كيف تشرح الشهوة لأولادك؟

كيف نُعلِّم أولادنا اجتناب الإباحية والمواقف الجنسية الضارة ونحن نعلمهم أن الجنس شيء جيد وأنه من خلق الله؟
A+ A-

كيف نُعلِّم أولادنا، اجتناب الإباحية، والمواقف الجنسية الضارة، ونحن نعلمهم أن الجنس شيء جيد وأنه من خلق الله؟

وجدت من المفيد، أن نتذكر أن بداية معايشة الأطفال للغريزة الجنسية، تكون عن طريق المشاعر، لا الممارسة الجسدية. جبلنا الله بحيث نعايش الرغبة الجنسية والفضول، وحتى الإثارة. بينما الشهوة تتواجد عند خروج هذه المشاعر الطبيعية عن السيطرة. عندما لا نساعد أطفالنا على التفريق، بين المشاعر الصحية، والشهوة.

تنمو لديهم عادة مشاعر خزي مرتبطة بغريزتهم الجنسية. وهذا ينبغي أن يكون آخر ما نريد أن يصيب أطفالنا.

لماذا نحتاج إلى التفريق بين الشهوة، والمشاعر الطبيعية؟

أنا مستاء أني لم أفكر جديّاً، في تعليم الفرق بين الشهوة، والمشاعر الجنسية الطبيعية، قبل أن يبلغ ابني من العمر 13 سنة. كنت وإيّاه في جلسة محاسبة للنفس، حيث خفض بصره فجأة واكتسى وجهه بملامح الخزي، وقال: "لقد عبثت هذا الأسبوع".

ليست هذه من الكلمات التي يحب الوالدان سماعها، خاصة وأنت تتكلم مع ولدك عن أي أمر جنسي. هيّأت نفسي للأسوأ، وطلبت منه التوضيح، وهذا ما قاله:

"كنت في حصة الرياضة البدنية، ورأيت فتاة ترتدي سروالًا قصيرًا، ففعلت أمراً سيئاً".

لعلك تسأل نفس السؤال الذي كان يدور في ذهني ذلك الحين: كيف، بالضبط، فعل أمراً سيئاً؟ سألته، ولكنه لم يستطع التوضيح، ليس لأنه كان يخفي شيئًا، ولكن لأنه لم يستطع التعبير عما حصل. فسألته: "هل ظللت تحدق فيها؟ لا. وصرف ببصره فورًا.

"هل بدأت تتخيلها، في تلك اللحظة أو بعدها؟" لا.

"هل مارست الاستمناء لاحقًا وأنت تفكر فيها؟" لا.

حينها أصبحت في تمام الحيرة. فهذه هي الأمور التي كنا نعمل على أن يتجنبها، فما الأمر السيء الذي فعله إذًا؟ ثم تَبَدّى لي أخيرًا ما حصل على الأرجح، وشعرت بالحمق.

تحدثنا لبرهة وتأكّد ظني: شعر ابني بانجذاب جنسي وإثارة، وأيقن أنه ارتكب خطأً ما، كنتيجة لذلك. كانت المشاعر الجنسية جديدة عليه، لم يكن يعرف الفرق بين المشاعر الطبيعية وبين الشهوة. ظن أنه عصى الله.

كيف شرحت الشهوة لابني؟

فكرت بسرعة، مدركًا أنه كان عليّ التفريج عنه، وإلا سيظل يظن بأنه مخطئ على نحو ما. وفيما يلي ما خلَصت إلى تبيينه لابني:

الجانب الحيوي

جبلنا الله جميعًا على البدء بالشعور بالانجذاب الجنسي، قريبًا من سن البلوغ. وهذا يعني أنه ستكون هناك أوقات نشعر فيها بأحاسيس جنسية قوية، عندما نرى أشخاصًا من الجنس الآخر، خاصة إذا كانوا لا يرتدون ما يكفي من لباس، كالفتاة التي رآها في حصة الرياضة.

وهذا شيء جيد، وليس سيئًا، فلو لم يحدث لنا مطلقًا، لما كنا لِنتزوج ولما كان هناك المزيد من الأطفال.

قد تبغتنا هذه المشاعر كالصاعقة، دون أي سابق إنذار. وهذا تفاعل حيوي في أجسادنا، لا يمكننا منعه، ولا داعي للقلق من ذلك.

هي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن كل شيء يعمل بشكل صحيح، كما خلق الله. ومن الجيد كذلك أن يكون لدينا أشخاص، أي الوالدان في هذه الحالة، نستطيع أن نتحدث معهما عن الأوقات التي نعايش فيها هذه المشاعر.

الانجذاب

إذا تشبّثنا بهذه المشاعر الأولية، أو واصلنا النظر إلى فتاة شديدة الجاذبية، قد تبدأ تراودنا الرغبة، في أن نتصور كيف تبدو وهي عارية، أو ما هو شعور تقبيلها أو ممارسة شيء جنسي معها.

تسمى إرادة تصور هذه الأمور "الانجذاب".

انتقلنا من معايشة تفاعل حيوي طبيعي، إلى الشعور بالانجذاب لفعل المزيد، وهذا من خطوات الشيطان ويجب أن ننتهي عن ذلك فورًا قبل أن يصبح الأمر أخطر.

الشهوة

عندما نتبع الهوى من خلال التخيل، أو النظر إلى الإباحية، فقد بدأنا بالسقوط في الشهوة. الشهوة هي إطلاق العنان ﻷنفسنا بالاستغراق في الأفكار الجنسية، بدلًا من السعي لكبحها. وهي ضارة لنا وخطيئة.

تناولت قصاصة ورق واختصرت ذلك له ليستوعبه أسهل، فدونت:

تفاعل حيوي < انجذاب < شهوة

عايش ابني تفاعلًا حيويًّا لرؤيته فتاة في سنه بلباسٍ قصير، وظن أنه "قد فعل أمراً سيئا"

لأنه ظن أن هذه المشاعر بحد ذاتها خطيئة. هذا أمر كثير الحدوث عندما يعيش الأطفال لأول مرة، مشاعر لم يعهدوها بتاتًا من قبل.

آخر شيء أردته أن يشعر به هو الخزي، لكونه شابًّا بالغًا طبيعيًّا. تلك المشاعر التي وجدها -بينت له- أنها كانت جيدة. تحويل هذه المشاعر، إلى خيال ليس جيدًا، لكن وجودها لديه أمر طبيعي. أحس ابني براحة كبيرة.

كيف نريد أن يستجيب أطفالنا؟

لماذا من الضروري تعليم هذا لأطفالنا؟ لأنهم إذا اعتقدوا بأنهم ارتكبوا خطيئة، لمجرد معايشتهم تفاعلًا جسديًّا طبيعيًّا، فمن السهل أن يستسلموا للشهوة لأنهم سيظنون أنهم وقعوا فيها بالفعل. عن طريق تعليم الأطفال أن الشعور الجنسي أمر طبيعي، لا يغدون فريسة للخزي، فيجرهم إلى الخيال أو يزودهم بعذر لتعاطي المواد الإباحية.

ما أردت من ابني فعله في المرة القادمة، التي يعايش فيها شعورًا مشابهًا، أن يُحَدِّثَ نفسَه: "نعم، كل شيء لا يزال يعمل بشكل صحيح. من الجيد معرفة ذلك! والآن، من الذي يمكنني الذهاب للتحدث إليه حتى لا يتحول هذا إلى انجذاب؟".

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبدالجواد
  • مراجعة: عمرو محمود
  • تاريخ النشر: 16 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 197
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك