كيف تكتب يومياتك ؟ وما فوائدها في التعافي من إدمان الإباحية ؟

كتابة اليوميات والتعافي من إدمان الإباحية

كتابة اليوميات تعتبر أداة مهمة للتعافي من الإدمان ، و هي أداة فعالة لأي شخص يسعى للتعافى من الإدمان.

يدعي البعض أن هذه الوسيلة هي الأرخص والمتاحة بسهولة كشكل من أشكال العلاج.

لا تساعد كتابة اليوميات فقط في الحد من التوتر وتحسين الصحة العقلية، ولكن أيضا تقلل    من خطر الانتكاس.

كتابة اليوميات هي أيضا وسيلة لتتبع التقدم المُحْرَز ، وزيادة التحفيز.

فوائد الحفاظ على كتابة اليوميات لا يمكن إنكارها ، ولكن لا يزال الناس لديهم أعذار لعدم القيام بذلك.

ولكن في معظم الحالات فإن أسباب عدم كتابة اليوميات سهلة الحل .

أنواع كتابة اليوميات

هناك العديد من الأشكال المختلفة لكتابة اليوميات ، ولكن التي ربما الأكثر فائدة للناس هي كالتالي :

- يوميات الوعي المتدفق :

ما عليك سوى أن تجلس بعض الوقت وتكتب  كل ما يأتي في رأسك.

مفتاح هذا هو أن لا تحاول التعديل فيما تكتب ، ولا داعي أيضا للقلق من الأخطاء الإملائية والنحوية ، أو علامات الترقيم لأنك لو فعلت ذلك ستقطع تدفق الأفكار .

اكتب كل ما تشعر به ، وتحسه ، وما يغلي به دماغك ، وما يشغل بالك ، وما تخاف منه ، وما الذي يؤرقك ، وما تتمناه ، وترجوه ،وما التغير الذي لاحظته في حياتك سلبا وإيجابا ، وما التحديات التي تواجهك ، وما الخواطر التي تأتيك ، وما الخطوات التي ستواجه بها تلك التحديات وتدفع بها تلك الخواطر ، ولو كانت أخطاء متعلقة بالماضي اكتب عنها واكتب ماذا استفدت منها وتصورك عن حكمة الله فيها، وتذكر أن ما أخطأك ما كان ليصيبك ، وما أصابك ما كان ليخطأك لأن كل شيء بقدر الله  .

- المذكرات اليومية:

يمكنك أن تكتب من خلالها  كل الأشياء المهمة التي حدثت لك خلال اليوم .

اكتب المواقف التي واجهتها خلال اليوم سواء كان موقف أسعدك أو موقف ضايقك وإن كان موقفا مفرحا فاكتب شعورك تجاهه، أو موقفا ضايقك اكتب ما تعليقك عليه وما الدروس المستفادة منه وقم بتفريغ دماغك من كل الأفكار السلبية تجاهه ، فلو مثلا ضايقك شخص وجه له كل الكلام الذي كنت تود قوله له ولم تستطع ،فهذا أفضل من التسرع في وقت الغضب والرد على من أزعجك.

أو مثلا شاهدت أثناء رجوعك من العمل شخصا قعيدا يمشي بكرسي عجل فتكتب عن كيف سيكون حالك لو ابتلاك الله بهذا البلاء وشعورك بالرضا والحمد على العافية .

اكتب عن خطتك العلاجية وماذا نفذت منها؟ ولو انتكست اكتب أسباب ذلك ، وكيف ستعالج آثارها؟  وكيف ستقوم بسد الثغرات التي سقطت بسببها .

- يوميات العرفان والإقرار بالفضل :

وهذه مفيدة بشكل خاص لأولئك الأفراد الذين يحملون في نفوسهم الكثير من التفكير السلبي، من خلال وضع الجهد في التركيز على الأمور الإيجابية في الحياة مما يساعد على تغيير نظرتهم السلبية تجاهها .

فتذكر مثلا نعم الله عليك منذ أن ولدت حتى وقتك هذا ، تفكر واسترجع شريط ذكرياتك بل وحياتك في الوقت الحالي ستجد أنك تمتلك أشياء ثمينة ونعم عظيمة ، لكن في غيبوبة الإدمان ربما غفلت عنها ونسيت شكرها .

- اليوميات الروحية :

هذا هو المكان الذي يكتب الناس فيه ملاحظاتهم عن تقدمهم على المستوى الروحي،

وهي كمن يقوم برحلة داخل روحه يتفقدها ويعبر عما يحسه من تحسن بها .

تأمل روحك وأحاسيسك تجاه ربك ، واسبح في تأمل ملكوته ومخلوقاته ، وفتش عن رقة قلبك متى وجدتها ؟ وكيف؟  هل بدأت تخشع في صلاتك ؟  هل تدبرت كتابه ، هل أحسست بقربك من الله في قيامك .

- اليوميات الصحية والرياضية

يمكنك كتابة  الخطوط العريضة لجهودك في الحياة نحو نمط حياة صحية أفضل .

هل مارست رياضة اليوم؟  هل نمت نوما كافيا ؟ ، هل أكلت جيدا وشربت جيدا ؟

ما الهويات التي مارستها ؟ وهل تقوم بواجباتك تجاه دراستك وتطوير ذاتك ؟ هل بدأت في العمل على اكتساب مهارات جديدة ؟

فوائد كتابة اليوميات في التعافي

هذه ليست سوى عدد قليل من الفوائد التي يمكن للناس أن تكسبها إذا استمروا في كتابة اليوميات :

الحفاظ على كتابة اليوميات تمكن الناس من أن يتعلموا المزيد عن أنفسهم.

تسهل عليك مراقبة سلوكياتك  فعند كتابة اليوميات فإنها تساعدك على اكتشاف سلوكياتك التي تعاني منها

وتساعدك على إيجاد أسبابها وبالتالي يسهل عليك معالجتها .

كتابة اليوميات هي نوع من التنفيس

لأنها تقلل من مستويات الإجهاد حيث إن الفرد قادر وقتها على التعبير عن مشاعره الداخلية وإخراجها ، فمجرد السماح للعواطف بان تُسكب على الورق  يساعد هذا في التعافي بشكل ملحوظ .

الاحتفاظ باليوميات يزيد من تحمل المسئولية والرقابة

فعند الاحتفاظ باليوميات تصير أكثر صدقا مع نفسك ، وتكون أقل قدرة على الإنكار لتجاهل أي سلوك سيء أو اتخاذ أي قرارات غير حكيمة .

قد يشعر الناس بالكثير من السلبية نتيجة سوء فهم الأوضاع

فعن طريق كتابة اليوميات على الأوراق  هذا من شأنه أن يجعل الأمور أكثر وضوحا بكثير.

وهذا يعني أن  تفسير الفرد الخاطئ للأحداث سيكون أقل احتمالا .

تدوين أي أهداف في اليوميات يزيد من احتمالية تحقيقها

وقد يعني مزيدا من النجاح والتقدم في التعافي .

كتابة اليوميات وسيلة رائعة لتتبع التقدم المحُرز

فمن الجميل أن تعود إلى مذكراتك التي كتبتها في وقت سابق ، ويمكنك حينها رؤية التغييرات التي قد لا تستطيع ملاحظتها ،  فالناس  يتغيرون ببطء على مر الزمن و من السهل عدم ملاحظة التقدم والتغيير إلا بالرجوع لليوميات التي كُتبت من قبل .

هذا النوع من الكتابة يمكن أن يكون وسيلة للاتصال الوثيق مع اللاوعي

و هذا يؤدي إلى  تحسين الحدس بين الحين والآخر وتغيير رؤيتك للحياة .

كتابة اليوميات تشجع الناس على التفكير بشكل نقدي

فمعظم الناس لا تدرس أفكارهم وافتراضاتهم ، وهذا يعني أنهم عادة ما يخضعون للكثير من المعلومات الخاطئة والتي تؤثر في قراراتهم وأفعالهم.

عندما يكتب الفرد يومياته فلا داعي للقلق لديه حول الحكم على أفعاله

وهذا يشجعه على أن يكون أكثر انفتاحا ومصداقية مع نفسه.

بعض  الناس يجدون صعوبة في الاستمرار أثناء تعافيهم

فيمكنهم في بعض الفترات حيث يستصعبون البقاء على هذا الطريق أن يعودوا مرة أخرى إلى يومياتهم القديمة ، وقراءة بدايات رحلة كفاحهم كيف كانت على جميع المستويات  ،فتذكرهم كيف كانوا وإلى أي مستوى وصولوا، فيلاحظوا تحسنهم فيكون هذا دافعا لإعادة تنشيط جهودهم اليومية الرامية إلى بناء حياة بعيدا عن الإدمان، ويكملوا الطريق بعزم وتفاني .

الأعذار الشائعة لعدم المواظبة على كتابة اليوميات

معظم الناس يعجبون بفوائد كتابة اليوميات ولكن يفشلون في استخدامها  كأداة في شفائهم. وها هي الأعذار الأكثر شيوعا بين الناس

الفرد قد يشعر بالحرج قليلا من مهارات الكتابة الخاصة به.

هذا ليس سببا حقيقيا لعدم الكتابة ، فلن يرى أحد كتاباتك فلم الحرج! ولن يقوم أحد بتصحيحها! ويعلم باللون الأحمر على الأخطاء !

أو أنك تسعى للحصول على مكافأة مثلا إذا أصبت !!!!!!

يشكو بعض الناس من أنهم لا يملكون الوقت للحفاظ على كتابة اليوميات.

هذا ليس عذرا في الحقيقة لأن كتابة اليوميات لا تستغرق سوى بضع دقائق كل يوم.

هناك الكثير من الناس يعانون من توقف القدرة على الكتابة حين يودون الاستمرار فيها ،

حيث لا تكون أي فكرة هناك كي يكتبوها .و الحل هو أن تقوموا بكتابة ما ذكرناه في البداية من كتابة اليوميات ذات الوعي المتدفق

هناك خوف معقول من أن هناك من سوف يجد اليوميات ويقرأها .

هذا يمكن أن يكون محرجا إذا كان يحتوي على الكثير من المعلومات الشخصية، ولكن على الدوام تأكد من أن يومياتك تحتفظ بها دائما في مكان آمن ، وهناك طريقة رائعة للقيام بذلك عن طريق الاحتفاظ باليوميات على هاتفك وجعلها محمية بكلمة سر، وهذا سيجعل من المستحيل تقريبا على هذه الكتابات أن تقع في يد أحد بالخطأ .

بعض الناس لا يستمتعون بالكتابة، فربما يذكرهم كثيرا بالمدارس وضرورة أن يفعلوا أشياء لا يريدون فعلها .

هناك حل لهؤلاء الناس فلا يوجد شرط أن تكتب يومياتك ، إذ يفضل بعض الأشخاص أن يسجلوا ما يودون كتابته صوتا أو في شكل فيديو