أشاهد الإباحية منذ عشرين عامًا، وهذا ما لا أتمناه لأحد
كنت في التاسعةِ من عمري عندما شاهدت أول صورة إباحية ، اليوم أبلغ من العمر تسعًا وعشرين عامًا ، أي إنني قضيت كل يوم من العشرين عامًا الماضية أحارب الإباحيات بضراوة .
إلى موقع
(حاربوا المخدر الجديد) العزيز :
لا أدري
ما الذي دفعني إلى سرد قصتي ، فلم يطلب مني أحدًا فعل ذلك ، كل ما أردته فقط أن
أشاركها هنا .
كنت في
التاسعةِ من عمري عندما شاهدت أول صورة إباحية ، اليوم أبلغ من
العمر تسعًا وعشرين عامًا ، أي إنني قضيت كل يوم من العشرين عامًا الماضية أحارب
الإباحيات بضراوة .
بالعودة
إلى الوراء من الآن ، لم تعنِ تلك الصور الإباحية الأولى شيئًا لكنها
عنت الكثير بالنسبة لطفل في التاسعة من عمره ، لم أتمنَّ رؤيتها و لم أبحث عنها ،
ما حدث بالضبط أن إيميلًا إلكترونيًا ظهر أمامي فجاءةً ، وكان يحوي
صورة امراءة _لم تكن عارية _ لكنها كانت ترتدي ملابس داخلية “ملابس فاضحة ” فقط
، أدركت آنذاك_أي في التاسعة من عمري_ أنني عثرت على كنز مثير، لكن في الوقت
ذاته شعرت أنه شيء خاطئ .
فيما بعد
دفعني فضولي كطفل صغير لمحاولة البحث عن المزيد من تلك الصور المثيرة . وإن
كنت أعي أنه أمرٌ مخزٍ يجب إخفاؤه . لم يمضِ الكثير من الوقت حتي ضبطني
والدي للمرة الأولى وأنا أشاهدها ،ثم تحدث معي عنها و شرح لي أن ما أفعله
يعد سلوكًا خاطئًا ، لكن تأخر الوقت ، فما دمرته الإباحيات داخل دماغي
الصغير لا يمكن إصلاحه ، شعرت بالضيق؛ لكوني أرتكب هذه الخطيئة، لكن الصور
التي أراها صارت تفتنتي تمامًا ، ومن هنا بدأت أنزلق نحو الحضيض .
لم يمضِ
الكثير من الوقت أيضًا حتى بدأت بالبحث عن صور النساء العاريات بدلًا من
البحث عن صورالنساء بالملابس الداخلية .
أثناء
المرحلة الجامعية ، اكتشفت الصور الإباحية الفاضحة ، فصور النساء العارية
المعتادة لم تعد تكفي بعد الآن ، ثم تكيفت مع الأمر بعض الوقت حتى اكتشفت الأفلام الإباحية
في العام الماضي من المرحلة الجامعية ، وهذا ما قادني بسهولة
إلى الأحاديث الجنسية عبر الإنترنت مع فتيات عشوائيات. لقد انحدر كل شيء من
أول صورة شاهدتها في التاسعة .
الآن بعد
مضي عشرين عامًا أصبحت مدمنًا ، وإن لم أدمن أي شيء آخر كالمخدرات أو ما شابه ذلك
، ولكنني أتخيل ما الذي ستشعر به عندما تصل إلى هذا المستوى من الإدمان ،
فأحيانا ما تداهمني شهوة ملحة لمشاهدة الإباحياتِ ، أو ربما ألجأ إليها عندما أصاب
بالإرهاق أو عندما أشعر بالتعب والوحدة . وفي كثير من الأوقات أشاهدها فقط لأنني
اعتدت على ذلك .
لقد شوهت
رؤيتي للنساء و أفقدتني ثقتي بنفسي ، لم أمارس الجنس إطلاقًا من قبل رغم
رغبتي الملحة في ذلك لكنني أرتعب من الممارسة ، ربما لأنني لست بالغًا بما
يكفي للإقدام على خطوة كهذه ، و أتساءل دومًا هل سأتمكن من إسعاد
امراءة ؟ ماذا إن لم أستطع الشعور بالنشوة أو الوصول للذروة لأنني اعتدت على فعل
هذا بنفسي ؟ ماذا لو كانت كل توقعاتي خاطئة وحولت كل شيء إلى فوضي ؟ وأنا أعي
بنسبة 99% صحة أفكاري فالإباحيات ليست إلا زيفًا وخداعًا .
كما
إنها شوهت نظرتي عن النساء تماما ، حتى وإن حاولت بشدة ألا أفعل .فأول
ما ألحظه بأي امرأة هو جسمها ، أما باقي الميزات الأخري فأصبحت أقل أهمية ،
وصارت أي صورة تثيرني بشدة ، لقد أصبحت شخصًا لم أتمنَّ يومًا أن أكون عليه
، لكن هذا ما حدث .
لم أستطع يومًا قول: لا للإباحيات أو التصدي لها رغم محاولاتي المتعددة ، لقد حاربت كثيرًا من قبل ، حضرت لقاءات التعافي من الإدمان ، و كان لدي شركاءٌ للمساءلة ، قرأت الكتب ، واستخدمت برامج حجب الإباحيات ، لقد حاولت بكامل قوتي ورغبتي في التعافي ، وأغرقت ركبتاي بالدموع آملًا في الخلاص من هذا الإدمان ، لكن لا شيء يجدي نفعًا .لم تساعدني أية وسيلة مما سبق ، فها أنا ذا صرت أسوأ مما كنت عليه من قبل .
لقد
انغمست في طريق الإباحيات لمدة طويلة إلى الحد الذي يجعلني لا أعي كيف تكون الحياة
الطبيعية _ لا أحكي معاناتي لفرض أن الانتصار على الإباحيات والتعافي منها
ليس ممكنًا أو للتقليل من جودة أو فاعلية الوسائل السابقة على المساعدة في
التعافي لكن لأصف لكم كم أصبحت تائهًا ومشتتًا .
تبدو
الإباحيات مستنقعًا ضحلًا وغير مؤذٍ في البداية ، لكن عندما تتقدم خطواتنا نحو
قاعها الذي يبدو كالخنادق المظلمة في المحيطات ، سرعان ما ينكشف الوجه الحقيقي لها
، وندرك أن الأمر لا يشبه التبلل بالمياه على الشاطئ ، ولا يوجد ما يروج له البعض
من أكاذيب ” لا بأس بتجرع القليل منها ” ، “إنها ليست مؤذية “. فالسم
مهما بدا حلو المذاق سيظل سمًا . والإباحيات سامة ومؤذية ولا يبدأ مفعولها بسرعة ؛
لأنك لن تدرك أنها تقتلك إلا عندما تدمرك تمامًا .
كم أود لو
يشارك الجميع قصتي، ليس كنوع من الاعتراف، لكن لأنني أتمنى ألا يعيش أحدٌ في
الجحيم الذي عشت داخله طيلة عشرين عامًا . فإن استطاعت مساعدة أي شخص فسأشعر
أن سردها لم يذهب سدي .
لماذا
هذا مهم ؟
إنها قصة
عن واحد من بين ملايين الأشخاص الذين لم يستطيعوا الفكاك من الإباحيات؛ بسبب
طبيعتها الإدمانية و الاستحواذية ، فعندما يشاهد المرء الإباحيات يعتقد المخ أنها
فرصة مناسبة للتزواج ثم يبدأ بضخ الدوبامين بكثافة إلى كامل أجزاء المخ ، على غرار
ما توفره العلاقة الحميمية الطبيعية مع شخص حقيقي ، فما توفره الإباحيات من
عدد لا نهائي من الصور الجنسية يزيد من تدفق المزيد من الدوبامين مع كل ضغطة على
صورة جديدة .
ولسوء
الحظ يتكيف المرء مع الكمية الزائدة من الدوبامين ، وغالبًا لا يشعر مستخدمو
الإباحيات أنهم بصحة جيدةٍ إلا إذا كان مستوى الدوبامين عاليًا ، فالأشياء
البسيطة التي اعتادت إسعادهم كقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة لا تقارن بما
تضخه الإباحيات من دوبامين داخل المخ ، ولا يستطيعون التخلص من شعور القلق والحزن
إلا إذا عادوا للإباحيات مرة ثانية .
كما إن مجتمعنا الحالي يشهد وباءً اجتماعيًا يؤثر بالسلب على صحة مشاهديه العقلية والبدنية والعاطفية ؛ بسبب الوسائل اللانهائية التي تتيح للنشء الوصول للإباحيات بضغطة أصبع
الحصول على رابط مختصر :
المصادر
- Why Watching Porn Has Made Me Afraid To Have Sex الدخول للمصدر