كيف تغير الإباحية الدماغ؟

الأمرُ لم يعدْ سرًّا بعدَ الآنَ: الإباحيةُ إدمانٌ.

يوجد طنٌّ من الأبحاث العلميةِ التي تثبتُ هذا الاستنتاجَ، وكلُّ هؤلاءِ الذين تعلَّقوا بهذه الدائرةِ الفارغةِ يعلمون ذلك جيَّدًا.

إنَّهم يعرفونَ كم يبدو الأمرُ صعبًا الابتعادِ عن الإباحيةِ بعدما أصبحت كما يبدو أمامهم الشئَ الوحيدَ الذى يُشْعِرُهُمْ بالراحة، يعرفون كم هى مدمرةٌ للعلاقاتِ، وأنها تعطيهم سلوكًا انعزاليا، حتى ولو كانوا محاطينَ بأقربِ الناس لقلوبهم والذين يحبونهم.

البعض يظنُّ أنه لا يوجد أملٌ في مستقبلٍ أفضلَ، ويظنُّ أن الإباحيةَ قد سببت ضررًا دائمًا ويستحيل التحرر منه والتعافي.

ولكن ببساطةٍ… هذا غير صحيحٍ.

هنا.. مهمتنا هى مساعدةُ الناس الذين بالفعل يكافحون وأن نخبرَهُم أن هناك أملٌ، إدمان الإباحية “يمكــــــن” التغلب عليه وللأبد. هذا لأن دماغك بلاستيكي:

“بلاستيك” هى كلمة لها أصل يوناني “بلاستوس” ومعناها قابل للتشكل. إذا كان هناك شئ من البلاستيك فيمكنه أن يتشكل.

العلماء اعتادوا على الاعتقاد بأنه بمجرد بلوغ الدماغ البشرىِّ مرحلةً معينةً من النمو فانه يتوقف عن النمو مجدَّدًا ويتوقف عن التغير، يؤمنون بالمثل الذي يقول: “لا يمكنُك تعليم الكلب العجوز خدعًا جديدةً”

وكما اتضحَ بأنَّه يمكن للدماغ البشري التغيرُ والنموُّ بغض النظر إطلاقا عن مدى تقدمك فى العمر طبقا لبحث علمى فى جامعة “هارفرد”. الدماغُ البشري شئ قابلٌ للتغييرِ دائمًا وأبدًا، عقلك خُلق ليتغير.

تفحَّصْ هذهِ الدراسةَ للتأكُّدِ كمثال:

“العلماء الباحثون اختاروا مجموعةً من الناس العاديين وعلموهم لعب البيانو بخمسة أصابعَ ليجعلوا بعض المهاراتِ الحركيةِ تنمو مستخدمين أجزاءَ مختلفةً من الدماغ، وكان يجب عليهم أن يؤدوا هذا التمرين بإتقان وبنفس الإيقاع والسرعة، وبعد كل تمرين يتمُّ اختبارهم.

قبل وبعد كلِّ تمرين يوميًا، العلماءُ يضعونَ ملفاتٍ كهرومغناطيسيةٍ أمامَ جِبَاهِهِم ليحفِّزُوا أماكنَ فى أَدْمِغَتِهِمْ بإشاراتٍ كهربيةٍ، وأصابعهم تستجيب طبيعيا لهذه الإشارات الكهربية بعمل حركات بسيطة.

وبينما يتمرن الأفراد على البيانو ويطورون هذا الجزء من أدمغتهم تطلب الأمر تحفيزًا كهربيًّا أقلَّ وأيضًا أصابعهم استجابت بدرجةٍ أكبرَ رغم تخفيض نسبة التحفيز الكهربي “.

بصورة أساسية لقد تغيرت أدمغتهم، فبتكرار فعل شئ معيَّن

(مثل اللعب على البيانو كما فى هذه الحالة) تنشطت مناطقُ جديدةٌ فى أدمغتهم

وتكونت مساراتٌ جديدةٌ.

شئ جميل أليس كذلك؟

ولكنَّ الذى ليس جميلًا هو أن الإباحية أيضًا تغيِّر دماغَك بطريقة سلبيةٍ.

الاستمرار بمشاهدة الإباحية سيجعلك ترغب فى المزيد، وسوف تعتمد عليها فيما بعد، وستحتاج الى المزيد، ستحتاج إلى مشاهد عنيفة منها، وعقلك سيشجعك على العودة لها لأنه يعلم أنها تشعرك بالراحة. كل هذه الأشياء حدثت لأن دماغك قد تغيَّر بسب مشاهدة الإباحية.

وقبل أن تعلم هذا فأنت تواجه صعوبةً فى التوقف.

ولكن العقل يمكن أن يتغير.

من خلال الجهدِ والمثابرةِ يمكنك أن تعيدَ عقلَكَ إلى ما كان عليه وأيضًا يمكنُ أن يكونَ تغيرًا دائمًا وهذا بسب “المرونة العصبية”. الأثارُ الضارَّةُ بسبب الإباحيةِ سوف تتلاشى بعد التعافي وستختفي نهائيًّا. إنها عمليةٌ -تحتاج الى التزام- ولكن يمكن أن تتمَّ.

ملاحظة: عقلك يمكنه التعافي والشفاء بغض النظر عن الضرر الذى يبدو عليه. 

إننا ندعمكم. استمروا