ارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة، خاصة بين المراهقات

هناك مجموعة واحدة من الفئات العمرية التي تظهر بها الزيادة حقا – الفتيات بين سن 10 و 14. على الرغم من أنها تشكل جزءا صغيرا جدا من معدلات الانتحار الكلي، لكن المعدل في تلك المجموعة قد زاد زيادة كبيرة ، تتباين في 3 سنوات من 0.5 إلى 1.7 لكل 100،000 شخص.
A+ A-

في الثمانينيات والتسعينيات، كان  الانتحار في أمريكا يسير في الاتجاه الصحيح: إلى الأسفل..

تقول سالي كيرتن، إحصائية بالمركز الوطني للإحصاءات الصحية ، وهي جزء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: “لقد كانت تتناقص بشكل مطّرد تقريبًا منذ عام 1986 ، ثم حدث ما حدث ، فكان التحوّل”.

ارتفع معدل الانتحار بمقدار الربع، إلى 13 لكل 100 ألف شخص في عام 2014 من 10.5 في عام 1999 ، وفقًا لتحليل أجرته كيرتن وزملاؤها تم إصداره يوم الجمعة.

وتقول: إنّه من المفجع العمل مع هذه البيانات.  بينما تتراجع أسباب الوفاة الأخرى ، يستمرّ الانتحار في الارتفاع – ويحدث ذلك لكل فئة عمرية أقل من 75 عامًا.

“لقد فقدت النوم خلال هذا، بصراحة جدا

لا يمكنك أن تقول: إنها تقتصر فقط على مجموعة أو أخرى للذكور والإناث. إنه حقا في جميع الأعمار، الناس في خطر ، ويتضح لدينا أنَّها من أعلى الزيادات في المئة”، تقول كورتين.

“هناك مجموعة واحدة من الفئات العمرية التي تظهر بها الزيادة حقا – الفتيات بين سن 10 و 14. على الرغم من أنها تشكل جزءا صغيرا جدا من معدلات الانتحار الكلي، لكن المعدل في تلك المجموعة قد زاد زيادة كبيرة ، تتباين في 3 سنوات من 0.5 إلى 1.7 لكل 100،000 شخص.

وتشير كيرتين، إلى أنَّه في كل سنة هناك الكثير من المحاولات الانتحارية  وتقول: “الوفيات هي وضع غيض من فيض”،

كان هناك عدد من التحسينات في العقود القليلة الماضية، حتى انعكس الأمر وبدأت الوفيات بالزيادة..

تقول الدكتورة ماريا أوكيندو ، أستاذة الطب النفسي في المركز الطبي بجامعة كولومبيا والرئيسة المنتخبة لجمعية الطب النفسي الأمريكية ، في أواخر الثمانينيات: كانت الأمور تبدو على الأرجح نقصًا جزئيًا؛ بسبب مضادات الاكتئاب الجديدة التي كانت أكثر فعالية، ولها آثار جانبية أقل.  وتقول: “لقد رأينا هذا الانخفاض المشجع في الوفيات الانتحارية” ، والتماثل بين وصف مضادات الاكتئاب وانخفاض الانتحار انعكس في بلدان أخرى.  “لقد كان الأمر رائعًا حقًا ، وبطريقة أو بأخرى توقف هذا الاتجاه نحو خفض معدلات الانتحار فجأة في عام 1999.”

ما الذي تغير؟  أحد الاحتمالات هو الركود الاقتصادي ، الذي ترك المزيد من الناس خارج وظائفهم وربما جعل من الصعب على الناس الحصول على الرعاية الصحية والعلاج.  كان هناك أيضًا التحوّل من استخدام الكوكايين إلى استخدام الهيروين ومسكنات الألم التي تستلزم وصفة طبية ، والتي يمكن أن تكون قاتلة في حالة الجرعة الزائدة.

وهناك أيضًا مسألة التأمين الصحي – لم يتم تغطية الكثير من الناس أو لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى علاج الاكتئاب ، وهو عامل الخطر الأكثر شيوعًا للانتحار.  (منذ عام 2014 ، أدى قانون الرعاية بأسعار معقولة إلى زيادة كبيرة في التغطية التأمينية.)

يقول أوكيندو: “الآن ، الشيء الآخر الذي كنا نتوقّعه مع بعض الرهبة هو آثار الصندوق الأسود على مضادات الاكتئاب” ، في إشارة إلى علامة تحذير أبدتها إدارة الغذاء والدواء في عام 2004 لمضادات الاكتئاب الموصوفة بشكل شائع.

تقول العلامة: إنه في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 26 عامًا ، يمكن للأدوية في الواقع زيادة خطر الأفكار والأعمال الانتحارية.  تُشير الأبحاث إلى أن التحذير أخاف الأطباء من وصف مضادات الاكتئاب للأشخاص من جميع الأعمار.

يقول أوكيندو: “ويرتبط بعض الزيادة في الوفيات الانتحارية بين السكان الأصغر سناً بممانعة غير مفهومة من قبل الأطباء الذين يرفضون وصف دواء الاكتئاب لهؤلاء الشباب ، حتى عندما يدركون أن الفرد يعاني من الاكتئاب”.  أظهرت الأبحاث أن فوائد وصف مضادات الاكتئاب للأطفال المرضى عقليًا تميل إلى التفوق على خطر الميول الانتحارية.

لكن لماذا هذا الارتفاع الحاد بين المراهقين، وخاصة الفتيات؟  تقول أرييل شيفتال، التي تعمل في مركز منع الانتحار والبحوث في معهد الأبحاث في مستشفى نيشن وايد للأطفال في كولومبوس بولاية أوهايو: “لا نعرف ما يجري، لنكون صادقين تمامًا”.  “لدينا أفكار، ربما يكون هذا، ربما يكون ذلك، من الصعب حقًا تحديد عامل خطر واحد محدّد حقًا يقود هذا الاتجاه”.

تدرس هي وزملاؤها عوامل الخطر التي قد تدفع طفلًا أو مراهقًا مكتئبًا لمحاولة الانتحار.  إحدى الفرضيات حول ما يحدث مع الفتيات أمر مثير للدهشة: البلوغ المبكّر، عادة ما يُشار إليها باسم فترة العاصفة والتوتّر في الحياة؛ لأنَّ هناك الكثير من التغيير يحدث في وقت واحد، “يقول شفتال.

يميل الأولاد إلى بلوغ سن البلوغ حوالي 13 عامًا، والفتيات حوالي 11 عامًا، على الرغم من أنّ بعض الدراسات تظهر أنّ الفتيات يبدأن دوراتهن قبل ذلك.

يقول شيفتال: “أظهرت الأبحاث أن البلوغ، لسوء الحظ، مرتبط ببداية الاضطرابات النفسية، وخاصة الاكتئاب”.

والاكتئاب عامل خطر كبير للأفكار والأعمال الانتحارية.  لذلك، بسبب تغير سن البلوغ، قد تفتح الفتيات باب القلق والاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى في وقت سابق من الحياة.

يقول شيفتال وأوكيندو: إنَّ الفرضية لم تدرس بعناية، لكنّها ممكنة.  العامل المحتمل الآخر هو أن الفتيات اللواتي يحاولن الانتحار يمكن أن يستخدمن طرقًا أكثر فتكًا، مما يؤدّي إلى المزيد من الوفيات.

يقول شيفتال: “إنه أمر محبط؛ لأنك لا تريد أبدًا رؤية هذه الاتجاهات تتزايد أبدًا، هذا ما كرّسنا له حياتنا وأبحاثنا”

ما الذي يسبب حدوث هذه الزيادات؟”

في الوقت الحالي، لا تزال هناك أسئلة أكثر من الإجابات.

إذا أظهر شخصٌ ما علامات التحذير من الانتحار: لا تترك الشخص بمفرده، وأزل أيَّ أسلحة نارية أو كحول أو مخدّرات أو أشياء حادّة يُمكن استخدامها في محاولة الانتحار، اتصل بالطوارئ، أو اطلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية أو الطبية.

  • اسم الكاتب: npr.org
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: محمود عبد الحفيظ
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 391
  • عدد المهتمين: 163

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك