صديق طفلي يعاني من المواد الإباحية! ماذا يجب أن أفعل؟

ربما أنت تتخذ خطوات رائعة لحماية أطفالك من المواد الإباحية. هل فكرت سابقًا في كيفية تأثير المواد الإباحية على أصدقائهم؟ قد تكون احتمالات التعرض للإباحية أعلى بالنسبة للأطفال الذين قد لا يكون لديهم الكثير من الحماية كالتي توفرها لأطفالك.
A+ A-

ربما أنت تتخذ خطوات رائعة لحماية أطفالك من المواد الإباحية، هل فكرت سابقًا في كيفية تأثير المواد الإباحية على أصدقائهم؟ قد تكون احتمالات التعرض للإباحية أعلى بالنسبة للأطفال الذين قد لا يكون لديهم الكثير من الحماية كالتي توفرها لأطفالك.

نظرًا لأن 88٪ من الأولاد و 76٪ من الفتيات يشاهدون المواد الإباحية قبل بلوغهم سن 18، سيكون لأطفالك بالتأكيد أصدقاء قد شاهدوا الإباحية من قبل.

كيف يمكن أن يؤثر هذا على أطفالنا؟ وما الذي يمكننا فعله للمساعدة إذا اكتشفوا أن صديقًا لهم يشاهد المواد الإباحية؟

لماذا الأطفال الآخرون في كثير من الأحيان يشاركون المواد الإباحية؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يشاركون أصدقاءهم المواد الإباحية، نحن البشر مخلوقات اجتماعية، ومنذ صغرنا نحب تبادل الأشياء الجديدة أو المثيرة للاهتمام مع بعضنا البعض – ولهذا السبب تحظى وسائل التواصل الاجتماعي بشعبية كبيرة!

قد يتسم الأطفال بالبراءة بعض الشيء أثناء طفولتهم، ربما ليسوا متأكدين تمامًا من سبب وجود شيء كالإباحية ويجدونه غريبًا ومسلياً، قد لا يدركون حتى أن مشاهدة الإباحية خطأ.

قد يكون الأطفال منزعجين من الإباحية، ويحتاجون إلى صديق لمساعدتهم على استكشاف الأمر والشعور بالتحسن، ربما يشعر الكثير من الأطفال أنه سيكون من الأكثر أمانًا مشاركتها مع أطفال آخرين بدلاً من البالغين الذين قد ينزعجون على الأرجح.

مع تقدمهم في السن، تعد مشاركة المواد الإباحية مع أصدقائهم طريقة للتحقق من صحة اختيارهم و قرارهم أن يستكشفوا الإباحية، إذا كان الأصدقاء يشاهدون أيضًا الإباحية إذن كل شيء على ما يرام، ربما يبحثون عند أصدقائهم عن نفس شعورهم بالرغبة في مشاهدتها، وهو جهد غير واع للتعامل مع مشاعرهم العميقة من الخجل وعدم اليقين.

لماذا قد يقوم أصدقاء أطفالك بإخبار أطفالك عن استخدامهم للإباحية؟

مع الأطفال الأكبر سنًا، قد يلجأ أحد الأصدقاء إلى طفلك للحصول على المساعدة لأنه أصبح يعاني من المواد الإباحية التي أصبح لها تأثير كبير على حياته الاجتماعية أو العمل المدرسي أو العلاقات الأسرية أو ربما تعرَّض لبعض المواد الأكثر عنفًا وإزعاجًا؟ والتي أثارت بالفعل مؤشر الخطر بالنسبة له، قد يكون طفلك هو الشخص الوحيد الذي يشعر صديقه بالراحة في التحدث إليه.

هل هناك علامات تحذيرية تدل على أن الطفل يعاني من المواد الإباحية؟

هل هناك طريقة للتعرف على ما إذا كان أصدقاء طفلك قد وقعوا في وحل المواد الإباحية بطريقة أو بأخرى؟

هذا مهم للغاية: لا توجد علامات تشير إلى أن الطفل يشاهد الإباحية! كل طفل مختلف، وبعض هذه السلوكيات يمكن أن تكون طبيعية أيضًا بالنسبة للأطفال الصغار والمراهقين.

غياب هذه العلامات التحذيرية لا يشير إلى عدم وجود مشكلة مع المواد الإباحية، ولهذا السبب غالباً تمثل معرفة الآباء أن أطفالهم يشاهدون الإباحية مفاجأة كبيرة بالنسبة لهم، قد يكون الأطفال خائفين جدًا من اكتشاف أمرهم لدرجة أنهم يُخفون أمر مشاهدتم الإباحية جيدًا.

في الوقت نفسه، إذا لفت انتباهك وجود بعض العلامات الآتية فمن الحكمة التفكير أن الإباحية قد تكون متعلقة بذلك:

- يتمتع الطفل بوصول غير مقيد إلى الإنترنت.

- يتحدث الطفل عن مشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب، أو غيرها من وسائل الترفيه التي تحتوي على محتوى جنسي.

- يُظهر الطفل تغييرا في المزاج، ويبدو حزينا، أو مكتئبا، أو قلقا.

- يُظهر الطفل اهتمامًا أقل بالأصدقاء، أو الأنشطة المفضلة، والهوايات.

- يبدأ الطفل بالبحث عن مزيد من العزلة والخصوصية.

- يستخدم الطفل لغة جنسية صريحة.

- يشارك الطفل في السلوك الجنسي، أو يقترحه.

قد تستطيع اكتشاف تلك العلامات علي أطفالك في حال مشاهدتهم للإباحية وقد لا تستطيع، يمكن أن يشعر الطفل بالتحدي في إخفاء ذلك الأمر عنك، قد تؤدي الخصوصية والثقة بين الأصدقاء إلى تجنب الأطفال إخبارك عن أصدقائهم الذين يشاهدون الإباحية.

ما الذي يمكنك فعله؟

أفضل إستراتيجية هي التحدث مع أطفالك عن الإباحية قبل تعرضهم لها لا قدر الله! بمجرد أن تُعَلّم أطفالَك ماهية المواد الإباحية، وكيف يمكن أن تؤذيهم وماذا يفعلون عندما يرونها، ساعدهم عندئذ على التفكير في أفضل ردود الأفعال التي يتخذونها عند تعرضهم لهذه الحالات:

صديق يريهم المواد الإباحية.

صديق يخبرهم أنه يشاهد الإباحية.

صديق تظهر عليه علامات المعاناة من الإباحية.

فيما يلي بعض الأفكار لكيفية التحدث مع الأطفال قبل حدوث مثل تلك الحالات.

- يا بني، إذا وجدت نفسك في موقف يشارك فيه أحد أصدقائك المواد الإباحية معك فأخبرني رجاءً، سيكون من الأفضل أن تطلعني علي ذلك حتى نعمل معا على ذلك الأمر وأساعدك.

- يا بني، كتم وإخفاء أمر مشاهدتك أو مشاهدة صديقك للإباحية سيشعرك بالقلق  من تعرضك أنت أو صديقك لمشكلة كبيرة، فقط اعلم أن هدفي الأول هو دائمًا الحفاظ على سلامتك وصحتك وليس معاقبتك، أستطيع مساعدتك دائمًا.

- يا بني، قد تشعر بالقلق من أن أبعدك عن صديقك إذا اعترفت بشيء من هذا القبيل، لكن هدفي الأول هو ببساطة المساعدة، نحن جميعًا نتخذ قرارات لا نفخر بها أحيانًا، ونحتاج إلى مساعدة للعودة إلى المسار الصحيح.

إذا لاحظت أي علامات تحذيرية تشير إلى احتمالية تأثر أحد الأطفال بالمواد الإباحية، فاستخدم تقديرك الشخصي حول كيفية معالجة هذا الموقف الصعب، يمكنك أن تسأل طفلك برفق عمَّا إذا كان لديه أي مخاوف بشأن صديقه دون أن تشعره بالجدية الشديدة التي من شأنها أن تخيفه، قد تقول له بلطف مثلا: "يبدو أحمد مشتتًا قليلاً في الآونة الأخيرة، هل تعتقد أن هناك أي شيء يمكننا القيام به لمساعدته؟".

افعل الآتي بمجرد أن تعرف أن أحد أصدقاء طفلك تعرض للمواد الإباحية:

إذا كان صديق لطفلك قد تعرض للمواد الإباحية، سواء كان ذلك عن غير قصد أو كان متعمدًا، فتأكد من أنه يمكنك المساعدة حتى لو كنت غير متأكد مما يجب عليك فعله، تذكر أنك تعرف أكثر مما يعرفه الأطفال! أنت تعرف الأمور و تهتم وهذا موطن القوة.

إليك بعض الأفكار لإرشادك في هذه اللحظة الحساسة مع طفلك:

امنح طفلك بعض المساحة التي تشعره بالراحة:

قد يأتي طفلك إليك خائفًا أو مرتبكًا أو ربما يقوم بالتعبير بطريقة عرضية أثناء محادثته اليومية معك، قد يجد بعض الأطفال هذه الأخبار مزعجة أو مخيبة للآمال، وقد يبدو البعض الآخر غير مهتم إلى حد ما، بينما قد يجد آخرون أنها فكاهية ومضحكة أو مثيرة للاهتمام.

بناءً على عمر طفلك وشخصيته وعمق محادثاتك السابقة معه حول ذلك الموضوع، سيكون هناك الدافع الذي يحفز طفلك لاتخاذ مجموعة مختلفة من ردود الأفعال لتقديم هذه المعلومات لك، أثناء الإنصات لطفلك قدم  له رد الفعل الذي يحتاجه منك، تأكد من ترك مساحة كبيرة لمشاعره.

كافئ طفلك لمجيئه إليك:

يبدو الأمر وكأنه نجاح حقيقي عندما يأتي أطفالنا إلينا للحصول على المساعدة والمشورة، ابدأ بتوجيه الشكر لطفلك على التحدث معك عن هذا الموقف الصعب،    أن تقول مثلا :"أنا فخور بك – لقد فعلت الشيء الصحيح بالتحدث معي!" يمكن أن يساعد كثيرًا في طمأنة طفلك، دع طفلك يشعر أنك تراه حكيما وشجاعا.

اسأل طفلك عن رأيه:

ها هي فرصة ذهبية لتعليم طفلك! اشكره أولا لكونه صديقا جيدا لأصدقائه، عندما يدرك طفلك ما يتواجد في عالمنا من مواد إباحية تؤثر على صديقه، اسأله عما يعتقد أنه قد يساعد صديقه، مثل تلك المواقف مختلفة عن بعضها بشكل لا يُصدق، لذا تعاون مع طفلك بالشكل الذي يتناسب مع الموقف واحتياجات صديقه الفريدة.

قم بتجهيز عدد من  السيناريوهات للجوء إليها مع صديق طفلك:

بمعنى آخر، شاركه الحديث والتفكير! اعملوا سويًا لتساعده على اتخاذ ردود أفعال، سيشعر أنه واثق من استخدامها الآن أو في المستقبل، فيما يلي بعض الأفكار التي يمكن البدء بها:

- أنا آسف لأن هذا حدث لك! معا يمكننا الابتعاد عن الأمور غير الآمنة مثل المواد الإباحية، أنا أساندك.

- لقد اخترتُ تجنب مثل تلك الأشياء الموجودة على الإنترنت فافعل مثلي؛ حيث يمكنها حقا إفساد رأسك وقلبك، وأنا لا أريد ذلك!

- يجب أن نخبر شخصًا بالغًا إذا كنا نتصادم مع أي شيء غريب عبر الإنترنت ليساعدنا أن نبقى آمنين، بالنسبة لي أشعر دائمًا بالراحة لإخبار أمي / أبي / معلمي؛ فهل تريد مني مساعدتك بأخذ زمام المبادرة؟

- أعتقد أنه حان الوقت لإخبار والدتك / والدك / شخص بالغ موثوق به بما رأيته، على الرغم من أنك قد تشعر بالقلق من الوقوع في مشكلة، لكني أعتقد أنهم سيقدرون صدقك أكثر من أي شيء آخر! ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدتك؟

- أعلمُ أن الأمر استغرق الكثير من الشجاعة لتعبرعن حاجتك إلى المساعدة، أشكرك على هذا! ما رأيك؟ كيف يمكنني أن أساعدك؟ إذا لم تكن متأكدًا، فلدي بعض الأفكار!

ساعد طفلك على إدراك أنه دائما وأبدا سيتوجب على الأصدقاء والزملاء اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن العديد من القضايا الصعبة، يستطيع الأطفال زيادة قدرتهم على تحديد ما هو مناسب لهم بغض النظر عما يفعله أصدقاؤهم، يمكن أن يتعلموا الثقة بالقرارات التي يمليها عليهم ضميرهم مع الاستمرار في دعم أصدقائهم!

ماذا عن الآباء الآخرين؟

إن معرفة أن طفلًا لعائلة أخرى يشاهد الإباحية قد يُعد أمرًا صعبًا؛ لأنه قد يكون هناك مجموعة مختلفة من المعايير الأخلاقية في أسرته.

السيناريو المثالي بالطبع أن يكون هناك تواصل بينك وبين العائلة الأخرى، استخدم تقديرك الخاص حول كيفية طرح هذا الموضوع مع مراعاة مصلحة الطفل دائمًا، قد يكون لديك علاقة طيبة مع والده مما يساعدك أن تتحدث معه حول هذا الموضوع، في حالات أخرى قد لا يبدو إخبار والده فكرة جيدة.

قد يشعر والده بالصدمة والضيق، قد لا يكون مستعدًا للرد عليك بأفضل طريقة، لذلك تفاعل باحترام مع عواطف كل المعنيين حتى عندما يكون الأمر صعبًا، تذكر أن أفضل فرصة لهذا الطفل ليشعر بالأمان تتمثل في جعل الأشخاص الذين يهتمون لأمره يفهمون ما يمر به، يمكنك أن تَعْرِض على والده أن تتحدثوا حول هذا الموضوع في وقت لاحق وأن يتصل بك وقتما شاء.

إذا كان تعرُّض الأطفال للمواد الإباحية في مدرسة، أو كنيسة، أو منظمة أخرى، فمن المهم إعلام مدير المكان بذلك.

ماذا لو كان الطفل على اتصال بأشخاص خطرين؟

للأسف، يمكن للأطفال الانخراط في بعض المواقف المؤذية من خلال المواد الإباحية، إذا اكتشفت أن الطفل مستهدف من قبل أشخاص عبر الإنترنت أو شخصيًا، فيجب تصعيد الموقف على الفور حسب الحالة، قد يشمل ذلك الشرطة أوالمدرسة أو والد الطفل.

هل يُنهي طفلي صداقته مع صديقه الذي شاهد الإباحية؟

قد يكون رد فعلنا الأول هو إنهاء الصداقة لحماية أطفالنا، إليك بعض الأشياء التي يجب مراعاتها أولاً:

يمكن لطفلك أن يشعر ببعض الحزن عند فُقدان صديق له، وقد يشعر بالذنب لأنه تسبب في أذى لصديقه.

قد يشعر طفلك بالغضب والاستياء منك، وتقل ثقتُه في علاقته بك.

قد تكون أنت بالفعل أفضل وسيلة مساعدة لصديق طفلك، وسوف تفقد ذلك التأثير إذا كنت تصرُّ على إنهاء صداقته مع طفلك.

سوف يشعر صديق طفلك بأنه منبوذ، وهذا سيزيد من محنته.

يمكن للعائلة الأخرى أن تفسر ذلك على أنها مرفوضة منك، مما يؤدي لمشاعر قوية سلبية في المجتمع.

بالتأكيد في بعض الحالات قد يكون إنهاء الصداقة والتواصل هو أفضل قرار، إذا كنت تشعر أن طفلك يحتاج للابتعاد بعض الوقت عن صديقه، ثِق بغرائزك، وأعطِ الأولوية للحفاظ على أمان أسرتك.

إذا كانت كلتا العائلتين متعاونتين، فإن وجود الشجاعة للتحدث عن الموقف مع جميع المعنيين يمكن أن يكون له بعض الفوائد طويلة الأجل:

يمكنك وضع حدود واضحة لقضاء طفلك وقته مع طفلهم.

يتعلم طفلك كيفية حل مشاكل العلاقات.

يتعلم طفلك أنه يمكنه الوثوق بك، حيث تهتم بمشاعره وصداقاته أثناء مساعدته.

يتعلم طفلك بالممارسة كيفية التعبير عن رأيه.

صديق طفلك يحصل على مساعدة حقيقية.

قد يكون السؤال الرئيس هو: إذا تم تبديل الأدوار وكان طفلك هو مَن شاهد الإباحية، ماذا تريد أن يحدث؟

تثقف و ساعد وادعم:

إذا اكتشفت أن صديق طفلك تعرض للمواد الجنسية عبر الإنترنت فلدينا الكثير من الأدوات التي تساعدك على التحدث إلى الأطفال والآباء الآخرين حول الآثار الضارة للمواد الإباحية على الأطفال.

قد يكون موقف كهذا صعبًا وبه كثير من التحدي، لكنه يمثل فرصة عظيمة للتحدث عن الآثار الضارة للمواد الإباحية مع أطفالك وأصدقائهم، نعيش في عالم يتسم بالجنون في بعض الأحيان! لحسن الحظ، لا يتعين على أيٍّ منا القيام بذلك بمفرده – هذا هو جمال الصداقة في المقام الأول! كلما كنا أكثر استعدادًا للتحدث معًا بصراحة والتعاون في إيجاد الحلول كلما زاد التغيير الذي سنراه في المستقبل. 

  • اسم الكاتب: Rachael Pitts
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أحمد الصواف
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 1 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 178

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك