محفزات الإثارة! ما هي محفزاتك؟

إلى أولئك الذين يودون إنهاء معاناتهم مع الإباحية، إن أولى الخطوات هي الاعتراف بوجود المشكلة، وبعد ذلك ينبغي القيام بتعداد محفزات الإثارة لديك
A+ A-

إلى أولئك الذين يودون إنهاء معاناتهم مع الإباحية، إن أولى الخطوات هي الاعتراف بوجود المشكلة، وبعد ذلك ينبغي القيام بتعداد محفزات الإثارة لديك. قد يكون محفز الإثارة: شخص ما، مكان، شيء، حالة عاطفية، أو تجارب سابقة تقودك بسهولة إلى الاستمرار في مشاهدة المواد الإباحية.

 من السهل التعرف على بعض المحفزات، مثلاً رؤية من يرتدين الملابس الفاضحة على الشاطئ، ولكن هناك بعض المحفزات يصعب التعرف عليها، وهذه تماماً كانت حال صديقنا “جف”.

 جف كان يعمل في مجال التسويق عبر الانترنت، حيث كان جف يزاول عمله من داخل منزله، ولا يلبث إلا أن يجد نفسه في نهاية المطاف وقد سقط مرة أخرى في مشاهدة المواد الإباحية ولم يكن يجد تفسيراً لاستمرارية تعلقه بمشاهدة الإباحيات.

 ولكي نصنف المحفزات، من المهم أن نفهم الأنواع المختلفة منها طالما أن هناك أعدادا لا نهائية من محفزات الإثارة، لكن نستطيع إجمالها في نوعين:

1- محفزات جنسية الطابع.

2- محفزات غير جنسية الطابع.

- محفزات جنسية الطابع:

هذا النوع من المحفزات يشمل غالبية المحفزات التي تتخذ طابعاً جنسياً بشكل مباشر، كالمثال السابق: فتيات الشاطئ. كما يشمل أيضاً بعض صفحات الإعلانات المنبثقة أثناء تصفح الإنترنت، الإعلانات التلفزيونية التي تعرض أثناء مشاهدة المباريات على سبيل المثال وتحمل طابعا جنسيا، كتالوجات ملابس النساء الداخلية، المشاهد الجنسية في برامج التلفاز والأفلام السينمائية سواءً المنصوص على كونها تحتاج مراقبة الوالدين أو التي تحمل تصنيف “للكبار فقط”، مجلات حياة المشاهير، إلخ.

منتجو الإعلانات والأفلام الإباحية على علم تام بأن الرجال يستثارون بصرياً، بالتالي فإن أي نوع من المواد المنتجة التي تستهدف الرجال ستحتوي غالباً على إيحاءات جنسية، إن لم تكن ذات محتوى جنسي صريح! مثل ذلك المحتوى سيبقي الإثارة الجنسية متوقدة ويجرها نحو حلقة الإباحية.

 أضف إلى ذلك، بالنسبة لبعض الرجال تعتبر مجرد رؤية أجهزة الكمبيوتر، التلفاز، الهاتف الخلوي، الأجهزة اللوحية وما إلى ذلك بحد ذاته عامل إثارة، خصوصاً إذا كانت هذه الأجهزة تستخدم كمنفذ للعبور إلى عالم الإباحية، أيضاً يعتبر استرجاع المشاهد الجنسية في المخيلة من عوامل الإثارة. تسمى هذه الحالة استدعاء البهجة.

 بالنظر إلى سجل استخدامه للإنترنت ووسائل الوسائط وكيفية سقوطه في دوامة الإباحية، أدرك جف أن بدايات سقوطه في تلك الدوامة كان عند تصفحه لمواقع رياضية، وعادة ما تحتوي تلك المواقع على روابط دعائية تؤدي إلى جره نحو حافة السقوط، بالنسبة لـ جف؛ روابط إعلانات الملابس النسائية الداخلية وكذلك المجلات المختصة بها كانت الحوافز لإثارته جنسياً.

 - محفزات غير جنسية الطابع:

 يوجد هنالك نوع من الصعوبة في تحديد المحفزات غير جنسية الطابع، على كل حال، هذا النوع من المحفزات ذو قوة أشد بكثير من النوع السابق، وعادة ما تكون هذه المحفزات متجذرة داخل المشاعر المسببة للألم، ويلجأ الرجال للإباحية طلباً للخلاص من هذه المشاعر.

للمساعدة في تحديد هذا النوع من المثيرات؛ عادة ما أستخدم اختصار”BLAST” وتشير حروف الاختصار إلى:

B: Bored or Burnt Out

الشعور بالملل، أو الإرهاق الشديد نتيجة العمل الشاق

L: Lonely

الوحدة

A: Angry, Apathetic, Afraid, or Abandoned.

الغضب، اللامبالاة، الخوف، أو الهجران.

S: Sad, Stressed or Selfish

الحزن، التوتر، الأنانية

T: Tired

التعب

 عودةً لـ جف، الحوافز ذات الطابع غير الجنسي بالنسبة له كانت: الملل، الوحدة، التوتر، والشعور بالتعب، وعلى الرغم من أنه كان ناجحاً في مجال عمله، لكنه لم يكن يجده منسجماً مع عقليته أو ملبياً لطموحه.

وكذلك وجوده منفرداً طوال اليوم في منزله جعله يشعر بعمق وحدته، وعمله في تسويق المبيعات لم يكن بتلك الصعوبة، لذا كان يجد الكثير من وقت الفراغ أثناء يومه مما يقوده نحو الملل والسآمة، كما أن عدم وجود العمل الذي يلبي طموحه رفع من قلقه وتوتره، وقد أنهكته الرتابة، وكان يتوق إلى لمزيد من الحماسة والتشويق في حياته.

مروره بتلك المشاعر السلبية قاده إلى تصفح الإنترنت، وغالباً ما ينتهي به المطاف إلى تصفح مواقع تحتوي على مثيرات جنسية، هذا المزيج بين المحفزات ذات الطابع الجنسي واللاجنسي أودى بـ جف إلى وحل الإباحية، فاتخذ جف من تشويق المواقع الإباحية وإثارتها سبيلا إلى لتغلب على رتابة عمله المطبقة.

 - ردة الفعل المتأخرة:

 قد لا يسقط الشخص في وحل الإباحية فور تعرضه إلى المحفزات. وقد يأخذ الأمر ساعات أو أياما قبل السقوط، على سبيل المثال رجل تعرض لأحد المحفزات لكنه أخر ردة الفعل لعدة أيام إلى أن استغل فرصة ذهابه في رحلة عمل ليشاهد المحتوى الإباحي. البعض يشاهد الإباحية وليس لديه أدنى فكرة عن متى أو كيف تعرض لما أوقد نار شهوته.

أنصح في مثل تلك الحالات أن يتم تأدية تمرين يدعى “التوقيت”. تمرين التوقيت هو أن تستذكر وبدقة الساعات الـ 48 التي سبقت آخر سقطة لك في الإباحية، حاول أن تصنف ما تعرضت له من محفزات جنسية الطابع وغير الجنسية في تلك الساعات، الغالبية فوجؤوا بكمية المؤثرات التي تمكنوا من التعرف عليها بعد هذا التمرين.

- استحداث استراتيجيات جديدة:

عندما تتعرف على المحفزات، عندها يمكن استحداث استراتيجيات تمكنك من التعامل مع تلك المحفزات بشكل جيد، وتجنب أي شخص تكرار السقوط، على سبيل المثال، بدأ جف بالبحث عن فرص جديدة في الشركة التي يعمل بها لإضافة التحدي والاستمتاع إلى عمله، وبديلاً عن العمل من منزله؛ أصبح جف يذهب إلى مكتبه للعمل حيث يكون محاطاً بالعديد من الأشخاص من حوله، وفي الأيام التي يعمل فيها من منزله يقوم بدعوة أصدقائه أو زملائه لتناول الغداء معه، كما وقام بتحديد فترات استخدامه للإنترنت أثناء اليوم، أيضاً قام بتثبيت برنامج Covenant Eyes على جهاز الكمبيوتر(برنامج يقوم بإحصاء ساعات استخدامك للإنترنت ومنع الوصول للمواقع الإباحية) لمراقبة سلوك استخدامه للإنترنت، جميعها معاً ساهمت في تخلصه من استعراض ومشاهدة المواد الإباحية.

 حين تعي ما هي محفزات الإثارة الجنسية واللاجنسية بالنسبة لك، لن تواجه الصعوبات في استحداث الاستراتيجيات التي تحميك من الوقوع في فخ الإباحية مجدداً.

 تذكر أن اللجوء إلى الإباحية مجرد عرَض، وأن وعيك في تحديد محفزات الإثارة سيساعدك في رفع الغطاء والتعامل بكفاءة مع الأسباب الجذرية لذلك العرض، وهذا ما سيسهم في ديمومة واستمرارية الإقلاع عن الإدمان.


  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 10 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 169
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك