الإباحية تقتل الحب

الإباحية، تجعل العلاقات الحقيقية، أكثر صعوبة وأقل إرضاء. ويمكنها أن تجعلك تسخر من الحب الحقيقي
A+ A-

الحب الحقيقي، يعني أناسًا حقيقيين في علاقة شرعية حقيقة هي علاقة الزواج.

الإباحية، تجعل العلاقات الحقيقية، أكثر صعوبة وأقل إرضاء. ويمكنها أن تجعلك تسخر من الحب الحقيقي. المواد الإباحية، تدعي أنها تبيع الحب، وأنها مثل الحب - كما يقولون- لكنها أسهل. لكن بالطبع، الإباحية لا تفعل ذلك.

كما ترى في واقع الحياة، فإن الحب الحقيقي، يحتاج إلى شخص حقيقي. هذا الشخص الحقيقي، لديه أفكار ومواهب. هذا الشخص مستمع جيد، ودائما يأخذ من وقته لسماع مشاعرك، وأحاسيسك. كل شخص، عبارة عن مزيج فريد من نوعه، هذا المزيج الرائع، هو الذي يجعلك تقع في حبه. لكن هناك حقيقة، هي أن الحب الحقيقي، يتطلب الجهد، والاستثمار.

في الحياة الحقيقية، هناك فرصة لأن يكون شريك حياتك، قد واجه يومًا ما، أحداثًا صعبة، فلم يكن لديه الوقت ليفعل بالضبط ما تريد، أحيانًا تكون لديه احتياجاته الخاصة، التي تحتاج إلى النظر فيها، وتقديرها، والعمل على حلها، ومشاركته إياها.

بالطبع، المواد الإباحية، لا توفر أيًّا من تلك التجارب الثرية، لكنها توفر الكذب بعينه، فمن يظهرون في المشاهد، يحملون الابتسامة الباهتة دومًا. يبدو ألا أحد لديه أي احتياجات خاصة به، لا آراء، أو مشاعر أو أحاسيس.

لا يبدو مشابهًا بالطبع لواقع الحياة أو الحب الحقيقي بين الأزواج؟ أليس كذلك؟

و الشيء المهم هنا، أن الأمر، لا يتعلق فقط بكون الإباحية، درب من دروب  الخيال، لكنها أيضا، تجعل من الصعب على المستخدمين، تكوين علاقات حقيقية.

لماذا؟

لأنها مثلها مثل العديد من الصناعات الأخرى، التي ينفق عليها مليارات الدولارات، هذه المواد الهابطة، تغذي  المشاهدين، بأشياء غير واقعية، من أجل الحفاظ على اجتذابهم.

المشكلة أن هذه المشاهد المزيفة كلما أدمنها الشخص أكثر، بدت له علاقته بشريك حياته، غير مثيرة بما فيه الكفاية، مما يجعله يرجع مرة أخرى لها، فهي دورة مفرغة، تنحدر بالمرء سريعا، في نفق عميق، مظلم، مخيف، بكل معاني الكلمة. مع استمرار المشاهدة، يتم تلقينهم أفكارا ومعتقدات خاطئة، عما من المقترح أن تكون، طبيعة العلاقة الزوجية! الإباحية تحقر من شأن المرأة بكافة الطرق، ويتم تصويرها كأداة يتم استغلالها، لمصلحة الرجل فقط، لذا فإنه ليس من المستغرب على المدمنين من الرجال أن يبدأوا في  رؤية النساء بهذه الطريقة كذلك.

في دراسة عن آثار الاباحية، تمت في الغرب، سئل المشاركون عن رأيهم في المرأة. أظهرت النتائج، أن المدمنين لهذه المشاهد، كانوا يفضلون أن تكون المرأة خانعة، وتابعة للرجل، بلا هوية أو شخصية تُحترم، أو تُراعى.هذا طبعا، خلاف ما يجب أن تكون عليه العلاقة الزوجية، بين الطرفين، فهي يجب أن تكون مبنية، على الاحترام المتبادل.

كما وجدت الأبحاث أن الرجال الذين يتعرضون إلى المواد الإباحية، يقيمون أنفسهم، على أنهم أقل في الحب، مع زوجاتهم من الرجال الملتزمين.

مع مرور الوقت، أولئك الذين يستمرون في استخدام الاباحية، في كثير من الأحيان قد يفقدون الاهتمام، بالعثور على الحب تماما. ويرتبط الاستخدام المتكرر للإباحية، مع الشعور بالسخرية من الحب بشكل عام، وأقل ثقة في العواطف.

العديد من الأزواج الذين يستخدمون الاباحية ينتهي بهم الحال إلى القلق والشعور بأنه لا يمكن أن ترقى بهم العلاقة الزوجية، إلى علاقة محبة وألفة ورحمة بينهما.

الإباحية تؤثر سلبا، على قدرة الشخص على أن يكون شخصا حقيقيا، غير أناني، ويعرف معنى الحب الحقيقي، هذا غالبا يعني أنه في نهاية المطاف، سيصير أحد الممسوخين على شكل بشر من القابعين أمام شاشات الكمبيوتر بلا إرادة أو هوية أو دراية بواقعهم و أسرهم و زوجاتهم، فبيوتهم تتهاوى و تتفكك بل و تنهار، وهو في سكرته، لا يدري إلا حينما يخر السقف عليه، أو لربما يضيع عمره بلا زوجة أو أولاد، فتجده قد حرم نفسه النعيم الحقيقي، من أجل لذة متوهمة، يتعذب بها في كل لحظة.

دعونا نتأمل آية عظيمة في كتاب الله. يقول تبارك وتعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].

يقول د عبد الدائم الكحيل: هذه الآية، تخفي وراءها أسراراً علمية كثيرة، ينبغي علينا كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف، ونتأمل، ونتدبر، حتى نزداد إيماناً، وتسليماً، لله عز وجل كما قال تعالى: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].

كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟

يؤكد الباحثون، في مجال علم النفس، على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً، سوف تخفف التوتر النفسي، بشكل كبير، وتخفف القلق، والإحباط. في دراسة حديثة، وجدوا أن الرجل عندما يسافر؟ خاصة سفراً، متكرراً من أجل العمل، أو التجارة، أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب، تنخفض جداً؟ عندما يكون بصحبة زوجته!

وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج، أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة، فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء، من المرأة غير المتزوجة، وفي ظل العنف المنزلي، الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة، فإن العلماء يؤكدون أن معظم هذا العنف، ناتج عن مخالفة الزواج الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.

تؤكد دراسة حديثة، أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن العالم المتزوج، أكثر قدرة على الإبداع، والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب، ولكن الدراسة تؤكد على أن الإنتاج العلمي، ينخفض لدى النساء المتزوجات، بسبب انشغالهن بشؤون المنزل، وتربية الأطفال، ومسؤولية الزوج.

من هنا ندرك، أن عطاء المرأة المتزوجة، ينصب تجاه أطفالها، وبيتها وزوجها، هذا من نعمة الله تعالى على الزوجين، ليعيشا في راحة تامة. ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج، ويعيش وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر، إلى أمراض التوتر النفسي، والنوبات القلبية!

التأثير المذهل للكلام الطيب!

الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، هذا إذا كانت الكلمة الطيبة لشخص غريب، فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج، كم سيكون أجرها وثوابها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما.

لقد نشر منذ أيام خبر، اعتبره الأطباء بمثابة طفرة في عالم الطب، فقد أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي، ودخلت في حالة غيبوبة، واستمرت على هذه الحال عدة أشهر، لكن زوجها كان يجلس كل يوم جانبها، وهو يكلمها كلاماً لطيفاً، ويؤكد لها أنه يحبها ويحرص عليها، مع أن الأطباء سخروا منه، إلا أن هذا الزوج أكد لهم، أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.

العجيب، أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!! وقف الأطباء مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة، التي كانوا يتوقعون لها أن تبقى هكذا عدة سنوات، لكن الكلام له تأثيره المذهل الذي تعجز عنه وسائل الطب.

من هنا عزيزي القارئ، ربما ندرك لماذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يكثر من الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها، بل وختم بها وصاياه كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك أعظم من هذا النبي الكريم؟ ليت علماء الغرب، يعرفون هذه الحقيقة! إنهم يصرفون اليوم، بلايين الدولارات لعلاج العنف المنزلي، والاعتداء، والشذوذ. لكن دون فائدة. لذلك يا أحبتي، هل علمتم لماذا اهتم النبي الكريم، بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟ لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك خطورة الابتعاد عن وصية النبي، بلغة الأرقام.

ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟

إن الله تعالى، قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً، يؤدي إلى سكون الزوج إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً. بالتالي تزداد بينهما المودة، والرحمة، لكن هناك من الأزواج، من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره، ولا يقدر هذه النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه الإحصائيات في بلاد الغرب، حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:

تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه في كل ربع دقيقة هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا! وتقول الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!

في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا تعرضت لحادثة عنف منزلي، في حياتها لمرة واحدة على الأقل (Council of Europe 1992).

في عام 1998 رصدت الإحصائيات، أكثر من مليون ونصف، حادثة عنف في أمريكا منها 1830 حالة انتهت بالقتل (طبعاً هذا في عام واحد، وفي بلد واحد. فتأمل كم عدد الحالات في عشر سنوات وفي دول متعددة!!)، العجيب أننا نرى الكثير من العيادات النفسية، والمراكز والجمعيات والمواقع على الإنترنت، قد خُصصت لعلاج آثار العنف بين الأزواج، لكن للأسف، الأرقام في ازدياد.

أخذنا الإحصائيات الحديثة التالية، من أحد المواقع الخاصة بنساء الولايات المتحدة الأمريكية فقط:

– في كل 9 ثانية هناك امرأة يُعتدى عليها جسدياً من قبل زوجها!

– 7 % من نساء أمريكا تم الاعتداء عليهن جسدياً، و 37 % تم الاعتداء عليهن عاطفياً، بالكلام البذيء والشتم.

– نسبة النساء الحوامل، اللاتي تم الاعتداء عليهن تصل إلى 26 بالمئة.

تؤكد الإحصائية، أن نسبة كبيرة جداً من العنف، وجرائم القتل، ضد النساء، تأتي من قبل الأزواج غير الشرعيين!! فانظروا معي، إلى عاقبة من يبتعد عن سنَّة الله تعالى، ويسلك طريقاً تخالف الفطرة الإلهية، يقول تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].

أحبتي في الله! إن معظم هذه الحالات، ناتج عن عدم الإيمان بالله، واليوم الآخر، يؤكد علماء النفس، أن أجمل إحساس لدى المرأة، أن تحس بقيمتها عند الرجل، وتحس بأنها شيء كبير في نظره، هذا يساعد على استقرار الحالة النفسية للمرأة بشكل كبير، من هنا ندرك عظمة الوصية النبوية الرائعة: (استوصوا بالنساء خيراً)!!

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 31 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 180
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك