هل تشجع المدارس الطلاب على مشاهدة الإباحية؟!

عندما وصف غاري ويلسون الإباحية باعتبارها المثير الأسرع والتجربة الأكثر شمولا على الإطلاق كان حال نظام مدارسنا، كما هو عليه الآن، هو تشجيع الطلاب عن غير قصد للوقوع بفخ الإباحية!
A+ A-

عندما وصف غاري ويلسون الإباحية باعتبارها "المثير الأسرع والتجربة الأكثر شمولا على الإطلاق"

كان حال نظام مدارسنا كما هو عليه الآن، هو تشجيع الطلاب عن غير قصد للوقوع بفخ الإباحية!

المزيد والمزيد من البحوث تؤكد أن الاباحية تتصدر قائمة المواد العالية الإدمان ( اضغط هنا للمزيد)

لدى الإباحية القدرة على إعادة بناء الدماغ وتضعف النمو في الفص الجبهي للدماغ، والأطفال معرضون بشكل خاص للخطر، ومع ذلك تستمر المدارس برفضها إعطاء الطلاب تعريفا أساسيا للمواد الإباحية وتعليمهم لماذا هي ضارة أو منحهم الأدوات والاستراتيجيات لمساعدتهم على رفض المواد الإباحية عندما يتعرضون لها.

وفيما يلي بعض النقاط التي ينبغي أن تعلم بها مجالس المدارس عند وضع المناهج الدراسية:

أولا: يستجيب الدماغ للمواد الإباحية بطريقة مشابهة لتلك التي  يستجيب بها للكوكايين وأمثاله.

ثانياً: ثبت أن التعافي من الإباحية أكثر صعوبة من التغلب على إدمان الكوكايين.

ثالثا: زاد "ضعف الانتصاب" لدى الرجال (1000) بالمئة في السنوات العشر الماضية ويؤثر على الشباب والذكور الأصغر سنا كل عام.(رقم مخيف جدا).

رابعا: الإباحية تدعم العنف ضد المرأة، مشاهدو الإباحية الشباب هم أكثر قابلية لمحاكاة السلوك الجنسي المنحرف المعروض في الإباحية (المصدر)

على مدى الأشهر القليلة الماضية، أدركنا شيئا محزنا وهو أن معظم موظفي المدرسة والإداريين ليس لديهم فكرة عن أضرار الإباحية بخصوص علاقتها  بالأطفال، الشيء المخيف عند النظر في متوسط ​​عمر التعرض الأول للاباحية هو ما بين ثمانية وأحد عشر سنة من العمر.

وما يزيد الأمر سوءا، تجاهل مجلس إدارة المدرسة مسألة تعرض الأطفال للمواد الإباحية على الإنترنت، وماذا عن المعلمين الذين حاولوا خوض نقاش عن الإباحية في الفصول الدراسية ولكنهم فشلوا في وضعها في سياق المخاوف المذكورة أعلاه؟! اسأل أي طفل من عمر أحد عشر وما فوق إذا ما كانوا يتذكرون معلما تحدث عن الإباحية في درس العلوم، ربما تكون إجابته على هذا النحو:

“اووه بالتأكيد! أخبرني أستاذي أننا سنرى المواد الإباحية قريبا إن لم نكن قد رأيناها فعلا، قيل لنا أننا لا ينبغي أن نستاء إذا وددنا أن ننظر للاباحية، من الطبيعي جدا أن نشعر بالفضول تجاه الإباحية، كثير من الناس يشاهدون الإباحية بإستمرار.

الآن أريد منك أن تسأل نفس الطفل إذا تكلم معلمه عن العلاقة بين (صناعة الإباحية) و (الاتجار بالبشر

هل ذكر المعلم على الأقل أن الإباحية تشجع العنف ضد المرأة وتؤيد ثقافة الاغتصاب في مجتمعنا؟ ماذا عن كيفية إثبات العلم أن المواد الإباحية تؤثر على نمو الدماغ؟ طبعا كل هذا لم يذكره المعلم.

ولإبراز مدى صعوبة تصدي المدارس للإباحية بطريقة عارضة وغير مبالية، دعونا نتخيل معالجة المواد الأخرى التي تسبب الإدمان والتي يمكن أن تكون مسيئة في مدارسنا العامة بنفس الموقف:

أولا لنبدأ بالسجائر:

المعلم: "ربما تتعرض للسجائر، إنه أمر عادي! كثير من الناس يقومون بالتدخين، قد ينتهي بك الأمر إلى إدمان التدخين بيوم واحد أيضا."

نحن نريد أن تكون مناقشة استخدام السجائر مرتبطة بعلامة تحذير ضخمة وتوضيح آثاره، وسيأتي في رأس القائمة: إدمان النيكوتين وسرطان الرئة والسكتة الدماغية والنوبات القلبية وتأثير التدخين السلبي.

وماذا عن الكحول:

المعلم: "من المحتمل أن تتعرض للكحول في وقت قريب إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، كثير من الناس يشربون الكحول، إنه أمر عادي! قد ينتهي بك الأمر إلى إدمان الكحول خلال يوم واحد أيضا".

ومن المثير للاهتمام، لا يوجد شيء كاذب حول البيان أعلاه ولكن من المؤكد أنه يفتقد بعض المعلومات الرئيسية!

ما هي المخاطر المرتبطة بشرب القاصرين؟

إذا أردنا لأطفالنا اتخاذ قرارات صائبة بشأن استهلاك الكحول، فمن العادل أن نعلمهم عن خصائصه الإدمانية، وتأثيره على إضعاف التركيز أثناء القيادة، وعلى الأقل كلمة أو اثنتين حول أن استهلاك الكحول يزيد بشكل كبير من خطر وقوع حادث خطير والموت والاعتداء الجسدي والاعتداء الجنسي.

ثالثا: لنر المخدرات:

المعلم: "قد تتعرض لعقاقير شديدة التأثير مثل الكوكايين، والهيروين، أو المواد الأفيونية التي كانت تصنف كطبية في السنوات القليلة السابقة، ولكن لا داعي للقلق، كثير من الناس تستهلك هذه المواد، إنه عادي! أنت أيضا قد تلجأ في نهاية المطاف إلى المخدرات كوسيلة للتعامل مع الألم العاطفي والجسدي، أو ربما سوف تدمن المخدرات بغرض الاستمتاع لاغير"!

بالطبع هذا سخيف! هل يمكنك حتى تخيل أي شخص اليوم يتحدث عن المخدرات دون مبالاة؟؟؟

نحن نتفق جميعا على أن إدخال موضوع السجائر والكحول والاستهلاك غير المشروع للمخدرات إلى الأطفال والمراهقين -دون أن يتضمن تحذيرا من ضررهم المحتمل- غير مسؤول وغير أخلاقي.

ولكننا في كل عام نلقي الأخلاق من النافذة أثناء محاولة شرح المواد الإباحية لكل جيل جديد من 10 و 11 سنة من العمر ونقول لهم أن مشاهدة المواد الإباحية أمر طبيعي وحتى صحي.

ما الذي تستطيع القيام به؟

راسل أو اتصل بمدير مدرستكم، بمديري وواضعي السياسات الحكومية، قم بتوعية المدارس بمسؤوليتها الأخلاقية لتعليم الطلاب كيفية التعرف على الإباحية، وتصنيفها كمادة إدمانية، وإشعار الطلاب بالمخاطر المرتبطة بمشاهدة المواد الإباحية!.

أخبرهم بأنك تفهم أن الأطفال في سن المدرسة الابتدائية كثيرا ما يتعرضون للمواد الإباحية على الإنترنت، ولكن ليس لديهم طريقة أو سياق آمن للتعامل مع هذا التعرض، أعلمهم بأنكم تتوقعون من المدارس في منطقتكم أن تتخذ موقفا استباقيا في معالجة موضوع المواد الإباحية في الفصول الدراسية من خلال إعلام الطلاب بالمخاطر – كما هو الحال بالنسبة لأي مادة أخرى خاضعة للرقابة وربما ضارة. للحصول على أفكار وموارد حول كيفية التحدث مع الأطفال يرجى الضغط هنا.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: بدر السوري
  • تاريخ النشر: 31 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 498
  • عدد المهتمين: 129
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك