الزواج والإباحيات: ما الذي يجب على كل شخص أن يعرفه

يزداد خطر حدوث الطلاق لدى الأشخاص الذين يبدؤون في استخدام الإباحيات بعد زواجهم.
A+ A-

يحتاج الآباء، أن يكونوا خبراء عندما يتعلق الأمر، بتحصين أبنائهم من الإباحيات (المواد الإباحية من صور، ومقاطع فيديو، ونصوص ونحوها). أظهرت الأبحاث أن الأطفال، الذين يبقون بمأمن عن الإباحيات، يكونون أكثر استعداداً، للاستمتاع بزواج صحي سعيد.

دعونا نستعرض عدداً من الحقائق، الأكثر ارتباطاً، بكيفية إضرار الإباحيات بالعلاقات (وبعدها سيكون لديكم معلومات، تشاركونها مع أبنائكم، عندما تجدون الوقت المناسب لذلك).

أكثر من نصف حالات الطلاق تتضمن هَوَس الإباحيات:

يستعرض هذا المقال جزءا من بحث نُشر عام 2011، أدلت الدكتورة "جيل مانينغ" بيانات مثيرة للاهتمام، حول الإباحيات والعلاقات. حيث وجدت خلال بحثها، أن ٥٦ بالمئة، من حالات الطلاق، تضمنت وجود هوس بالمواقع الإباحية، لدى أحد الزوجين. في عام ٢٠٠٣ استطلع مصدر آخر، وهو "الأكاديمية الأمريكية لمحاميِ الشؤون الزوجية"، رأيَ ٣٥٠ محامياً مختصاً بقضايا الطلاق، حيث صرح ثلثا المحامين بأن الإنترنت يلعب دوراً بارزاً في وقوع حالات الطلاق، وأن الوَلَع بالإباحيات على الإنترنت يساهم بأكثر من نصف هذه الحالات”.

عشرة طرق تفسد بها الإباحيات العلاقة بين الأزواج

أوردت الدكتورة “جيل مانينغ” ٢١ ضرراً للإباحيات في كتابها “ما الخَطْب مع الإباحيات؟ دليل لجيل الإنترنت”، وهذا عشر منها يتعلق بالزواج:

– زيادة خطر تَشَكُّل رؤى خاطئة حول الجنس.

– زيادة خطر الانخراط في سلوك جنسي خطير أو غير صحي أو غير قانوني (كمصاحبة البغايا).

– زيادة خطر مواجهة مصاعب في العلاقات الحميمية.

– زيادة خطر أن تصبح عنيفاً أو عدوانياً.

– زيادة خطر أن تعتدي على الآخرين جنسياً.

– انخفاض الثقة في الطرف الآخر (زوج أو زوجة).

– زيادة خطر الاعتقاد بأن العلاقات طويلة المدى ليست واقعية أصلاً.

– زيادة خطر الاعتقاد أنه لا بأس في علاقة جنسية مع شخص لست على علاقة عاطفية معه أو ملتزم نحوه بواجبات.

– زيادة خطر عدم تحقق الرضا الجنسي بزوجتك/زوجك مستقبلاً.

– زيادة خطر خيانتك لِزَوجتك/زوجك بعد الزواج.

والأمر يزداد سوءاً:

بحث جديد يكشف ازدياد معدل حالات الطلاق بين مشاهدي الإباحيات: يزداد خطر حدوث الطلاق لدى الأشخاص الذين يبدؤون في استخدام الإباحيات بعد زواجهم.

ورد في تقرير لمجلة Science أن ورقة عمل مقدَّمة في اللقاء السنوي لرابطة علم الاجتماع الأمريكية تشير إلى أن “الرجال والنساء الذين يبدؤون في استهلاك الإباحيات في فترةٍ ما خلال حياتهم الزوجية أكثر احتمالاً لأن يبوءوا بطلاق، من نظرائهم غير المستهلكين للإباحيات”.

ما يميز هذه الدراسة أنها تُعنَى بكيفية تأثير الإباحيات على الحياة الزوجية عبر عدة سنوات. حصل الباحثون على بياناتهم من مسح اجتماعي عامّ في الفترة من سنة ٢٠٠٦ إلى ٢٠١٤، حيث كان يُجرَى استطلاع سنوي يُسأَل فيه آلاف الأمريكيين عن آرائهم حول مواضيع متنوعة، ويُستطلَع نفس الأشخاص كل سنة، ليتمكن الباحثون من تتبع التغيرات في المواقف عبر الوقت. لقياس تعاطي الإباحية، سُئِلَ المستجيبون (الذين أدلوا بمعلومات أيضاً عن حالات علاقاتهم) عمّا إذا كانوا قد شاهدوا فيلماً مصنَّفاً من الفئة-X في السنة الماضية.

من خلال تحليل البيانات وجد الباحثون أن الأشخاص الذين بدؤوا بمشاهدة الإباحيات كان احتمال انفصالهم عن شركائهم أكبر خلال فترة الدراسة. كان احتمال الانفصال يصل إلى الضِعف بالنسبة للرجال المشاهِدين، وإلى الضِعفين بالنسبة للنساء المشاهِدات.

استنتِج من هذه الدراسة أن الإباحيات غير مفيدة للحياة الزوجية، ولا حتى محايدة (إنما ضارة). حسناً، البعض منا لم يكن بحاجة لدراسة من أجل معرفة ذلك! ففي أحد مقاطع الفيديو ظهرت أم شابة في إقرار مَشوب بالدمع بأنها لا تستطيع “منافسة” الإباحيات الخيالية التي يشاهدها زوجها.

تتكون عند مشاهدي الإباحيات توقعات غير صحية، فهي لا تُظهِر كيف يبدو الأشخاص الحقيقيون وكيف يتصرفون وما يحتاجون. وكما في اعتراف الأم الشابة، يمكن للإباحيات بسهولة أن تصيب المرأة بالقلق من أن زوجها يقارنها بالنساء اللائي يشاهدهن في الإباحيات، ولا شك أن المقارنة والخوف من المقارنة يقتلان العلاقة الحميمة.

من المهم بيان أن الحميمية تتطلب تواصل حقيقي بين أشخاص حقيقيين، وهو ما لا يمكن قَطّ للإباحيات أن تقدمه.

الإباحيات تُشَيّء الأشخاص:

إليكم ما ذكرناه في كتابنا (صور جيدة، صور سيئة ):

“يمكن لمشاهدة الإباحيات أن تجعلك تنظر للأشخاص على أنهم أشياء تستعملها لا بشر حقيقيون ذوو مشاعر. نعلم أن كل شخص لديه مشاعر ويرغب أن يعامَل بلطف، وهذا أيضاً أحد الطرق التي تخدع بها الإباحية مشاهديها”.

الإباحيات قد تؤدي إلى زيادة معدل الخيانة الزوجية:

نُشِرَ مقال على موقع Family Studies بعنوان “جيل الثمانينات والتسعينات الميلادية، والخيانة الزوجية والإباحيات”  يدور حول بحث يكشف عن أن جيل الثمانينات والتسعينات الميلادية (أول جيل نشأ بوجود إباحيات الإنترنت) أكثر تساهلاً في الموقف من الخيانة الزوجية حيث أن نسبة ٧٥% فقط منهم نعتوا زنا الأزواج/الزوجات بالأمر الخاطئ مطْلقاً (منخفضةً عن ٨٤% بالنسبة لكامل المجموعة المدروسة). يكشف البحث أيضاً أن تعاطي الإباحيات يزعزع استقرار العائلات ويدمر الحميمية في الحياة الزوجية.

كافحوا الإباحيات بالحقيقة!

يتعرض الأطفال إلى عدد كبير جداً من الرسائل “المشجعة للإباحيات” من البيئة المحيطة بهم؛ لذا فإن من المتحتم التصدي لذلك بسلاح الحقيقة!

أعتقد جازماً أن الأطفال المحميين من الإباحيات لديهم فرصة للنجاح في حياتهم الزوجية المستقبلية أكبر بكثير من أولئك الأشخاص الذين يُدخِلون شريكاً ثالثاً (إدمانهم للإباحيات) ضمن علاقاتهم.

يمكنك أن تُدَعِّمَ أطفالك بالحقائق المتعلقة بما تفعله الإباحيات بالعلاقات. يمكن للأطفال أن يتعلموا كيف يدافعون عن أنفسهم ضد الإباحيات عند تعليمهم بشكل مبكر ومتابعة توجيههم وإرشادهم.

  • اسم الكاتب: Kevin B Skinner Ph.D.
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 2 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 4K
  • عدد المهتمين: 149

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك