لماذا ليس بمقدوري التوقف عن مشاهدة أفلام الإباحية؟ 3 أسباب تشرح صعوبة التوقف عن مشاهدتها

أريد أن أتوقف عن مشاهدة الافلام الاباحية، حقًّا أريد أن أشعر بالاستقلال والحرية من هذا المرض
A+ A-

أريد أن أتوقف عن مشاهدة الافلام الاباحية. حقا أريد أن أشعر بالاستقلال والحرية من هذا المرض. لقد عاهدت الله، بل لقد حاولت محاولات عديدة منذ بداية السنة الجديدة. لقد ذهبت أيضا إلى المسجد، وسجدت لله وتوسلت، ودعوت أن يساعدني على التوقف عن مشاهدة الإباحية مرارا وتكرارا. ولكن كحليمة التي تعود مجددا إلى عادتها القديمة أجد نفسي أعود للإباحية من جديد. أين تكمن المشكلة الحقيقية؟ ألا يتقبل الله دعواتي؟ أم أني لست مسلما مؤمنا! هل يحاسبني الله على عدم عفتي ونقائي! هل سأستطيع التوقف عن مشاهدة هذه الأفلام الإباحية؟ لأنه مقارنة بماضيَّ فهذا يبدو من المستحيلات.

إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية هو موضوع يبدو معقدا وليس له حلول حاسمة وبسيطة. الكثير من الرجال يقعون فيما يسمى "الفخ" فتجدهم يتوسلون ويدعون الله أن يعافيهم من الاباحيات ولكنهم ليسوا على دراية كاملة بضرورة محاربة النفس والمقاومة.

هل هذا يعني أن الله غير قادر على فعل ذلك؟ حاشاه أن يكون كذلك، فهو سبحانه وحده قادر على فعل أي شيء.

الحقيقة أنه بحكم تجربتي مع الكثير من الرجال خلال العشر سنين الأخيرة، فقد تأكدت من أن الشفاء من هذا الإدمان صعب نوعا ما، لكنه بالمقابل ليس مستحيلا على من استعان بربه وبذل الأسباب وصبر وجاهد نفسه.

 نقدم لكم 3 أسباب تشرح سبب صعوبة التعافي من الإدمان، ومن خلال معرفتها يستطيع الشخص معرفة نقاط ضعفه لكي يستطيع التغلب على هذه العادة:

 السبب الأول: إدمان الإباحية

 بعيدا عن المعركة الروحانية كمسلم فأنت في معركة جسدية مع إدمان جسدك للإباحية. فأنت حرفيا أصبحت كمدمن المخدرات. والمخدر الذي أدمنته هو تلك المادة في دماغك والتي تنتج عندما تكون مثارا جنسيا.

فقد نظم الله هذا المخدر بطريقة مثالية حتى يقوم بعمله خلال العلاقة بين الزوج وزوجته، فكل مادة ينتجها الدماغ لها عملها ووظيفتها. ولكن الدماغ لا يفرق إن كنت وسط علاقة بينك وبين زوجتك ولا إن كنت في خضم ممارسة علاقة جنسية محرمة بينك وبين أفلامك الإباحية. فنفس الهرمونات يتم إفرازها في كلتا الحالتين وهو السبب وراء السعادة والمتعة والطاقة التي نكتسبها والتي تجعلنا نشعر بأن هذه من أعظم المتع التي أنعم الله بها علينا. فهل أحسنا استغلالها؟

 نحبها كثيرا لذلك نريد القيام بها مرات عديدة ومتكررة. مع تلك التجربة التي تستغرق 5 دقائق في الحمام من خلال استخدام الهاتف المحمول نبدأ بالقيام بها بصفة متواصلة، فهي تظفر بنا عندما نحزن أو نغضب أو نشعر بالكبت، أو عندما نريد الهرب من أي مشكلة فنلجأ إليها ظنا منا أنها الحل لكل شيء.

الدوبامين، التستسرون، الأوكستوسين، والسيروتونين تملأ أدمغتنا فنشعر بالسعادة، ولكن للحظات. ومن ثم يعود الخجل والخوف وسريعا ما نبحث عن طريقة أخرى للهروب من الواقع.

الشخص الملتزم دينيا الذي لا يستطيع التوقف عن مشاهدة الإباحية يكره أن تخبره أنه مثل المدمن على المخدرات، وتلك هي الحقيقة، ولو أن الفرق بينهما أن المدمن على الأفلام الإباحية يملك المخدر بين يديه ولا يحتاج إلى تكاليف باهظة كما أن له تأثيرا فعالا. فهو يستطيع في أي وقت الوصول إلى المواد الإباحية وحل مشكلته خلال ثوان معدودات.

وبعد كل ذلك تعود للتعامل مع كل الآخرين ولا يبدو عليك أي شيء من تأثير المخدر إلا إذا لم تقف بحذف تاريخ البحث والمشاهدة من جهازك.

 لكي تتحرر من ذلك الإدمان لابد وأن تأخذ خطوات كثيرة وتؤدي الكثير من العمل. ومعظم الرجال لا يبدون جاهزين لتلك المعركة خاصة لوجود السبب الثاني.

 السبب الثاني: البقاء وحيدا وفي عزلة عن الاخرين

 من هم الذين يعرفون معركتك السرية وكم عددهم؟ ببساطة أنت لا تستطيع إخبار أي أحد لأنه من المحتمل أن تخسر وظيفتك، وأصدقاءك، وزوجتك، أو حتى أسرتك. فالناس سوف يصدمون لأنهم يتوقعون أنك تتحكم بزمام أمورك وهذا الضغط يجعل الحقيقة مخبأة في أحشائك وتظل سجين فكرك الخاص.

لقد توصلت لهذا من خلال تجربتي فقد كنت رجل دين مدة 26 عاما وعانيت من الإدمان على الإباحية مدة 8 سنوات. لقد كرهت نفسي وقمت بالكثير من الذنوب، ولم أجد أي طريقة أخبر بها زوجتي وعائلتي عن مشكلتي ولم يكن ممكنا أن أقف أمامهم فأقول "بالمناسبة أنا مدمن على الإباحية". ولكن من رحمة الله عليّ أنه كشف سرّي، فبدأت رحلة التعافي سنة 2005 ولكنها أثرت على علاقتي مع زوجتي وأولادي.

حقيقة، البقاء في عزلة يجعل التعافي مستحيلا. فالتعافي يتطلب الإقلاع النهائي والتوبة النصوح والاعتراف. فلو كنت رجلا أفضل وأشجع، لأخذت خطوة للأمام وطلبت المساعدة من قبل. ولكني عشت رافضا لواقعي وكنت معتقدا أني أملك القوة لأن أتوقف متى شئت.

يقال إن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق، فإذا ما ظللت في عزلة فأنت ميت، لا حياة لك واختياراتك اليومية تجعل أخطائك مسيطرة عليك. ولكي تستطيع الإقلاع فأنت في حاجة لمساعدة فريق لك حتى يساعدوك على إبعاد أفكارك عندما تكون فكرة مشاهدة الاباحية مسيطرة عليك.

لكي تستطيع تجاوز محنة الأفلام الإباحية خلال 90 يوما. عليك محاولة إيجاد رفقاء لك فيكونون موجودين لمساعدتك بشكل منتظم وهذا ما يساعدك على محاولة التقرب إلى أصدقائك بدلا من تتبع شهواتك ومشاهدة الإباحية. بتعبير آخر حاول أن تصل إلى مجموعة أصدقائك بدل محاولتك الوصول إلى حزام سروالك.

دواء العزلة الاجتماعية هو التواصل الاجتماعي، والله خلق الإنسان وميزه بعيشه في مجتمع منظم ومتماسك. وبقاؤك إنسانا اجتماعيا متواصلا مع أفراد مجتمعك وأصدقائك يزيد من قوتك على اجتياز محنتك بنجاح. وهل ينجح الإنسان إذا واجه مشكلته بنفسه؟ أبدا.

 السبب الثالث: عدم أخذ القرارات الصارمة

 إنه من السهل أن تقول إن الكثيرين يفعلون ذلك وأنها ليست بالمشكلة الكبيرة ولكن هل تمزح! فإن إدمان الإباحية هو ناقوس الخطر الذي يهدد حياتك الزوجية والعائلية. فقد أمرنا الله بالعفة والطهارة وخلقنا أنقياء وأسوياء. ولكن إذا ما اختار الإنسان طريق الإباحية فقد اختار طريق الاستعباد وقتل الروحانية في نفسه. فتمتد أخطاؤه وتكثر وتمس جوانب أخرى من حياته.

ولو بحثنا لوجدنا أن الآلاف يذهبون إلى المساجد ويقصدون التوبة لأن الإباحية قد دمرت حياتهم، ويتوهمون أنهم بفعلهم ذلك فقط فهم يقضون على مرضهم بتلك السهولة ولكنهم يكذبون على أنفسهم، فلو كان الأمر كذلك فلماذا أنت تقرأ هذا المقال الآن ولماذا تقول الدراسات والأبحاث: أن الإباحية هي إدمان لا يسهل التوقف عنه.

فقد كشفت الدراسات في 31 مارس 2016 أن مستخدمي ومشاهدي الإباحية لا يستطيعون ممارسة العلاقة الجنسية بصورة طبيعية لأنهم يعانون من مشكل الضعف الجنسي الناتج عن العادة السرية، علاوة على أنهم يبرمجون عقولهم على أن تلك الأفعال التي يقوم بها ممثلو الإباحية، والتي غالبا ما تكون ملفقة ومفبركة وغير واقعية، على أنها حقيقية، وبسبب ذلك يواجهون مشاكل كثيرة أثناء ممارستها الفعلية مع أزواجهم والتي في النهاية تنتج إلى مشاكل أكبر منها كالطلاق.

زيادة على ذلك، هل أنت على دراية بمستوى انتشار مشاهدة الإباحية حول العالم. نحن في حاجة ماسة إلى دعم يومي لنتغلب على الإدمان على الإباحية. يحتاج كل منا إلى الاعتراف بأخطائه للآخرين وقد أمرنا في محكم تنزيله أن نتواصى فيما بيننا فقال جل علاه:

{والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ومن هنا تبدأ الخطوة الأولى في طريق التعافي من الإباحية.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: Omar Bouchelaghem
  • تاريخ النشر: 14 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 17K
  • عدد المهتمين: 211
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك