تلخيص كتاب: التخلص من الأفكار الضارة/الوسواسية

هل سبق لك أن داهمتك أفكار وسواسية/ ضارة وحاولت التخلص منها، ولكن في كل مرة تحاول التخلص منها ترسخت أكثر في عقلك، ونكدت عليك صفو يومك؟
A+ A-

تنويه: قراءة هذا المقال لا تغني عن استشارة أهل الاختصاص، وتم تلخيص الكتاب بما يتوافق مع الأفكار الضارة/ الوسواسية التي قد تداهم مشاهد الإباحية .

Winston, Sally M.. Overcoming Unwanted Intrusive Thoughts.

هل سبق لك أن داهمتك أفكار وسواسية/ ضارة وحاولت التخلص منها، ولكن في كل مرة تحاول التخلص منها ترسخت أكثر في عقلك، ونكدت عليك صفو يومك؟ ومثال ذلك:

- هل عندما شاهدت الإباحية بدأت تداهمك أفكار بأنك لن تكون ناجحًا في الجانب الجنسي مع زوجتك في المستقبل؛ لأنك لا تمتلك الخصائص الجسدية التي يتمتع بها ممثلو الإباحية؟

- هل طرأت عليك وساوس بأن زوجتك ستخونك مثلما شاهدت في فيلم إباحي عندما قامت الممثلة بخيانة زوجها؛ بحجة إنه ليس لديه الخصائص الجسدية التي لدى ممثلي الإباحية ؟

-  هل تراودك ذكريات أفلام الإباحية، ومهما حاولت التخلص منها إلا إنها ترجع ؟

- هل تراودك أفكار بأنك ستمارس الجنس مع أخيك الأصغر مثلما رأيت في فيلم إباحي ؟

- هل تراودك أفكار بشأن زنا المحارم وأنك ستقع فيه مثلما رأيت في فيلم إباحي؟

والقائمة تطول من الأمثلة، ولكن جميعها تشترك في أمر واحد بأنها أفكار مؤرقة، ويكون الشخص غير راغب في حدوثها، وتجعله يصاب بالقلق، ومهما حاول الخلاص منها إلا إنها ترجع مرة أخرى وبشكل أقوى.

فعلى سبيل المثال: نجد أن من يقلق بشأن الأداء الجنسي في الحياة الزوجية قد يكون قرأ في الجانب الطبي عن الحجم الطبيعي للعضو الذكري، واكتشف بأن حجم عضوه طبيعي من الناحية الطبية، ولكن ما إن يرتاح بعد ذلك الاكتشاف إلا ترجع مرة أخرى تلك الأفكار بأنه لن يتمكن من النجاح في الجانب الجنسي، ومثال على ذلك:

الفكرة القلقة: لن أتمكن من القيام بالواجب الجنسي على الوجه الصحيح مع زوجتي؛ فليست لدي المؤهلات الجسدية التي لدى ممثلي الإباحية.

الاطمئنان الخاطئ: لا تقلق ستنجح في ذلك الأمر، فالإباحية قائمة على التمثيل والخداع.

الفكرة القلقة: ولكن ماذا لو استهزأت زوجتي بي مثل الفلم الذي شاهدته؟

الاطمئنان الخاطئ: كان ذلك مجرد دواعي للتمثيل وليس حقيقيا، بإمكانك التأكد طبياً ما إذا كان حجم عضوك طبيعيا.

الفكرة القلقة: ولكن كون الحجم طبيعيا قد لا يعني أنه بالإمكان أن أعف زوجتي.

وتبقى هذه الدائرة مغلقة من التفكير، فكلما أتت فكرة قلقة يحاول العقل خلق نوع  من الاطمئنان، ولكن عادة ما يكون ذلك الاطمئنان زائفا، ويزول بعد فترة قصيرة، وتأتي فكرة وسواسية أخرى. فكلما شعر الشخص بالاطمئنان سرعان ما يأتيه ذلك الصوت الذي يقول له: ولكن…… .

قبل أن نتحدث عن الحل، أريدك أن تقوم بتجربة: ضع مؤقت الهاتف لمدة دقيقة، وحاول أن لا تتذكر آخر مرة تصفحت فيها الفيسبوك، لا تتذكر آخر بوست وضعت عليه إعجاب، لا تتذكر آخر محادثة تحدثت فيها على الفيسبوك كانت مع مَن، لا تتذكر آخر صورة شاهدتها على الفيسبوك، لا تتذكر آخر بوست قرأته لواعي، لا تتذكر آخر فيديو شاهدته في الفيسبوك، الآن ابدأ التجربة.

ماذا كانت النتيجة ؟   ففي الغالب لم تتمكن من الامتناع عن التفكير في الفيسبوك، لذلك هناك قاعدة وقد تكون غير منطقية ولكنها واقعية وهي: كل ما تحاول مقاومته وطرده من دماغك فإنه يبقى. فعندما يحاول الشخص مقاومة التفكير في الأمور الجنسية/ الشذوذ فإن ذلك يرسخ الأمر أكثر في العقل مثلما حدث معك في التمرين السابق. ويرجع ذلك إلى أنه عندما تحاول طرد أي فكرة من عقلك فإن العقل يبذل قصارى جهده في التفكير في ذلك الأمر وكيفية طرده من العقل؛ مما يبني خلايا عصبية عن ذلك الأمر، وهذا ما يجعل الفكرة تتأصل أكثر.

وهناك بعض الخرافات عندما يأتي الحديث عن الأفكار:

الأفكار تحت سيطرتنا: عندما يعتقد الشخص بأن أفكاره جميعها تحت تصرفه فإن ذلك كفيل بجعله يعلن حالة الطوارئ في عقله عندما توارده أي فكرة وسواسية، والحقيقة هي: إن غالبية الأفكار تحدث بدون تدخل وعينا، فعلى سبيل المثال: عندما تسأل الشعراء والرسامين عن كيف أتاهم الإلهام/ الفكرة لتقديم عمل فني لا نظير له، ففي الغالب ستكون الإجابة بأنها أتت هكذا بدون أي تدخل منهم. وكون الشخص بإمكانه التفكير عن قصد في بعض الأمور لا يعني بذلك أنه لديه القدرة على التحكم في جميع الأفكار التي تطرأ عليه في يومه.

الأفكار تحدد شخصيتنا: كونك طرأت على بالك أفكار بممارسة الشذوذ الجنسي ذلك لا يعني بأنك شاذ جنسياً ( وهنا نتحدث عن مَن يخشى من الوقوع في الشذوذ وليس مَن يسعى لحدوث ذلك) وتذكر بأن الأفكار مجرد أفكار ليست حقيقة محضة، ومن المضحك أنه في الغالب عندما يأتي لنا شخص ويقول لنا: تراودني أفكار بأني سأمارس الشذوذ الجنسي، هل ذلك يعني بأني شاذ؟  ففي العادة سنقول له: هذه أفكار وسواسية، ولا تفكر في الأمر، ولكن عندما تأتي لنا مثل هذه الأفكار ففي العادة ننسى أو نتناسى ذلك الأمر، ونعتبر أن الأفكار تحدد هويتنا. وتذكر الشخصية/ الهوية تتكون من خلال الأفعال وليس الأفكار.

فقط الناس المرضى هم من تراودهم أفكار ضارة: الحقيقة تقريباً كل شخص تراوده في حياته أفكار ضارة، ولكن الذي يختلف هو طريقة تعاملهم مع تلك الأفكار، وسنشرح كيفية التعامل معها لاحقاً.

كل فكرة تطرأ على العقل ينبغي التفكير فيها والرد عليها: الأفكار التي تطرأ على عقلك تماماً مثل سماعك للأصوات في السوق، قد يكون غالبية الكلام المسموع غير مفيد من شتم، صراخ عن سعر البضاعة، بكاء أطفال، وقد يكون القليل منها مفيد. وتذكر: قد يكون في مرة من المرات لديك صاحب يضايقك بكلام، وأنت على قناعة لو رددت عليه لدخلت في جدال عقيم  لا ناقة لك فيه ولا جمل، فتختار تجاهل الأمر؛ لكي يمضي يومك بسلام تماماً مثل هذا الأمر عندما يتعلق بالأفكار.

- الأفكار التي تتكرر في عقلي مهمة: تذكر ما ذكرناه آنفاً بشأن: كل ما تحاول مقاومته وطرده من دماغك فإنه يبقى، لذلك فإن الأفكار التي تتكرر في عقلك قد تكون نتيجة محاولتك الجادة لطردها من عقلك وليس لأهميتها.

كيف تتعامل مع الأفكار الضارة عندما تراودك؟

التسمية:  عندما تراودك تلك الأفكار سَمِّها بمسمياتها مثال: “أفكار ضارة” قد تداهمك فكرة قلقة بقول: ماذا لو حدث ذلك مثال إن كانت الأفكار تتعلق بممارسة الشذوذ؟ ( ونكرر: نتحدث عن مَن يخشى الوقوع في هذا الأمر وليس مَن يسعى لفعله) فبالإمكان القول لنفسك: هذه مجرد وساوس، ففي الغالب ستراودك فكرة قلقة بقول: ماذا لو حدث ذلك؟ ومن بعدها ستدخل في دائرة مغلقة من التفكير، وهنا ينبغي أن تمتلك الشجاعة أن تقول لعقلك بأنها مجرد أفكار ضارة، وقد تكون لست متأكداً 100% من عدم وقوع هذا الأمر، فالقلق يجعلك تبحث عن اليقين في كل شيء حتى لو كنت متأكداً 99%، وهذا أمر غير ممكن في هذه الدنيا؛ فلا يمكن للمرء أن يحصل على تأكيد 100% في كل أمر، فلذلك ينبغي تعويد العقل على تقبل بعض المخاطر.

مجرد أفكار: تذكر بأنها مجرد أفكار، فكونك طرأت عليك وساوس بأنك لن تتمكن من إعفاف زوجتك ( بالرغم من تأكدك طبياً بأن قادر على ذلك) فذلك لا يعني بأن تلك الأفكار حق محض وأنه سيقع، وقد يصاحب تلك الأفكار مشاعر سلبية من خوف وقلق وارتباك، ولكن ذكر نفسك بأنها مجرد أفكار، وامضِ قدماً . ولا تزد من قلقك بحيث عندما تأتيك فكرة أنك لن تتمكن من إعفاف زوجتك فبدلاً من القول بأنها أفكار ضارة وإكمال يومك تقوم بالتحقيق في تلك الأفكار ومحاولة دحضها، فإن كل ذلك ولو كان له فائدة على المدى القصير ولكنه سرعان ما تعود تلك الأفكار، وستكون أكثر وطأة لما استثمرت فيها من جهد ووقت في السابق.

التقبل والسماح:  تقبل تلك الأفكار الضارة واسمح لها بالمرور، ولا تحاول دفعها، فعندما تداهمك فكرة مثلاً: ماذا لو خانتني زوجتي مثلما فعلت تلك الممثلة في ذلك الفلم؟ ( بالرغم من يقينك بعفة زوجتك وأنها لن تُقبل على فعل مثل هذا الأمر) فيكون التقبل والسماح بأن تسمح للفكرة أن تجول في ذهنك بدون التحقق من صحتها أو دحضها ولا طردها. والتقبل والسماح لا يعني بأنك على رغبة بأن تحدث تلك الأفكار، ولكن يعني بأنك لا تريد أن تبقى تلك الأفكار في ذهنك؛ لأنه مثلما تم الشرح سابقاً: كلما حاولت طرد فكرة كلما تكررت أكثر ومثال:

الفكرة القلقلة: ماذا لو فعلت زوجتي مثل تلك الممثلة وقامت بخيانتي؟

الاطمئنان الخاطئ: لا تكن أحمق، فأنت تعلم بأن زوجتك عفيفة، ولن تُقدم على هذا الفعل.

الفكرة القلقة: ولكن كيف سيكون حالي لو فعلت ذلك؟

الاطمئنان الخاطئ: يبدو بأنك مرهق؛ لذلك تفكر في مثل هذه الأفكار.

والقرار الحكيم يكون بعدم الانخراط في مثل هذه الدائرة المغلقة، وإن أتت الفكرة لا يتم دحضها، والاطمئنان الخاطئ يريدك أن تنجرف في التفكير في الأفكار الضارة ومحاولة دفعها ودحضها بكل السبل؛ فلا تنجرف خلف ذلك.

صرف التركيز: بعد الخطوات السابقة بإمكانك صرف تركيزك على أمور أخرى مثل: إضاءة المكان أو الأرضية أو الأصوات المحيطة، ما يهم هو التفكير في أمر آخر غير تلك الأفكار.

ليمضي الوقت: لا تستعجل النتائج، ولا ترجع كل ثانية وتنظر: هل الفكرة الضارة لا زالت موجودة؟ وتذكر عندما يداهمك شعور بالاستعجال في دفع تلك الأفكار فإنه علامة على القلق؛ فهدئ من روعك، ولا تستعجل النتائج، فالطريق قد يكون طويلا، ولكن تذكر أيهما أفضل أن تعاني من أجل التخلص من تلك الأمور وترتاح بعدها، أم تبقى في تلك الدائرة المغلقة من التفكير؟

امضِ قدماً: أكمل ما كنت تفعله قبل أن داهمتك تلك الأفكار مع مشاعرها السلبية، وتذكر بأن وسيلة من وسائل إضعاف حدة تلك الأفكار هي: إكمال ما كنت تفعله .

هل سترجع الأفكار مرة أخرى؟

من المؤسف القول بأن الأفكار الضارة حتى بعد التخلص منها قد تعود مرة أخرى، ولكن من المهم عندما تأتي أن تمارس الخطوات التي تم ذكرها، وبالإمكان تطبيق تقنية التعرض ومنع الإستجابة بحيث تستدعي عن عمد الأفكار الضارة، وبعدها تطبق الخطوات السابقة. والغرض من تطبيق تقنية التعرض ومنع الاستجابة هو تعويد العقل على اتّباع الخطوات السابقة عندما تراوده الأفكار الضارة في المستقبل؛ لأنه من الأكيد بأنه ستأتيك الأفكار الضارة في المستقبل، إن لم تكن مثل الأفكار القديمة فقد تكون أفكارًا أخرى، وتذكر: لا يمكنك منع تحليق الطيور فوق رأسك، ولكن بإمكانك منعهم من التعشيش.

قام بتلخيصه-خالد يعقوب الجيدة

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 27 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 137

المصادر

  • كتاب التخلص من الأفكار الضارة/الوسواسية
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك