خمسة مخاطر على الإنترنت لن يخبرك بها أطفالك (الجزء الأول)

إن لم يكن أطفالك نائمون، فمن المحتمل أنهم سيكونون مشغولين، بهاتف ذكي أو جهاز تلفاز ذكي، يقومون بتحميل التطبيقات، أو مشاركة منشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأنت في الغالب ليست لديك أدنى فكرة عما يقومون به.
A+ A-

إن لم يكن أطفالك نائمون، فمن المحتمل أنهم سيكونون مشغولين، بهاتف ذكي أو جهاز تلفاز ذكي، يقومون بتحميل التطبيقات، أو مشاركة منشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأنت في الغالب ليست لديك أدنى فكرة عما يقومون به.

رغم أن الإنترنت يتيح الكثير من الطرق والفرص: المساعدة على التعلم، الاستمتاع، أو التواصل مع الآخرين، سواء من أفراد الأسرة أو من الأصدقاء، فإنه يسهل الوصول إلى الكثير من المغريات الخطرة والمصادر، أو الأشخاص الذين يمكن أن يتسببوا بأذى لابنك. يمكن لكل هذه الأمور الخطرة أن تحدث مع ابنك، أو ابنتك وأنت دون أدنى علم بها، خصوصا إن كان أولادك يستخدمون هذه الأجهزة المتطورة، بلا رقيب أو حسيب، بحيث يُحدث وقوعهم في مثل تلك الأمور، شرخا في سمعتهم وتقديرهم لأنفسهم، بطريقة قد تكلفهم العيش بذلك العبء، سنوات طويلة، دون استطاعة التخلص منه.

الخطورة الأولى: باستطاعتي الوصول إلى الإباحية بسهولة:

إن المنتجات الاباحية متواجدة بكثرة، وبصفة مجانية، في أية منصة للتواصل الاجتماعي، أو أي متصفح كان؛ بل وحتى غرف الدردشة الجماعية، قد تحتوي على الكثير من الروابط، التي تؤدي بك إلى الكثير من المحتويات المزعجة أخلاقيا. صور فاضحة لمراهقين ومراهقات تنتشر مثل ألسنة اللهب، دون رضا أصحابها (فيما يعرف بـ إباحيات الانتقام) والتي سرعان ما تنتشر رائحتها بسهولة، فتحوم عليها ذئاب البشر، وتنشرها في مواقع ويب أخرى لذئاب أخرى، بحيث تستحيل سرطانا، لا يمكن استئصاله البتة.

والحقيقة أن ممثلي الإباحية، لهم نصيبهم من الذنب، فهم يمتلكون مواقعهم الخاصة سواء على الفيسبوك، التويتر، الانستجرام أو غيرها. حيث يحملون مقتطفات من أفلامهم الحديثة الخبيثة وصورهم الفاضحة، بحيث يروجون لأنفسهم وشركائهم، تلك الجرائم، عن طريق وضع الروابط، المؤدية إلى الفيديوهات التي أنتجوها مع بعضهم

الخطورة الثانية: باستطاعتي أن أخفي وأمحو كل ما أقوم به على الإنترنت:

من الأمور التي يجهلها الآباء والأمهات، أن بعض التطبيقات، تتيح الفرصة للأولاد بأن يخفوا تطبيقات أخرى، لا يريد أي أب أو أم أن يراها في هواتف أبنائه.

كما أن إعدادات التصفح الخفي، الموجودة في معظم برامج التصفح، لا تترك أي أثر لما يقوم به المتصفح، بحيث لا تقوم بحفظ نشاطات المتصفح. الحقيقة أن أي شخص يمكن له أن يمحو كل سجل نشاطاته، وكل ما قام به على الإنترنت، ويخفيها بكبسة زر. بما أن معظم الأولاد، يستعملون الإنترنت منذ سنين مبكرة، فالأحرى أنه على الآباء حماية أولادهم، باستعمال طرق المتابعة والمساءلة المتواصلة في الإنترنت.

الخطورة الثالثة: باستطاعتي التحدث مع الغرباء:

عدم الشعور بالراحة والخجل، قد يحافظان على استقرار وأخلاقية تصرفات أولادك أمامك، لكن يختلف تصرفهم، عندما يكونون في عالم الإنترنت بطريقة لا يمكن أن تتوقعها، بحيث ينكسر كل ذلك الخجل. وقد تؤدي بعض المشاعر، والأحاسيس، والتجارب بالأولاد إلى تكوين علاقات على الإنترنت مع أشخاص غرباء عنهم تماما.

من بين تلك التجارب العاطفية:

- الرغبة في الحصول على انتباه الآخرين والتواصل معهم.

- الشعور بالوحدة.

- نبذهم من قبل أصحابهم.

- الرغبة في أن يعتبروا جذابين.

- الإحساس الجميل بالحميمية في غير محلها.

- الحاجة إلى الترويح عن النفس مع شخص آخر خصوصا في غضون الساعة 03:00 صباحا.

# العلاقات عبر الإنترنت تتطور بسرعة كبيرة يوما بعد يوم:

يقوم الشباب هذه الأيام بإجراء مقابلات مع أناس آخرين، عبر منصات متعددة، فلا هم يواجهون نقصا في غرف الدردشة، ولا في مواقع المنتديات، ومجموعات اللعب، ولا في مواقع التواصل الاجتماعي، وفرص التعارف الحميمي.

فيمكن أن يكونوا أشخاصا من نفس المدينة التي يعيشون فيها، أو من المقاطعة التي يسكنون جوارها. ومن الجدير بالذكر أن أي محادثة عادية بريئة يمكن أن تتحول إلى علاقة حميمية قد تصل إلى الدردشة الجنسية أو حتى الجنس عن بعد، وبسبب عوامل مشتركة بسيطة ساذجة بينهما، كممارستهما نفس الهواية، أو مشاركتهما في حوارات شخصية عميقة، فيمكن أن يصلوا إلى حد الالتقاء ببعضهما شخصيا.

شبكة الإنترنت تسمح للمجهولية، بالتفشي والزيادة، وتسهل على أطفالك والغرباء (الذين يمكن أن يملكوا نية سيئة لأطفالك، أو يكونوا ذوي شخصيات مريضة) من أماكن أخرى، التحدث دون إظهار هوياتهم الحقيقية.

لسوء الحظ، فإن الكثير من الآباء، ليسوا واعين، ولا عالمين بكم الغرباء، الذين يفضفضون مع أولادهم يوميا على الشاشة، ولا هم مدركون لما يملؤون به أولادهم من أكاذيب وألاعيب، وقد يكون هؤلاء الغرباء أدرى بحياة أولادك المراهقين الشخصية، أكثر مما تعلم بها أيها الأب أو الأم.

#تجربتي مع الغرباء عبر الإنترنت:

أنا كأي طفلة في سن المراهقة، لها رغبة جامحة في معرفة الأشياء الجديدة، وغير مدركة ما هو مناسب، وما هو غير مناسب، في ذلك العالم الواسع، فقد تعرفت على الأقل برجلين يكبرانني بسبع سنين أو أكثر، واللذان اعترفا بأنهما يشتهيان الأطفال جنسيا.

أحدهما كان يبعث لي بصور جنس القاصرين، وكان يسألني أسئلة محرجة بصفة متكررة، فأحسست أنني ملزمة على الحديث معهما، بحكم الخوف. بدأت بالوثوق بأحدهما والتحدث معه في أمور شخصية، ولولا أنني بعيد عنه عدة مقاطعات، لكنت قد التقيت به ولما منعني الخجل، وعدم الشعور بالأمان، عن قضاء معظم أوقاتنا مع بعض إذا كان يسكن بقربي.

لم أخبر أمي بهذا الأمر، إلى أن مرت بضع سنين، بعد أن تخلصت من عادة استعمال الإنترنت بطريقة مفرطة، وقد أصيبت بالذهول، لأني لم أخبرها كل تلك السنين. والذي أذهلها أكثر، هو كيف أن تقوم تلك الحيوانات المفترسة، بجر طفلة صغيرة غير مدركة لما حولها، إلى حيز علاقة صداقة حميمية. حيث يقوم هؤلاء بمشاركة تفاصيل، وصور شخصية جدا، وفاضحة.

الخطورة الرابعة: يمكن أن أتعرض للإكراه عبر الإنترنت:

يحدث التسلط عبر الإنترنت، عندما يتم التجسس، واتباع أخطاء الأشخاص، أو تهديدهم، أو إلحاق العار بهم في العلن. فالمتسلط، والمتنمر عبر الإنترنت، لديه القدرة على تهميش الأفراد، والجماعات، وتعقيدهم، عن طريق إنشاء صفحات في الفيس بوك، وحسابات مزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث يمكنه تسليط الضوء على عيوب هؤلاء الأشخاص، ونشرها سواء كانت تلك العيوب حقيقة، أو تصورا، إشاعة أو مبالغة، ليس إلا.

كل تلك الأعمال الشنيعة، يمكن أن تحدث بطريقة سرية، وتكون مجهولة المصدر. فهؤلاء يمكنهم أن يخفوا هويتهم خلف شاشتهم، وخلف حساباتهم المزيفة، بحيث يوهمون فرائسهم بأن أشخاصا معينين آخرين، يقومون بمهاجمتهم، في حين أن هوياتهم متقمصة من قبل هؤلاء المتسلطين، ولا علاقة لهم بتلك الأعمال الأنانية. كما أن الراحة التي يجدها في كتابة الرسائل، وترك التعليقات، تسمح لهم بأن يكونوا أكثر قساوة، وقبحا، مع الآخرين بدرجة لا يمكن أن يصلوها،عندما يتحدثون وجها لوجه.

التنمر عبر الإنترنت، يمكن الظالم من إظهار أحلك جوانب شخصيته. فأحاسيس الحقد، والحسد، والاضطراب، غالبا تقود الأفراد، إلى انتقاد الآخرين، دون حدوث أي نتيجة سلبية، كخصام إذا ما نتج (وهذا لا ينطبق على خصام في ملعب، أو صراخ وسط لعبة كرة قدم، حيث يمكن لكل الفريق أن ينضموا للعراك) فهي تمنح الإحساس بالقوة لمن يقوم بها.

#لماذا يخفي بعض الأطفال معاناتهم:

رغم أن الكلمات، يمكن أن تضر، وتجرح المشاعر، إلا أن الأطفال الذين يعانون من التنمر، غالبا يكبتون مشاعر المعاناة في أنفسهم، كي يتجنبوا أي حرج أمام والديهم، ومدرسيهم، أو زملائهم. هم لا يريدون لفت أي انتباه إليهم، ولا أن يعرف الناس ما يقال لهم أو عنهم، خوفا من أن يتطفل الناس، فيكتشفوا الحقيقة عنهم.

إن الضرر الذي يحدثه التنمر عبر الإنترنت، رهيب ويمحق سمعة الكثير من الناس بصفة غير متصورة.

الخطورة الخامسة: يمكن لي أن أجد الجواب لكل سؤال عبر جوجل:

إن مهمة بناء ثقة النفس عند طفلك، ليست بالأمر الهين، فهو يتطلب وقتا كثيرا، ويحتاج إلى شخصية ثابتة في المبدأ.

فالأبناء لن ينفتحوا إلى آبائهم، إذا كان الوالد معتادا على إحراج ابنه، أو التحدث عنه في غيابه، للتقليل من شأنه أمام الآخرين، أو التذمر عن كل صغيرة وكبيرة يقوم بها.

عندما يواجه الأطفال بعض الأسئلة، التي يجدون الحرج في طرحها على والديهم (سواء كانت حول نموهم الجسدي، أو الجنس، العلاقات الغرامية، أجوبة الفروض والواجبات… إلخ) فإنهم غالبا يختارون الإنترنت، لإيجاد ضالتهم في الأجوبة، هذا يمنحهم القدرة على طرح الأسئلة، مع إخفاء هويتهم، والحصول على أجوبة عميقة، مفصلة، من مصادر متنوعة، حتى وإن كان المصدر غير معتمد، خاطئ أو حتى خطير.

يجب على الوالدين أن يكونا واعيين أن أي موضوع، يمكن أن يُبحث عبرهما. فالإنترنت يحتوي الكثير من مجموعات النقاش الافتراضية، والتي تشجع بصفة غير مباشرة، إلحاق الأذى بالنفس، والاضطراب في الأكل، وتنشر صورا لما قبل وبعد تلك الأمور، وتدفع الأبواب على مصراعيها، لممارسات وأفكار مستبعدة وشنيعة.

بعض المواقع الالكترونية، تعرض المئات من مفردات الجنس مع معانيها، وغوغل الخاص بالصور، يظهر ما لا يمكن تصوره من الصور الفاحشة. وبما أن أي أحد كان بمقدوره تحميل الفيديوهات في اليوتيوب، فهو يحتوي على مواد تعليمية وأخرى فكاهية، وأخرى غير مناسبة أبدا.

نصل معكم أحبتنا، إلى نهاية الجزء الأول من هذا المقال، ونتابع معكم في الجزء الثاني بعنوان (أيها الوالدان، يمكنكم حماية أبنائكم من أخطار الإنترنتلقراءته اضغط هنا من فضلك.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: Omar Bouchelaghem
  • تاريخ النشر: 5 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 558
  • عدد المهتمين: 140
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك