لماذا الإباحية تزيد من عزلتك وقلقك ووحدتك

تخيل معي بأنك في صحراء قاحلة ولم تشرب شيئاً من السوائل لمدة طويلة من الزمن وفجأة رأيت مستنقعاً من المياه ولكنها شديدة الملوحة تكاد تكون أكثر ملوحةً من البحر الميت. والسؤال الذي يكمن هل ستشرب وتروي ظمأك من هذه المياه؟
A+ A-

تخيل معي بأنك في صحراء قاحلة ولم تشرب شيئاً من السوائل لمدة طويلة من الزمن وفجأة رأيت مستنقعاً من المياه ولكنها شديدة الملوحة تكاد تكون أكثر ملوحةً من البحر الميت. والسؤال الذي يكمن هل ستشرب وتروي ظمأك من هذه المياه؟

ولا شك بأن الجواب المنطقي هو لا لأن المياه المالحة تجعل المرء أكثر عطشاً ، وفي حال شربت الكثير من المياه المالحة قد يؤول بك الحال إلى أن تفقد حياتك. وفي نفس الوقت نجد بأن شكل المياه قد يكون مغري جداً وحاجتنا له تجعله أكثر جمالاً بأعيننا والواقع مر كما بينا في السابق.

وبصورة مشابهة نجد بأن هنالك الكثير من الشباب يرى في الأفلام الإباحية بأنها المتنفس للتفريغ عن شهوته بحجة أنه لا يزال طالباً ولا يمكنه الزواج، فإذاً مشاهدة الإباحية تعتبر حلاً منطقياً بالنسبة له.

وفي الواقع كلما شاهد الشاب الإباحية كلما أصبح أكثر تعطشاً لرؤيتها.

وقد تجعل الإباحية الشاب أكثر عرضة للقلق والعزلة والوحدة.

ومع مرور الوقت تصلنا العديد من رسائل ( التي تنشر على صفحة الفيس بوك) الذين تمكنوا بفضل من الله التوقف عن هذا الداء ويشرحون لنا كيف جعلت الإباحية منهم أناس، غير اجتماعيين وقلقين.

وقد تمكنوا من التخلص من هذه الأمور / أو التخفيف من حدتها بعد أن توقفوا بالتمام عن الإباحية.  

الكآبة

وفقاً للدكتور “جاري بروكس” المتخصص في معالجة مدمنين الإباحية لأكثر من 30 عام، بأنه كلما شاهد المدمن الإباحية كلما جلبت تلك التجربة معها الكآبة، والتقليل من الذات وتصل إلى كره الذات. ومن الصعب اكتشاف أيهما أتى قبل الآخر،

هل الإكتئاب سبب يجعل المدمن يهرع إلى الإباحية، صحيح بأن الإباحية تعتبر كمخدر لحظي للشواعر السلبية من غضب ، قلق ، حزن ، شعور بالوحدة … الخ.

وهذا الأمر قد يتفاقم ويصل إلى اكتئاب، فعلى سبيل المثال شخص يعاني من مشاكل في حياته وكلما اشتدت المشاكل بدلاً من حلها يهرب لمخدر الإباحية وعندما يفيق من سكرة الإباحية يكتشف بأن المشاكل لازالت قائمة بل قد تكون تفاقمت مما قد يؤدي إلى انغماس أكثر في الإباحية وقد يصل فيه الحال إلى الإكتئاب من هذه الدنيا. ورداً على السؤال أيهما يأتي قبل الثاني، نقول بأن كلامها سيء وغير مرغوب بهما فالشخص السليم لا يريد الكآبة ولا إدمان المواد الإباحية.  

الإباحية تغمر عقل المشاهد بهرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة ، ولكن بعد فترة من المشاهدات هذه الجرعة ستقل لأن العقل اعتاد على مشاهدات معينة للإباحية ، فسيبحث عن مشاهدات أكثر حدة وشذوذاً.

وللكثير تعتبر الإباحية مصدر السعادة والراحة النفسية، فعندما يكون حزيناً أو متضايقاً من عمله أو شيء آخر فأول ما يهرع إليه هو الإباحية. وهذا يؤدي إلى انغماس أكثر في الإباحية والحقيقة المرة أنه كل هذا الانغماس لن يعالج أي مشكلة من مشاكل حياته بل قد يزيدها سوءاً، فياحبذا لو استبدل المدمن الإباحية بأن يتوضأ ويصلي ركعتين لله ويسأله بإخلاص التيسير وسيرى الفارق بإذن الله.

العزلة الاجتماعية

تقول “نعومي وولف” المؤلفة والناشطة السياسية التي حاضرت في العديد من الجامعات عن العلاقات مابين الجنسين: (عندما أتحدث عن الإباحية وتأثيرها على الإنسان وجعله أكثر عزلة عن المحيط تعم القاعة حالة من الصمت وكأنهم على علم مسبق بصحة هذا القول).

الإنسان اجتماعي بفطرته ويسعى دائماً لتكوين صداقات إيجابية، وإن لم يملأ الجانب الاجتماعي بعلاقات حسنة سيملؤها بشيء آخر

وقد تكون الإباحية ذلك الشيء. الإباحية تضيع على المرء فرص تكوين وتقوية علاقات اجتماعية. وكلما انغمس أكثر كلما قد يشعر بالعار مما يفعل وأنه قد لا يكون مقبولاً إجتماعياً لو عُرف أمره. والأمر قد يتفاقم بحيث أن يصل به الحال إلى أن يعتزل زوجته لأنه لم يعد يراها جذّابة ، فعقله أصبح  ممتلئاً بالمواد الإباحية.

الإرهاق العقلي

يقول “دان جاري” المتخصص في علاج مدمنين الإباحية بأن الإباحية ترهق عقل المرء عند مقارنة نفسه مع الممثلين، وفي حالات كثيرة قد يخسر المقارنة مما يجعله يكوّن صورة سلبية عن ذاته. وإن نجا من فخ المقارنات فقد يقع في فخ التفكير في الذي شاهده وكيفية تطبيقه على أرض الواقع.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. بويعقوب
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 4 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 934
  • عدد المهتمين: 141
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك