أيها الوالدِين، يمكنكم حماية أبنائكم من أخطار الإنترنت (الجزء الثاني)

حتى وإن لم يكن أبناؤك بعد يقومون بالبحث عن مثل هذه الأشياء المحرمة، فإنهم معرضون لها عن طريق أصدقائهم ورفقائهم.
A+ A-

حتى وإن لم يكن أبناؤك بعد يقومون بالبحث عن مثل هذه الأشياء المحرمة، فإنهم معرضون لها عن طريق أصدقائهم ورفقائهم.

إن لم تكن أنت الوالد الحقيقي لابنك تراقبه، وتحاسبه، وتمد له يد العون، حتى يخوض غمار هذه الحياة، وتقف معه في جميع جوانب حياته، فإن الإنترنت سيحل محلك، فيكون المصدر للأجوبة عن جميع أسئلته. مهمة التربية عمل بدوام كامل، تتطلب منك التضحية وكل المجهودات، حتى تنشئ أولادا متزنين، غايتهم إرضاء ربهم ووالديهم ومعاملتهم بكل صراحة وشفافية.

- أظهر اهتماما بمعرفة تفاصيل حياة أبنائك.

كن متواجدا دائما في حياة طفلك، حتى يجدك عندما يحتاجك، وابذل جهدك حتى تتحمل أي خبر عن مشكلة قام بها، أو أي سؤال في غير محله، بكل صبر، وبهجة، وتفهم. فإذا كان أولادك يعانون كي يكونوا شفافين معك، أو يظنون أنك لا تفتح لهم أذنك، فإنهم سيبحثون عن أذن أخرى، تقبلهم، وتستمع إليهم في مكان آخر، كأذن غريب من الإنترنت، يعيرهم الانتباه أكثر مما أنت تفعل.

- بادر بالتحدث مع أولادك في المواضيع الصعبة.

يحتاج الوالدان إلى إجراء أحاديث مهمة مع أولادهم، حول مواضيع الجنس الحرام وعواقبه، ضغط رفقاء السوء، وكذا حول النزاهة، كيفية تجنب الترفيه المنحرف، كيفية اختيار الصحبة الصالحة التي تنفعه، واجتناب السيئة التي قد تودي به في الهلاك…إلخ

 فالكثير من الآباء لم ينجحوا في تربية أولادهم، لمجرد أنهم لم يفتحوا أبواب النقاش الصريح معهم من سن مبكرة.

- حاول زرع بذرة السلوك الصحيح عند ابنك:

الكثير من الأولاد ينشؤون في محيط دون قدوة حسنة، يقتدون بها، أو نظام ومبادئ يعيشون عليها. فبعض الآباء مثلا يمتنعون عن اصطحاب أبنائهم معهم إلى المساجد حتى يعمروها، ويتذوقون متعة الإيمان. وبعضهم الآخر لا يعلم أبناءه تعاليم القرآن ومفاهيمه، وما جاء به شفاء لكل سؤال وداء. لذلك يميل الأولاد إلى ارتكاب المعاصي، وتضييع وقتهم في المواد الإباحية، بدل منفعة للدنيا وللآخرة. 

- لا تتهرب من إجابة سؤال "لماذا؟" 

يمكن لبعض الآباء أن يجيبوا بـ (لا) دون إعطاء الأسباب لما وراء تلك الإجابة، وهذا قد يؤدي بالأطفال إلى أن يتمردوا، بسبب اعتقادهم أن آبائهم متخلفون، أو محدودو المعرفة. فالناس إذا لم يدركوا المنطق من اجتناب فعل ما، فهم طبيعيا يميلون إلى فعل عكس ما يُأمرون بتجنبه. والأسوأ من ذلك، أن بعض الآباء غير عالمين بكل الخدمات التي تقدمها الإنترنت، وبالتالي فهم لا ينبهون أولادهم بها أصلا، ولا يضعون رقيبا عليهم، ولا هم علموا أولادهم ألا يبحروا في مياهها الخطيرة.

- أوجد النظام والانضباط:

رغم أن الأولاد والمراهقين، لا يفضلون النظام والقواعد، إلا أنهم بإرغامهم عليها، يحسون بالأمان، والطمأنينة، واهتمام الوالدين، خصوصا إذا طبق النظام (بالطريقة الصحيحة) بعد ارتكابهم الأخطاء. لا بشر في المعمورة يتعمد عيش حياته، وفعل ما يحلو له، بناء على نزوة عابرة. ولكن للأسف، فإن النهاية معروفة، ولابد لتلك النزوة، عواقب وخيمة أوان الفطنة.

- تذكر كيف كان الحال عندما كنت في عمر أولادك:

مرحلة المراهقة، مرحلة معقدة في حياة الإنسان. فلا المرء طفل بعد ذلك، ولا هو راشد بعدُ. والمركبات الهرمونية في تغير مستمر. فيبدأ المراهق بالخوف من الوقوف أمام الجمع، ويبدأ بمحاولة الحصول على الاستقلالية من والديه. ومما لا شك فيه أن شباب اليوم، يمرون على هذه المراحل الصعبة في وقت مبكر بسبب سهولة الحصول على أي شيء متوفر على الإنترنت.

آمل أنني عبر هذا المنشور، قد وفقت إلى إيقاظ ضمائركم، وتوفير المعلومات لكم، حول كل ما يجول في عالم الإنترنت. ومن الجدير بالذكر، أنه ببقائكم مهتمين بحياة أولادكم، ووضع الحدود اللازمة في تصرفاتهم، وممارساتهم، اليومية يمكنكم مساعدتهم على تجنب الأخطار، التي يحويها الإنترنت، وعلى تعلم كيفية الاستعمال الصحيح، الذي يرضي الله ورسوله، ويبعد الضرر عن صحتهم ونفسيتهم إن شاء الله. 

نصل إلى نهاية الجزء الثاني، ومن يحب أن يقرأ الجزء الأول بعنوان (خمسة مخاطر على الإنترنت لن يخبرك بها أطفالك) اضغط هنا من فضلك.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: Omar Bouchelaghem
  • تاريخ النشر: 27 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 623
  • عدد المهتمين: 152
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك