قررت ترك الإباحية للأبد؛ لأنني أرى الناس أكثر من مجرد أشياء!

الإباحية تعزز فكرة أن الناس، مجرد مجموعة من الأجزاء الجسدية، التي يتم استخدامها في الجنس فقط ثم نبذها، عندما يرى المستهلك صورًا إباحية، تُظهر الأبحاث أنهم يجردون الممثلين على الشاشة عن إنسانيتهم، ويرون أنهم ليسوا سوى أشياء نكرة.
A+ A-

قصة حقيقية:

يتواصل العديد من الأشخاص مع موقع Fight the New Drug لمشاركة قصصهم الشخصية، حول تأثير الإباحية على حياتهم أو حياة أحد أحبتهم، نحن نعتبر هذه القصص الشخصية قيمة جدًا؛ لأنه على الرغم من أن الدراسات والأبحاث العلمية قوية في حد ذاتها، إلا إن القصص الشخصية من أناس حقيقيين تؤكد الضررَ الذي تسببه المواد الإباحية في حياة مدمنيها.

تلقينا مؤخرًا هذه القصة الحقيقية من مقاتل تُظهر تجربته التأثير القوي الذي يمكن أن تُحدثه الإباحية على عقلية المستهلك. الإباحية تغير رؤية المستهلك لشريك الحياة والنساء من حوله، تُظهر بعض القصص -مثل هذه القصة- كيف أن الإباحية ضارة، وأنه عندما ننظر إلى ممثلي الإباحية كأشخاص بدلاً من مجرد أشياء، فإن ذلك يغير فهمنا ووجهة نظرنا عن الإباحية.

يقول المقاتل في رسالته للموقع:

أتمنى أن تعلموا أنكم تساهمون في تغيير حياة الناس للأفضل، أود أن أخبركم بقصتي، بالإضافة إلى أمر مثير للاهتمام، حدث الليلة الماضية.

قبل بضع سنوات، كنت على علاقة مع الفتاة التي اعتقدت أنني سوف أتزوجها، عندما هجرتني، شعرت بفراغ في حياتي، وللأسف اتجهت إلى الإباحية.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، لأدرك أنني لم أكُن أستمتع حقًا بالإباحية، كنت أشاهدها فقط؛ حتى لا أشعر بالوحدة، كنت متأكداً -حتى قبل أن أسمع عن موقعكم- أن الحب الحقيقي هو ما أحتاجه فعلا، ولكن الإباحية كانت لا تزال عادة يومية بالنسبة لي، وكنت أخبر نفسي مرارًا و تكرارًا: "مرة واحدة أخرى فقط".

ثم -ودون تردد- أعود إليها في اليوم التالي.

حاولت العديد من المرات، التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية، بدرجات متفاوتة من النجاح، وكنت أُحصى عدد الأيام المتتالية، التي كانت بدون مشاهدة إباحية لمحاسبة نفسي، عند مرحلة معينة، تمكنت من اعتزال الإباحية، بضعة أشهر حتى انتكست بعدها تماما، بعد ذلك، منذ حوالي عام، كنت أواجه مشكلات حقيقية مرة أخرى، لذلك كنت أبحث عبر الإنترنت حول الآثار السلبية للإباحية في محاولة لتخويف نفسي لأعتزل الإباحية، وعندئذ وجدت موقعكم الإلكتروني وصفحة Facebook.

بدأت أتابع موقعكم، ولاحظت أنه رغم أنني ما زلت أواجه بعض المشاكل، إلا إنني كنت في تحسن، ليس فقط عاداتي الإباحية، ولكن أيضًا رؤيتي للنساء تغيرت تمامًا، وجدت نفسي فجأة أرتاح لفتاة، قد عرفتها فترة من الوقت، ولم أكن قبل ذلك منجذبًا إليها أبدًا، بدأت أراها من خلال جوهرها، وشخصها، بدلا من مجرد رؤيتها من خلال جسدها ومفاتنها. (حتى هذه اللحظة لم أكن تركت الإباحية تماما، ولكن كان هناك بعض التقدم على الأقل).

في الأسابيع القليلة الماضية -بسبب الملل الشديد- بدأت أواجه المزيد من المشاكل، لكن شيئا ما تغير، الليلة الماضية، حدث أمر مثير للاهتمام. لقد مرت بضع ليال منذ آخر زلة، ووجدت نفسي -كما فعلت مرات عديدة من قبل- أقاتل مع نفسي، من أجل أهدافي في ترك الإباحية، كان القتال صعبًا للغاية، ووجدت نفسي أشاهد الإباحية مرة أخرى، ولكن حدث شيء جديد هذه المرة، لم يحدث قط أبدًا.

الفيديو الأول الذي فتحته، كان هناك فتيات من نفس البلدة الصغيرة التي ينتمي إليها صديق لي، عندما أخبروا عن مكان إقامتهم في الفيديو، خاطبت نفسي بسذاجة: "أجل، لا بد وأنهم يتماشون مع فكرتي عن فتيات هذه البلدة -بلدة صديقي-". إلا إنهم مارسوا بعض الممارسات، لم أكن أتخيل أبدا أن تمارسها فتاة من هذه البلدة الصغيرة، شعرت بالغضب؛ لأنهم يسجلون تلك الممارسات على الكاميرا من أجل المال!

 لذلك تراجعت وأغلقت الفيديو.

الفيديو الإباحي التالي، الذي صادفته كان لفتاة يتم الانتقام منها، ولم تكن تعلم أنه يتم تصويرها، شعرت بالغضب الشديد، لم يكن لدى هذه الفتاة فكرة عن تصويرها أثناء ممارستها الجنس، ورفع الفيديو على الإنترنت للعالم أجمع، أي نوع من الناس يمكنه فعل ذلك بفتاة؟ لم أعد أستطيع التحمل، لذا أغلقت الفيديو وذهبت للنوم.

ما حدث الليلة الماضية، ساعدني علي رؤية النساء كأشخاص، بدلاً من مجرد أشياء، رؤيتهم كأرواح و عقول جميلة ، ليس فقط أجساد، بعد الليلة الماضية، آمل ألا أشعر أبدًا بالرغبة في مشاهدة الإباحية مرة أخرى، أنا أقرر وأقاتل من أجل ذلك.

شكرا لكم على الدعم الذي قدمتموه!

انتهت الرسالة

لماذا هذا مهم؟

نحيي هذا المقاتل؛ لأنه قرر الابتعاد عن الإباحية، ورؤية ممثلي الإباحية كأشخاص بدلاً من أدوات جنسية، الإباحية تعزز فكرة أن الناس، مجرد مجموعة من الأجزاء الجسدية، التي يتم استخدامها في الجنس فقط ثم نبذها، عندما يرى المستهلك صورًا إباحية، تُظهر الأبحاث أنهم يجردون الممثلين على الشاشة عن إنسانيتهم، ويرون أنهم ليسوا سوى أشياء نكرة. كيف لهذا أن يكون صحيًا؟

لإعطائك فكرة عن مدى الضرر الناتج عن مشاهدة الصور الإباحية، أظهرت دراسة أجراها علماء النفس في جامعة برينستون، عُرض فيها على مجموعة من الرجال صورا لرجال ونساء بعضهم في الصور بالكاد يرتدي ملابس والبعض الآخر لا يرتدي ملابس مطلقًا، وخلال الدراسة راقب علماء النفس قشرة الفص الجبهي (mPFC)، المسئول عن التعرف على الوجوه البشرية، وتمييز الأشخاص، مع غالبية الصور، تم تنشيط mPFC مع كل صورة، لكن عندما شاهد الرجال صور نساء مثيرة لم يتم تنشيطه. بصورة أساسية، رد الفعل التلقائي في أدمغة الرجال يشير إلى أنهم لم ينظروا إلى المرأة كإنسانة، بل مجرد جسد مثير.

ماذا لو عشنا في عالم كان فيه الوضع الراهن السائد هو الاحترام والحب، بدلاً من مجرد النظرة الجنسية للغير؟ ماذا لو عشنا في عالم رأى فيه مستهلكو الإباحية أن ممثلي الإباحية، أشخاص حقيقيون لديهم آمال وأحلام ؟

في مجتمع اليوم، تعتبر الإباحية طبيعية وعادية تمامًا، لكن الأبحاث تُظهر باستمرار، الآثار السلبية للإباحية، قد يعتبر العالَم الإباحية ترفيها غير ضار، 

لكن نتائج الدراسات والأبحاث لها رأي آخر، الاستغلال والإيذاء الجنسي مضران للمستهلكين والمجتمع، فالعلاقات المبنية على الحب والاحترام، هي ما يهم في نهاية المطاف، وهذا ما نحارب من أجله.


  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أحمد الصواف
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 14 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 164

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك