الدرس الثاني عشر: سبع معتقدات خاطئة ربما تحاصرك في نفق الإباحية

أعتقد أن الشهوة كانت واحدة من أقدم خبراتي الجنسية، لم يخبرني أحد أن ذلك سوف يحدث لي عند البلوغ، أردت حقا ألا تحدث وأن تذهب بعيدا. حاولت استخدام إرادتي لجعلها تتوقف، لكنني لم أستطع فعل ذلك.
A+ A-

في هذا الدرس سنتحدث عن بعض أكثر المعتقدات الخاطئة والخطرة والتي تبقيكم محاصرين في إدمانكم.

يقول أليكس: كنت قادرا على التعرف على معتقداتي السلبية من خلال كتابة يومياتي، من خلال النظر في النموذج الذي شرحناه في الدرس قبل الماضي "نموذج رائع سوف يغير حياتك". بعد ذلك كنت قادرا على إعادة كتابة معتقداتي السلبية مع بيان الحقيقة، كما سترون في الأمثلة أدناه.

الاعتقاد الأول:

"الشهوة، علامة على أن لدي حيوان داخلي، لا يمكن السيطرة عليه"

أعتقد أن الشهوة كانت واحدة من أقدم خبراتي الجنسية، لم يخبرني أحد أن ذلك سوف يحدث لي عند البلوغ، أردت حقا ألا تحدث وأن تذهب بعيدا. حاولت استخدام إرادتي لجعلها تتوقف، لكنني لم أستطع فعل ذلك. في نهاية المطاف، بدأت أدرك أنها بمثابة مؤشر على أن هناك جزءا مني ممثلا في طبيعتي البشرية التي كانت أقوى من إرادتي، وأنه لا توجد وسيلة بالنسبة لي للسيطرة عليها.

الحقيقة :

الشهوة ليست شيئا سيئا على الإطلاق، إنها واحدة من أعظم النعم في الحياة، فهي مؤشرعلى أن لدي القدرة على أن أتزوج وأعيش حياة مستقرة وأنجب الأولاد، وتصبح بالتالي لي عائلة، إنها حقا منة من الله جميلة ورائعة و أنا ممتن لذلك.

الاعتقاد الثاني :

"كل رجل لديه رغبات جنسية سرية، وهي التي تكون سببا في أنهم يخونون زوجاتهم، إنهم فقط لا يتحدثون إلى أي شخص حول هذا الموضوع، ويُولد جميع الناس بهذه الطريقة".

الحقيقة:

جميع الرجال لديهم رغبات جنسية، هذا جزء من هبة كبيرة من النشاط الجنسي، ولكن هذا لا يعني أن الرجال عليهم أن يخونوا زوجاتهم أو أن جميع الرجال خائنون، بعض الرجال غير الملتزمين والذين لا يخافون الله يقومون بذلك، ولكن الكثير من الرجال لا يفعلون ذلك، هذه هي حياتك وأنت لديك الإرادة لاتخاذ الخيارات فيما تريد أن تفعله في حياتك.

لكن عليك أن تتحمل العواقب في الدنيا والآخرة، عليك أن تختار بين أن تكون ضائعا متفحشا فتسير في طريق مظلم مهلك ومقلق كله هم وحزن، أو أن تتزوج زوجة صالحة تعطيها كل حبك وعطفك وحنانك ورأفتك ومودتك وتعيش في راحة و طمأنينة وأمان وسلام.

الاعتقاد الثالث:

"إذا عرف شخص ما أسراري، فسوف أفقد احترامه لي"

الحقيقة:

هي أن تتقاسم تجربتك مع الآخرين هذا هو أحد السبل لكي تتعافى. يقول أليكس: بالنسبة لمعظم حياتي كنت أعتقد أنني لا يمكن أن أكون سعيدا إذا أخبرت شخصا بأسراري، الآن أنا أدرك أنه لكي أكون سعيدا فعلي أحيانا تقاسم تجربتي مع الآخرين، هناك الكثير من الناس قادرون على فهمك ودعمك، هناك الكثير من الذين مروا بتجارب مماثلة سيقودونك ويوجهونك نحو الطريق الأفضل للنجاة مما تعاني منه، ولكن لا تحك أسرارك لكل شخص فقط  احك لمن تثق بهم ممن يتحلون بالخبرة والحكمة ويستطيعون دعمك حقا. لأن الهدف هو طلب المشورة والنصح للخروج من إدمان الإباحية، وهنا من خلال موقعنا ليس شرطا أن تذكر اسمك أو تعرف بنفسك، يكفيك أن تضع مشكلتك على المنتدى ويشاركك الآخرون في حلها بإذن الله.

الاعتقاد الرابع :

"المواد الإباحية وسيلة آمنة وصحية لاستكشاف حياتي الجنسية، إنها فقط مجرد أداة يمكن استخدامها للحفاظ على غرائزي الحيوانية بطريقة كامنة".

الحقيقة:

المواد الإباحية تعد أسوأ طريقة لاستكشاف حياتك الجنسية من خلال استخدام المواد الإباحية المكثفة، على مدى سنوات عديدة قمت بإعادة تعريفي للحياة الجنسية وغيرت تفكيري فيما يمكن أن يكون مقبولا أو غير مقبول أي سيء، ففي بداية حياتي كمراهق كنت أفكر باختيار زوجة صالحة تحبني وأحبها، ثم تكون أما لأولادي وبعد غرقي في الإدمان كل هدفي أصبح رؤية المواد الإباحية.

في نهاية المطاف، وجدت أن هذا لم يعد كافيا بالنسبة لي، لذلك عكفت على البحث عن أصعب المشاهد من المواد الإباحية، إنها تعمل كمخدر، هذا هو السبب في أنني كنت قادرا على قضاء ساعات في مشاهدة المواد الإباحية، في حين شعرت أنني لم أستطع التركيز على أي مهمة اخرى مدة أطول من 5 إلى 10 دقائق.

الاعتقاد الخامس:

"المواد الإباحية هي الشيء الوحيد الذي أستطيع به مواجهة الحياة ودونها ليس لدي أي شيء آخر أتغلب به على مشكلاتي وضغوطات حياتي اليومية".

الحقيقة:

المواد الإباحية كانت الاستجابة التي تعلمتها للتعامل مع ضغوط الحياة، لكنها في الواقع ليست الاستجابة الوحيدة المتاحة لي، أنا أتعلم لتطوير نظرة جديدة صحية للحياة عن طريق مهارات إدارة الوقت و التأمل و التفكر وغيرها من التقنيات التي من شأنها أن تسمح لي أن أعيش الحياة التي ترضي الله دون الحاجة إلى الاعتماد على المواد الإباحية، تعلم كيف تلجأ إلى الله تبث إليه همومك، قال يعقوب عليه السلام لما أصابه الهم "قالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ"

تعلم كيف أن الصلاة هي الراحة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر صلى، أي إن نزل به أمر، أو أصابه غم، صلى.

الاعتقاد السادس :

"أنا لا أعرف إذا كنت حقا أرغب في الإقلاع عن إدمان الإباحية، فلن أستطيع العيش بدونها"

الحقيقة:

هناك أكثر من ذلك بكثير من الممكن أن نحياه،ونستمتع به من غير المواد الإباحية، أنا لدي فقط فرصة واحدة في الحياة على هذا الكوكب، على الرغم من أن المواد الإباحية كانت الشيء الوحيد الذي أستمتع به، و لكن في الواقع إنها ببساطة تبقيني محاصرا، عندما أنظر إلى الوراء في حياتي كل ما أستطيع أن أراه أعواما من الوهم والضياع والكرب، لن أسمح للإباحية بالسيطرة على حياتي، و أنا قادرعلى اتباع أحلامي الحقيقية لأحققها بإذن الله.

الاعتقاد السابع:

"هذا ليس خطئي أنني سرت في هذا الطريق، إنها نتيجة ما فعله الآخرون بي".

الحقيقة:

لا أملك السيطرة على ما يفعله الآخرون في حياتي، ولكن أنا لدي دائما السيطرة على ما أقوم به، أنا أقبل المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في حياتي.

يقول أليكس: هذه ليست سوى 7 من أصل مئات من المعتقدات السلبية التي كنت قادرا على تحديدها في السنوات الأخيرة.

هذه سبعة اعتقادات، ومع ذلك كانت قوية جدا بالنسبة لي، اتبعت توصيات من كانديو وهو برنامج علاج مدمني الإباحية، حيث اقترحوا علي عمل ملف صوتي أسجله بصوت مسموع أسجل فيه تلك الحقائق وقمت بتحميله على هاتفي وكنت أستمع إليه باستمرار يوميا لمدة 30 يوما، وأنا أود منكم أن تقوموا بعمل ما قمت به، وقوموا بكتابة المعتقدات السلبية لديكم، ثم أكتبوا الحقيقة الإيجابية لكل منها.

كما أشجعكم على إنشاء ملف الصوت مع التصريحات الإيجابية الحقيقية والاستماع إليهم يوميا حتى تخرجوا أنفسكم من أسر الإباحية.

بالإضافة إلى ممارسة تقنية التعرض ومنع الاستجابة الخاصة بكم، وكذلك السلوكيات الصحية الأخرى.

هذا يبدو كأنه كثير من العمل، لكنه يستغرق قليلا من الوقت، لكن يهون في سبيل التحرر من قيد الإباحية والعيش في رضا الرحمن.

في الدرس القادم بإذن الله سنتكلم عن تقنية تدعى تقنية التعرض ومنع الاستجابة المصغرة، هذه التقنية ستكون مفيدة جدا للتعامل مع المثيرات، حينما تكون تقنية التعرض ومنع الاستجابة، غير متاحة.

  • اسم الكاتب: أليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 25 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 161
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك