أحد عشر شخصًا يُشاركون شعورهم تجاه الإباحية التي يشاهدونها.

الأمر يستحق الابتعاد عن الإباحية لأن العودة إليها مرارا وتكرارا قد تؤدي بك سريعا إلى مشاعر متأججة من القلق والاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس.
A+ A-

يبدو أن مشاهدة الإباحية قد أصبحت عادة طبيعية في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نوجد فيه. فإذا كنا نستطيع الوصول لأي نوع من الإباحية التي نريدها 24ساعة في اليوم و7أيام في الأسبوع و365 يوما في السنة عبر جهاز يناسب تماما حجم الجيب، فلما لا نفعل ذلك؟ ولكن في الحقيقة هناك الكثير من الأسباب لكي لا نفعل ذلك ونستسلم لهذا الفخ.

نحن نتعلم منذ أن بدأت العلوم والأبحاث تبين الأضرار الحقيقية لمشاهدة الإباحية أن تعريض أنفسنا لمحتوى جنسي تصويري يجعلنا مدمنين، ويؤثرعلى علاقتنا، ليس فكرة جيدة على الإطلاق.

ولكن دعنا ننسى هذه الأبحاث لوهلة ونتحدث عن شيء شخصي آخر. ألا تعتقد أن مشاهدة الإباحية ستجعلك تخسر صحتك ومشاعرك؟ فإذا كنت صادقا مع نفسك، ستشعر أن الإباحية ليست أفضل شيء تستحقه؛ فهي تشعرك بالتعب الشديد وتقلب المزاج والإحباط وبأن الحياة ملبدة بالغيوم وضبابية.

فكما قال الممثل الكوميدي راسل براند في مقطع على اليوتيوب: ” هناك شعور يجب أن يتواجد في داخلك ولكنه ليس هناك، فعندما تشاهد الإباحية تشعر بأن هذا الشيء ليس أفضل شيء بالنسبة لك، وأنك قد أهدرت وقتك ولم تحقق أقصى استفادة منه، فعلى سبيل المثال: أنت لا تضع جهاز اللابتوب عندما تنتهي وتقول لقد قضيت وقتا ثمينا!

لقد تفقدنا مؤخرا تطبيق Whisper  حيث يستطيع المستخدمون مشاركة رسائلهم الخاصة دون الإفصاح عن هويتهم، فالعديد من مستخدمي التطبيق يغتنمون الفرصة للتحدث عن مشاهدتهم للإباحية والأمور التي تضايقهم. وقد لاحظنا أن العديد منهم يشعرون بالاشمئزاز عند مشاهدتها وبالرغم من ذلك لا يستطيعون التوقف، كما يشعرون أيضا بمشاعر سيئة كثيرة بعد المشاهدة مثل الخزي والعار.

حسنا يمكنك إذا أن تعلم لماذا تبدو مشاهدة الإباحية كتناول الوجبات السريعة غير الصحية عندما تشعر بالجوع؛ حيث أنها في الحقيقة تجعلك في حال أسوأ مما قبل تناولها، كما أنها لا تكفي أبدا فهي لا تشبع رغباتك.

إليك بعض تعليقات مستهلكي الإباحية حيال هذه الصناعة الخبيثة:

- أشعر بالخزي لأنني أشاهد إباحية لفتيات مع فتيات…رغم أنني فتاة مستقيمة.

- أشعر بذنب كبير عندما أشاهد الإباحية وصديقتي الحميمة نائمة، أعلم أنه قد يبدو شيئا سخيفا ولكن أشعر بأنني أقوم بشيء خاطئ.

- أشعر بالسوء عندما أشاهد الإباحية، أعلم أنني لا أخون ولا أغش أحدا ولكنني أخون نفسي.

- أشعر بالسوء الشديد عندما أشاهد الإباحية، ليس لأنني قد شاهدت شيئا تصويريا وغير حقيقي ولكن لأن بعض هؤلاء النساء اللاتي أشاهدهن هن بالفعل حسناوات ولكنهن يقمن بتصوير أنفسهن وهن يقمن بأشياء مهينة وبغيضة تحط من أقدارهن في الوقت الذي يستطعن فيه أن يصبحن شيئا أفضل من ذلك بكثير.

- أنا أعاني من إدمان الإباحية وأنا أشعر بالخزي والعار حيال ذلك، فهي تدمر احترامي لذاتي وثقتي بنفسي.

- عندما أشاهد الإباحية، أشاهدها دون أن يراني أحد رغم أنني عزباء. ثم أشعر بالاشمئزاز من نفسي عندما أنتهي.

- أشعر بالخزي والعار بسبب الإباحية التي أشاهدها، حيث أنني أكذب عندما أتحدث مع أصدقائي عن الأشياء التي نفضلها.

- أشعر بالخزي لأنني قمت بمشاهدة الإباحية في سن مبكر، ولهذا فأنا أحاول أن أتوقف ولكن في بعض الأحيان أحتاج إليها بشدة.

- في كل مرة أشاهد الإباحية يصبح الأمر غير طبيعي وأكثر غرابة، وعندما أنتهي أشعر بالخزي والسوء تجاه ما فعلت.

- عليَّ أن أخفي الدمى تحت سريري عندما أشاهد الإباحية، فأنا أعتقد أنهم يشعرون بالخزي تجاهي.

- أنا مدمن للغاية على مشاهدة الإباحية، فالجنس هو الشيء الوحيد الذي أفكر فيه دائما وهو يسرق مني حياتي بأسرها، لا أستطيع التركيز في أي شيء آخر.

الخجل ووصمة العار يشعلان النيران

هل رأيت كل ذلك؟! خجل ووصمة عار ومستويات خطيرة من الشعور بالذنب وبخاصة الخجل أو الرفض الاجتماعي الذي يؤدي إلى كره الذات والاكتئاب.

كيف إذن يؤثر الخجل والشعور بالذنب على مستهلكي الإباحية؟ قامت دراسة مؤخرا بالبحث في ذلك الأمر وتوصلت لنتائج مهمة. فقد وجد الباحثون أن الشعور بالخجل تجاه نفسك مرتبط بالاستهلاك القهري المتزايد للإباحية، بالإضافة إلى تزايد مستويات الاكتئاب والاضطراب العاطفي المرتبط بالمستويات غير المرغوبة لاستهلاك الإباحية. وقد وجدت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يشعرون بالخجل تجاه أنفسهم بسبب استهلاكهم للإباحية، يشعرون بتحفيز أقل لتغيير سلوكياتهم ويبذلون جهودا أقل لتغيير أنفسهم، هل هذا شيء جيد؟ بالتأكيد لا.

وفي نهاية اليوم، فالأمر يستحق الابتعاد عن الإباحية لأن العودة إليها مرارا وتكرارا قد تؤدي بك سريعا إلى مشاعر متأججة من القلق والاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس. يمكن للإباحية أن تشعرك بالرضى المزيف لعدة دقائق، ولكن ما تشعر به بعد ذلك حقا لا يستحق كل هذا.

من المحتمل أنك تشعر بأنك لا تفعل شيئا إيجابيا، وهذه سبب كافي بالتأكيد للتخلّص منها على الفور.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: روضة أحمد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 31 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 545
  • عدد المهتمين: 171

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك