للوالدين: ماذا تفعل إذا أخبرك طفلك أنه يعاني مع الإباحية؟

جميعنا عانى، أو واجه الإباحية من قبل، لكن يمكن أن نكون ناجين ومقاتلين، ونصبح أقوى بدعمنا لبعضنا البعض.
A+ A-

بالنسبة لشخص يعاني من مشاهدة المحتوى الإباحي، فإن التحدث مع شخص محبوب، أو قريب بالنسبة له، يتطلب الكثير من الشجاعة.

عندما يخبر طفل والديه بأنه يشاهد الإباحية، وأنه يحتاج إلى المساعدة، فعلى الأغلب إن ذلك الطفل، يحاول إيجاد الطريقة المناسبة لإخبار والديه بذلك، وإنه يحتاج المساعدة.

ولربما أخذ ذلك منه أياماً أو أسابيع أو حتى أكثر من ذلك، يمكن للحظة الإفصاح أن تكون مرعبة، ولكنها أيضاً مسببة للراحة للشخص الذي يصارع مع المحتوى الإباحي كأنها حمل ثقيل تم رفعه من على كتفه.

وعلى النقيض، فبالنسبة للشخص المقرب، الذي يتم إخباره بذلك فإنها ثقل وعبء ُيلقى عليه، بل فإن بعضهم يكون في حالة من الحيرة، أي أنه لا يعرف ماذا يفعل أو يقول.

خطوات لمساعدة الآباء بعد إخبارهم بمعاناة ابنهم "لحظة الإفصاح"

كيفية رد الآباء، أو تفاعلهم مع هذه اللحظة وما بعدها، له أهمية كبيرة، ومن الممكن أن يؤثر على الطفلِ بالسلب، أو الأيجاب على طريق شفائه وتخطيه لهذا الأمر، نحن نتفهم كم الضغط الهائل الذي يشعر به الآباء، لكن يمكن التخلص من هذا الضغط  إذا قام كل شخص مرتبط أو مشارك في تلك المشكلة باستخدام الأدوات الصحيحة لحلها.

تذكر دائماً أن النقد، أو جعل الطفل يشعر بالعار ليس حلا، بل سيزيد الأمر سوءاً.

هنا لك بعض النصائح لتخطي هذه المرحلة:

- الإقرار بمعنى  وأهمية التحدث مع الآخرين أو مشاركة السر:

إخبار شخص ما لآخر، بأنه يعاني من الإباحية، أمر شديد الصعوبة وغير مريح، عند ذهاب الطفل لوالديه طلباً للمساعدة، يعني ذلك أنه فعل أقصى ما بوسعه، للتغلب على هذه المعضلة، لكنه فشل؛ ولذلك يجب على الوالدين، أن يفهموا حاجة طفلهم، إلى الدعم والمساعدة الإضافية، وأيضاً يعبر ذلك عن نيتهم الصادقة للتغير، في لحظة ضعفهم، قوموا بمصادقتهم، ومساعدتهم عن طريق الإصغاء إليهم وفهمهم، بل يجب شكرهم على صدقهم، وشجاعتهم في الإفصاح عن ذلك. 

- ضع نفسك مكان طفلك:

الأطفال هذه الأيام، منغمسون في بيئة، لم يعشها آباؤهم من قبل، أي أن الآباء لم يمروا بمثل تلك الظروف، عندما كانوا في سن أبنائهم. في الحقيقة، فإن العديد من الأطفال، تعرضوا للمحتوى الجنسي، لأول مرة بمحض الصدفة.

حيث أصبح المحتوى الإباحي، على الإنترنت رخيص السعر بل وبالمجان، وسهل الوصول، وبسرية لم تسبق من قبل، بل فإن المحتوى الذي تقدمه المواقع الإباحية، يصبح أكثر تطرفاً، وعنفاً، وإهانة، يوماً بعد يوم.

بالنسبة لصانعي المحتوى الإباحي، الإباحية تعتبر عملا تجاريا، والمشاهدات وعدد النقرات "الإعجابات والتحميلات"  تعتبر من المعاملات التجارية المدرة للربح، والمستهلكون -أي الأطفال- مجرد أضرار جانبية، وضحايا في مسعاهم السيء.

بالنسبة لمجتمع مليء بالمحتوى الجنسي، فإنه من الصعب على الأطفال، التعايش معه ،دون التأثر، ويجب إعطاؤهم كل الدعم، في مواجهة هذه التأثيرات والسلبيات.

- اعلم أن الفضول ما هو إلا شيء طبيعي:

تقوم المواقع الجنسية، باستغلال الفضول الطبيعي، لدى الأطفال عن الجنس في محاولة لربط المستهلكين، أي الأطفال لمنتجهم الإباحي.

ولا يجوز الخلط بين ذلك، وبين فضول الأطفال في فهم أجسامهم، والجنس بحد ذاته؛ لأن ذلك صحي ومفيد بالنسبة لهم، إن الفضول الذي يساور الطفل عن الجنس، يعتبر أمرا طبيعيا ومفيدا، لكن المحتويات الإباحية، ليست في المكان الصحي لتوجيه ذلك الفضول، أو للتثقيف الجنسي.

تجنب بعض التسميات المؤذية أو الشديدة مثل  "مدمن الإباحية".

في مجتمعنا تواجه كلمة  "إدمان" بعض الأفكار، أو المعاني الخاطئة، نسمع من الكثير من الآباء والأمهات الذين على الرغم من حسن النية، يلقون بالعار غير الضروري، على أكتاف أطفالهم من خلال الإشارة إليهم على أنهم "مدمنون على الإباحية".

حتى عندما تصبح مشاهدة هذا المحتوى عادة إلزامية، عند الطفل، فإن وصفها بالإدمان، سوف يشعر الطفل بالخزي، ويزيد من الطين بلة.

يجب التخلص من الفكر الخاطئ، أي أنه إذا أصبح الطفل مدمناً للمحتوى الجنسي، فذلك لا يعني أن الأمر انتهى بالنسبة له، أو لا يمكن مساعدته.

طبقاً للأبحاث عن المحتوى الإباحي، وتأثيره السلبي، على احترام الطفل لذاته، فإن جعل الطفل يعتقد أن لديه مشكلة، سوف يزيد الأمر سوءاً.

- أظهر حبك لابنك:

إن الاعتدال عكس الإدمان، ولكن في مثل هذا الموقف، فإن التواصل هي الكلمة الأفضل، حيث إن زيادة وتعزيز العلاقات الصحية، التي تزيد من المحبة، هو الحل. لأن العزل والابتعاد، يؤدي إلى مثل تلك العادات، لكن التواصل والعلاقات، تساعد على الشفاء منها.

في الحقيقة تظهر الدراسات، أن المراهقين ذوي العلاقات القوية مع والديهم، لا يشاهدون المحتوى الجنسي كثيراً. اعتبر ذلك فرصة لإظهار الحب وتحسين العلاقة بينكم.

- يجب عليك فهم أضرار الإباحية جيداً والتحدث مع طفلك بهذا الشأن:

إخبار طفلك بأن المحتوى الجنسي سيء،  ليس بالأمر المجدي. العلم قوة، ولذلك فإن فهم الإباحية جيداً، وفهم أعراضها السيئة، وأسبابها في السن المناسب. فإن ذلك يجلب الوضوح لتلك العادة، بل والقدرة على التخلص منها.

تعلم عن الإباحية قدر ما تستطيع، وعندما يحين الوقت، ثقف ابنك، وساعده بطريقة لا تشعره بالخزي، إذا علم طفلك بمخاطر الإباحية، وفهم هذه العادة جيداً، فإنه يصبح مؤهلا لاتخاذ القرار الصحيح، فيما يخص ذلك الأمر.

- تحدث بصراحة، وكن مثالا للعلاقات الصحية:

إن معرفة ما نحاربه، لا يقل أهمية عن وجود شيء نحارب من أجله.

يمكن للوالدين، تعليم أبنائهم قيمة وأهمية العلاقات الصحية، عن طريق التحدث معهم. يمكنهم مشاركة خبراتهم مع أطفالهم، التحدث معهم عن روعة العلاقات الجنسية الصحية، بين فردين، وكيف أن الإباحية، تسلبهم القدرة على تجربة تلك العلاقة وهذه المشاعر، أخبروهم عما يمكن أن تسلبه تلك العادة منهم، وأعطوهم شيئاً ليقاتلوا لأجله.

- قوموا بوضع الأهداف معاً، وتحدثوا عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم:

تحدث مع طفلك، عن الأسباب والمشاعر الداخلية، التي تدفعه لمشاهدة المحتوى الإباحي، هل يكون الملل أحد أسباب ضعفهم أمام الإباحية؟ أم عوامل أخرى مثل الفضول، الوحدة والضغط النفسى، يجب توجيه تلك المشاعر إلى المكان الصحيح، عن طريق وضع أهداف حقيقية؛ ليستخدم الطفل أو المراهق تلك المشاعر والدوافع في تحقيق الأهداف المرجوة.

ابداً الحوار بـ: أنا أتفهم وسوف أشعر بنفس الشيء لو كنت مكانك. وتحدث معه عن البدائل المتاحة أمامه، عندما يكون هنالك رغبة لديه لمشاهدة المحتوى الجنسي.

قم بوضع طريقة أو نظام للمتابعة معهم، وسترى مدى الدعم الذي سيشعرون به، على سبيل المثال، كن صديقه وتحدث معه بانتظام ولكن لا تكن متطفلاً، في كل الحالات، عندما يقابل بعض العقبات في طريقه، قم بدعمه وتشجيعه، على تخطيها والتقدم للأمام.

- قم بتقديم الموارد المفيدة لتساعد طفلك:

يمكن أن يحتاج الطفل، ما يفوق دعم الوالدين، وهذا أمر عادي، فهنالك العديد من الموارد الأخرى، والتي صممت خصيصاً لمساعدة من يتعالج من إدمان الإباحية، ابدأ بالتعرف على بعض تلك الموارد مثل: بعض المواقع على الإنترنت، أو ابحث عن المتخصصين والمستشارين، لتقديم النصح والمساعدة الإضافية لطفلك.

يمكنك أيضاً استخدام برامج للمراقبة الأبوية، على أجهزتهم للتأكد من سلامتهم.

أصدقاؤنا في بارك “bark” وهو تطبيق للمراقبة الأبوية، قاموا بابتكار أداة سهلة الاستخدام، والتي تمكن الوالدين من حماية أطفالهم على الإنترنت. يستخدم بارك خوارزمية حديثة، والتي تعمل على تنبيه الوالدين، حين تكتشف مواقع إباحية، أو أخطارا محتملة.

ويمكن القول: بأن تطبيق بارك عبارة عن أداة ذات منطق سليم، والتي تزيد من مجهودات الآباء، في حماية أولادهم على الإنترنت. يثق الآباء في بارك لاستخدامه تكنولوجيا متطورة، والتي تخبرهم بوجود أخطار محتملة على الإنترنت، دون قيام الوالدين بالبحث، وتضييع الوقت، وراء أنشطة أبنائهم، على الإنترنت. ويحب الأطفال بارك، لأنه يعطيهم المساحة لممارسة أنشطتهم العادية على الإنترنت، دون تدخل آبائهم الدائم، والمراقبة اللصيقة لهم.

هنالك أمل بالعلاج والتعافي

عندما يتحدث الطفل عن معاناته مع المحتوى الإباحي، فإنه من الطبيعي للمستمع أن يشعر بالغضب، والحزن، لكن من الأفضل أن يعمل الاثنان معاً لتوجيه تلك المشاعر ضد المجرم أي صناعة الإباحية والقائمين عليها، فلا يهم من أنت وبغض النظر عن قصتك مع الإباحية، اجعل هذة القصة، أو المعاناة الدافع الذي يحفزك لمعرفة وفهم أضرار المحتوى الإباحي، بل وكشف صناعة الإباحية ومخاطرها للآخرين، وتعليمهم بطريقة استباقية، وإيجابية لعدم الوقوع في تلك الأخطار.ِ

عندما يقاتل الآباء والأبناء معاً، بدافع الحب، فإنهم يقومون بذلك، للحصول على السعادة، قم باعتبار لحظة الصراحة بينك وبين طفلك، فرصة لتصبح أقرب معه، وللوصول إلى النتائج المرادة، وكل ذلك عن طريق الحب والتواصل، وكلما يختبر الطفل هذا التواصل والحب، والدعم من الوالدين، تصبح العلاقة بينه وبين الإباحية أكثر ضعفاً.

جميعنا عانى، أو واجه الإباحية من قبل، لكن يمكن أن نكون ناجين ومقاتلين، ونصبح أقوى بدعمنا لبعضنا البعض.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. أحمد حامد
  • مراجعة: أ. محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 27 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 503
  • عدد المهتمين: 154

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك