الإدمان والإباحية

ارتفعت معدلات إدمان الدخول، على المواقع الاباحية بنسب كبيرة، وما زال العلماء يحاولون اكتشاف آثار الإباحية على مدمنيها، وآثارها على المجتمع بشكل عام، وهناك أمور تم اكتشافها، وصرنا الآن نعرفها عن هذا الأمر.
A+ A-

ارتفعت معدلات إدمان الدخول، على المواقع الاباحية بنسب كبيرة، وما زال العلماء  يحاولون اكتشاف آثار الإباحية على مدمنيها، وآثارها على المجتمع بشكل عام، وهناك أمور تم اكتشافها، وصرنا الآن نعرفها عن هذا الأمر.

اللحظة التي ينظر فيها شخص إلى صورة مثيرة لغريزته، يعمل بنظام المكافأة على تحفيز المخ، وتحدث تلك العملية داخل "المخطط البطني" و"القشرة المخية الجبهية" مما ينتج ذلك الشعور الجيد الذي تشعر به، حينما تقوم بأمر جيد.

 وهناك مواضع أخرى في المخ، تتضمن عمليات مماثلة، حينما تتعرض لمشاهدة الإباحية، -سوف نكتشف بعضها معا- فبينما يكافأ المخ باستمرار بمشاهدة الإباحية يتحول الأمر إلى عادة، ويعتمد المخ على الإباحية، للحصول على تلك اللذة.

 دعونا نأخذكم في رحلة لنفهم: كيف تؤثر الإباحية، على أجزاء المخ المختلفة؟

سلوك البحث عن المكافأة:

أظهرت أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي، في دراسة أجريت على مدمنين للإباحية، نشاطا زائدا، في منطقة المخطط البطني، وذلك حينما يتعرض المشاركون الذكور، لصورة مثيرة جنسيا، وكان ذلك ظنا أن نظام المكافأة، يفرز الدوبامين في هذه الأثناء، بينما حينما أجري تحليل عادات مشاهدة الإباحيات للمشاركين، وجد أن كثيرا منهم، وصلوا لحالة الإدمان، وحينما تمت مقارنة النتائج، والقراءات الصادرة، وُجد أن درجة نشاط المخطط البطني، تتناسب طرديا مع معدل إدمان كل مشارك… أي أن أولئك الذين يعانون من معدلات إدمان عالية، لديهم نشاط أكثر قوة في المخطط البطني.

 التحفيز العاطفي:

اللوزة الدماغية، تشغل مساحة من المخ، وتعتبر أيضا من المناطق المتعلقة بالسلوك العاطفي والتحفيز، وتشهد أيضا نشاطا، حينما تتعرض لمشاهد الإباحية، وذلك طبقا لما ورد في أبحاث الدكتور "معتز وله" الباحث في علم الأعصاب، في جامعة كاليفورنيا سان دييجو.

وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على أناس يعانون سلوكيات جنسية وسواسية تغيرا في الاتصال، ونشاطا زائدا في اللوزة الدماغية، المتعلقة بآلية البحث عن المكافأة، يعكس ذلك تغيرا في شهوة الفرد، حيث تصبح ردود أفعاله، حول أي صورة تظهر محتوى مثير جنسيا أعلى من الاستجابة الطبيعية، بينما أبدى أولئك غير المدمنين للإباحية، معدلات نشاط واتصال طبيعي.

ورغم أن الاطلاع على المواقع الإباحية من وقت لآخر، قد يكون أو قد لا يكون له آثار كبيرة، إلا أن الباحثين عرضوا أسبابا ينبغي القلق بشأنها، حول أولئك المدمنين الذين يطالعون تلك المواد باستمرار، فقد  أظهر بحث أجري في 2017 أن كثيرا من مدمني الإباحية، يعانون من وساوس قهرية وتوتر وضغط ، وحذر الباحثون من تلك الأعراض التي بدأت في الانتشار مؤخرا، وفي بحثها، لاحظت ماري بيير الدكتورة في جامعة مونتريال، مع زملائها، أنه رغم  أن الأشخاص ممن أجري عليهم البحث تكلموا عن آثار صحية سيئة،  وسلوكيات سلبية، صاحبت إدمان الإباحية، إلا أنهم كانوا أقلية.

ورغم بعض الضغوطات المجتمعية، التي تنادي بالوصول إلى نتائج قطعية لآثار الإباحية، ينبغي علينا ألا نقفز دون عناية، إلى نتائج صارمة بشأن فكرة جديدة.

  • اسم الكاتب: PETER HESS
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 15 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 157

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك