تسونامي إدمان الإباحية

الآن بعد 20 سنة في القرن 21، شهدنا تطورات مذهلة في التكنولوجيا. لقد تخلَّصنا من الخطوط الأرضية واستبدلناها بالهواتف الذكية. لم تعد تستخدم العديد من العائلات الكابلات التلفزيونية الخاصة بها وتشترك في Netflix و Hulu. ماذا حدث حتى لمكاتب تأجير الفيديو، مثل Blockbuster و Hollywood Video؟ لقد اختفت! فنحن لن نبذل الآن الجهد للذهاب إلى إحدى هذه المكاتب بينما يمكننا أن نستأجر مباشرة من أجهزة التلفاز والحواسيب عبر الإنترنت، أليس كذلك؟

تمثل التكنولوجيا والإنترنت الآن ظاهرة رائعة. لا يستطيع أحدُنا أن يتخيل العودة إلى عالم بدون الإنترنت، والبعض الآخر لا يمكنه حتى أن يتخيل أن العالم كان موجودًا بدونه. يمكننا الآن القيام بالأشياء بشكل أسرع وأسهل، وأن نكون أكثر إنتاجية من أي وقت مضى بفضل الإنترنت. ولكن، بغضّ النظر عن جميع الإيجابيات التي يُوفّرها لنا هذا المستوى من التكنولوجيا، لا أعتقد في بعض الأحيان أننا فكّرنا في مدى خطورة تلك التكنولوجيا إذا تعاملنا معها بدون حذر. في عملي كمُعالج إدمان الإباحية، نادرًا ما أرى مدمنًا لم يستخدم التكنولوجيا والإنترنت لمشاهدة الإباحية. في الواقع، بالنسبة لمعظم المدمنين ، تُمثّل التكنولوجيا والإنترنت الطريقة الرئيسة لمشاهدة الإباحية. يُمكنهم مشاهدة المواد الإباحية في منازلهم أو مكاتبهم بمنتهي الراحة ودون أن يراهم أحدٌ. بالإضافة إلى أن الإباحية مجانية! باستخدام تقنية GPS، يُمكنهم تنزيل التطبيقات لهواتفهم الذكية تُساعدهم على إيجاد الآخرين الذين يبحثون عن ممارسة الجنس على بعد 100 قدم من موقعهم الحالي. حتى العاهرات صار لديهن مواقع إلكترونية خاصة بهن!

غالبًا ما أشار باتريك كارنيس-مؤلف كتاب “Out of the Shadows” ومؤسس المعهد الدولي للمتخصصين في علاج الصدمات والإدمان (IITAP)- إلى مشكلة إدمان الإباحية في عصر الإنترنت على أنها كالتسونامي.

حسنًا، لزملائي المعالجين ورجال الدين ، أقول:

التسونامي وصل

أعتقد أنني أستطيع أن أُجزم أنه إذا كنت طبيبًا معالجًا للإدمان أو رجل دين، لا بُدَّ أنه مرَّ عليك شخص على الأقل خلال عام من عملك وعبَّر لك عن وجود مشاكل متعلقة بإدمان الجنس دمرت حياته بطريقة أو بأخرى. لا شك أنك رأيت التأثيرات المدمرة لهذه المشكلة. لذلك مع هجوم ذلك التسونامي علينا، يُمكنني القول بأمان أنَّه إذا كنت تُخطِّط للبقاء في مجال الطب أو خدمة الدين، فسوف ترى المزيد والمزيد من آثار الإكراه الجنسي وإدمان الإباحية.

إذا كنت تعرف شخصًا تأثَّر بشدّة بهذا الشرّ الذي نُسمّيه إدمان الإباحية، فالرجاء أن تُساعده أن يتواصل مع طبيب معالج متخصّص في التعامل مع الأشخاص الذين يُعانون من هذه المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت طبيبًا أو رجل دين مهتمًا بمعرفة المزيد حول هذه المشكلة، فلا تتردّد في الاتصال بي؛ لمناقشة كيفية الحصول على تدريب و/ أو معلومات إضافية في محاولة لخدمة مجتمعك بشكل أكثر فعالية.

إن مواجهة هذا التحدّي ليس لضعاف القلوب، بل لأولئك الذين هم على مستوى التحدّي.