قصص واقعية لضحايا الإتجار بالجنس

فيما يلي سيتم سرد بعض النماذج لقصص حقيقية عن الإتجار بالجنس ، وكيف عانى الناجون من هذا الاستغلال مقابل الحصول على المال .

إن قضية المتاجرة بالجنس أكبر مما يتصوره البعض ؛ فوِفقًا لبعض النماذج التي تم الإبلاغ عنها إلى المركز الإنساني الوطني لمحاربة الإتجار بالجنس عبر الخط الساخن ؛ تعد المواد الإباحية ثالث أكبر شكل شائع من أشكال الإتجار بالجنس ، و ذلك بعد خدمات المرافقة الشخصية (Escort) وأعمال التدليك .

في عام 2000 ، استجابةً لتقارير عن الإتجار بالبشر على الصعيد الدولي ؛ اجتمع أحد أوسع التحالفات الحزبية في التاريخ لإصدار قانون حماية ضحايا الإتجار بالبشر .

هذا ، و قد تم تحديد تشريع تاريخي " بنود صارمة " للإتجار بالبشر ، و فرض عقوبات جنائية قاسية على الجناة ، و تم تقديم  أنظمة دعم للضحايا ، و قد تم مؤخرًا في عام 2017 تعديل و إعادة إصدار هذا التشريع .

إن قانون حماية ضحايا الإتجار بالبشر يفسر الإتجار بالجنس بأنه : حالة يتم فيها تحريض فعل جنسي بغرض المتاجرة ،  سواءً بالقوة ، أو الاحتيال ، أو الإكراه ، أو ما إذا كان الشخص الذي حُرض على القيام بهذا الفعل لم يبلغ 18 عامًا .

و فيما يلي بعض الأمثلة عن حالاتٍ حقيقيةٍ للإتجار بالجنس في المواد الإباحية ، و ما عاناه الناجون أثناء استغلالهم مقابل المال :

الإتجار بالجنس بالقوة :

- إذا تم التغلب على شخص ما جسديًا ، أو تخديره ، أو تم إجباره على المشاركة في عمل جنسي تجاري ضد إرادته ، أو بدون موافقته ؛ فهذا يعني أنه تم إجباره على الجنس بالقوة .

- و هناك مثال على حالة الإتجار بالجنس بالقوة : قام رجلان - أحدهما ضابط شرطة سابق في ميامي - بإغراء النساء إلى فلوريدا لإجراء اختبار أداء لوظائف عرض الأزياء ، و لكن عندما وصلت النساء ؛ تم تنويمهن و تصويرهن أثناء اغتصابهن ، ثم قاموا ببيع هذه المقاطع على أنها مواد إباحية على مواقع الإنترنت وفي المتاجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة !

- بعض الضحايا - الذين لم يكونوا على دراية كاملة بما حدث لهم - استيقظوا لاحقًا في سياراتهن وملابسهن مبللة ، و لم يتذكر الضحايا الآخرون على الإطلاق ما حدث قبل أن يتم إعلامهن بمقاطع الڤيديو ، و استمر هذا لمدة خمس سنوات قبل أن تتم إدانة هؤلاء الرجال في آخر المطاف .

و بما أن هؤلاء النساء تم تنويمهن واغتصابهن وهن فاقدات للوعي ؛ فإن هذا  يعتبر إتجار بالجنس بالقوة .

- و في مثال آخر ، تم توظيف حوالي 100 امرأة للمشاركة فيما قيل لهن أنه سيكون " دراسة أثناء النوم " و عندما وصلن إلى موقع الدراسة ؛ تم تنويمهن و اغتصابهن و تصويرهن من قبل رجل ، و الذي بدوره قام ببيع مقاطع الڤيديو هذه إلى مواقع إباحية ، محققًا ما يقدر بنحو 100000 دولار ، و هذا يعتبر إتجار بالجنس بالقوة .

- من المهم - أيضًا - أن ننوه على أن هناك العديد من ضحايا الإتجار بالجنس اللواتي تمت المتاجرة بهن بغرض الجنس ، و من ثم يتم تصوير عملية اغتصابهن ،  و توزيعها على أنها مواد إباحية .- هذا ، و قد تحدّثت إحدى الناجيات من عملية استغلال جنسي من قِبَل عائلتها  تدعى جيسا ، حيث تم استغلالها منذ أن كانت صغيرة إلى أن أصبحت يافعة ! تقول : لقد تم وضع مسدسًا على رأسي و أخبروني إن لم أفعل ما يقولونه لي ؛ فسيُطلقون عليّ النار ، و قد تم اغتصابي مراتٍ عديدة ، ومع ذلك لم تفارق الابتسامة وجهي ، فكان يجب عليّ أن أتظاهر أني أستمتع بذلك !

وقد تم بالفعل استغلالها جنسيًا ، و تصويرها من قِبَل المستغلين .

- أن تبدأ حياتك باعتداءٍ أو استغلال جنسيّ ؛ مؤلم للغاية ، و لا يمكن تصوّره ، خصوصًا عندما يتم تصوير هذه العملية وتوزيعها كمواد إباحية ؛ فان الضحية يمر بصدمات نفسية مرارًا و تكرارًا .

 الإتجار عن طريق الاحتيال :

- هناك نماذج عديدة لا حصر لها لأشخاصٍ تم توريطهم في الإباحية .

- و من هذه النماذج : عندما قام رجل في فلوريدا بتصوير رجال سرًا قام بممارسة  الجنس معهم ، ثم قام ببيع مقاطع الڤيديو  إلى مواقع إباحية .

- إن العدد المتزايد من النساء اللواتي تم خداعهن للمشاركة في صناعة الإباحية في اليابان - التي تقدر بمليارات الدولارات - أو القائمة الطويلة من المراهقين و الشباب الفقراء الذين تم استغلالهم ليكونوا " عارضوا أزياء " و من ثَم تم إجبارهم على ممارسة الإباحية ؛ يعتبر إتجار بالجنس بالاحتيال .

- و قد يكذب منتجوا الإباحية ، أو يحجبون المعلومات حول ما هو متوقع أن يحصل للذين يمارسون الإباحية ، و قد يهدد الوكلاء بإدراجهم في القائمة السوداء إذا لم يقوموا بما يجب عليهم فعله .

و بغض النظر .. فإن هذا النوع من الاحتيال شائع في صناعة الأفلام الإباحية ، و من الناحية القانونية فإنه يعتبر إتجار بالجنس .

- هذا ، وقد وصفت إحدى الضحايا عن تجربتها بممارسة الجنس بالإكراه عن شيء لم تكن موافقة عليه تمامًا قائلة :

كنت في كاليفورنيا ، و كان لديّ مشهد إباحي ، و قد ذهبت إلى هناك وهو يقول لي : أوه نعم ، إنك مجبرة على ذلك ، كنت مثل .. ماذا ؟ رجل واحد فقط ، وكاميرا على حامل ثلاثي .. كنت خائفة ومرعوبة جدًا ، لم أكن أعرف ماذا يجب عليّ أن أفعل ، لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني أن أقول له لا ، لكن في الحقيقة أننا سجلنا بالفعل 15 دقيقة ، ثم ماذا ؟ هل بإمكاني المغادرة الآن ؟ 

عندها فهمت كيف يشعر ضحايا الاغتصاب .. يشعرون بالألم و بالسوء تجاه أنفسهم .

نماذج للإتجار بالجنس بالإكراه :

فيما يلي بعض الاقتباسات من الذين يمارسون الإباحية ، السابقين و الحاليين ، الذين يوضحون كيف يبدو الإكراه في حقيقة الأمر ، و ضَع في اعتبارك أن بعض هؤلاء الفنانين - كانوا أو ما زالوا - مشهورين ومعروفين في مجتمع الإباحية .

" لقد تعرضت للتهديد بأنني إذا لم أفعل المشهد المحدد فسوف يتم مقاضاتي و سيكلفني الكثير من المال " 

" لقد أخبروني أنه يجب عليّ القيام بكل شيئ يخبرونني به ، و إذا لم أتمكن من القيام بذلك ؛ فسيتم محاسبتي و سأفقد عملي لأنني سأجعل سمعة وكالته تبدو سيئة "

" لم أتذكر سوى أنني كنت خائفة و غير مرتاحة جدًا ، و داخلي ألم نفسي كبير ، و لكن مرة أخرى .. كان الشيء الوحيد الذي  يدور في رأسي أنه إما سيؤذيني إذا حاولت الخروج من موقع التصوير ، أو أنني سأدرج في القائمة السوداء ، أو لن أتقاضى أجري ، كنت أيضًا في حالة صدمة نفسية "

- لا شيء من هذه الاقتباسات مأخوذ من شخص مقيد بالسلاسل في غرفة ، أو مأخوذ من ضحايا تعرضوا للضرب لإجبارهم على الاعتراف ، أو احتجزوا تحت تهديد السلاح في أحد بيوت الدعارة المتهالكة ، ولكنها اعترافات حقيقية .

- يعود كل من هؤلاء الممثلين إلى منازلهم في نهاية التصوير مع أخذ أجورهم ، لكن هل يبدو حقًا أنه بالرضا ؟ أم أنه يبدو أشبه بالإكراه ؟ 

كم عدد مقاطع الڤيديو التي شاهدها أناس لم يحلموا أبدًا بالمساهمة في الإتجار بالبشر ؟ أناس من المفترض أنهم كانوا يشاهدون أعمال الذين يمارسون الإباحية بالتوافق ؟

الحقيقة المؤسفة هي أنه من الصعب التنبؤ بأن الذين يمارسون الإباحية يمارسونها طواعيةً و بإرادةٍ منهم .

- طالما أن هناك طلبًا على المواد الإباحية - خاصة المواد الإباحية العنيفة  - ستستمر صناعة الإباحية في استغلال الأشخاص المضطرين والفقراء لتلبية هذا الطلب .