السبب الحقيقي وراء تخلي مجلة بلاي بوي عن نشر صورها العارية

مجلة بلاي بوي الإباحية، تخلت عن صورها العارية، وهاجر الناس إلى الإباحية عبر الإنترنت.
A+ A-

كتبت كاريسانا فينالي تقول:

مجلة بلاي بوي الإباحية، تخلت عن صورها العارية، وهاجر الناس إلى الإباحية عبر الإنترنت.

فلقد قام القائمون عليها، بإزالة كافة الصور العارية من مجلتهم الفاضحة، وفقا لتقرير صدر في 12 أكتوبر2015 في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

كما علق بيل دونوهيو، مؤخرا على هذه الخطوة، وهو أخصائي اجتماعي، وناشط حقوقي أمريكي، على تلك السياسة، ملخصا ذلك على نحو كاف فقال: "لقد أصبحت المواد الإباحية أزمة صحية عامة".

فمع العرض غير المحدود، للمواد الإباحية، عبر شبكة الإنترنت، فإنها تسبب الإدمان الجنسي، والسلوكيات القهرية المتعلقة بالإباحية، وتتسبب في قطع العلاقات وتقويضها، والاعتداء الجنسي على الأطفال، وزيادة حالات الاغتصاب في الجامعات والجيش، وحوادث الانتقام، وتصوير الرجال والنساء على أنهم أشياء وليسوا بشرا )، وكذلك تسبب الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، والقائمة تطول.

هذه القائمة الطويلة، تشير إلى أن هناك مشكلة، يعلم كل واحد أنها موجودة، لكن لايريد الكثيرون الاعتراف بها.

إن  هيو هيفنر مؤسس مجلة بلاي بوي الإباحية، يتحمل ولو جزئيا تلك الكارثة، من الآثار الضارة، المترتبة على الثورة الجنسية، التي تسبب فيها من خلال مجلته.

أدت تلك الثورة الجنسية، إلى تحول إباحي للثقافة الحديثة حيث كانت الصور الإباحية، هي النوع السائد في تلك المجلة. ومع مرور الوقت، أصبح التيار السائد هو الإباحية المتشددة، والعنيفة، وأخرى عن الأطفال، وفي متناول الأيدي وبسهولة.

في عالم اليوم، المواد الإباحية صارت أيسر منالا، بكثير مما كانت عليه أيام البلاي بوي قبل 50 عاما.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلة بلاي بوي ذلك بنفسه: "الآن وبضغطة واحدة، يستطيع الشخص مشاهدة  كل أشكال الجنس التي يتخيلها ومجانا، ولذا فإن البلاي بوي قد عفا عليها الزمن في هذه المرحلة".

السؤال الحقيقي، هو لماذا بلاي بوي اتخذت هذه الخطوة؟

وإذا كانت صناعة الجنس، تحتاج الى مزيد من الجنس، فلماذا اتخذوا قرار الرجوع إلى اخلف وتخفيف المحتوى الإباحي، كما هو مفترض؟

من المؤكد أنها ليست خطوة دافعها أخلاقي، ولكن الحقيقة أنه خطوة لزيادة الربح المالي.

إنهم فقدوا تأثيرهم الكبير منذ 1975 فقد كانت مبيعاتها تصل إلى  5.6 مليون نسخة، والآن صارت 800 ألف نسخة فقط.

وتقول مجلات أخرى جنسية صريحة، مثل (………) إن قرار بلاي بوي هو "انتحار لعلامتهم التجارية" و "علامة أيضا على اليأس".

في نهاية المطاف، فإن بلاي بوي لن تتغير حقا.

فعرضها الاستفزازي، وغير المسئول للنساء في مجلتهم سيستمر، ولكن ليس للقطات عارية.

اللقطات المخطط لها أن تُنشر، هدفها جذب المستهلكين صغار السن.

إنهم يريدون "تحديث" مظهرها، من أجل الحصول على فرص للنشر عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل الفيسبوك، وإينستاجرام، وتويتر، وسناب شات.

يبدو أنها سوف تحاول أن تصبح، مثل بعض المجلات المشابهة في هذا النهج من النشر، والمفعمة بالإعلانات.

إنه تغيير في التركيز على نوعية المستهلك، في محاولة أخيرة للحفاظ على المجلة لتبقى على قيد الحياة.

فبينما تتحرك بلاي بوي في محاولة لايجاد مراع أكثر اخضرارا للكسب المادي، فإنه يجب على المجتمع التعامل مع تداعيات الثورة الجنسية التي اُبْتُلِي بها، وكانت تلك المجلة أحد أسبابها القوية.

الواقع يؤكد لنا أن تلك الثورة الجنسية تركت متابعي الإباحية، في صحراء تفتقر إلى الجنس الحقيقي الصحي والشرعي، وتركتهم في صحراء جدباء، حيث وجدوا أنفسهم بعد متابعة تلك الثورة الإباحية، كما الأموات، وقد دُمرت أدمغتهم بفعل ذلك السلوك القهري الإدماني، لمشاهدة الإباحية عبر الإنترنت ، كما حدث بالضبط حيث أدت المواد الإباحية إلى تدمير بلاي بوي تجاريا!

ما يجب علينا أن نفعله الآن، هو أن ننظر في ماضي بلاي بوي، خلال ال 50 عاما الماضية، ونرى واقع هذا التحول الشديد في إباحية الثقافة، ومع هذه الثقافة الإباحية تأتي أزمة صحية عامة، بسبب تلك المواد الإباحية التي يجب أن يدرك المجتمع خطرها وأثرها الخطير، ويعالجها، من أجل الشفاء منها في نهاية المطاف.

قلت: ولكم أن تتخيلوا كَمّ الآثامِ الواقعة على هذا الرجل، مؤسس البلاي بوي.

ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: [ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا].

هيو هيفنر 80 عاما، ولم يتب بعد، بل ولم يزل ينشر الفساد من خلال آلاته الإعلامية الفتاكة، ولم يزل يفكر في كيفية تحقيق أكبر المكاسب عبر مجلته، التي قلت مبيعاتها لتوافر ما يعرضه، على الإنترنت، وبشكل وافر، فيخفف من محتواها الإباحي، كي يجد فرصة لنشرها بين قطاع أكبر من الناس، فتزيد مبيعاتها كسابق عهدها.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة)) رواه البخاري.

قال العلماء: معناه: لم يترك له عذرًا إذ أمهله هذه المدة.

فالله – عز وجل – إذا عمر الإ‌نسان حتى بلغ ستين سنة، فقد أقام عليه الحجة، ونفى عنه العذر؛ لأ‌ن ستين سنة يعيش الإ‌نسان فيها، يعرف من آيات الله ما يعرف.

فاللهم قنا شر المفسدين فى الأرض، وشر المنافقين، ورد كيد الكائدين، شرا فى نحورهم، وهيئ لنا من أمرنا رشدآ.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 23 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 722
  • عدد المهتمين: 112

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك