لماذا يجب عليك توخي الحذر من صناعة المواد الإباحية؟

عندما يقضي الآباء وأولياء الأمور أوقاتاً طويلة في أعمالهم، يحملون على عاتقهم مسؤولية تربية أبنائهم، ويتكبَّدون العناء لتلبية كافة متطلبات الحياة اليومية
A+ A-

عندما يقضي الآباء وأولياء الأمور أوقاتاً طويلة في أعمالهم، يحملون على عاتقهم مسؤولية تربية أبنائهم، ويتكبَّدون العناء لتلبية كافة متطلبات الحياة اليومية؛ يعجز الكثير منهم عن توفير وقت فراغ يساعدهم على التسلح بالمعلومات الكافية التي تُمكِّنهم من التصدي للمخاطر الخفية التي تُحيط بأبنائهم داخل شاشات الهواتف المحمولة، المتربِّعة على عرش صناعة المواد الإباحية!

يمتلك الكثير من الأطفال الهواتف المحمولة، حيث سهَّلت تلك التقنية الحديثة الوصول إلى مكتبة ضخمة من المواد الإباحية المجانية، والمتاحة فقط على بُعد ضغطة زر واحدة من هذا العالم المخيف. في غياب الدور التربوي للثقافة الجنسية الشاملة القائمة على أُسس علمية صحيحة؛ يحصُل الأبناء على الثقافة الجنسية الخاطئة من المصادر التي تُقدمها لهم صناعة المواد الإباحية، والمنتشرة في نطاق واسع على الشبكة العنكبوتية.

في دراسة أجرتها المجلة الإلكترونية لأبحاث العلوم الاجتماعية، والإنسانية، والصحية (sage journals)، حول النسبة الأعلى للمحتوى الإباحي الأكثر زيارة؛ كان النصيب الأكبر في محركات البحث للمحتوى الجنسي الذي يتضمن مشاهد عنف ضد المرأة بنسبة تزيد عن 88%! أما الأمر الذي أثار زوبعة من القلق هو أن الأطفال الذين لا يملكون هواتف محمولة، وليس لديهم وسائل للاتصال بشبكة الإنترنت لديهم على الأقل صديق واحد على علم بما يبثُّه صُناع المواد الإباحية من سموم على شبكة الإنترنت.

إن الواقع المؤلم الذي نعيشه هذه الأيام والخطر الذي يحيط بأطفالنا، يحمل في طياته أساليبَ وخدعاً مُضللة في صناعة المواد الإباحية؛ تدق ناقوس الخطر، وتطالبنا بضرورة وضع أبنائنا على قائمة اهتمامات أولياء الأمور لحمايتهم من هذا الشر عظيم. 

ما الدور الذي يقوم به صُناع المواد الإباحية؟

طبقاً لإحصائية موقع (SimilarWeb) - القائم بتوفير خدمات تحليلية لحركة المرور ومراقبة النشاط على شبكة الإنترنت – بأن نسبة كبيرة من الأطفال الذين زاروا مواقع إباحية عن قصد أو بدون قصد قد زاروا أحد المواقع الإباحية المشهورة والذي يُعد في المرتبة العاشرة لأكثر المواقع الإباحية زيارة في العالم.

كشف الصحفي والكاتب الأمريكي "نيكولاس كريستوف" (Nicholas Kristof) في مجلة "نيويورك تايمز الأمريكية" عن عدد من المخالفات القانونية التي يُمارسها صُناع المواد الإباحية على هذا الموقع والشركة الأم التي تُدير أعمالها "مايند جيك" (MindGeek)، حيث تتضمن تلك المواد الإباحية محتوى مرئيًّا لرجال يُجبرون الأطفال والنساء على ممارسة الجنس (الاغتصاب)، فكتب يقول:

"تُحقق هذه المؤسسات غير الشرعية دخلاً كبيراً من صناعة الأفلام الإباحية، حيث تُدر دخلاً غزيراً من المحتوى الذي يعرض مشاهد لاغتصاب الأطفال، ومشاهد أخرى لممارسة الجنس الانتقامي، وصوراً لخنق الفتيات بالأكياس البلاستيكية. وبالبحث عن كلمة "فتيات تحت عمر 18 عاماً" أو "عمر 14 عاماً"؛ يقودنا البحث عن نتائج تزيد عن 100000 محتوى مرئي لعدد كبير من الضحايا من الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للإساءة أو الاعتداء"

للمزيد حول مقال الكاتب الأمريكي "نيكولاس كريستوف" في هذا الرابط 

ويقوم صُناع المواد الإباحية على هذا الموقع ببذل جهود لتغيير سياساتها المعمول بها على منصتها الإلكترونية، والتي تشمل قواعد صارمة "للمحتوى الضار غير القانوني، والمخالف لما هو مسموح نشره" حسب رأيهم!! بجانب قيامها بمبادرات ومشاريع مثل: حملات تنظيف الشواطئ (environmental issues and sustainability)، كمبادرة بيئية، ومشروع إنساني"؛ يهدف من ورائه تجميل صورتها الحقيقية المستترة خلف ستار من الجرائم ضد الإنسانية، والمتمثلة في صناعة المواد الإباحية. 

كتبت "جيل داين" (Dr. Gail Dines) – وهي أستاذة فخرية في علم الاجتماع ودراسات المرأة بكلية "ويلوك" في مدينة بوسطن الأمريكية ولها كتابات عدة في صناعة المواد الإباحية على مدار 30 عاماً – مقالاً جديداً بعنوان "نفاق مؤسسي المواقع الإباحية  (Pornhub’s Hypocrisy). تحدثت الكاتبة فيه عن نفاق القائمين على صناعة المواد الإباحية، وأنها تجارة تمارس ألاعيب وخدعًا ماكرة للإيقاع بضحاياها؛ فكتبت تقول:

"بالرغم من إزالة ملايين من مقاطع الفيديو التي لا تخضع "لشارة التحقق الزرقاء" (verified users)  وهي علامة تجارية تعني أن الحساب أو المنصة الإلكترونية جديرة بالثقة وتم التحقق من سياساتها  إلا أن الموقع ما زال يحتوي على عدد كبير من المحتوى المرئي للضحايا من صغار السن، ومقاطع أخرى لممارسة العنف والتعذيب أيضاً. ويُفهم ذلك بشكل أفضل على أنه إستراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) القائمة بالتحقق من الالتزام بالقوانين والمعايير الأخلاقية والدولية، والمسؤولة عن تعزيز سُمعة الشركة وشرعيتها في حال تعرضها لتهديد اللوائح أو تعرضت لانتقادات وسائل الإعلام".

  • اسم الكاتب: Culture Reframed
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أحمد مصطفى السداوي
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 31 مايو 2022
  • عدد المشاهدات: 960
  • عدد المهتمين: 143

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك