صم فالصيام سيساعدك على التعافي من إدمان الإباحية

أندرو ميشيل في نصيحته الثامنة من كتابه "كيف توقف العادة السرية" يقول:

لماذا يذهب الناس في إجازات؟

نفس الأسباب التي تجعل الناس يأخذون عطلة هي نفس الأسباب لإعطاء جسمك عطلة بالصيام.

منذ متى وأنت تتناول الطعام على أي حال؟

منذ كنت طفلا وجهازك الهضمي يعمل دون توقف، كل يوم على مدى عقود.

امنحه راحة، الصيام يعطي الجسم وقتا للراحة والشفاء، تماما مثل العضلات الأخرى.

وغالبا ما يوصى بالصيام، لجميع أنواع الإدمان لأن الإدمان يفقد قوته، إذا صمت لفترات طويلة بالدرجة الكافية.

إنه لا يمكنك أن تصوم إلى الأبد، عليك أن تعود إلى كوكب الأرض، وتأكل في وقت ما.

كيف يمكن للصوم أن يساعدك على تناول الطعام بشكل أفضل؟

من فوائد الصيام: يجعل من الأسهل بكثير، أن تستمتع بتناول الأطعمة النظيفة  الطبيعية، عندما توقفت عن استخدام المخدرات، وشرب الخمر، وأكل الطعام غير المرغوب فيه ( junk food )  كرهت فاكهة البابايا، اعتقدت أنها كانت أكثر الفواكه المثيرة للاشمئزاز.

وبعد أن جعلت الصيام عادة في حياتي بدأت حقا أحب الفواكه الطازجة.

الآن أنا أحب البابايا! 

ويمكنني الجلوس وتناول وجبة كاملة من البابايا حتى أملأ بطني وأنا راضِ، وخصوصا بعد تدريب جيد.

كعادتي الآن أنا أصوم فقط بضعة أيام في الشهر، وفي بعض الأحيان لا أصوم على الإطلاق.

ولا توجد سياسية معينة تحدد الصيام  فأنا أصوم وقتما أريد.

بعض الأيام عن الماء فقط، في بعض الأيام عن العصير فقط، في بعض الأيام جميع الفواكه.

أكرر، الصوم سيساعدك على التمتع بتناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة بوفرة.

الصيام هو أداة لمساعدتك في الحصول على النتائج التي تريدها.

انتهى كلام أندرو

ونحن المسلمون نحمد الله عز وجل أن فرض علينا صيام شهر رمضان العظيم مرة كل عام تحقيقا لفوائد عظيمة أجلها التقوى، يقول الدوسري بتصرف في كتابه صفوة المفاهيم ص4 [ وقد كتب الله الصيام فرضا محتوما في دينه الحنيف في قديم الزمان من الأمم السابقة، فلذلك قال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }183 البقرة، فهو ليس إيجابا مختصا بهذه الأمة، بل هو فريضة دينية قديمة، وذلك لأهميته، وعظيم أثره في النفوس.

والحمد لله حمدا كثيرا، على أن جعل لصيام النافلة، تطوعا أجرا عظيما وكبيرا، كصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام الثلاثة البيض من كل شهر، فيؤمِّن الله تعالى من يكثر الصيام من عذاب جهنم، ويبعد وجهه عن النار مسيرة سبعين عاما، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفا" متفق عليه

يقول محمد بن مبارك حسن الطواش في مقال له بعنوان فوائد وأسرار الصيام: "لقد تكلم العلماء والمربون عن الفوائد التربوية من الصوم، حتى أنه أطلق عليه مدرسة الصيام، لما فيه من الفوائد الكثيرة التي تعتبر مصدرا من مصادر التربية. وعبادة بهذه الأهمية والفائدة، يجب علينا أن نتلمس الفوائد التي فيها، ونحاول الاستفادة منها، فبه تتحقق التقوى والإخلاص، وتعلم النظام واحترام المواعيد، والتربية على الصبر وقوة الإرادة، وتهذيب الأخلاق والتذكير بنعمة الله، وتخلية القلب للذكر والتفكر، وقمع الشهوات، والحفاظ على الصحة"

يقول خالد بن سعود البلهيد في مقال له بعنوان حقيقة الصوم وحكمه: "إن حقيقة الصوم، إضافة إلى ترك الملذات الحسية، ترك أيضا جميع المحرمات والآثام، صوم القلب عن الوساوس والشبهات، وصوم السمع والبصر عن الخطايا، وصوم اللسان عن الآفات، وصوم الفرج والبطن واليد والرجل عن المعاصي والذنوب، فالصوم مفهوم واسع، يشمل صوم القلب وسائر الجوارح عن المحرمات الحسية والمعنوية، وقد نبه الله العبد، في تركه الملذات الحسية، على ترك جميع المعاصي والآثام، فإذا كان العبد مطلوب منه ترك ما كان مباحا له قبل دخول الشهر، فلئن يترك وينأى بنفسه عن المحرمات، التي حرمت عليه طيلة السنة من باب أولى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجه أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. وقال عمر رضي الله عنه: "ليس الصيام من الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف".

بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى به لمن لم يستطع الزواج فروى البخاري (5066) ومسلم (1400) عن ابن مسعود قَالَ: ” كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) .

يقول الشيخ محمد صالح المنجد: ”والباءة هي مؤن النكاح، فأراد الشارع أن يبين هذا الأصل، وهو أن الزواج ليس مجرد عقد أو قضاء شهوة في حِلّها، وإنما هو مسئولية وتكليف، ومحط قوامة الرجال على النساء.

ودل أيضا، على أن من عجز عن النكاح يشرع له الاشتغال بالصوم، لأنه يضعف الشهوة ويضيق مجاري الشيطان، فهو من أسباب العفة وغض البصر"