إدمان الإنترنت: الإفراط في مدة الاستخدام؟

يقضي الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 سنة في وقتنا الحاضر مامعدله 10 ساعات و 45 دقيقة في اليوم، في جميع أيام الأسبوع، على الوسائط المتعددة.
A+ A-

يقضي الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 سنة في وقتنا الحاضر مامعدله 10 ساعات و 45 دقيقة في اليوم، في جميع أيام الأسبوع، على الوسائط المتعددة.

وهذا يبلغ 75 ساعة و 15 دقيقة في الأسبوع، وهو تقريبًا ضِعف عدد الساعات التي يمكثها آباؤهم في

وظائفهم ذات الوقت الكامل وفقًا لدراسة منشورة من قِبَل مؤسسة عائلة قيصر (Kaiser Family Foundation) في 1 يناير 2010 [١].

الوسائط ومدة الاستخدام عبر الأعوام:

متوسط عدد الساعات التي تقضي علي كل وسيط في اليوم العادي في الأعمار من سن 8-18 عام   


199920042009
المحتوى التلفازي3:473:514:29
الصوتيات1:481:442:31
الحاسوب00:271:021:29
العاب الفيديو00:2600:491:13
المطبوعات00:4300:4300:38
الافلام00:1800:2500:25
اجمالي التعرض7:298:3310:45
نسبة تداخل الاستخدام16%26%29%
اجمالي الاستخدام6:196:217:38

يوجد ضمن هذه المعدلات اختلافات بارزة، ومعرفة أين يقع طفلك أو ابنك المراهق بين هذه المُدَد هو أول خطوة في معرفة ما إذا كنت ترغب في تعديل مقدار الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، أو إذا ما كنت تشك أن مشكلة أكبر في طَوْر التَشَكُّل.

بينما 63% منهم مصنَّفون بأنهم مستخدمون معتدلون، حيث يستخدمون الوسائط من 3 إلى 16 ساعة في اليوم.

بالنسبة لمعظم الأطفال والمراهقين فإن استخدامهم للإنترنت مُدَار بشكل جيد نسبيًّا حيث يوازِنون بين استخدام الوسائط وبين المدرسة والرياضة والأصدقاء والالتزامات الأخرى.

أما إذا قرأت خلال هذه القائمة ولاحظت وجود معظم هذه العلامات لدى طفلك، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في أفضل سُبُل التعامل مع الأمر.

ينفق على الوسائط أو على الإنترنت أموالاً من المفترض أنها للفواتير والاحتياجات التموينية والضروريات الأخرى.
يُصنَّف 21% من الشباب بأنهم مستخدمون مُفْرِطون للوسائط، حيث يقضون معها أكثر من 16 ساعة في اليوم.

أما الشباب الذين يقعون ضمن تصنيف الاستخدام الطفيف فهم أولئك الذين يقضون أقل من 3 ساعات على الوسائط في اليوم.

بالنسبة للفئة التي تستخدم الوسائط بإفراط فإن إنفاقهم هذا المقدار الكبير من الوقت عليها -متصلين بالإنترنت أو غير متصلين- يحرمهم من خبرات العيش في العالم الحقيقي وقد يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي ويزيد من خطر تعرضهم للاكتئاب ويقتطع من الوقت الضروري لنومهم، وغير ذلك.

من بين تلك الساعات المنفقَة على الوسائط، يستحوذ الإنترنت في زماننا الحاضر على مايقارب نصف الوقت.

ومع ذلك ففيما يتعلق بنسبة قليلة من الشباب فإن الحاجة لاستخدام الإنترنت يمكن أن تصبح قهرية/إدمانية أو خارج السيطرة أو مَرَضيَّة، وهذا النوع من السلوك سيء التكيف يُدعَى أحيانًا بِـ’إدمان’ الإنترنت.

ما إذا كان الاستخدام القهري للإنترنت يدخل ضمن التصنيف الرسمي للإدمان أو لا، هناك دليل واضح يبين أن بعض المستخدمين تنشأ وتتطور لديهم حاجة قهرية لاستخدام الإنترنت على حساب أنشطتهم اليومية وعلاقاتهم وصحتهم [٢].

بالرغم من أن الباحثين بعيدون عن الفهم التام لسبب العلاقة بين استخدام الإنترنت والسلوك سيء التكيف وأثر هذه العلاقة (وهذه العلاقات إلى حد ما قد تسير في كلا الاتجاهين)، فإن الدليل يشير إلى أن خطر تَكَوُّن هذه القضايا لدى الشباب هو أكبر بكثير منه لدى المستخدمين الأكبر سنًا [٣].

عندما يكون استخدام الإنترنت بإفراط

كآباء ومقدمي رعاية، المهم وبنحو حاسم هو فهم كيفية التفريق بين الاستخدام ‘العادي’ للإنترنت وبين الاستخدام القهري؛ لمعرفة متى يقتضي الأمر طلب المساعدة بشأن السلوك المثير للقلق.

بالنسبة للمستخدمين الأصحاء (غير المدمنين) للإنترنت، فإن استخدام الإنترنت يتراوح لديهم بشكل طبيعي بين مد وجزر للتكيف مع الأنشطة والاهتمامات الأخرى.

قد يقفز وقت الاستخدام لديهم بسبب وجود مشروع واجب كبير يجب إتمامه، أو أن هناك شبكة اجتماعية جديدة، أو بدأ أحدهم للتو باستخدام لعبة جديدة على الإنترنت، أو أصبح لديه صديق جديد يتواصل معه، أو أنه يفتقد صديق، أو لِمَوضِع اهتمام آخر قصير المدى.

بينما من الممكن أن يكون ذلك مستهلِك لوقته ومستحوِذ عليه، فإنه سلوك مختلف جدًا عن سلوك الشباب الذين يقضون في العالم الافتراضي كل ساعات يقظتهم، أسبوعًا تلو أسبوع، خلف شاشة متصلة بالإنترنت، متجاهلين العلاقات والواجبات المدرسية والعالم.

إذا لم تكن متأكدًا ما إذا كان طفلك أو ابنك المراهق يقع ضمن التصنيف الأخير، قارن سلوكه بقائمة العلامات التحذيرية في الأسفل.
ضع في حسبانك وأنت تستعرض القائمة، عندما يظهر سلوك واحد (أو بِضْع) من هذه السلوكيات، فإنه قد يكون الأمر مثيرًا للقلق أو لايكون كذلك.
على سبيل المثال، يفضل الكثير من المراهقين قضاء الوقت على الإنترنت بدلًا من قضائه مع العائلة، وجميعنا نفقد الشعور بالوقت على الإنترنت أحيانًا، وإذا كنت تنتظر رسالة معينة، فقد تتفقد رسائلك بشكل متكرر جدًا.

علامات تحذيرية من الاستخدام القهري/الإدماني للإنترنت [٤]:

- استحواذ الإنترنت، أو وِجهات معينة (شبكة تواصل معينة أو تطبيق معين مثلًا) من الإنترنت على مستخدِمه.

- اتخاذ وضع الدفاع عن النفس فيما يتعلق بالوقت المستغرَق على الإنترنت.

- المحاولات الفاشلة لضبط السلوك، بما في ذلك السلوك العدواني.

- شعور شديد بالبهجة أثناء استخدام الحاسوب وأنشطة الإنترنت.

- فقدان الشعور بالوقت أثناء استخدام الإنترنت.

- التضحية بساعات النوم الضرورية لقضاء مزيد من الوقت على الإنترنت.

- يصبح منفعلًا أو غاضبًا عندما لايكون على الإنترنت أو عند تعرض وقته على الإنترنت للمقاطعة.

- يتفقد الرسائل بشكل قهري/إدماني خلال اليوم.

- يقضي الوقت على الإنترنت على حساب الواجبات أو المهام اليومية.

- يفضل قضاء وقته على الإنترنت بدلًا من قضائه مع الأصدقاء أو العائلة.

- يرفض التقيد بحدود الوقت الموضوعة لتحديد استخدام الإنترنت.

- يكذب بخصوص مقدار الوقت الذي يمكثه على الإنترنت أو “يتسلل” إلى استخدام الإنترنت عندما لايوجد أحد بالقرب منه.

- يبدو مستحوَذًا عليه بهاجس الرجوع إلى استخدام الإنترنت عندما يكون بعيدًا عن الحاسوب.

- يفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها قبل بدء استخدامه للإنترنت (قبل توفر الوصول للإنترنت لديه).

- يهرب إلى الإنترنت من المسؤوليات أو من المشاعر المؤلمة أو المشاكل.

- الاكتئاب.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونه
  • تاريخ النشر: 8 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 176

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك