ثلاث محطات على طريق التعافي من إدمان الإباحية

التعافي هو رحلة عملية. لذا فإن الانسحاب من المشكلة فقط بدون إيجاد حل لها لا يحل أي شيء. وهذا لأن الإدمان يتكون من عدة حقائق عن حياتنا وغالبا متأصل بقضايا أخرى عميقة. سيكون من السهل أن تلوم المدمن على دوافعه الجنسية العالية، ولكن هذه ليست القضية بتاتا. في الحقيقة يعاني الكثير من مستخدمي المواد الإباحية من شهوة منخفضة جدا. لذا فالتعافي ليس بالأمر السهل ونحن جميعا على درجات مختلفة على هذا المسار.

المراحل المختلفة لعملية التعافي قد تتطلب التركيز على استراتيجيات مختلفة. المفهوم الأصلي يظل ثابت ولكن كلما تقدمت أكثر، فإنه يجب عليك أن تعدل خططك وأفعالك تبعاً لذلك. من المهم جدا أن تعرف أين أنت من عملية التعافي وماذا يجب عليك فعله للحصول على أكثر نجاح ممكن.

ربما يكون صعبا بعض الشيء اكتشاف ما تحتاج فعله، لذا دعنا نساعدك في ذلك.

في البداية اقرأ هذه الأسئلة وفكر في أفضل إجابة مناسبة لك. أرجوك كن صادقا مع نفسك فلا أحد يعلم النتيجة غيرك:

بين الانتكاسات يكون لدي:

- شهر من الامتناع عن الممارسة أو المشاهدة (1)

- حوالي أسبوعين من الامتناع عن الممارسة أو المشاهدة (2)

- أقل من أسبوع من الامتناع عن الممارسة أو المشاهدة (3)

هل لديك أصدقاء تتحدث معهم عن طبيعة إدمانك للإباحية؟

- نعم، لدي قليل من الأصدقاء الذين يعلمون ويساعدوني في عملية التعافي (1)

- لدي صديق واحد فقط أثق فيه (2)

- لا أحد يعلم عن طبيعة إدماني (3)

ترتيب أولوياتي بالنسبة للعمل، المدرسة، الأصدقاء والهوايات:

- يمثل تحدي بالنسبة لي ولكني منظم وأنفذ مسئولياتي (1)

- أستطيع أن أنجز الأمور المهمة ولكن تسقط مني بعض الأشياء (2)

- هناك الكثير من الأشياء التي يجب علي أن أفعلها، ولكن ليس لدي أدني فكرة من أين أبدأ، فلم المحاولة؟ (3)

حينما أنتكس:

- أكون صريحا مع أصدقائي الذين يعلمون هذا الأمر (1)

- في بعض الأحيان أغش في العدد بيوم واحد أو يومين (2)

- أنا لا أسجلهم أبدا، فقط يصيبني الاكتئاب (3)

الإدمان، والاكتئاب والقلق:

- هي أشياء تعلمت جيدا كيف أتعامل معها أثناء رحلة التعافي، أو هي لم تعرقلني أبدا (1)

- تأتي وتذهب وهي مثيرة للاشمئزاز ولكني أستطيع أن أمضي قدما (2)

- أحيانا أتغلب عليها وأحيانا تقودني إلى انتكاسات (3)

الأن تستطيع أن تحدد مكانك في رحلة التعافي، ربما يكون لديك إجابات متنوعة ولكن إذا كانت معظم إجاباتك رقم 3 فأنت في المرحلة الأولى من رحلة التعافي وإذا كانت 2 فأنت في المرحلة الثانية وإذا كانت 3 فأنت إذا في المرحلة الثالثة. هذا ليس مقياس للجيد والسيء، فكل مرحلة لها تحدياتها الخاصة بها.

هناك شيء آخر يجب عليك دائما أن تتذكره وهو أن التعافي ليس خط مستقيم. فإذا انخرطت في هذا الأمر قبل ذلك فربما لاحظت أنك تمر بإحدى أو حتى كل هذه المراحل عند نقاط معينة. هذا لا يهم. ما يهم في الحقيقة هو أين أنت الآن وأن تستطيع أن تتقدم من هناك.

المرحلة الأولى:

أكبر مشكلة تواجه المحاربين في هذه المرحلة من التعافي هي السلبية. حيث أصبح للإباحية سلطة عليهم وأفسدت بعض الأشياء. وبسبب هذا، فهم يشعرون بالغضب، الإحباط وقد يصل الأمر إلى حد كرههم لأنفسهم. لا شيء من هذا يفيد حقا، حتى لو أدرك أنه يستحق أن يتعافى، المشكلة الأخرى التي قد تواجهه هي العزلة. حينما تبدو الحياة خارج نطاق السيطرة حينها يكون أسوأ شيء يمكن أن تفعله أن تبقي بمفردك. إذا لم يكن لديك أحد تستطيع أن تتحدث معه عن هذه المعاناة، إذا فلتبدأ البحث.

إذا، ماذا تستطيع أن تفعل حيال ذلك؟

تتطلب هذه المرحلة جهداً أكثر من أي مرحلة أخرى. إضافة برامج فلترة إلى أجهزتك الإلكترونية أو إعاقة وصولك إلى الإباحية بأي شكل ممكن. البقاء بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي، تطبيقات المواعدة، أو أي شيء من السهل الحصول على محتوي جنسي من خلاله.

ركز على كل نصر وكن إيجابيا. راجع أهدافك ذات المدي الطويل ولكن لا تتوقع التغيير من أول ليلة، أعطِ لنفسك المساحة التي تحتاجها للتعافي. إذا لم تؤمن أنك تستطيع أن تحقق ذلك، فربما لن تستطيع. فمن المهم أن تثق بنفسك.

المرحلة الثانية:

الآن حان وقت استعراض عضلاتك وتوسيع استراتيجياتك فلقد تعلمت الكثير وقمت بالعديد من الأشياء الرائعة ولكنك ربما يكون لديك بعض المشاكل في كسب التعافي لمدة طويلة الأمد. حاول أن تبدأ في دراسة انتكاساتك أكثر، انظر إلى ما تشعر به قبل وبعد كل انتكاسة.

ماذا كنت تفعل قبل انتكاستك؟ كيف مر ذلك اليوم؟ هل هناك عادات أخري تفرط في استخدامها تمهد لمشاهدتك للإباحية؟ هل تحدث في نفس الأماكن مع نفس الأجهزة؟ استعمل كل هذه المعلومات لتحسين استراتيجيتك أو بناء استراتيجية أفضل.

في الغالب ستحتاج إلى إيجاد قضايا أعمق لإدمانك عند هذه النقطة. والتي ربما تكون صعبة، ولكن بالصبر والعزيمة يمكن تحقيقها. فكر في الأيام السابقة وأنظر إلى ما قادك إلى مشاهدة الإباحية. يجب عليك أن تتعلم مقاومة المثيرات والمغريات بإيجاد أنشطة إيجابية لتعيد توجيه دوافعك الخاصة.  مقابلة صديق إذا كنت على وشك الانتكاس والسقوط قد يكون خط أمان لك في تلك اللحظة.

حاول أن تبقي أصدقائك الذين يعرفون هذا عنك على علم بخططك واستراتيجياتك. فعلى الرغم من أهمية وضع أهدافك بنفسك، ولكن قد يكون لدى أصدقائك بعض الأفكار الجيدة.

المرحلة الثالثة:

في هذه المرحلة أنت تبلي بلاءً حسنا فأنت تشاهد انتصاراتك وتسعد بإخراج نفسك من دائرة الإدمان. ولكن في بعض الأحيان قد تكون تلك المرحلة صعبة بعض الشيء، لأنها تأتي بعوائقها الخاصة. من المهم أن تبقى حذرا، وتذكر أنك وصلت لتلك المرحلة لأنك حققت أشياء رائعة. إذا سمحت بفقدانها قد ينتهي بك الأمر فاقدا بعض من أساسك. بعض الأشياء التي قد تكون بسيطة في شكلها مثل تسجيل معدل تقدمك ستساعدك جدا على أن تحافظ على تركيزك. شيء آخر يجب عليك أن تراقبه هو طريقة تبريرك للأمور. فقد تقنع نفسك أنك وصلت إلى مرحلة كافية حتى لا تعود إلى الإباحية مرة أخرى. ربما تقنع نفسك أنك تستحق مكافأة، ربما تقنع نفسك أنك لم تعد مدمنا بعد الآن. ولكن كن حذرا فهذا النوع من التبرير هو بالضبط مثل ” هذه المرة فقط” التي جاءت بك إلى هذا المكان في البداية، أتتذكر!

حتى بعض مشوار طويل من الانتصارات، أمور مثل الإغراء، الاكتئاب، القلق، أو الإثارة يمكن أن تفسدك بانتظام. الحقيقة الوحيدة التي نستطيع أن نضمنها لك ألا تفقد شجاعتك لأنك لم تعد جبانا بعد الآن. إذا كنت تتوقع أن تخلو الحياة من التحدي بسبب تعافيك، فإنك على وشك السقوط. فقط تقدم وحافظ على تقدمك.

الانتصارات الجديدة تجلب تحدّيات جديدة، لذلك تذكر ما تعلمته وكن على وعي من أن تقع في فخ التعافي الكامل. دائما سيكون لديك إحساس بالإغراء وبحاجة ملحة للمشاهدة، ومن المحتمل ان تكتشف إغراءات جديدة بينما تتقدم. هذا جيد. لأنك إذا قمت ببناء شخصية مرنة وعلاقات طيبة حينها سيكون لديك القدرة على أن تواجهها.