الانتكاسة لا تعني الإعادة من الصفر فلا تؤذي نفسك أكثر بالإفراط والنهم.

هناك شيء مشترك لاحظته في القصص التي تُدَوْن هنا في المدونات، حيث أغلب المدمنين يميلون بعد الانتكاس إلى التفريط بشكل مبالغ فيه ويعودون بنهم إلى الإباحية والعادة السرية في الأيام التي تلي الانتكاس .

العقلية التي نستخدمها بعد الانتكاس هي بما أننا فشلنا يجب أن تحاول الاستفادة من الانتكاس ﻷقصى حد.

أعتقد أننا عندما نفعل هذا لم نفهم أننا ورغم انتكاستنا فهذا لا يعني أن جهدنا في الأيام والأسابيع الماضية ذهب بلا فائدة.

إن أدمغتنا مرنة جداً ولها قدرة فائقة على التغيير بسرعة مما يعني أننا حتى وإن لم نصل لهدف ال90 يوم سنكون قد أعطينا أدمغتنا وقتا لكي يعيد برمجة نفسه وانتكاسة واحدة لا يمكن أن تؤثر تأثيرا ملحوظا.

أنا أعلم أن هناك أشخاص لديهم مشاكل حقيقية مع الإدمان على الإباحية والعادة السرية ولا يستطيعون الصمود أكثر من أيام قليلة دون انتكاس ،ولكن يجب التذكير أنه حتى ولو استطعت التوقف لثلاث أو أربع أيام بدون إدمان سيكون ذلك تطور كبير مقابل الممارسة لأكثر من مرة في اليوم.
إن كل يوم وكل ساعة تمتنع فيها عن الممارسة فأنت تعطي دماغك وقت ثمين لكي يتعافى.

يجب عليك أن تعامل دماغك في مرحلة التعافي كما تعامل قدمك المكسورة، لنفرض مثلا أن قدمك قد  كسرت وأخبرك الطبيب أنه يجب عليك ارتداء الجبس وأن لا تضع أي وزن عليها لمدة ستة أسابيع، تخيل أنك بعد ثلاثة أسابيع كنت في عجلة ووضعت عن طريق الخطأ جميع وزنك على قدمك وبعدها شعرت بألم كبير بقدمك وأصبحت قلقاً من أن تكون قد سببت لها ضرراً أكبر من السابق.

ما هو أفضل ما يمكن التفكير به وفعله في هذه الحالة ؟

غالباً ستتجنب وضع أي ضغط أو جهد على القدم وإعطاءها بعض الوقت لتشفى.

نفس الحالة مع علاج الإدمان لكن عندما تفرط بعد الانتكاس تصبح كأنك تقول “حسنا، لقد أذيت قدمي بالأصل لما لا أذهب وأركض في سباق الماراثون الآن .

إن أدمغتنا لها ميل تجاه “إخلاء السفينة” عندما نفشل. هناك دراسة أجريت في جامعة تورنتو في كندا على أناس تحت نظام غذائي يومي وقاموا بإطعامهم قطعة بيتزا ، ثم طُلِبَ منهم أن يتذوقوا ويُقيِّموا قطعاً من الكوكيز.

إحدى المجموعات تم إخبارها بأن البيتزا التي أكلوها كانت تحتوي على سعرات حرارية أكثر مما تحتويه حقيقةً ،وأنهم قد تعدوا الحد المسموح لهم من السعرات الحرارية في نظامهم الغذائي ، أما المجموعة الأخرى فقد تم إخبارهم بأنهم تحت الحد المسموح لهم من السعرات الحرارية في نظامهم الغذائي.

إن موضوع تذوق وتقييم الكوكيز بعد أكل البيتزا كان مجرد خدعة لخداع المشاركين ،والدراسة الحقيقية التي أجريت هي معرفة عدد الكوكيز التي سيتناولها المشاركون من المجموعتين.

وجدت الدراسة أن المجموعة الأولى التي أخبروها بأنهم تجاوزو الحد المسموح من السعرات الحرارية قد تناولو مقداراً أكبر بكثير من المجموعة الأخرى.

هل نرى أي تشابه مع علاج الإدمان ؟

يبدو أننا عندما نفشل في هدف وضعناه ﻷنفسنا تقوم أدمغتنا بترك المنطق والانضباط وتحاول الحصول على كل ما يمكنها الحصول عليه طالما كان الحصول بالنسبة لها شيء جيد.

هذا ما يجب علينا الحذر منه وإيقافه بسرعة . كيف؟

 استعد للفشل

أحياناً نشعر بأننا لن ننتكس أبداً كأننا وضعنا الأمر تحت السيطرة ولن نستسلم للمغريات أبداً من جديد. وبعد ذلك بشهر وربما بسنة سقطنا في طريق الانتكاسة ، هذا الأمر يمكن أن يحدث ﻷفضلنا وما يجب علينا فعله هو أن نحضِّر أنفسنا لذلك.

ما أنصح به هو أن تقوم بجلب ورقة أو تجلس على الحاسب وتقوم بكتابة ما يتماشى مع السطورالتالية :

  أنا أدرك بأن انتكاسة واحدة لا تعني تخريب العلاج كله ، لقد صنعت تقدما كبيراً في الأيام الماضية وسأستمر في التقدم طالما استمررت بالتحدي ولم أسقط في حفرة النهم والتفريط، سأذهب الآن   لأتمشى وسآخذ حماماً ومن ثمَّ سأرتاح وأكمل بمزيد من التصميم والانضباط وأكثر من أي وقت مضى. أنا أقوى من ذلك ولن أفشل وأنكسر.

 إذا انتكست ففوراً قم بقراءة ما كتبته لنفسك وأكمل خطوات أخرى ، اذهب لتتمشى (سيساعدك ذلك في تصفية ذهنك) ثم خذ حماماً (سيساعدك نفسياً لدرجة كبيرة وله دور تطهيري عليك) ، اشعر كأنك مزقت جلدك وولدت من جديد ثم اذهب وخذ قسطاً من الراحة واشعر بالتصميم داخلك للبدء من جديد .

لا تجعل الانتكاسة تبدو وكأنها فشل بل كفرصة لتتعلم وتتحدى نفسك أكثر .

اجعل الانتكاسة فرصة لتعود أقوى وأكثر حكمة وثقة من قبل. 

تذكر أننا جميعا نفشل، ولكن قابليتنا للنهوض بأنفسنا وإتمام الطريق هو ما سيحدد نجاحنا في النهاية.