الرغبة تنطفئ وتزول مالم توقدها انت ولو طالت مدتها

هذه الرغبات التي تجتاحنا من حين لآخر هي بمثابة جرعات اللقاح التي تكسبنا مناعة مستقبلية، وكلما قاومنا وتمنعنا عن الاستجابة لهذه الرغبات قوينا أكثر، وأصبحنا نعرف كيف نصدها.
A+ A-

أتممتُ اليوم بفضل الله ثلاثين يوماً بزلة واحدة.

وأنا أعتبر اليوم هذه الزلة الواحدة إنجازاً أكثر مما أعتبر الثلاثين يوماً. 

ذلك أنني ببساطة تجاوزت الثلاثين يوماً النظيفة عدة مرات،

لكن تكاد تكون هذه المرة الأولى التي تكون زلتي فيها يتيمة.

رغم بشاعة الزلة وسوءها، تقدمي هنا كان في أن أتعامل معها بوعي فلا أجعلها تتحول إلى انتكاسة.

هذه اللحظات العصيبة، أدرك اليوم أنها تصنع لديّ تعافياً حقيقياً وقدرة على المواجهة. 

وإذا لم تكن رحلة التعافي صعبة فلا أعتقد أنها ستنتج شخصاً قادراً على أن يصمد أمام إغراءات الإدمان في المستقبل.

هذه الرغبات التي تجتاحنا من حين لآخر هي بمثابة جرعات اللقاح التي تكسبنا مناعة مستقبلية، وكلما قاومنا وتمنعنا عن الاستجابة لهذه الرغبات قوينا أكثر، وأصبحنا نعرف كيف نصدها.

لذلك أعتقد أن أيام التعافي تحسب بالشكل التالي:

كم من الأيام هاجمتك الرغبة ولم تستجب لها؟ كم من  يومٍ  تعلمت شيئاً جديداً عن نفسك وإدمانك؟

كم يوماً حاولت فيه أن تخرج من دائرة الإدمان من خلال العادات الصحية والعلاقات والعمل المنتج؟

هذه الأشياء رغم قسوتها تبني لك حصناً منيعاً في وجه الإدمان.

ولا ننسى الدعاء، الدعاء هو سلاح المؤمن، أدع ولا تستسلم، أدع وألح في الدعاء حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً. 

البارحة لم أسقط ولم أزل رغم وسوسة الشيطان والنفس لي بذلك.

لا يمكن أن تساوي لذة الإدمان ربع لذة الإنتصار والراحة النفسية في عدم الوقوع. أعلم أنه في لحظة الرغبة يشعر الإنسان أنها لن ترحل حتى يزل، لكن الواقع الذي مررنا به كلنا أن الرغبة تنطفئ وتزول ما لم توقدها أنت ولو طالت مدتها، أما الزلة فإنها تعود عليك برغبات أقوى بدل أن تطفئها.

وعيك بهذا، مع استعانتك بالله، وربما مخاطبة عقلك بصوت عال قادرة على أن تمنع وقوعك بإذن الله. صبر نفسك بالقادم، وتذكر كيف دمر الإدمان حياتك وكيف أن استمرارك به سيمنعك من بناء حياة جديدة صحية وسعيدة.

  • اسم الكاتب: متعافية
  • اسم الناشر: aya gamal
  • تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2023
  • عدد المشاهدات: 207
  • عدد المهتمين: 35
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك