حصادي في رحلة التعافي

أول تسعين لي في التعافي، صحيح أنها لم تكن نظيفة، لكني تعلمت فيها الكثيييير والكثير، لطالما حاولت التعافي لوحدي، لكن أطول مدة صمدت فيها هي شهر كنت خلالها أصبّ كل تركيزي على الإدمان، مابدي أعمل ها الشي ماراح أعمل ها الشيء
A+ A-

أحمل أخباراً سارّة  يا صديقات التعافي 

لقد أتممت تسعين يوماً في التعافي  صحيح لم تكن نظيفة لكنها من  أفضل وأسعد 3 أشهر بحياتي. 

يوجد الكثير لأقوله فهل ستقرأينه كله عزيزتي؟  أتمنى ذالك لأنني واثقة أنكِ ستستفيدين كثيراً و آمل أن لا تكرري أخطائي  

أول تسعين لي في التعافي، صحيح أنها لم تكن نظيفة، لكني تعلمت فيها الكثيييير والكثير، لطالما حاولت التعافي لوحدي، لكن أطول مدة صمدت فيها هي شهر كنت خلالها أصبّ كل تركيزي على الإدمان، مابدي أعمل ها الشي ماراح أعمل ها الشيء، أنا أستطيع التخلص من إدمان الإباحية و فجأة أجد نفسي وقعت و من فرط الصدمة يتحول الأمر إلى انتكاسات وأدخل في دوامة جلد الذات و يتكرر الامر. 

دخلت في دوامة الإدمان عام 2019 و بعد أشهر تعرفت على واعي وانخرطت بالفعل في القروبات، لكنني كنت مشوشة و لا أدري ماذا أفعل و تملكني خوف شديد و غادرت كل القروبات

في شهر رمضان الماضي ركزت على العبادات و تقربت من ربي سبحانه و كنت دائماً ادعيه أن يعينني على التخلص من هذا الإدمان . 

و بعد 5 سنين من الإدمان  سبحان الله العظيم رزقني ربي قوة و شجاعة و دخلت من جديد لقروبات واعي ( بعد 10 أيام في التعافي لوحدي) انتهت بزلة  أدركت حينها أنه لايمكنني النجاة لوحدي.

أدركت أيضاً أن هذا هو الوقت الرباني المثالي لي لكي اتعافى  و هذا جعل إيماني بالله يزداد كثيراً و ثقتي فيه سبحانه أنه لن يتركني أبداً. 

كنت أعاني من الخجل الزائد و الخوف من الكلام أمام الناس، الخوف مما يقوله الآخرين عني،  انعدام الاستحقاق، قلة الثقة بالنفس، اكتشفت أيضاً أنني أعاني من صدمات طفولة و صدمات عاطفية، متلازمة جوسكا، الاكتئاب غير الحاد، القلق، التوتر، الغضب، حساسية مفرطة، الكسل، التسويف و الوحدة 

لما انطلقت في رحلة التعافي و بدأت أنظر داخلي، أدركت أنني محطمة بالكامل، توجد الكثير من الشظايا المتناثرة من روحي، بكيييت بكييت و وعدت نفسي أنني سأتحسن بأذن الله و أن هذه الروح لي أهداها لي الله سأعتني بها جيداً لأنها أمانة عندي وأنني سأجتهد لأكون خليفة صالحة على هذه الأرض. 

يوماِ بعد يوم في التعافي عملت على تطوير نفسي، بكيت و تألمت و عرفت نقاط ضعفي و قوتي عرفت المحفزات و تعلمت أشياء كثيرة، صحيح أنه لازال يوجد عندي عيوب، و من يخلو من العيوب؟ 

لكـــــــن لست أبداً نفس الفتاة في الماضي، لقد قطعت أشواطاً:

و هذه أهم الأخطاء اللي ارتكبتها : 

- حافز الحزن: تتراكم عليا أحزان و ما أفضفض عنها فألجأ لمواقع التواصل الاجتماعي هروباً من الواقع و بعد فترة من التقليب  يحدث ملل و النهاية معروفة 

- الضغط:  بسبب الدراسة أو ، البيت المكركب (كثيير بيوترني البيت لما يكون مكركب!! ) أو إذا كان عندي كتيير شغلات ورايي و ماعملتها اتلخبط و الجأ للسوشال ميديا 

التعب المفرط: بحس انو لازم كافئ نفسي بذالك الشيئ وبالطبع هذه خطوة غير صحيحة. 

- إهمال المهام اليومية:  بحس بتأنيب ضمير كبير يتحول الى لوم ذات و بعدين ضغط بسبب المهام المؤجلة و في الاخير أترك كل شيئ وأهرب للتلفون

-  بعمل عادات صحية بس بشكل مفرط و متعب مثلاً قراءة 10ص مع التلخيص من كتاب دسم!أو رياضة لمدة ساعتين بالبيت! هذا الشيئ كان يخليني حس أنو التعافي مهمة كتير صعبة و بزهق و بعدين بدخل بالخط رقم 4 و تنعاد السلسلة الجحيمة وطبعا مفهومي هذا عن التعافي خاطئ

- العامل النفسي:  كلمات جارحة من طرف الأهل أو تصرفات لأصدقاء سامين   و بصفة عامة كل البيئة المحيطة بكِ (المجتمع، الجيران، المدير.. الخ)  بيخلوني اختنق وأهرب للإدمان . 

- التصفح العشوائي: أكييد أخطر حافز 

أحلام اليقظة: بالنسبة لي التخيلات تبدأ من احلام اليقظة (بالتحديد التفكير العاطفي) إني ابدأ احلم بنفسي تزوجت من شخص يحبني و يهتم فيني و بعدين بروح لبعيد لأصل للتخيلات و كنت آخذة فكرة غلط انو التخيلات أفضل من هفوة أو زلة  أو انتكاسة بس غلط، كلها بتنمي المسارات الخاصة بالإدمان فلازم نتوقف عنها نهائيا. 

- عدم ضبط النفس:  كنت هاملة هذه النقطة لكن حقيقي، إذا تحكمنا في شهوة البطن، في عدم إطلاق البصر، في تحديد وقت للنوم و النهوض، في الهدوء و عدم الشجار مع الآخرين 

هذه التفاصيل  الصغيرة  هي مفتاح التعافي. 

- رفع ثقف توقعاتي: تجاه عمل ما او زواج أو شخص ما، و عدم حدوث ذالك  سبب لي  تعب و حزن و إحباط و هذه محفزات قوية 

- الفرحة الزائدة و غرور النجاح:  لما وصلت لمرحلة معينة في التعافي اتهاونت  في مهامي اليومية، السهر، التقليب في الفون  لفترات!!  

- النية:  للأسف هذا أكبر خطأ، أنا كانت نيتي بناء   شخصية قوية و مستقلة و واثقة من نفسها... الخ 

بس أهم حاجة نسيتها إن لازم تكون نيتي التعافي لوجه الله تعالى و الجهاد لنيل الجنة لكن الحمد لله إن الله جعلني أدرك ذالك الآن و بإدراك ذالك تغيرت كثير مفاهيم عندي.

وأخيراً شكراً لكي صديقتي لإكمالك الجريدة بس حقيقي هذا حصاد بدايتي في التعافي  لغاية  الوصول للتسعين يوماً راقبت فيها نفسي جيداً و طلعت بهذه العصارة وأدعو و الله أن يوفقني لتصحيح كل أخطائي وأن يعيننا على التعافي جميعاً يارب  و اسأل الله عز وجل أن يرزق فريق واعي الفردوس الأعلى لأنه بعد الله له فضل كبير علينا  شكراً شكراً شكراً واعي 

و صلى الله على سيدنا محمد 

  • اسم الكاتب: متعافية
  • اسم الناشر: aya gamal
  • تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2023
  • عدد المشاهدات: 164
  • عدد المهتمين: 40
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك