هل العادة السرية عند البنات عادة خاطئة؟ (الجزء الثاني)

تعد معرفة الأضرار التي تسببها أحاسيس الرغبة والعادة السرية في حياتنا هي الطرف الأول من المعادلة.والتصرف حيالها هو طرفها الثاني. فمن شبَّ على شيء شاب عليه، والطبع يغلب التطبع
A+ A-

تحذير: قد يكون هذا الموضوع غير مناسب لبعض المتابِعات صغار السن. الهدف من المقال بجزئيه هو تقديم النصائح ومساعدة البنات اللاتي يصارعن هذه العادة لوحدهن.

هذا المقال هو الجزء الثاني من سلسلة مقالات عن العادة السرية . أنصح بقراءةالجزء الأول قبل البدء في قراءة هذا الجزء. ففي الجزء الأول، قمت بمشاركتكن رحلتي في البحث عن الحرية من الصراع مع هذه العادة، مع ذكر ثلاثة أسباب لضرر العادة السرية عند البنات.

لقراءة الجزء الأول من هذا الموضوع.من هنا

وألفت انتباهكم إلى أنني قد استشهدت ببعض الآيات القرآنية المناسبة أثناء ترجمتي للمقال.

تعد معرفة الأضرار التي تسببها أحاسيس الرغبة والعادة السرية في حياتنا هي الطرف الأول من المعادلة، والتصرف حيالها هو طرفها الثاني. فمن شبَّ على شيء شاب عليه، والطبع يغلب التطبع؛ ولهذا التخلي عن العادات السيئة يُعد أمرًا في غاية الصعوبة، إلا إنه يمكن تحقيقه إذا آمنَّا بقوة إرادتنا.

سأقدم لكم 8 إستراتيجيات عملية اتبعتها وساعدتني في التخلص من الشهوة والعادة السرية في حياتي، وآمل أن تساعدكن أنتن، أيضًا.

ثمان إستراتيجيات تقضي على الرغبة والاستمناء:

- الإقرار بالذنب وإخبار شخصٍ ناصح.

المشكلة الحقيقية في هذه الخطيئة ليس أحساسنا بالذنب والجزي، بل اقترافنا للذنب في حق الله. فأول خطوة يجب أن نخطوها هي الاعتراف بالذنب والتوبة النصوحة. قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (سورة التحريم- 8)

الخطوة الثانية هي أن تطلبي مساعدة شخص يُعُرَفُ بالصلاح. بالنسبة لي، اعترفتُ بذنبي لوالديَّ رغم صعوبة الموقف. وعندما اعترفت لهما، همًا ثقيلًا قدْ أُزِيحَ من على أكتافي، وشعرت بالراحة والسلام الداخلي.

- خوض المعركة:

 غالبًا ما نقاوم هذه الرغبات يومًا ونتقاعس في اليوم التالي لأننا لم نخلص النية لمحاربة هذا الذنب بضراوة. في داخلنا، نقول: “أنا أكره هذا الأمرـ أريد القضاء عليه!” لكن لا نبذل الجهد المطلوب لقهره. قال تعالى: ﴿ فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ (النساء-135). وقال أيضا جل وعلا : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ “ ( الرعد 11 ) .”

النفس تميل إلى ما يلائمها، وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه، وسمي هوى لأنه يهوي بصاحبه. ولهذا، البلاء كله في هواكِ، والشفاء كله في مخالفتكِ إياه.

- احفظي كلمات الله

تكمن القوة في تعاليم الله، وعلى المرء السعي طلبًا للحق ولا يتكبر عن قبوله حتى يتسنى له التغلب على هذا البلاء والوصول للحقيقة. علينا أن نضع مرضاة الله نصب أعيننا. قال تعالى: ﴿إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما﴾  (النساء- 614)

إن كلام الله له من القوة والتأثير أن يبعدنا عن الذنب ويذكرنا بتقصيرنا ويزرع الأمل في قلوبٍ مجهده. إذا لم تمتلئ قلوبنا يقينا بالله، ستكون فريسة للمعاصي ويمتلكها الهوى. في أي وقت تجدي نفسك الرغبة وقد تملكتك، تذكري أيات الله التي تحفظينها.

- بُثي حزنك لله

تأكدي أنكِ لست لوحدك في هذه المعركة. الله يحب الخير لكِ ويسمع تضرعك، ادعِه وأقري بذنبك. ابكِ بين يديه راجيةً هداه للطريق المستقيم. اجعلي لك وردًا يوميًا وحافظي عليه؛ أبدأي يومك دائمًا بالصلاة وتلاوة الأذكار.

لا تستهيني بقوة الدعاء والتضرع لله؛ فلقد خلق الإنسان ضعيفًا يستمد قوته بقربه من الله. ادعيه صباحًا ومساءً، عندما تستيفظي من النوم وقبل النوم؛ في كل وقت حافظي على وردك اليومي.

- اتخذي شريك ناصح تعتمدي عليه

البوح بمشكلتك لشخص موثوق خطوة عظيمة، لكن لا تقفِ عند هذا الحد.لا تخوضي هذه المعركة بفردك، فبقدر صعوبتها والعثرات التي تقابلك تواضعي واطلبي العون من امرأة صالحة ناصحة. اطلبي منها أن تتابعك وتطمئن عليكِ بانتظام (سواء عن طريق المراسلة، أو البريد الإلكتروني، أو مكالمة هاتفية، أو شخصية).

قال الله تعالى في الحديث القدسي: ﴿ يا عبدي ما عبدتني ورجوتني، فإني غافر لك على ما كان منك، يا عبدي إنك إن لقيتني بقُراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي، لقيتك بقرابها مغفرة.﴾ أن تتخذي شريكة ناصحة (الخطوة التي يتجاهلها الكثير) هي أكبر خطوة كي تتمكني من التحرر من براثن هذه الخطيئة.

- الغي القنوات غير المفيدة

ما دامت القنوات الإباحية متاحة بسهولة، فنحن غالبًا من نملء عقولنا بتلك النفايات التي لا تنتهي، ثم نتسائل لماذا نضل السبيل. عندما كنت صغيرة، عقدت العزم على أن أبتعد تمامًا عن وسائل الأعلام التي تغضب الله ، مما أحدث فرقًا هائلًا في معركتي ضد الشهوة. كنت إذا قابلني فلمًا أو مجلةً أو أغنيةً أو كتابًا مادته مادة جنسية أبعده عني فورًا، ويشمل ذلك أيضا الروايات الرومانسية ذات بعد ديني. تعبئة عقولنا بمشاهد عاطفية أو أعمال جنسية أو عري لا يساعدنا بتاتًا في معركتنا، قال تعالى: ﴿ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء﴾ )البقرة-267)

لا تستثنِ شيئا ؛ إني لأشجعكِ على فحص كل الوصلات الإعلامية وتقومي بإلغاء أي شيء يؤذيكِ. تخلصي منها على الفور واملئِ قلبك بحب الله وذكره.

- ممارسة الرياضة والأكل الصحي

من الناحية العملية، من المهم الاهتمام بأجسدنا للحفاظ على توازن الهرمونات الأنثوية. يحافظ اختيار تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة باستمرار وأخذ قسطًا كافيًا من النوم على صفاء الذهن وقوة البدن وتوازن الهرمونات.

بدلا من الحصول على بدنٍ ضعيف، احرصي على الحصول على جسمٍ صحي معافى مما يساعدك على صراعك الداخلي.

- التركيز على مساعدة الغير

بقدر تركيزنا على أنفسنا، بقدر ما ترهقنا أفكارنا ورغباتنا؛ فلذلك أفضل وسيلة للتغلب على أي رغبة هو الانخراط في مساعدة الناس وحبهم. عندما نشعر بدبيب الرغبة يعتلينا في الفور نوجه تفكيرنا إلى الدعاء لصديق أو أي فرد من أفراد العائلة. فبدلا من ملء عقلك بأفكار سيئة لا طائل منها، اشغلي يديك وعقلك بخدمة الآخرين (عن طريق كتابة بطاقات تشجيعية، أو تقديم يد المساعدة في أعمال البيت الروتينية، أو حتى اتصلي بصديقة..وهكذا)

تأكدي من ملء الوقت الذي تصارعك فيه رغباتك خلال اليوم بالدعاء والتركيز على ما يريده الآخرون.

أتمنى أن تكون هذه الخطة مفيدة في معركة حياتكن مع الرغبة والشهوة .

أدعوا الله أن يمد]كن بالحكمة والقوة والشجاعة الكافية لأخذ خطوات جادة نحو حريتكن، وأن تنعمن بحياة كلها بركة من الله وخالية من الآثام.

أدعوا لك يا أختي بالهداية!

  • اسم الكاتب: كرستين كلارك
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • تاريخ النشر: 25 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 149
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك