الزّلّة و الانتكاسة، ما الفرق بينهما ؟

هناك فهم خاطئ وشائع في طريق التعافي من الإباحية وآثارها، يدور حول مفهوم كلّ من الزلة و الانتكاسة.

تُعتبر الزلة حادثة عرضية، وليست إعادة استخدام للمواد الإباحية بإفراط شديد.

الزلات :

 أمر طبيعي في رحلة التعافي، وليست عواقبها السلبية شديدة، مقارنة بالانتكاسات، والخوض مرة أخرى في الإدمان.

الانتكاسات:

تبدأ بزلة  لكنها تستمر لبعض الوقت– ربما عدة أيام – حيث يستسلم فيها الشخص، ويعود إلى ما كان عليه. لذا فالانتكاسة لها تأثير ضار على خطة التعافي وعلى العقل والبدن، كذلك أيضا على الجانب النفسي.

خلال رحلة التعافي، تكون هناك انتصارات وإخفاقات، لا بد أن تجعل من تلك الإخفاقات وقودًا لتحقق نجاحا وإنجازا باهرا في تعافيك.

وكما قالوا ((الضربة التي لا تقصم ظهرك، تجعلك أقوى))

والسؤال الذي يتبادر إلى ذهنك الآن هو كيف لي بذلك؟ كيف أتعلم من الزلات وأستفيد منها؟ تعلم كيف تكتب يومياتك. 

واعلم أن الانتكاسة تأتي من الزلة، المفتاح الذي يمنعك من تكرار الزلة، وعدم تحويلها إلى انتكاسة، هو أن تتعلم من الزلة وتتجنب فيمابعد المحفزات التي سببت لك الانزلاق  وحدوث الزلة، فعندما تجلس فورا بعد الزلة وتكون صريحا مع ذاتك، وتكتب حالتك قبل حدوثها،

ونمط حياتك في ذاك اليوم، والعوامل التي أدت بك إلى الانزلاق مرة أخرى، فعندئذٍ أنت تسلط الضوء على نقاط ضعفك، وستكتشف ما الذي

تحتاجه، لتصبح أقوى وتستطيع بعد ذلك التغلب على جميع محفزاتك، التي تؤدي بك إلى الزلة، والتي إذا استسلمت لها وتكررت أصبحت انتكاسة.

 تحدث الانتكاسة غالبا بسبب اختلال في نمط الحياة، مما يجعل الفرد يهرب من الواقع إلى الإباحية.

و آثار الانتكاسة هي الشعور بالاكتئاب، والإحباط، والقلق، والغضب ( تلك المشاعر التي كان يهرب منها إلى الإباحية ، ولكن هذا مجرد وهم!

فهي تخدر شعوره مؤقتا، حتى إذا انتهى ازداد الشعور سوءًا) بل أحيانا بعد الانتكاسة يتجه المدمن إلى التفكير في الإنتحار!!

الزلة هي كبوة مؤقتة ورجوع للسلوك السابق وعادة تحدث مرة واحدة
الانتكاسة هي عودة كاملة الى الانماط السلوكية السابقة بصورة متكررة

لا تتعامل مع تعريف الزلة والانتكاسة بالطريقة الخاطئة!

تدارك زلتك، قبل أن يقودك تكرارها إلى الانتكاسة، والعودة بشراهة إلى نفق الإباحية المظلم، تعلم منها لتحسن خطة تعافيك من الإدمان.

مهما وقعت في الزلات فلا تقنط، قم سريعا مرة أخرى واستكمل رحلتك وخطتك للتعافي.

اشغل الفراغ الذي ستتركه الإباحية في حياتك، بطاعة الله وممارسة رياضة أو هواية، اعمل على تطوير ذاتك  في جميع جوانب حياتك

لا تدع للفراغ مجالا عندك، لا تحتقر ذاتك بعد الآن، أو تتكلم معها بأسلوب سلبي، مهما أسرفت على نفسك..

 ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) الزمر ( 53 )