ما الفرق بين العادة والإدمان ؟

الفرق بين العادة والإدمان

مفتاح الاختلاف: العادة هي نمط من أنماط السلوك والذي ينشأ عن تكرار للفعل مرارا وتكرارا لدرجة أن الدماغ يفعل ذلك تلقائيا.

أما  الإدمان هو حاجة قهرية لشيء معين أو مادة للجسم، والتي عندما يُحرَم منها يسبب آثارا رهيبة.

العادة يمكن التحكم فيها أو تعديلها ، في حين لا يمكن التحكم في  الإدمان ويتطلب مساعدة مهنية للتعديل.

الفرق بين العادة والإدمان قيد المناقشة المستمرة، فهناك خط رفيع بين العادة والإدمان، وإذا تخطيت العادة يمكن أن تتحول بسهولة إلى الإدمان.

ولكي نفهم الفرق، دعونا ننظر في المصطلحات كل على حدة.

وفقا لقاموس ميريام وبستر : ” فإن العادة تُعرَّف بأنها نمط سلوكي مكتسب عن طريق التكرار المتكرر فهو نوع مكتسب للسلوك الذي يصبح لا إراديا تقريبا أو كليا  تماما “، وهذه العادة يمكن أن تكون مصنوعة من التكرار المستمر  بحيث أن  الشخص لا يكون على علم بأنه يفعل  ذلك، مثلا: عض الأظافر والطرق بالأقدام على الأرض ، وما إلى ذلك من عادات يمكن أن تكون إيجابية وأخرى سلبية، ولكنها ليست مدمرة في الطبيعة.

فهي فعل ينطبع في الدماغ بعد التكرار المستمر فيقوم الدماغ بإرسال إشارات تلقائيا إلى الجسم لأداء هذا العمل.

بينما يتم تعريف الإدمان على  أنه : “حاجة قهرية لاستخدام مادة مسببة للتعود (مثل الهيروين والنيكوتين، أو الكحول أو الإباحية ) يتسم بالتحمل tolerance وبأعراض فسيولوجية واضحة المعالم خاصة بالانسحاب withdrawal symptoms ؛ فهي استخدام قهري  مستمر لمادة يعرف مستخدمها بأنها ضارة.

“إن الإدمان هو شكل متطرف من العادة، والخط الرفيع الذي بين العادة والإدمان  ينتهي عندما يفقد الشخص السيطرة على الفعل ” .

معظم الناس المدمنين يعرفون أنهم مدمنين على مواد معينة، لكنهم لا يستطيعون الابتعاد عن هذا الفعل أو المادة التي يتعاطونها حتى لو أرادوا ذلك.

فمن خلال إدمان، يكون الشخص على استعداد للذهاب إلى أبعد مدى من أجل استهلاك تلك المادة،  ويكون للإدمان أيضا آثار انسحابية رهيبة عند ترك ما أدمن عليه .

فالشخص الذي يتوقف فجأة مثلا عن الشرب بعد أن أدمنه لعدد معين من السنوات، يشكو من آثار نفسية وجسدية.

ويؤثر الإدمان أيضا على  ذاكرة الشخص، والقدرة على اتخاذ القرارات والتعلم.

فالإدمان يتميز بالآتي وسأضرب مثالا على إدمان الإباحية  :

- سلوك وسواسي قهري : مدمن الإباحية   لا يستطيع التحكم في رغبته لمشاهدة الإباحية .

- التحمل : الشخص المدمن يسعى مع مرور الزمن إلى زيادة عدد ساعات المشاهدة وتغيير نوعية المشاهد للحصول على نفس تأثير المرات الأولى للمشاهدة .

- التصعيد :  فمع الوقت يبدأ الشخص باستعمال المواد الإباحيّة التي كان يشمئزّ منها سابقاً، لكنها تثيره الآن.

- فقدان االحساسية : فالمَشاهد التي كانت تحقق له المتعة واللذة سابقا أصبحت عادية ولا تحركه ويحدث الملل .

- التنفيس الجنسي : ربما يبدأ في محاولة الوقوع في الفواحش عبر علاقات محرمة عن طريق الشات أو الفون أو في الواقع .

- سلسلة متعاقبة من الآثار السلبية : على الدماغ والعلاقات والمجتمع .

- الانكار : قد ينكر المدمن للإباحية أنه مدمن .

- الأعراض الانسحابية : عند التوقف يصاب المدمن بأعراض انسحابية مثل الأرق أو العصبية الزائدة أو التوتر والقلق وغيرها من الأعراض.

العادة يمكن تغييرها أو تعديلها، في حين أن الإدمان من الصعب تركه ويحتاج إلى مساعدة محترفة ، لكن كلاهما يتطلب العزيمة والعمل الجاد.

يتم تطوير عادات الناس من الناس الذين نلتقي بهم ، ومن خلال الإجراءات التي نؤديها أو من خلال القرارات التي نتخذها، في حين أن الإدمان هو العادات التي تأخذنا  إلى النقطة التي لا يمكن أن نعيش بدونها.

أخطر حقيقة حول الإدمان هو أن معظمها يسبب تدهورا لجسمك  ، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة على المدى الطويل.

من أجل أن نفرق بين العادة والإدمان على حدة،  هناك اختبار بسيط.

هل يمكن للشخص أن يعيش بدونها؟

إذا كان هناك شيء أنت معتاد عليه لو توقفت عن فعله  أو تخطيت يوما واحدا بدونه (مثلا: عض الأظافر)، فإنه لن يسبب أي آثار جسدية أو نفسية.

إذا كان إدمانا وتخطيت يوما واحدا، فإنه يمكن أن يسبب لك أعراض انسحابية .

وقد تتحول العادة السيئة إلى إدمان كالعادة السرية أو الاستمناء حيث تبدأ بدفع الشهوة ثم استجلابها ثم الإدمان عليها ثم الإدمان على المواد الإباحية .