حان الوقت لإعلان الحرب على الشهوة

الشهوة تقدم نفسها كشيء لذيذ، لكن كما تعلم فإنها شريرة. الشهوة ليست مجرد كذبة، بل إنها شنت الحرب عليك. ومنذ إعلان تلك الحرب، عليك اتخاذ بعض القرارات الأساسية.

هل أنت على استعداد للقتال؟

هل أنت على استعداد لأن تَقْتُل؟ أم هل أنت على استعداد لأن تُقْتَل؟ ماذا أمر الله به بني إسرائيل؟ وماذا كان ردهم؟ وما الذي حدث لهم؟

قال تعالى: " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)"

قال تعالى مخبرا عن تحريض موسى عليه السلام لبني إسرائيل على الجهاد، والدخول إلى بيت المقدس الذي كان بأيديهم، في زمان أبيهم يعقوب لما ارتحل هو وبنوه وأهله إلى بلاد مصر أيام يوسف عليه السلام، ثم لم يزالوا بها حتى خرجوا مع موسى عليه السلام فوجدوا فيها قوما من العمالقة الجبارين قد استحوذوا عليها وتملكوها، فأمرهم رسول الله موسى عليه السلام، بالدخول إليها، وقتال أعدائهم، وبشرهم بالنصرة والظفر عليهم، فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره، فعوقبوا بالذهاب في التيه والتمادي في سيرهم حائرين، لا يدرون كيف يتوجهون فيه إلى مقصد، مدة أربعين سنة، عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله تعالى.

نحن بحاجة فقط إلى الحرب مع الشهوة الجنسية من أجل الحصول على الطبيعة النقية، وإلا ستعيش في تيه سنوات وراء سنوات ولن تخرج منه ربما إلى أن تموت.

حان الوقت لإعلان الحرب على الشهوة

الشهوة هي الحرب ويجب أن تكون على استعداد تام للقتال. عليك أن تقتل العدو وأي جزء من جسدك يريد التمسك بها. عليك أن تكون قادرا على قتل وجود تلك الشهوة في حياتك للأبد، وليس فقط لفترة قصيرة.

والشهوة التي نعنيها هنا هي الشهوة التي تفقد بسببها السيطرة على نفسك وحياتك وتفعل بسببها ما يضرك وما يغضب الله.

سوف تكذب عليك الشهوة وتخبرك بأنها شعور جيد، ولكن ما لن تخبرك به الشهوة هو أنها ستركز فقط على لحظات قليلة من الشعور بالرضا. ستسلط الشهوة الضوء على الإثارة أو السرية أو مدى شعورك بالجاذبية. لن تذكر لك الشهوة أبداً بأنك بعد الشهوة ستكره نفسك والعزلة التي تسببت بها.

تخيل حياتك إذا كنت تحت تأثير الرغبات الجنسية القوية

خذ لحظة وفكر في حياتك بعد خمس سنوات من الآن. فكر في حياتك إذا كنت تحت تأثير الرغبة الجنسية القوية.

لقد نمت الشهوة أكثر في حياتك، وأخذت وقتك، وحدت من نموك، وأثرت على إنتاجيتك، وربما أخذتك إلى سلوكيات لم تعتقد أنها ستحدث. يمكن أن يكون ذلك فقدان الوظيفة، أو قُبِضَ عليك مراراً، أو حدث انفصال زوجي، أو الطلاق، أو الاعتقال.

لو أنك في قبضة الرغبات الجنسية القوية. تخيل الآن كيف تبدو هذه الحياة. أنت مازلت في نفس الوظيفة أو قلت درجتك، وزواجك متوتر أو انتهى، وابتعدت عن الله، وتشعر بأن علاقاتك قد ساءت، وأنك دائم الشعور بالذنب، وقد يكون لأطفالك زوج أُم ينادونه "أبي" بدلا منك. لقد خسرت الحرب.

أريدك أن تلقي نظرة جدية على حياتك وتخيل كيف سيكون الأمر حقاً إذا كانت الشهوة تمسك بيدك تدريجياً وتقودك إلى حيث تريد أن تذهب. للأسف، لقد شاهدت حياة الرجال الذين لم يقتلوا بذرة الشهوة الجنسية المدمرة وسمحوا لها بالنمو. إن الألم والحزن والأسف هم النتيجة الحقيقية لسيطرة تلك الشهوة علينا.

تخيل حياتك دون إباحية

تخيل كيف ستكون حياتك إذا نجحت في حرب الشهوة ليوم واحد، ثم أسبوع، ثم شهر، ثم لسنة. أخيرًا، خذ بضع دقائق وتخيل حياتك خالية تمامًا من تلك الرغبات الجنسية.

سترى النساء كأشخاص. فبدلاً من أن تتخيلهن من أجل المتعة الذاتية، ستشعر بالحزن تجاه النساء اللواتي يعرضن أنفسهن كسلع، وستدعو من أجل النساء الضعيفات اللاتي امتهن الإباحية، ستود لو أنك تفوز بقلب فتاة محبة تتزوجها وتعيشا سوياً في وفاء وسعادة أبدية بدلا من العيش مع عرائس الإباحية الوهميات.

كيف ستبدو حياتك؟

ماذا عن حياتك الروحية؟ صحتك؟ زوجتك؟ أطفالك وأحفادك؟ كيف ستكون الحياة مع رجل خالٍ من الشهوة الجنسية المهلكة؟

تخيل الحكمة والطاقة اللتان ستتدفقان من خلالك في علاقاتك في العمل. فكر في هواياتك، واحصل على أفضل علاقة حميمية في حياتك مع زوجتك. نعم من الممكن أن تكون حياتك خالية من الشهوة الإباحية. لقد عرفت الرجال الذين ظلوا سنوات دون إباحية. هل هناك شيء يمنعك من الانضمام إلينا؟

إن الشعور الجيد دون إباحية يجعلك أفضل يومًا بعد يوم، بدل شعور كاذب بسبب السلوكيات القهرية الإباحية. الإباحية مثل الوجبات السريعة والأغذية الضارة تبدو لذيذة ولكنها مع الوقت تصيب الجسم بالأمراض والشعور السيء، عليك أن تقر بكذبة أن الإباحية تجعلك تشعر بالراحة.

العيش في حياة خالية من الإباحية أمر مذهل. ليس لديك قلق حول اكتشاف شخص ما لأسرارك. ستشعر بمزيد من الوضوح والإنتاجية في جميع مجالات حياتك. ستصبح زوج وأب فاضل.

أنت في حرب، هذه ليست لعبة، مصيرك وعائلتك على المحك. إنه اختيارك: إما أن تقتل العدو، أو تحتضنه ليقتلك في ظهرك. الآن بعد أن أدركت أنك في حرب، تصرف كمحارب لتعلن حريتك.