هل هناك إباحية مفيدة؟!

إن منتجي الإباحية، يقولون أي شيء ليجعلوا الناس، يشاهدون منتجاتهم الضارة، إنهم سوف يقولون لكم إنها مجرد تسلية، وليس هناك ضرر في ذلك
A+ A-
هل هناك شيء من قبيل الإباحية الصحية؟

إن منتجي الإباحية، يقولون أي شيء ليجعلوا الناس، يشاهدون منتجاتهم الضارة، إنهم سوف يقولون لكم إنها مجرد تسلية، وليس هناك ضرر في ذلك، حتى إنهم سوف يذهبون بعيدًا، كما فعل أحد أشهر مواقع الإباحية في أمريكا مؤخرا، عندما كشف النقاب عن لوحة في ميدان مدينة نيويورك تايمز، ولوى العنوان الشهير "كل ما تحتاجه هو الحب" عن طريق الاستعاضة عن كلمة "الحب" بكلمة  "اليد".

أحد أشهر المواقع الإباحية الأمريكية، يكشف النقاب عن لوحة بميدان نيويورك تايمز، لنشر الفاحشة تحت مسمى كاذب ووقح.

ثم إنه يوجد أناس غير صالحين، يفضلون الأعمال الإباحية، أو لا أعرف، لا يهتمون بالآثار الضارة للإباحية، هؤلاء الناس، سوف يقولون لكم أن الإباحية أمر طبيعي، سيقولون إن الأمر "حرية للتعبير عن الحياة الجنسية" ، وتضمنت هذه الفئة، بعض الناس الذين يقولون كذبا، أن الإباحية يمكن أن تساعد على مزيد من الترابط بين الأزواج، فهي بمثابة "التوابل!!!"، وأنها يمكن أن تكون شيئا إيجابيا للأزواج الذين يشاهدونها معًا!!!؟

أخيرا، هناك أناس سيقولون، أن هناك أنواعا معينة من الإباحية سيئة وضارة، ولكن هناك غيرها من الأنواع التي ليست كذلك!!!.

النقطة أن هؤلاء الناس الجهلاء، يحاولون أن يجعلوا الإباحية والحب مترادفين، وتبريرهم الخاطىء هو: أن الجنس والحب أمر طبيعي، وهذا يعني الاباحية صحية جدا، أليس كذلك؟

مع كل هذه الآراء المختلفة، من السهل أن يحدث لديك خلط، وربما الوقوع في فخ الاعتقاد، بأن القليل من الإباحية، لن يضر، أو ​​مشاهدة فقط نوع معين من المواد الإباحية، ليس معضلة كبيرة.

نحن هنا لنقول لك: هذا هو الخطأ القاتل، هناك دراسات تثبت زيف ذلك. إياك أن تقع في هذا الخطأ، ليس هناك شيء يدعى الإباحية الصحية أو غير الضارة.

كيف للإباحية أن تقتل الحب؟

تشير الدراسات إلى أن التعرض للمواد الإباحية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الميل، إلى تنفيذ ما يراه المستخدم من الفواحش وتقليده. ويقلل من الاهتمام بعلاقاتك مع الآخرين. حتى مع زوجتك، أقرب الناس إليك.

واعلم أن الإباحية، تجرك بعيدا عن الاتصال العاطفي العميق، ونكران الذات الذي يخلق الحميمية، وتستبدلها بالرغبة الأنانية.

إنها تشكل الرأي القائل، بأن الحب لن يكون حبا، إلا إذا تمكنت من تلبية الرغبات الجنسية الخاصة بك، وهناك منتديات كثيرة عبر أنحاء شبكة الإنترنت، فيها أناس، يقولون أنهم لا يمكن أن يكونوا راضين عن المعاشرة الزوجية، دون الإباحية.

أليس هذا محزنًا؟

ماذا عن أولئك الناس، الذين يقولون إنه ليس هناك ما يمنع من مشاهدة الإباحية، مع شريك الحياة، لمزيد من الحميمية!؟، تشير الدراسات إلى أن الأمر، ليس فقط هو أن تحقق لهم مجرد زيادة في الإثارة، لكن الاباحية تدفع بالمستخدمين، إلى أن ينتهي بهم الطريق، بمحاولة تقليد ما يشاهدونه في الإباحية، وما تحتويه من شذوذ ومحرمات،  كذلك مقارنة زوجته بما قد رآه في الإباحية، وهذا بدوره يخلق استياء في العلاقة الحميمة، وليس كما قد يعتقدون.

والأسوأ من ذلك، هو أن الإباحية تؤدي إلى ضعف الانتصاب؟ نعم، إنها حقيقة، وأصبحت أكثر وأكثر شيوعا، إذا فالحديث عن أنها تُتَخذ كتوابل، غير صحيح بل الصحيح أنها ستقضي على تلك العلاقة التي تتوهم أنها تقويها.

هل تعتقد الآن، أن هناك إباحية صحية بالنسبة لك؟

أولئك الذين يعتقدون أن الإباحية، وسيلة غير ضارة، وطبيعية، للتعبير عن الحياة الجنسية. لديهم ميل إلى الصورة النمطية، تلك التي تفكر بطريقة مختلفة، كالذين لهم أفكار متطرفة، في نواحي أخرى من الحياة.

لكن عن علم، خاصة علوم الدماغ في الاباحية، أقول: إن واحدة من الأسباب الرئيسة، التي تثبت أن  الإباحية، غير صحية، أنها تغير الدماغ.

فمن المعروف على نطاق واسع، أنه عند مشاهدة الإباحية، يتم تحرير الدوبامين في الدماغ، والدوبامين هرمون يسبب شعورا جيدا، يتم تحريره عندما نفعل الأشياء التي تثير استجابة، كمكافأة لفعل ممتع في الدماغ، مثل أكل قطعة لذيذة من الفواكه، أو ركوب لعبة تحبها بمدينة الألعاب، هذه الأنشطة تجعلك تشعر بأنك على نحو جيد، وقتها يتم تحرير الدوبامين، والدماغ يعزز السلوك، بحيث أنه يمكن أن يذكرك، للحصول على تلك المكافأة مرة أخرى، هذه العملية تحدث مع الأمور الصحية، مثل ممارسة الرياضة المفضلة لديك، لكنه يحدث أيضا، مع الأمور غير الصحية أيضا، مثل تعاطي المخدرات، أو في هذه الحالة من مشاهدة الإباحية.

وهنا المشكلة: بعد وصول الدوبامين، إلى الذروة التي تسببها الاباحية، فإن مستويات الدوبامين، لا تعود إلى وضعها الطبيعي، لكن أقل مما كانت عليه من قبل. ذلك لأن هذه المستويات، يمكن أن تكون مرتفعة لساعات، مع كمية لا نهاية لها من المواد الإباحية، التي تتدفق عبر الإنترنت، فعندما يتم غمر الدماغ باستمرار، بهذه المواد الكيميائية، التي تسبب الشعور بالمتعة، فإن المستخدمين يلجأون إلى النقطة التي تراكمت على التبعية لهذا الشعور. وعندما يحدث ذلك، تصبح الاباحية جزءا من الروتين اليومي، كتنظيف أسنانهم.

إنه ليس مجرد الدوبامين فقط، ما يجعل عقلك يتلهف إلى الإباحية، لكن يتم تحرير هرمون آخر يسمى الأوكسيتوسين. ومن المعروف أن "الأوكسيتوسين" يزيد من مشاعر التعلق، والاتصال، والثقة، وتشير الدراسات إلى أن الأزواج الذين تكون علاقتهم ببعضهم، علاقة صحية، ومتكيفة، يحملون مستويات أعلى بكثير من الأوكسيتوسين، من تلك الموجودة في العلاقات المتعثرة. ونظرا لأنه هرمون طبيعي ويفرز أثناء المعاشرة الزوجية، ومشاهدة الاباحية. سيؤدي هذا الإفراز من الأوكسيتوسين، بربط الشخص، بتلك التجربة بشكل فعال، ومع مرور الوقت، يصبح الاعتماد أقوى وأقوى حتى يبدو أنه غير قابل للكسر.

فلا عجب إذا، أن هناك الكثير من الناس، الذين وقعوا في فخ إدمان الإباحية، يقولون أنهم يفضلون الإباحية على العلاقة الزوجية  الحقيقية، بعض الناس يعتقدون حتى أن الاباحية كصديق، الآن يمكنك معرفة السبب.

خلاصة القول: لا يوجد نوع، أو كمية من الإباحية، يمكن أن تكون صحية، فمستخدمو الإباحية يرتبطون بالصور، التي يرونها على الشاشة، بدلا من البشر في واقع الحياة، فهي تخلق توقعات غير واقعية، وتجعل من الصعب الاعتماد عليهم، في أي علاقة حقيقية قد تكون لديهم. لذلك مهما حاول الباعة المتجولون، أن يسوقوا للإباحية، ويقولون للمجتمع معلومات غير صحيحة، ترويجًا لبضاعتهم العفنة. فلن تكون الإباحية شيئا طبيعيا، أو صحيا، كذلك هي ليست بالتأكيد "الحب".

ما يمكنك القيام به: مساعدتنا، في نشر تلك المقالة عن الآثار الضارة، للمواد الإباحية ورفع مستوى الوعي، حول المعلومات الخاطئة، التي يُروج لها في المجتمع.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 31 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 876
  • عدد المهتمين: 145

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك