عانى من إدمان الإباحية ثم تطور الأمر ليصل إلى دفع المال عن طريق تلك المواقع لممارسة الزنا

عادة يلجأ مدمنو المواد الإباحية، مع مرور الوقت، إلى ما هو أشد (سواءً في معدل المشاهدة أو في نوعية تلك المواد)، للوصول إلى نفس النشوة المعتادة.
A+ A-

عادة يلجأ مدمنو المواد الإباحية، مع مرور الوقت، إلى ما هو أشد (سواءً في معدل المشاهدة أو في نوعية تلك المواد)، للوصول إلى نفس النشوة المعتادة. تلقينا بهذا الصدد، رسالة من إحدى متابعاتنا، تحكي فيها، قصة زوجها الذي عانى من إدمان الإباحية، ثم تجاوز الأمر ليصل إلى دفع المال، عن طريق تلك المواقع لممارسة الزنا. رغم أنه لا يوجد معدل، أو نمط،  قد يكون صحياً لمشاهدة المقاطع الإباحية، إلا أننا لا نقول إن كل مدمن لها سيصل حتما إلى ممارسة الزنا. 

"مرحبا،

لقد بدأت، وما زلت، أشارك في فعاليات تطوعية، تجاه المجتمع. ويروق لي كثيراً عملكم، لمساعدة مدمني الإباحية، للإقلاع عن ذلك. أودّ أن أشارك جزءا من قصتي مع هذا الأمر. طبعا يمكنكم نشر القصة، إن رأيتم نفعاً في هذا. لم يسبق لي أن أدمنت مشاهدة الإباحية، أو أعجبت بتلك المنظومة. لقد كنت أشارك دوماً، في حركات مضادّة، لظاهرة الاتّجار بالبشر، واستغلالهم في العمالة والجنس. كما أجريت أبحاثاً كثيرةً، عن الإباحية وآثارها على الدماغ، والحياة الزوجية، ومسار الحياة عموما؛ لذا فإن القصة التي سأحكيها لا تخصني بشكل مباشر.

منذ ثلاث سنوات، قابلت رجلاً مثالياً، الرجل الذي قد تتمناه أي واحدة زوجا لها، قضينا فترة تعارف، قبل أن يتغير كل شيء، ويظهر ذلك الرجل في هيئة أخرى. بدأت القصة مع بداية تعارفنا، كان يصحبنا في الرحلات، التي تقوم بها عائلتي، وكنت سعيدة بذلك. كان يعرف تعاطفي تجاه أولئك البؤساء، الذين يتعرضون للاتجار، ويعرف الكراهية التي أحملها للإباحية، ذلك الوباء الذي دخل البيوت، بعدما كان مقتصرا على أماكن بعينها. كان يبدي مساندته لي، ولأحلامي، على كل الأصعدة، وكان كل شيء يسير على ما يرام.

بعد مرور أربعة أشهر، اعترف لي بإدمانه مشاهدة المواد الإباحية، قال إنه اعتاد مشاهدتها، لكنه الآن أقلع عن ذلك تماما. لا أُخفي أني صُدمت من هذا، وحزنت كثيرا. لكن كان عزائي، أن هذا ماضٍ، وأنه توقف عن ذلك الآن. مع هذا أصبحتُ أكثر ملاحظةً، لما يفعل ويقول، وصرتُ أنتبه لكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، وهنا بدأت الأمور تتغير شيئاً فشيئا. ظهر عليه ما أثار شكوكي. كان يلجأ كثيرا للتهرب، وادّعاء الأكاذيب، حاصرته بأسئلتي، إلى أن تمكنت من كشف أمره، مازال يدمن تلك المقاطع إلى الآن.

كانت تؤرقني كثيراً، فكرة أنه يُقبل على مشاهدة تلك المقاطع، ليهرب من واقعه. تغيرت ردوده، وصار يعلّل الأمر، بأن هذا بسبب أننا لم نتزوج بعد (أي ليلبي احتياجاته الجنسية). لقد جربت كل شيء يمكنني فعله، لمساعدته، ليتخلص من ذلك الإدمان الذي رأيته يقضي عليه. عموما أنا سعيدة أننا لم نتزوج، لو حدث هذا، لكانت صدمة الخيانة أضعاف ذلك.

حينما أعود لأفكر فيما حدث، أجد أنه لم يفعل شيئا، ليساعدني، أو يساعد نفسه، لم يرَ أن هناك حاجة للتغير، لم يرغب بذلك أصلا!

حينما ظهر ذلك الرجل في حياتي، اكتسب الاحترام والود من الجميع، ومنهم والداي، الجميع كان أعمى عن حقيقته، حتى أنا..لقد قررت ألا أُفصح لأحد عن أمره، اعتقادا مني، أنها قصته وحده، وهو من يقرر الإفصاح عنها. كانت الحدة والقلق والاضطراب، تظهر عليَّ بشكل واضح، أما من الداخل فكان قلبي مفطوراً متألماً.  ظننت أن حقيقة الأمر أسوأ من ذلك، وقد كان.

اعتاد هذا الرجل، ممارسة الزنا مع عاهرات، وارتاد تلك الأماكن المشبوهة، بمعدل يزيد عن ثلاث مرات أسبوعيا، يقضي فيها ما يدخره من مال ووقت وطاقة. كان يعلم أنى علمت بأمره وكان يلقي باللوم عليَّ أنا! تارة يتهمني أني شكاكة، وتارة أخرى، بأنني لابد أنى خُنته من قبل، ولهذا أظن أنه قام بذلك أيضا.

أكاذيب ساذجة، قضت على ما تبقى في قلبي تجاهه. في النهاية اعترف لي بجزء من الحقيقة، قبل أن أكتشف بنفسي، الحقيقة كلها بعد فترة قصيرة.

يبدو أن مشاهدة الإباحية، لم تعد تلبّى رغبته، كما كانت تفعل في السابق. ويبدو أن هذا ما دفعه لزيادة الجرعة، بممارسة الزنا مع نساء حقيقيات، عوضا عن مشاهدتهن في الشاشات.

لم تمر ثلاث سنوات، حتى انكشف كل شيء. وكنت قد عاهدته قبل ذلك، على الوفاء والإخلاص، منتظرة منه نفس الأمر. وهو بدوره وعد بالخطبة والزواج، منذ ستة أشهر، وخططنا لمستقبلنا معا. كل شيء كان يسير بشكل رائع.

منذ أن انتهي الأمر، وأنا قلبي مفطور؛ فقلبي يأبى الاستمرار معه، بسلوكه الذي يدمر مستقبلنا، كما يأبى أن يلتئم الجرح، الذي ما زلت أعاني آثاره. الجرح الذي تولّد من أفعاله، وأكاذيبه، وتوجيه اللوم عليّ.

لقد تمكنت منّى تلك الأكاذيب، والاتهامات، فصدقت بعضها، حاولت أن أبتعد عن الناس، وأنعزل بنفسي، لأتخلص من كل تلك الشكوك والآلام. انعزلت لأرى الحقيقة كما هي. نعم أنا حلمت بمستقبل باهر، مع شخص لم يفكر إلا بنفسه ورغباته، والآن بعدما أدركت هذا، لابد أن أُجّمع حطام قلبي، وأحاول العودة لحياتي.

الإباحية تدمر الحب، تزداد شراسة شيئاً فشيئاً. تتوحش، وتتسلل، لتدمر النقاء والبراءة، في أي علاقة، تقضي على الوفاء، والثقة، والإخلاص. أنا عازمة على محاربة ذلك السرطان، نعم سأفعل كل ما بوسعي، لأحمي الآخرين من الوقوع فيه."

ما نستفيده من تلك القصة

ليس بالضرورة أن يتحول، كل من يشاهد الإباحية إلى ممارسة الزنا، لكن لا يمكننا أن نغضّ الطرف، عن نتائج البحث التي أظهرت أن الرجال الذين يمارسون الزنا، بعد مرورهم بإدمان مشاهدة المقاطع الإباحية، أكثر بمعدل الضعف من الآخرين، الذين لم يسبق لهم إدمان ذلك. وليس من الغريب، أن كثيراً ممن يقبل على الزنا، يحمل صوراً من تلك المقاطع، توضح ما يرغب بممارسته بالضبط.

يظهر من كل ذلك، أن إدمان الإباحية، ذو طبيعة تصاعدية؛ فبينما يعتاد المدمن على نمط معين، من المشاهدات، يصبح الأمر رتيبا، ويفشل بطبيعة الحال بتلبية احتياجاته. فيلجأ المدمن إلى زيادة الأوقات التي يقضيها في هذه المشاهدات، أو يتجه إلى مواد أكثر عنفاً، تستطيع الوصول به لنفس الإثارة. لا يخفى أيضاً، أن بعض مدمني الإباحية، يتأثر بمشاهد العنف، والاعتداء. لتتسلل تلك العادات، إلى سلوكه الجنسي وتصوراته عن الجنس.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 152

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك