنهم أشخاص - بكامل بشريتهم - لا أشياء .

  • اسم الكاتب: fight the new drug
  • اسم الناشر: aya gamal
  • ترجمة: رنيم الزهراني
  • تاريخ النشر: 15 يوليو 2023
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 58

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك