الاندفاع المرضي عند الذكور تجاه الإباحية

بينما يستعمل أغلب الناس الأنترنت بشكل صحيح وصحي هناك من يواجه أمامه فقداناً كاملاً للسيطرة.
A+ A-

مقدمة

بينما يستعمل أغلب الناس الأنترنت بشكل صحيح وصحي، هناك من يواجه أمامه فقداناً كاملاً للسيطرة (الإباحية كمِثال).

ويؤثر هذا الأمر سلباً على حياة الشخص النفسية، الاجتماعية، وحتى في مقر عمله. هذه الظاهرة تسمى عند المختصين ب internet-use-disorder ( خلل وظيفي في استخدام الأنترنت).

أما لفظ internet-pornography-use-disorder  فيخص نوعاً خاصا من إدمان الأنترنت، يتميز بفقدان السيطرة عندما يتعلق الأمر بالإباحية. تشير دراسات حالية إلى تشابه في الأعراض بين مدمني الأنترنت ومدمني المخدرات .

من الأعراض النفسية الأكثر رواجا يوجد الاندفاع المَرَضي. وهي حالة نفسية تفسر الميول الجامح للتصرف بدون تفكير ولا تأمل للعواقب. وتنقسم هذه الظاهرة إلى نوعين: اندفاع طبعي واندفاع محيطي.

الاندفاع الطبعي هو اندفاع عَلِق بطبع الإنسان وأصبح خاصية ثابتة فيه، ويتم تشخيصه عبر دراسة الإبلاغ الذاتي (بالإنجليزية: Self-report questionnaire) ،وهي نوع من الدراسات القائمة على الاستبيان أو الاستطلاع، فالذين يشملهم الاستطلاع يقرأون السؤال ويحددون الإجابة بأنفسهم دون تدخل الباحث.

الاندفاع المحيطي يحدَّد بالمحيط ومتغيراته، ويتم قياسه باستعمال بعض الاختبارات النفسية والتي يتم عبرها تعيير القدرة على السيطرة (مثل امتحان ال “go/no-go” “افعل/لا تفعل” أو “Stop-signal task” (اختبارات للعالمين Bari & Robbins سنة 2013).

الهدف من هذه الدراسة هو تحري ارتباط الاندفاع الطبعي والمحيطي بالإدمان على الإباحية. ولكي نحيط بالعوامل المتعلقة بهذا الموضوع يجب علينا التحقيق مع أفراد على مستويات متباينة من الإدمان. تبعاً لدراسات سابقة اختصت في الاندفاع المرضي المتعلق بأنواع أخرى من الإدمان على الأنترنت، توقعنا أن تكون خطورة أعراض الإدمان عند عينة من الشباب مرتبطة بالاندفاع الطبعي والمحيطي عندهم (ارتفاع تصرفاتهم الاندفاعية على حساب قدرتهم على التحكم في النفس).

نتوقع أن يكون الاندفاع الطبعي والمحيطي مرتبط بالإدمان على الإباحية، وخصوصاً بعد عرض مواد خليعة على مُمتحَنينا، وقد تم أيضاً تنويمهم مغناطيسيا لرفع الاندفاع عندهم، يُتوقّع إذن أن يعاني الأفراد محط الدراسة من أعراضٍ إدمانية أكبر.

الطرق المستعملة

خمسون شابا غير مثليين شاركوا في هذه الدراسة. وتم قياس الإندفاع المحيطي عندهم بتعيير تفاعلهم مع اختبار “Stop-signal task” معدل خصيصاً لهذه الدراسة. كل مشارك خضع لسلسلتين من اختبار به صور عادية وأخرى إباحية. خلال نفس الاختبار تم قياس درجة الاستهاجة وأيضاً الاندفاع الطبعي، بينما تم قياس خطورة الإدمان على الإباحية باستعمال عدة استطلاعات.

النتائج

أفادت النتائج أن الاندفاع الطبعي مرتبط بدرجات إدمان أكبر خطورة. فالأفراد الذين يعانون من درجات عالية من الاندفاع الطبعي والمحيطي وكذلك الذين أبانوا عن استهاجة أكبر عند عرض الصور الخليعة ظهر عليهم جليا أعراض إدمانية خطيرة في اختبار ال “stop-signal task”.

تشير الدراسة إلى أن الاندفاع المرضي بنوعيه يقوم بدور محوري في تطوير الإدمان على الإباحية. وتوافقا مع نموذج الإدراك المزدوج (في هذا النموذج، يعتبر تصرف الإنسان كنتيجة لمزج حالتين إدراكيتين، الحالة التلقائية أو الغير واعية، والحالة المسيطرة أو الواعية، التوازن بين هذين الحالتين عند المدمنين مختل تماماً) قد تعني نتائج هذه الدراسة عدم توازن بين الفعل ورد الفعل (أو بين الإندفاع والانعكاس)، وذلك عند الإهاجة بمواد إباحية، وقد يؤدي هذا إلى فقدان للتحكم في استعمال الإنترنت حتى وإن ارتبط بنتائج سلبية وخيمة. 

مقال مثبت ومراجع علميا : سلوكيات إدمانية (2018) رقم 171-177

  • اسم الكاتب: ستيفاني أنطونسا، ماتياس براند.
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 23 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 483
  • عدد المهتمين: 174

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك